هل سيعظ المسيح بمثل ما كان يفعل لو عاد الينا الآن.؟
جلالمرقس عبدوكا
ما أجمل ما تحلى بها المسيح من تواضع وحكمة وتسامح في عصر كان البشر أحوج ما يكون الى حنكة داهية كي يرشده نحو طاعة ربه . عندما تحمل أصناف العذابات ليس لأن طاقته مشلولة تجاهها، بل ليعَلِّم الآخرين أن مشقة الحياة تتطلب التضحيات ، وأن قدرة الإنسان على التسامح تعطي زخما هائلا لعظمة المتاسمح تجاه الآخرين والظالمين حصرا .(ربي إغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون) لنسأل : هل كان الجلادون متيقنين من أن روح رب موسى متجلية في جسد المسيح ويصرون على قتله.؟ اليهود ما كان هدفهم قتل الإله بل محاربة من يتبنى الألوهية ويملكون ربهم المعبود كما وصاهم موسى، لست هنا منحازا لأًبَرِّيء ساحة اليهود من دم المسيح .
القوانين والأعراف الدولية تمنح الخاطيء فرصة الندم والتوبة بعقوبة معينة عندما يرتكب جرما ، وبخلاف ذلك فإن إنزال العقاب الصارم لا بد منه كي تًجَنِّب الشعب من أضرار جرائمه لو تمادى في ممارستها . إن كان المسيح له المجد غافرا ذنوب المسيء ليس من أجل فرصة إضافية له كي تأخذ سيئاته منهجا ثابتا تشمل الإنسانية بكل تشكيلاتها ، فكم من البشر كالمسيح يحمل الصبر ويرى المنكوبين يتعذبون دون رحمة . لا نرى مبررا أن يحبس المسيح دموعه وعيون غيره جفت دموعها ، هل رجاؤه من ربه أن يغفر المسيئين اليه يجب أن نغفر للجلاد بقتل الأبرياء وإغتصاب النسوة ... معذرة ربي ... لو عًدتَّ الآن والعذراء برفقتك كيف تغفر لعصابة تغتصبها .!!! لا نظن أن ربك يرضى بانتهاك حرمة من إنتقاها لتكون والدتك لأنها الطاهرة النقية .
نؤمن أن التسامح يًلَيِّن - الى حد ما – قوة الحقد والكراهية لدى بعض من أًغتًسِلَت أدمغتهم كي يعودوا الى رشدهم ، لكن كيف يجب التعامل مع من إتخذ العنف منهجا ثابتا يَعيهِ ويمارسه بإدراك يقين في كل الأزمان وعلى جميع البشر .! هل نًحَقِّنَهم بمورفين الغفران آملين توبتهم .!؟ كيف يتوب المجرم ويستغني عن ملذات جرمه ما دام الغفران ينهمرعليه مدرارا كامطار الربيع ، إذن أين الحكمة عندما نقف جميعا في حضرة الرب للدينونة يوم القيامة فيفرز الصالحين عن الطالحين فيرسل المسيء الى النار ويضم الخيرين الى ديوانه .!
أتوسل اليك ربي ، ألاّ تعود الآن كي لا تندم على ما وعظت به على الجبل وكانت مفتاح نشر تعاليمك النبيلة ، ربما سيطعن بمردودها الإيجابي مَن تأذَّى وقاسى الالام حاليا ، بل ربما سيستغلها المُهرِجون للعنف لِيًرَوِّجوها من أجل تصعيد وتيرة همجيتهم طالما ينالون الغفران تلو الغفران . سوف لن ندير بعد الآن صفحة وجهنا الأخرى لصفعة ثانية ليس لأننا نتمرد على نصائحك بل لنحمي ثبوت إنتمائنا دون إستسلام وخضوع .