المحرر موضوع: مأساة سماح الجزء ٢  (زيارة 1330 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مأساة سماح الجزء ٢
« في: 03:14 01/03/2015 »


مأساة سماح الجزء ٢



سلوان ساكو


رأت سماح في الحلم انها في بيت قديم من الطين جدرانه متداعية ، وفي كل زاوية منه بيت للعنكبوت،  وفي باحة البيت وهَيِّ واقفة في وسط البيت ، رأت أمرأة تخبز فصاحت سماح على المرأة فدارت وجهها ولكن كانت المرأة  دون ملامح أشبه بمسخ ، فخافت وركضت الى الشارع ، وستمرت لاهثة في الجري الى ان لاح أمهما شخص يشبه أباها على بعد أمتار منها ، فتوقفت وسارت ببطئ شديد نحوه ، وحين أصبحت بمقربة أكثر أبتسم لها ببراءة  مادا يده اليمنة لها برفق وحنان  ، حين رأته هكذا استراحت انفاسها ووضعت يدها في يده ، حين أصبحت اليدان متشابكتان سحبها بقوة وعنف الى صدره واخرج سكين من وراء ظهره كان يحملها في يده اليسرى وغرسه عميقاً  في صدرها الى أن سالت الدماء مدرارا على اساملها البالية ، في لحظة الموت هذه رأت الوجه ، لم يكن وجه ابيها بل وجه شخص شرير ذو ملاح شيطانية، صرخت بكل قوة  وصار العرق يتصبب  منها ، ولم تصحوا من هذا الكابوس إلا على صوت أمرأة تهزها ، فستيقضت وقد أصبحت كتلة من العرق ، فتحت عينيها  فرأت امرأة في العقد الرابع تنظر اليها بحزن بالغ وتجفف بثوبها الممزق وجُهها ، ارادت ان تتحدث ولكن الكلام كان محبوس في حنجرتها لا يقوى على الخروج ، ارادت ان تنهض فساعدتها المرأة وأتكتْ ظهرها الى الحائط بصعوبة بالغة ، حين تعودت عينيها على الضوء الخافت  الذي يلف المكان شاهدت غرفة متوسطة الحجم مملوءة  نساء يتحدثن بسوط خافت يكاد يسمع ، قالت سماح بجمل متقطعة للمرأة التي ساعدتها اين انا ومن هؤلاء الناس ، إجابتها الامرأة بلغة عربية ركيكة اننا نساء مخطتفات لدى أفراد داعش وهؤلاء النساء جميعهن سبايا لديهم  ، وسوفة يتم بيعهن في سوق السبايا  في الموصل . وسكتت المرأة ولف المكان هدوء غريب مثل هدوء المقابر . بعد قليل قالت لها ايضا ليلة البارحة كنتي تصرخين وتهذين بكلام غير مفهوم ، ونزفتي كمية من الدماء ، فنظرت سماح حولها وقالت اريد ماء فأخرجت المرأة قنينة بلاستيكية بداخلها ماء قذر ، وقالت هذا الذي يعطونه لنا اشربي قليلا ، وحين احتست منه سماح بصقته على الفور لمرارة مذاقه  ، وطأطأت رأسها كما احد يكسر لها عنقها .
 العالم كله يدور حولها،  الكرامة والشرف الذي انتهك،  الالم الفضيع الذي تحس به،  الجروح والقروح على جسمها بقع الدم السوداء على ثيابها، روحها المعذبة تتوق الى ترك هذا الجسم الهزيل ، لا تقوا حتى على البكاء ،  فوضعت المرأة المجهولة يدها حول رأسها  وضمتها الى صدرها وبكت بحرقة وألم. 
لم تمر فترة طويلة ، فتُح باب الغرفة ودخل عناصر داعش وقتادوا مجموعةً من النساء دون تشخيص. ورحلوا ، بعد فترة  دخلت مجموعة اخرى وأخذت خمس فتيات ورحلوا  .  بعد ساعة فتح عنصر واحد من داعش الباب وصار ينظر للكل كأنما يبحث عن شخص  معين ، وحين وقعت عينيه على سماح أشار بأصبعه ان تأتي ولكن لم يكن بمقدورها أن تتحرك  فقد خارت قواها نهائيا.  فصرخ  الإرهابي بها بقوة ارتعدت أركان الغرفة من شدة الصوت ، ولكن كانت هي بغير عالم ، عالم اكثر هدوء وسكينا اكثر طمأنينة  اكثر راحة،  حين رأها لا ترد قفز عليها وحملها مثل حمامة مهيضة الجناح .
ادخلها الى غرفة وأغتصبها من جديد ولكن هذه المرة كان على عجل ، وهي بين الحياة والموت لا تشعر بشئ مطلقاً ، انزل ثوبها ورش عليها ماء بارد وخرج واقفل الباب ورائه ، بعد اقل من نصف ساعة دخل عليها نفس الشخص الذي كانت قد جرحته في وجهه ، أراد ان يفعل بها مجددا ولكن هذه المرة كانت جثة هامدة  فاقدة الروح ، حركها قليلا ولكن كانت قد فارقت الحياة ، جرها من شعرها وبمساعدة واحد من الإرهابيين وألقوا  بها في حوض سيارة إلبيك أب ، وسارت السيارة بجثة سماح ، وكان العصر قد حل ، وصلوا الى ارض فارغة وألقوا الجثة بها ، ورحلوا ، عند المساء جائت الكلاب ونهشتها . في صباح اليوم التالي كان راعي اغنام يمر من هناك فرأى بقايا الجسد فأزاح عليه التراب  ما أستطاع ورحل . 
عانقتْ روح سماح السماء ، مخلفة ورأها الألم والشقاء الذي تكبدته خلال هذه الفترة القصيرة من عمرها الطري . بقى الجسد مُسجى ومُدما على قارعة الطريق ، أما الروح فظلت نظيفة تدعو باريها الى إنزال العقاب الى كل من سبب لها هذه الآلام .


غير متصل mahersako

  • عضو فعال
  • **
  • مشاركة: 39
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: مأساة سماح الجزء ٢
« رد #1 في: 04:34 11/03/2015 »
اخي سلوان فعلا قصة معبرة جدا وقد اندمجت بها الى الدرجة التي ادمعت عيوني على المسكينة سماح الرب يباركك فعلا قصة قصيرة لكنها معبرة جدا جدا
ان كنت حكيما لنفسك، وان كنت جاهلأ فوحدك تتحمل