المحرر موضوع: مار باوي ليس الصوت الصارخ في البرية .. " انما قد يكون الحجر  (زيارة 1859 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوخنا اوديشو دبرزانا

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 60
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأب الفاضل عمانوئيل يوخنا
بارخ مار .... أبتاه

بقلم : يوخنا اوديشو دبرزانا *


" مار باوي ليس الصوت الصارخ في البرية .. " انما قد يكون الحجر .

أبتاه .. كلمة المستضعفين كلمة الأله المتجسد في ضعفه البشري ، حين لبس ناسوتنا ، لست أدري كم تشعر بها كم تحسها ، أما أنا فأرجوك وأرجو الكهنوت كله من خلالك أن تلمسها ، أن تعيشها ، أنها أستنجادي أنها صرختي . أنا العبد الفقير في هذا الزمن الأسمنتي ، أبتاه والألقاب الأخرى " خسيوثا – طونوثا – قديشوثا " بأختصار ، هي السوط اللاهب لظهر متلقيها  ، أن كان  له أي قدر أو شعور بمسوؤليته ، لذا نتوسل اليكم أن تعيشوا استغاثتنا ، أما انا فأعدكم انها رسالتي الأولى والأخيرة اليكم ، وأني لمعترف سلفا أني لا أستطيع مجاراتكم ، فعلى ما يبدو أنكم متفرغون للكتابة ليس الأ .

أبتاه أي أتبع ؟

لم اسألكم غي السياسة أي اتبع .. فأنا مقدر الجواب سلفا ، خلال كنيتي " دبرزانا " ستقول لي اليك بالبارتي حزب ال البرزاني وستنال الكثير ، لكنني أوفر عليكم الرد ، أني أحد أعضاء المنظمة الأثورية الديمقراطية مدرسة " ابراهيم بالخ ، أشور خربوطلي ، فريدون أتورايا ، نعوم فائق ، بولص بداري ، شكري جرمقلي ، سعيد قرياقس ، والأخرين . سؤالي اليكم في الجانب الروحي من حياتنا .
أبتاه مار باوي ليس الصوت الصارخ في البرية ، فالبراري والغابات تقلصت وتحولت الى أسمنت وحديد ، وكذلك قلوب الناس وبالأخص الكهنة فما لسان حالي الأ قصيدة كنارة الروح .. زمن شرير ينطق شره ، أبتاه عد اليهم ، الى أفرام سريايا ونرسه كنارة داسروخ ، ولصوباوي وياقو تأسروخ والعبرايا .. ما لك وكيركجارد وكبريال مارسيل ، لتشهد بهم في مقالاتك ، ألم تهجر الهندسة " العلم المادي " كي تكون خادما للكلمة ؟ في البدء كانت الكلمة .. فلنحاول جميعا أن نعيش فعل الأيمان ، ولفعل الأيمان أركان ثلاثة أولها الوداعة ، ثانيها التواضع ، ثالثها المواجهة . والمواجهة هي صفة الانسان المسيحي الملتزم المقتدي بالرب يسوع المسيح ، ألم يواجه السيد المسيح الكهنوت ؟ ألم يواجه الكتبة والفرسيين ؟ أم يواجه الديان ؟ ألم يواجه الموت؟. وفي كنيستنا المشرقية والتي ظلما سميتموها بالكنيسة الأشورية أمثلة للمواجهة ، بدءا من بار صباعي ومار قرداخ ، وأخرهم شماشا يونان أو الربان يونان تخومنايا صاحب " كوجه" الذي وخز بطن البطريرك بعكازته في زمانه قائلا : أن الحق قد ابتلعه الجاموس ، ويعتبر الأن أخر الأنبياء الأشوريين .

