وماذا بعد اقرار مجلس الامن والامم المتحدة ومعظم الدول - بوجودنا القومي ؟
اخيقر يوخنا خاض الاشوريون - من اهالي ولاية حكاري واورمي وبقية المناطق التي كانوا يعيشون فيها و قبل رسم الحدود الجغرافية للعراق الحالي - معارك كثيرة مع اعدائهم التقليدين - في سبيل الحفاظ على قراهم وممتلكاتهم اولا ومن ثم مطالبتهم بتحقيق حقوقهم القومية قبل الحرب الكونية الاولى والتي ادت الى سقوط الامبراطورية العثمانية وتقسيم شعبنا بين الدول المجاورة للعراق ( ايران - تركيا - سوريا ) - عدا قسم من ابنائ العشائر الاشورية التي انسحبت مع انسحاب القوات الروسية من اورمي بعد نجاح الثورة الروسية 1917 ودخلت روسيا وما زال ابنائهم واحفادهم يعيشون هناك الى يومنا هذا .
وكانت احداث مجزرة سميل التي وقعت في العقد الثالث من القرن الماضي والتي ذهب ضحيتها الالاف من الاشوريين - كاعلان سياسي للمجاهرة والمواجهة مع قوات النظام البائد انذاك والذي لم يكن يستجب لمطالب الاشوريين في التمتع بالحكم الذاتي لهم ضمن دولة العراق .
وقد اثرت تلك المجزرة كثيرا في الروح المعنوية التي كان يتمتع بها الاشوريين انذاك وعلى اثرها خفت روح المطالبه بالحقوق القومية مجددا ولعدة عقود حيث توزع ابناء العشائر الاشورية بين المدن الكبيرة ( الموصل وكركوك وبغداد والبصرة ) كمسعى للحصول على عمل للعيش حيث بمرور العقود اللاحقة انتقل الكثير من ابناء القرى الاشورية وعوائلهم الى تلك المدن .
وما ان حل العقد السادس من القرن الماضي وبدء الثورة الكردية حتى اصبحت العديد من القرى الاشورية شبه خاليه من السكان كما التحق عدد من ابناء تلك العشائر بالثورة على امل ان ينالون حقوقهم مع الاكراد .كما ان البعض من الاشوريين انضموا الى الحزب الشيوعي العراقي .
كما ان عدد من الشباب الاشوري المتعلم فيما بعد اقدموا على تاسيس احزاب سياسية خاصة بهم .
حيث كانت الحركة الديمقراطية الاشورية من اهم تلك الفصائل السياسية التي التحقت بالمعارضة العراقية ضد نظام صدام والذي اقدم على اعدام مجموعة من اعضاء الحركة .
وكان شعار الحركة الديمقراطية الاشورية ( الاقرار بالوجود القومي الاشوري ) كمطلب قومي اشوري مشروع .
وهنا نود ان ننهي تلخيصنا الكبير للمسيرة المرة التي مر بها الاشوريون عبر ما يقارب قرن كامل او اكثر وننتقل الى احداث يومنا هذا والتي هي استمرار للمرحلة الجديدة التي مر بها الوطن والشعب ككل بعد سقوط صدام 2003 .
حيث نجحت الحركة الديمقراطية الاشورية في اثبات وجودها ككيان سياسي يعبر عن طموحات شعبنا بكل تسمياته وذلك نتيجة فوزه المتوالي لعدة انتخابات جرت في الوطن .
ولكن نتيجة الظروف والاحداث الدموية التي سادت وبصورة يومية في الوطن اضطر العديد من ابناء شعبنا الى الهجرة .
ثم حدثت ماساة تهجير قرى سهل نينوى والتي ما زال العكثير من ابناء تلك القرى يقيمون ويعيشون ضمن ظروف قاهرة ومؤلمة .
وكل هذة المعاناة والماسي التي مر بها شعبنا فانه لم يحصل على شء يكاد يذكر من المطاليب المشروعة التي كان يطالب بها والتي هي بالاحرى من اوليات واجبات الحكومة الديمقراطية العراقية في ضمان الحقوق القومية لكل القوميات العراقية .-
وكاد الياس السياسي من الحصول على ابسط حقوقنا القومية ضمن الدوامة الاجرامية الداعشية - ان يجعل الكثير من ابناء شعبنا المهتمين بالشان السياسي او الشؤون الاخرى لشعبنا - يفقدون الامل في امكانية تحقيق شئ من حقوقنا على الارض .
