المحرر موضوع: هل أميركا تحتاج الى شرق أوسط جديد ؟  (زيارة 366 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مهند ال كزار

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 5
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
هل أميركا تحتاج الى شرق أوسط جديد ؟
مهنــــد ال كزار
من أهم المشاريع التي عمل عليها واضعوا السياسة الاميركية والمحافظين الجدد, بعد نجاح الثورة الايرانية في سبعينيات القرن المنصرم, ومن ضمن أبجديات هذا المشروع هو صناعة بديل للأنظمة العربية التي توجد في المنطقة, وإن يكون المشروع الاسلامي هو المشروع السياسي البديل في هذه الدول, مع معرفتهم المسبقة بإن وصول الاسلاميين الى السلطة سيخلق حالة صراع داخل هذه الدول المتجاورة بين الاسلاميين والعلمانيين, مما سيشكل حجر العثرة أمام الاستقرار في هذه البلاد والذي سيؤدي في النهاية الى تقسيمها وهذا هو المطلوب من هذا المشروع .
أن حالة الحروب الاهلية وارهاب الجماعات والدول, جعلت المواطن يعيش في حالة قلق وتوتر حول كل ما يجري من أعمال ارهابية , حيث أصبحت هذه الامور حقيقه وواقع يعيشه الجميع, الا إن هذه الامور قد قلبت السحر على الساحر, فقد أنتجت هذه الحروب والتعقيدات الكثير من الجماعات والقوى التي أصبحت مسيطرة داخل الدول المستهدفة, هذه القوى التي تعتبر من القوى المتشددة والمتطرفة التي كانت منظمة بشكل جيد داخل هذه المجتمعات, مما جعلها هي المسيطر الوحيد على مجرى الاحداث, والتي اصبحت تحارب الحياة العامة بحد السيف, وجعلت من المواطن يتمنى لو يرجع به الزمن الى ما قبل الخريف العربي, لانها تعتمد على ورقة الطائفية والتكفير كورقة لتصفية الخصوم والمناوئين لثقافتهم الجديدة .
لكل فعل ردة فعل متساوية في القوة ومعاكسه له في الاتجاه, في اليمن ظهرت جماعة الحوثيين كحركة منظمة أستطاعت إن تستحكم على عقول الناس بشعاراتها وقيادتها الشابة, والتي أستطاعت مع حلفائها من السيطرة على مقاليد الحكم في البلاد, والتي هي أمتداد عقائدي وفكري للحكومة الشيعية الناجحة في أيران, وفي سوريا ظهرت سرايا الدفاع الشعبي والمقاومة الاسلامية التي ساندت النظام السوري ضد هذه الحركات الوهابية المتطرفة, وأغلب قادتها وجنودها جمعتهم الهوية الشيعية, وكذلك ما تواجهه اميركا وحلفائها في كل من البحرين ولبنان, ناهيك عن التطورات الكبيرة الحاصلة في العراق وحربة ضد ما يعرف ب"داعش" , والانتصارات التي يقودها مجاهدي الحشد الشعبي بعد فتوى الجهاد الكفائي التي اطلقتها المرجعية, بدعم لوجستي واستشاري كبير من قبل أيران وهو الامر الذي لم تقدمة اميركا للعراق في حربها ضد هذه الجماعات الاجرامية, وتباطئها في ضرب معاقل هذه العصابات .
أن التغييرات الحاصلة تجبر أمريكا على وضع استراتيجية جديدة للتعامل مع الخصم العنيد, والمستفيد من المتغيرات المتحققة على الارض, مما يصعب مهمة المفاوضين الاميركيين في كيفية التعامل مع الملف النووي الايراني, خصوصا وان هذه المنجزات الايرانية سوف تضعهم في موقف محرج جدآ, فهو يضعهم امام خيارين لا ثالث لهما :
الاول : تقديم التنازلات للخصم العنيد مما سيغضب الحليف الاستراتيجي أسرائيل التي لا تقبل الا بنزع كافة الامكانات النووية الايرانية .
ثانيآ : الاستسلام للمتغيرات الجديدة والقبول بإيران كقوى عظمى داخل منطقة الشرق الاوسط وهو الامر الذي لا يسمح به الحلفاء الخليجين .
من هنا يتوجب علينا التنبيه الى إن عملية التغيير داخل هذه الرقعة من العالم هي بالغة الصعوبة والتعقيد, فأما ديمقراطية وتحرر يطالان الجميع شرقآ وغربآ وخليجيآ, او قبول اميركا بتنازلات مرغمة, سوف تعمل على تغيير الواقع وهو الامر الذي يعتبر اشد مرارة من الذي قبلة, والايام حبلى بما سوف تخرج به ؟