أبتاه لم اقرأ ، لم أسمع ، لكني رأيت وسأروي لكم وللقارىء الكريم ما رايته وشاهدته وحينها اخلي بنفسك ومارس نوعا من الرياضة الروحية بعيدا عن السياسة والأنترنيت والبال تاك ومشاكل البيت ن عش لحظة وحدانية وجدانية ودع الرب يلمس قلبك ، وارشدني بهداية الرب من اتبع " فاليك المشاهدة الاولى " : في اقسى شتاء مرير مر على قرى الخابور انعم علينا بزيارة أحد أساقفتنا تهللنا مبارك الأتي بأسم الرب الأطفال والشيوخ والنساء لم يأبهوا بدرجات الحرارة المتدنية دون الصفر وسرعة الرياح العالية ، فحرارة الأيمان أذابت كل الجليد ، وفي كل قرية نزل فيها سيدنا فرشت الأرض بالبسط والسجاد وحملت السيارة وتزاحمت الناس للمصافحة والمباركة وقسم اكتفى بلمس الثوب أو الرؤية ولو من بعيد . سؤالي لذاك الأسقف ، هل قدر ذلك النبل في المشاعر وتلك الحرارة الأيمانية أم أعتبرها سذاجة مطلقة مترسخة في أبناء الخابور ؟ .

أسقفنا الجليل كان موضوعا للصحافة والألسن السليطة ولانعقاد مجمع سنهوديقي خاص وأنتم الأدرى بالبئر وغطائه .. وحاش لي أن اتهم ذاك الأسقف بما اتهم به .

المشاهدة الثانية : لقد كان مار نرساي مظطربا وفي حالة عصبية عندما دخلنا أنا والأستاذ المهندس جورج ميرزا بهو المطرانية في مدينة الحسكة للأحتفاء به ، كعادة ابناء الطائفة في سوريا لم ينتظر مصافحتنا وأنما هم قائلا بالحرف ومخاطبا الأستاذ جورج ميرزا : رابي جورج أوقفوا ذاك المجنون أويا والأ .. فان يدي هنا ايضا طويلة ، أويا وجورج أبناء ضيعة واحدة ، وقصة أويا مع مار نرساي باختصار شديد هي كالتالي :

على ذمة أويا مار نرساي طلق منه زوجته جورا عندما كان في السجن ، وابناء الخابور يعرفون أن أويا أمضى في السجن أكثر من سبع سنوات ظلما وعدوانا بوشاية ظالمة من أنسان سافل وتهمته كانت انتمائه الى حزب الكتائب اللبنانية ، وحجة التطليق أن أويا قد مات في السجن والزوجة الصبية زوجت لأحد أقاربها المحارم .

بعلمي وعلى ذمتي وأنا الشاهد ، الأركذياقون كيوركيس كاشا أثنيل طرد انطوانيت " زوجة أويا " وأثنان من أبناء عمتها من مكتبه عندما جاؤا يطلبون منه فسخ زواجها كون أويا متوفي في السجن ، وبعدها سمعنا بتوجههم الى لبنان حيث ذويها يعيشون هناك تاركة أبنها البالغ حينها سنينه السبع في عهدة جده وجدته ، وبعدها أطلق سراح أويا من السجن بعد حين ، الا تصلح قصة أويا لفلم أشوري ركيك ليس من خمياني ، بل ادع القارىء يختار العنوان .

المشاهدة الثالثة : في زيارة قداسة مار دنخا الرابع الثانية لسوريا ، اجتمعنا اليه أكثر من خمسين من مثقفي الطائفة ومن مختلف التيارات السياسية وأختير أربعة أشخاص للتحدث لقداسته ، وحدد لكل من الأربع موضوعين ، ولي الشرف أن اكون أحدهم ، وتناولت في مداخلتي موضوعين ، الأول التسمية الحديثة للكنيسة " الأشورية الشرقية " ولما لها من دلالات وانعكاسات سلبية بتقزيمها للكنيسة ولمفهوم القومية في أن ، وضربنا لقداسته مثلا حيا في قرانا في الخابور ، حيث تتداخل الطوائف الثلاث في هذه القرى وحتى ضمن القرية الواحدة .  والموضوع الثاني كان حول تكريس وتفعيل دور المجلس الملي والهيئة الأدارية ، لا تقزيمها كونها هيئة مختارة ومنتخبة بأبناء الطائفة ، أما الأهم في اللقاء فكان موضوع لقاء قداسته مع الرئيس المرحوم حافظ الأسد وحددنا مطلبين لأبناء الطائفة :

