المحرر موضوع: قراءة من زاوية اخرى في كلمة البطريرك الموقر لويس ساكو في مجلس الامن الدولي 1-2  (زيارة 2641 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بطرس نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 416
    • مشاهدة الملف الشخصي

قراءة  من زاوية اخرى  في كلمة  البطريرك  الموقر لويس ساكو في مجلس الامن الدولي
1-2
بطرس نباتي

رغم ما لنا من ثقة بالبطريرك لويس ساكو منذ اختياره لقيادة الكنيسة الكلدانية بانه خير من يستطيع تمثيل المسيحيين بمختلف طوائفهم واتجاهاتهم وخاصة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخنا في الوطن ،أمام المحافل الدولية ، إلا اننا عندما ظهرت هنا وهناك كتابات او اراء تعارض انشاء منطقة آمنة وحماية دولية للمكونات العراقية في اماكن تواجدها وخاصة ان العديد من هذه الدعوات صدرت من بعض رجال كنيستنا والتي كانت مستندة في هذا الرفض  على  مسميات حق يراد بها الباطل  عند اطلاقها من  قبل  سياسيو  الكتل  والقوميات والمتنفذة في الوطن  مثل وحدة  تراب العراق وعدم الافراط بتجزئته وعدم حصر المسيحيين او المكونات الاخرى في سجون او كانتونات  وان البلد يجب ان يكون كله محميا بجميع اجزائه  وغيرها من التنظيرات وكأن المسيحيين او اليزيديين هم من قاموا بتجزئة العراق وليس حكمهم  الطائفي المقيت وان هذه المكونات ليست سوى ضحايا هذه التجزئة قبل ان يكونوا ضحايا  للفكر التفكيري الارهابي ، تلك الدعوات التي تتردد في كتابات البعض  غالبا ما نجدها تتناغم مع دعوات السلطة التي يقودها مجموعة استغلت الشعب والوطن ابشع استغلال من اجل منفعتها ومصالحها  .
كان حضور الاب لويس ساكو امام مجلس الامن  والبرلمانية  الكفوءة فيان دخيل  سابقة حدثت لأول مرة في تاريخ العراق ومنذ تشكيل  عصبة الامم  ولحد الان ، لقد خاطبت فيان  اعضاء مجلس الامن مدعومة باحصاءات  وبقوة شعبها ومساندتهم  مستعرضة  مآساة  اليزيدين والمسيحيين  بدون تفرقة   كذلك لتتناغم  مع خطاب الاب  البطريك لويس ساكو مع فارق  ان فيان  خاطبت عاطفة والشعور الانساني  لأعضاء مجلس الامن  ،ولكن لويس ساكو استطاع بحنكة ودراية ان يخاطب عقولهم وضمائرهم ويستعرض ليس فقط ما يتعرض له  مسيحي الشرق الاوسط  وخاصة في العراق وانما جميع المكونات الاخرى كاليزيدين والشبك ايضا .
 لقد قلب لويس ساكو  في مضامين كلمته وبجدارة المعادلة التي كانت سائدة عند رجالات كنائسنا بان لا يخوضوا في مسائل خارج عن مسار السياسة العامة للدولة المعلنة ، فوجدت لزاما ان استعرض بعض  الركائز الاساسية التي استند عليها في خطابه هذا .

