المحرر موضوع: المصالحة ؟ ... كيف ؟  (زيارة 1517 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
المصالحة ؟ ... كيف ؟
« في: 00:05 04/03/2015 »
المصالحة ؟ ... كيف ؟
دعوات كثيرة يطلقها السياسيون في مناسبات عديدة ، وبإلحاح ، لتحقيق " المصالحة الوطنية ".
لو توفر في الجانب السني  " شخصية " تستطيع ان تتخذ قرارا يسري على الجميع  ، او على الاقل على معظم الاتجاهات في الجانب السني
لكان الامر ممكنا ... اني لا اتحدث هنا عن " دكتاتور " آخر ( حتى لو كان عادلا ) ، لكني اتحدث عن حالة التشرذم التي يعيشها الجانب السني 
تمنع وجود مثل هذا الشخص .
لقد إبتلى الجانب السني ( والعراق ايضا ) بالبعث الصدامي الضاربة جذوره " قسرا " في الجانب السني لعقود عديدة ، كان للسنة فرصة للتخلص
من قبضة البعث، لكنه أضاع الفرصة لعوامل عديدة اهمها :
1-   تردد العشائرالسنية لعدم وجود تيار علماني منظم ( او حتى قومي ) يستطيع ان يتخذ قرارا آنيا للتعامل مع الاحداث بعد 2003 بعيدا عن اجندات
البعث الذي خذلها.

2-   عدم القبض على صدام حسين إلا بعد فترة ليست بالقصيرة ، أنتهج البعث منهج المقاومة التي جرفت التيار السني في إستغلال جديد ، كان يمتلك
 الاموال والاسلحة و " جيش واجهزة امنية ومخابراتية مسرّحة "... إستطاع ان يقمع اية محاولة من الجانب السني لاتخاذ موقف مغاير،
  كما وأد مبادرة  قامت بها شريحة من قاعدة الحزب ارادت المشاركة في العملية السياسية وقالت انها هي الاخرى كانت مضطهدة في وقت صدام .
لقد رأينا كيف كانت شراذم تحاول الاساءة الى مظاهرات السنة بشأن مطاليبها برفع تصاوير صدام او اعلام القاعدة .
3-   دعوة الحركات الجهادية الاسلامية الارهابية من الخارج والتجحفل معها ، تغلغلت هذه الحركات بين الشباب السني بسرعة فائقة بعد العزف على
 " الوتر الطائفي " مما عقّد الموقف السني .
4-    حرص المليشيات الشيعية على إذكاء الشعور الطائفي بين الشيعة  لادامة الشعور الطائفي لدى السنة وابقائهم خارج السلطة .
5-    وجود تشجيع ودعم من دول راعية الارهاب في المنطقة ، وكذلك من سوريا " البعثية سابقا والعلوية حاليا "!! .

لقد ادرك السنة بعد فوات الاوان الشرك الذي اوقعهم فيه " البعثاسلاموي " .. لقد أضاعوا كل شيئ وتركوا الساحة " للحصان الايراني "
يعدو ويسابق الريح ويصهل وحده . السنة الذين ادركوا ذلك هم اولئك الذين يعيشون على خطوط التماس مع " اخوانهم " الشيعة ، او في محافظات
 مختلطة مثل بغداد وديالى ، كان عبء المقاومة على شبابهم ثقيلا جدا ، تفخيخ ، اغتيالات ، عبوات ناسفة ( معظمها لاهداف شيعية مدنية )،
عمليات ضد اهداف عسكرية وسجون ... والثمن كان الموت والسجون والاعدامات والقتل على الهوية ... بعد سنوات ، ادركوا عبثية المقاومة
 هذه ، كما لم يعد بإمكانهم  تحمل  " ضيوفا ثقلاء " من المجاهدين الاجانب .  ادراكهم هذا أنتج الصحوات وطردوا القاعدة ، وعشائر كثيرة منهم
تقادل داعش اليوم .
يختلف الامر مع سنة الموصل ، فهم بعيدون جغرافيا عن الشيعة ، هم في مأمن من الاعتقال والقتل على الهوية ، معظم عملياتهم ينفذ ها اجانب ،
وعندما يقومون بها  في مناطقهم تكون سهلة لان معظم الناس تتعاطف معهم ، كما يوجد من المسؤولين والاجهزة الامنية المحلية الكثير ممن يؤيدهم ،
 يقاتلون اهداف سهلة من الغرباء عن المنطقة ، كما تأتيهم " مكرمة " من حين الى آخر فنسمع عن هروب مساجين ... لذا لا توجد صحوات في
 الموصل ولا من يقاتل داعش ...

كيف  ستتحقق المصالحة إذا  والسنة في هذا الوضع الشائك ؟... هناك من يصر على وضع شروط ذات صبغة بعثية متعمدا لافشال المصالحة
 ( إلغاء قانون العدالة والمسائلة ، العفو العام عن السجناء ، الغاء حظر حزب البعث ... )


الجانب الشيعي هو الآخر لا يجتمع على رأي واحد ... ويبدو في كثير من الاحيان ان لا رأي له إطلاقا ، بل ان " الرأي عند الجارة ايران "...
وما تريده ايران وتحرص عليه هو ان يبقى السنة على " تعنتهم "  وليبقى الشيعة على " طائفيتهم " وبذلك سيبقى العراق تابعا " كليا "
عاجلا أم آجلا .
الاحزاب الاسلامية  الشيعية ترفض المصالحة  وتتحجج بأنها ستكون ممرا لعودة البعثيين ... لقد حصلوا على مبتغاهم ، وشعارهم " ما ننطيها " ..
موقف الاحزاب الشيعية هذا يتطابق مع موقف " صديقهم اللدود " البعثاسلاموي .
المسألة لا تتعلق بالاشخاص كي نتفائل ... لكنها تتعلق بانتماءات من الصعب على الشخص ، مهما حسنت نواياه ، الافلات منها .

ستكون المصالحة ممكنة فقط في حالة واحدة ، وهي عندما يشعر الطرفان انه لم يعد بإمكانهما ضخ المزيد من افواج من الرجال لسفح دمائها
( هذا ما يحصل الان ) من اجل مخططات جهنمية خبيثة وعبثية . عندما يدركان ان طير العراق لا يمكنه الطيران بجناح واحد خاصة إن كان
 الجناح نفسه سقيما ومتهتكا ، عندئذ فقط ستتم المصالحة .
افعلوها بالله عليكم ، ان لم تكن من اجل العراق فمن اجل مصالحكم ... قولوا للناس : لم نكن نحن الذين كنا نقتل بعضنا البعض ، لكن مخططات
ومؤامرات كانت ترغمنا ... كالعادة ، سوف تنسى الناس وتصدقكم .
ستكون مصطلحات " الطائفية " و " المصالحة " لامعنى لها تماما لو ان احزابا علمانية تدير دفة الحكم في العراق . ...






.