الأول : تنفيع العائلات الأشورية المستحقة بأراضي مزمع توزيعها علىالفلاحين في منطقة الجزيرة كون المساحات المملوكة في الخابور( ابناء الطائفة ) لا تتوافق مع كبر وحجم العائلة .
الثاني : المطالبة بفتح فرع لمدرسة فارس الخوري في مدينة الحسكة ، حيث يسكن المدينة أكثرمن أربعمائة عائلة من أبناء الطائفة وللأسف وعلى ذمة مار أفرام حيث كان مرافقا لقداسته ، فقد دس في جيب قداسته مطلبين متعلقين بشخصيتين أشوريتين للاهتمام بهما ، فأختزلت الرعية في شخصين

المشاهدة الرابعة :  كان قد قام الأركذياقون كيوركيس قاشا أثنيل بعمل تربوي قومي جليل الأ وهو تحويل سلسلة المرحوم الملفان عبد المسيح قرة باشلي والمعتمدة في المدارس السريانية في العالم من اللهجة الغربية والخط الغربي الى اللهجة الشرقية والخط الشرقي ، والسلسلة من الصف الأول الأبتدائي الى الصف السادس الأبتدائي ، وأعتمدت من قبل المجلس الملي ودرست لسنين ، وكانت غايتنا توحيد المناهج وتمكين أبنائنا من اللغة الأدبية والوحدة في المناهج ، يتبعها الوحدة في التفكير الأ أن قداسته في زيارته المذكورة الغىالسلسلة واعتمد كتابا ساذجا ، والأن فالكتب المطبوعة من السلسلة المذكورة والتي هي من عطاءات فقراء الخابور ، جعلت طعما للفئران ، علما أني شخصيا فندت حجة قداسته في صعوبة اتقان اللغة الأدبية من قبل اولادنا ، فرويت له هذه الحادثة : كنا اللجنة التعليمية والثقافية في الهيئة الأدارية في الكنيسة في زيارة تفقدية للمراكز التعليمية في صيف 1993 وفي قرية " ديزنايه " وتحديدا في مركز مار شمعون بارصباعي ، وبعد متابعة الدرس طلب الأركذياقون كيوركيس من أحد التلاميذ القراءة ، فقراء وشرح وفسر وأجاد في القواعد ، سئل الشاطر عن أسمه فكان أسمه " محمد عدنان العجيل " أنه أبن مفتش مادة التربية الدينية الأسلامية في ثانويات محافظة الحسكة ، حيث يملك أراضي زراعية وبيت في القرية المذكورة ، ضحك سيدنا للرواية .. ياللعجب ، تستصعب لغة السورث علىأبنائها من ( أشور وكلدون وقرياقوس وكبرو ) وتهون على محمد . أدع الحكم لضمير القارىء .

أبتاه .. قبل توديعكم دعني أقف عند بعض النقاط :
الأولى : مارباوي ليس لابسا لقناع ، فعهدنا به شماسا وقسيسا وأسقفا ، ودعوته هي ثورة من التراث
وليست عليه ومواجهته هي تراثية متجذرة مروية بدم المسفول من جنب المصلوب على الخشبة ، نصلي كي تطال بقية طوائفنا وكنائسنا فهو الكهنوت الأحوج ماكنا اليه لمواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين ، كنسيا وقوميا ، بأختصار شديد مار باوي يعيش الكلمة وفي الكلمة .