وبصورة فجائية حلت بشعبنا كارثة مؤلمة اخرى ما زلنا نترقب نتائجها بحذر وخوف مما قد يحدث لابناء القرى الاشورية في محافظة الحسكة السورية التي غزاها داعش وشرد اهلها وقتل عدد من ابنائها واسرى عدد كبير منهم بينهم اطفال ونساء وشيوخ ورجال دين
والذين اصبح مصيرهم المجهول يؤرقنا ويقض مضاجعنا في كل يوم .
وكانت هذة الغزوة الوحشية الداعشية سببا في سماع ردود سياسية شاجبة ومنددة بما جرى للاشوريين من قبل معظم دول العالم - امريكا - فرنسا - المانيا - روسيا - المملكة المتحدة - وبقية دول اوربا اضافة الى دول عربية واسلامية اخرى _
ورغم فضاعة الجريمة التي اقترفتها تلك العصابات ضد الاشوريين واتلاف الاثار الاشورية في متحف موصل فانها من جانب اخر كانت سببا في انتزاع اعترافها واقرارها بوجودنا كاشوريين .
وبذلك الاعتراف السياسي فان شعبنا الاشوري قد حقق مطلبه بشرعية وجوده القومي مما يجعل الاشوريين في مامن من محاولة بعض الاطراف الحاقدة على وجودنا القومي من التمادي في نهجها السياسي الحاقد والرامي الى انهاء وجودنا كقوم اشوري بحيل والتفافات وصفقات سياسية خبيثة تلجا اليها وكانت تمارسها بطرق ووسائل شتى لمحو الاسم الاشوري من الخريطة السياسية للبلد ككل .
وبهذا الاقرار ايضا نجد بان على الاحزاب الاشورية ان تكتفي باستعمال الاسم الاشوري فقط في كل اعمالها ومناشداتها السياسية في المحافل الدولية .وعدا ذلك فان المجتمع الدولي سيصاب ايضا بعدوى تعدد التسميات التي نعانى منها حاليا ضمن بيتنا الداخلي ومما قد يسهم في تشجيع الاعداء على الالتفاف والغاء كل ما قد يمس مصلحة شعبنا الاشوري .
وان اي تخاذل او تملق سياسي لاي حزب سياسي اشوري حول اي تحريف لاسمنا الاشوري بايه صيغة تسموية بديلة وترضوية فاسدة سيكون بمثابة الخيانة القومية ضد شعبنا . وهكذا نجد ان الاحزاب الاشورية قد دخلت مرحلة المجاهرة والعلانية والصراحة مع شعبنا ومع الاخرين .
وشعبنا الاشوري يملك وعيا سياسيا كبيرا نتيجة لما عانه من جدالات عقيمة بين الاحزاب السياسية لشعبنا عبر العقود الاخيرة حول الصراعات التسموية التي ساهمت اكثر في تفريق شعبنا وبث الياس السياسي بين المهتمين بالشان السياسي والوحدوي بين تسمياتنا الجميلة والتي سنبقى نعتز بها ونتعامل معها باحترام في بيتنا الداخلي بينما سنتعامل مع الاطراف الخارجية الاخرى باسم واحد فقط وكما اقرته القنوات الدولية وبذلك الاسلوب فان اجيالنا القادمة في النهاية سوف تنجح في التوصل الى استعمال اسم واحد في الداخل ايضا .
وهكذا نجد ان الاحزاب السياسية الاشورية ستكون تحت رقابة سياسية لاقلامنا وكل المهتمين بالشان السياسي الاشوري ولن تنال الاحزاب التي تحاول اعادة اللعبة السياسية التسموية المركبة الفاشلة السابقة الى ساحتنا الداخلية - اي قبول او تعاطف او احترام من شعبنا . وعلى اعتبار ان المساس بالاسم القومي الاشوري بايه صيغة او تلاعب سياسيي سيكون بمثابة اصدار شهادة الوفاة سياسيا لتلك الاحزاب من النزال والمسيرة السياسية الاشورية .
http://www.un.org/apps/news/story.asp?NewsID=50188#.VPSKkYY8KrUhttp://www.christiantoday.com/article/un.condemns.brutality.of.isis.as.number.of.assyrian.christians.kidnapped.reaches.over.200/48935.htm