الركيزة الاولى
فعلا لقد كانت هذه بمثابة مفاجئة اخرى ليست بالنسبة الينا وحسب وإنما للعديد من ممثلي الدول في مجلس الامن ألا وهي الركيزة التاريخية والتي بموجبها استطاع أن يعيد إلى ذاكرتهم  مجازر سيفو رابطا تلك المجازر منذ سنة 1915 بما حدث حينها من تهجير وانتهاكات بالنسبة للمسيحيين مذكرا مجلس الامن ، بان هذه الايام هي الذكرى المئوية لتلك المجازر  وهذا التذكير الذي لم يخطر على بال احد ولا تريد دولة لها وزن في المجتمع الدولي  كتركيا  ان يتم    التذكير  بمثل هذه  الجريمة، وبالتأكيد ان هذه الرسالة المهمة قد تلاقاها الاعضاء في المجلس وتم إدراكها ، لأن كلمة سيادته  قد  اعادتهم الى التاريخ لعلهم ينصفون ضحايا تلك المجازر المروعة كما عليهم العمل من اجل عدم تكرار ما حدث قبل مائة سنة، وانصاف ضحايا اليوم وعلى يد ذات الفكر المتشدد والرافض لكل القيم الانسانية .
الركيزة الثالثة
وهذه براي معالجة آنية او ما يجب ان تتم وبسرعة وهي من صلب مهام  مجلس الامن وما يتمتع به من قوة في تنفيذ مقرراته وتوصياته وبما يمكنه ان يفعل في ما يستجد من ازمات عبر الكرة الارضية وقد حددها الاب البطريك بجمل قصير ة ولكنها تحمل طموح وآمال شعبنا ومعه جميع المكونات الاخرى سواء في العراق وسوريا ألا وهي 1- منطقة امنة لهذه المكونات 2- حماية دولية يتبناها مجلس الامن 3- تقوية حكومة العراق وحكومة اقليم كوردستان ليتمكنا من تحرير الاراضي التي اغتصبها داعش 4- تقع على عاتق الحكومة العراقية  والمجتمع الدولي تعويض المتضررين  وتثبيت ملكيات ما فقدوه المهجرين قسرا ورعاية من هجر منهم وتوفير الرعاية الصحية وغيرها وهذه من صلب مهام دوائر المنظمة الدولية .
الركيزة الرابعة
من الامور المهمة  فيما حدث وما سيحدث للمسيحين وللمكونات الاخرى والذي قام  بتشخيصها سيادته بجمل مختصرة وقوية منها ما يتعلق بمسألة تقبل الاخر والعيش المشترك ، وموقف التيارات الاسلامية المتطرفة برفضها العيش مع غير المسلم والتي تعمل على إضطهادهم ، وكذلك خطر تسيس الدين الاسلامي ، وتقسيمه للفكر ألاسلامي إلى مجموعة  صامتة وأخرى مسيسة والحلول لا تكمن فقط بالحل العسكري لوحده .وهذا ما يردده معظم قادة العالم ومن بينهم الرئيس الامريكي ولكن لا احد منهم حمل الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي مسؤولية اتخاذا قرارات قانونية واجراءات حاسمة وتبني حلول سياسية وتربوية مناسبة لمحاربة هذا الفكر المتطرف .
نعم تتحمل الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي مهام كبيرة لم تقم بها ولم تتحملها لحد الان وسيادة مار لويس ساكو لا بد لديه علم بما يجري اليوم في اليمن من تدخل عربي  لو حدث في العراق لكان الشعب العراقي اليوم  بمأمن من الجماعات التكفيرية والتي تهدد وجوده  وسلامه  ، نعم  هاتين المنظمتين تتحملان كل المسؤولية في اتخاذ الاجراءات في الحد من أنتشار هذا الفكر التكفيري المتشدد.