الثانية : يؤلمني تباكيكم على كنيسة المشرق ، ترى ماذا أبقيتم منها ، فاحتكار اللغة وحجبها عن العامة هو احتكار للتراث ودفنا له ، هذا من جانب ، ومن جانب الأخر ، أستحلفك بربك بهكذا كهنوت نستطيع أمتلاك الجيل الجديد ؟ ومن لا يملك الجيل لا غدا له ، هنا تحضرني نداية مثلث الرحمات المعلم القومي قاشا بولص بداري حين كان يبكي ويقول " كنا ملايين وأصبحنا ستين " لن أتكلم في الديمغرافية فقط ، بل احيلك الى نفسك ومقالتك الديمغرافية تتكلم .

الثالثة : كتاباتك كلها في الشأن السياسي ، وأنت أتخذت الكهنوت مسلكا وطريقا بعد أن هجرت الهندسة ، فهل الكهنوت لك قناعا ؟ ، من فمك أدينك ، ألم تقل وتستشهد بمقولة فيلسوف وجودي " السياسة مفسدة العقل " ترى أذا كانت كذلك ، ماذا أبقيت من كهنوتك ، ترى أهي دعوة أخرى لاحتكار الدنيا والأخرة ، جلي خطأك في كتاباتك ، والخطر فيها كأنك تحاكي جهلة ، تتكلم فيها وكأنها الحقيقة المطلقة ، معتمدا على الذاكرة الضعيفة ، معتمدا على تفرغك الكامل لهذا الشأن ، ولست ادري كيف أجزت لنفسك نفي نظرية المؤامرة على شعبك وقضيته ، هذه المؤمرة الممتدة من 1914 الى التنكر لمؤتمر بغداد 2003 وقراراته .. أبتاه ، فلو سألتك في السياسة من أتبع قبل ثلاثين عاما ، لقلت لي التحق بمجموعة ناظم الكزار الأشورية ، وهذه على ذمة المرحوم الشهيد توما توماس وبعض من عاشوا المرحلة من زملائكم في النادي الثقافي الأثوري في بغداد ، عندما سألناهم ونحن نقرأ بشغف في سوريا " طربه من أثرا "

أبتاه .. عودة رفاقنا من الشمال العراقي والندوات المشتركة في أوربا والخابور والقامشلي مع قيادة وأعضاء الحركة الديمقراطية الأشورية ، أثلجت صدورنا لأن سبعون بالمائه من أبناء شعبنا في الشمال وسهل نينوى مع الحركة " زوعا " والأنتصار الأعلامي لمعارضيها قد يضمن شيئا من الحقيقة وليس كلها ، لكن ليس دائما ، ويبقى الشك في المواقف أنقاذ من الضلال والتضليل وسيبقى مار توما رمزنا وقدوتنا ، هكذا أراده السيد المسيح وأختاره ليكون من تلامذته ، أرجو الأ تعتبرني متخفيا وراء أسم مستعار أو منتسبا لزوعا ، وكذلك لم يكن المهندس زيا أوديشو ، فأرجو الأ تؤلمك الحقائق ، أما من أتبع روحيا ، دعني استعير من العلامة الكبير المطران جورج خضر هذه العبارة
( سأتبع المقهوريين فأولئك حاكوا الحب وصنعوا الحضارة اليس بالقهر انتصر المصلوب ) ، وأعود الى الكتاب المقدس ، الحجر الذي رذله البناؤون ، اصبح اليوم رأس الزاوية .

هوذا رجائنا في مار باوي ، قد يكون ذالك الحجر لكنيستنا وأمتنا .


                              

* عضو سابق في اللجنة المركزية والمكتب السيلسي للمنظمة الديمقراطية الأثورية
* عضو منتخب في الهيئة الأدارية لكنيسة الأشورية الشرقية لعدة دورات [/b] [/font] [/size]