المحرر موضوع: خيار مسيحي الشرق بين التهميش والذبح !!  (زيارة 1006 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
خيار مسيحي الشرق بين التهميش والذبح !!

أوشــــانا نيســـان
يبدوا أن العقلية الهمجية للتنظيمات الاسلامية "المتطرفة" جدا وعلى رأسها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام "داعش" والاستراتيجية المنتظمة لهذا التنظيم في تنفيذ المجازرالجماعية خلال الفترة الاخيرة، نجحت بامتياز في تعرية مضمون شعار ما يسمى زورا ب"التعاشي الهش" بين جميع الاعراق والمذاهب التي تستوطن بلدان الشرق الاوسط. حيث تعود التنظيم أن يصّور اجراءاته الدموية البشعة ضد ابناء الاقليات العرقية غير العربية وغير المسلمة، بهدف بث الذعر في قلوب الاقليات واجبارهم على الهجرة. 
حيث قبل أن تجف دماء المواطنين الابرياء من أبناء محافظة نينوى العريقة، تم ذبح       (21 ) مواطنا قبطيا مصريا في ليبيا يوم الاحد المصادف 15 شباط الجاري، ثم تأكد بالامس ، خطف 150 أشوريا على يد تنظيم داعش من قريتي تل شاميرام وتل هرمز الآشوريتين الواقعتين في محيط بلدة " تل تمر" في محافظة الحسكة السورية بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي وحدات حماية الشعب والتنظيم إثر هجوم عنيف للأخير فجرا على المنطقة.
صحيح ان قرار التنظيمات الاسلامية المتطرفة جدا وعلى راسها تنظيم "داعش" الارهابي في تصوير عمليات الذبح والحرق ضد الابرياء من أبناء الاقليات العرقية المذهبية غير العربية في بلدان الشرق الاوسط، هو نتاج الارث الثقيل الذي تركته الاجهزة الدموية والشوفينية للانظمة الشرقية وتحديدا العربية التي خططت بانتظام في سبيل محو وجود وهوية المواطنين الاصليين وفي مقدمتهم الشعب الاشوري العريق في العراق. لان جهل النظم الشرقية بتاريخها بات امرا يخوفها ويقلقها باستمرار.
أذ للاسف الشديد مثلما سكت أعلام النظم الشرقية، العربية منها والاسلامية على حد سواء في قتل وأبادة الايزيدين في مدينة سنجار وضواحيها بالامس، أطبق الصمت من جديد على أبواق نظم الاستبداد العربية والعالم كله يحبس أنفاسه ترقبا لما سيحدث للاشوريين المخطوفين من قبل تنظيم "داعش" في سوريا، ولاسيما بعدما نقلوا بعجالة الى معقلهم "الشدادة" بعيدا عن أنظار المجتمع الدولي ليلاقوا لاسمح الله مصيرهم الاسود. رغم ان الكل بات يعرف، أن هناك حساسية واضحة بدأت تطفو على السطح ضد جميع الاقليات العرقية غير العربية والمذاهب غير الاسلامية أي هاجس المجتمعات المتنوعة، وذلك طبقا للفقرات المزنرة على أجندة الاسلام السياسي الجديد، خلافا لكل الايات والسورالتي وردت في القران الكريم :
"وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ، وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ، وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً" (سورة الحديد 27). بما فيها نظرة القران الى الانجيل. حيث يرى القران أن الانجيل كتاب سماوي مقدس منزل من الله على المسيحي والمسلم وكل من أمن بالله قراءته بقوله:

"نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَنزَلَ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ مِن قَبْلُ هُدًى لِّلنَّاسِ" (سورة أل عمران 3و4).
وفي الختام يفترض بنا جميعا ان نعرف، أن الاشوريين المختطفين هم أبناء وأحفاد الاشورين العزل أولئك الذين نجوا باعجوبة من مخططات مذبحة سميل عام 1933،المجزرة التي خلقتها عقلية النظام العراقي الجديد واودت بحياة الالاف من أبناء شعبنا الاشوري في مدينة سميل وضواحيها. ومن المنبر هذا يجب أن نرفع صوتنا عاليا لتصحوا جميع المنظمات الانسانية العالمية من غفوتها وتسارع في تحرير الاشوريين المختطفين من قبل "داعش" وانقاذ ما يمكن انقاذه مما تبقى من أبناء الشعوب الاقليات العرقية والمذهبية الاخرى من مصيرها المحتوم في الشرق الاوسط.