الركيزة الخامسة
جل ما ارتكزت عليه النقاط الاخرى في الخطاب هي تذكير المجلس الامن واعضائه بمهامهم حسب القانون الدولي ومقررات الامم المتحدة والتي كانت غائبة طيلة اشهر ومنذ تمدد الجماعات الارهابية في منطقة الشرق الاوسط فكل ما ذكره سيادته يقع ضمن مهامات الامم المتحدة والتذكير بها في جلسة لأعلى مؤسسة فيها، انما يقع ضمن خطاب  معاتبة  وتذكير يرقى الى نقد موضوعي لتقاعس هذه المنظمة من إيداء دورها في رفع الظلم  والمعانات عن المهجرين والذين تعرضوا  الى شتى صنوف العذاب على يد الجماعات التكفيرية، وقد شخص سيادته ضعف هذه المنظمة ودعاها في خطابه ان  تكون في مستوى المسؤولية في حفظ السلم والتعايش في عالم تسوده الفوضى نتيجة وجود فكر ونهج رافض لكل القيم  الانسانية التي رسخها القانون الدولي والمواثيق الدولية .
بعد جلسة مجلس الامن  يتحتم على القوى السياسية والشخصيات التي تمثل شعبنا ( بجميع مسمياته) ورجال كنائسنا ، ان يكون لهم  موقفا موحدا  نتمناه منهم الا وهو الاجتماع معا وترك خلافاتهم وصراعاتهم  الجانبية والعمل وفق خطة مدروسة من اجل تحقيق اماني وامال شعبنا ، لأن لا يمكن تحقيق اي شيء  يبشر بالخير   في هذه المرحلة من تاريخنا وسط التشتت والتشظي الذي نشهده في صفوف قادتنا.
كما نتطلع إلى أن يعمل سيادة الباطريرك  على ردء الصدع سواء داخل الاكليروس الكلداني  أو في وسط مثقفينا  في الداخل والخارج وتسوية كل الخلافات تلك التي تفجرت حديثا او المتراكمة عبر سنوات مضت ، لأننا بحاجة الى كل الجهود مهما تكن كبيرة او صغيرة من اجل انقاذ ما تبقى، ولنا ثقة مطلقة بابينا مار لويس ساكو بانه سيكون اليد الحنونة التي ستمسح كل الجراحات ويعالج كل الجروح مهما كانت مزمة ومؤلمة. 
 



غير متصل عزمي البــير

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 404
  • الجنس: ذكر
    • MSN مسنجر - azmyanassir@yahoo.com
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاستاذ بطرس المحترم
تحية لكم ولقرائك الكرام
اتفق معك جملة وتفصيلا كونكم تناولتم الموضوع من الزاوية الصحيحة ، واسهبتم بطرحكم بشكل صحيح وكان تحليلا شاملا ،واثني على ماطرحتم به من جميع الجهات ابتداءً من الوفد الى ورقة المطاليب وجاء مشاركة النائبة فيان دخيل داعمة بشكل قوي مع الوفد المشارك ، ولكم مني كل الحب والاحترام

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
شكرًا على مرورك الاخ عزمي. ارجو ان تتابعنا في الجزء الثاني  رجاء

غير متصل خالد توما

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1710
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ بطرس نباتي الجزيل الأحترام
أستاذي الفاضل لا يخفى عليك أن كل ما ذكره مار لويس ساكو الجزيل الأحترام يعرفه حق المعرفه كل ممثل أصغر دوله في مجلس الأمن الى ممثل أكبر دوله وبالتفاصيل ؟؟
أخي وأستاذي ماذا عمل مجلس الأمن لشعب الفلسطيني هذا ما يقارب سبعة عقود ليعمل الى شعبنا الذي هجر قسرا من قبل حفنة من الأرذال التي تسمى نفسها بالدوله الأسلاميه أمام أنضار رجال الدوله العراقيه وقادتها الميامين ؟؟!!
القدير بطرس نباتي أن ما جاء في مقالك وفي الركيزه الخامسة أقتبس منه هذا..
بعد جلسة مجلس الامن  يتحتم على القوى السياسية والشخصيات التي تمثل شعبنا ( بجميع مسمياته) ورجال كنائسنا ، ان يكون لهم  موقفا موحدا  نتمناه منهم الا وهو الاجتماع معا وترك خلافاتهم وصراعاتهم  الجانبية والعمل وفق خطة مدروسة من اجل تحقيق اماني وامال شعبنا ، لأن لا يمكن تحقيق اي شيء  يبشر بالخير   في هذه المرحلة من تاريخنا وسط التشتت والتشظي الذي نشهده في صفوف قادتنا ..
أستاذي الفاضل هذا هو الحل الوحيد لكي ننقذ شعبنا المغلوب على أمره وأنتشاله من هذه المحنه ليذكر التاريخ السياسين ورجال الدين وكل منصف وشريف ؟؟
أستاذي حقا أنت أستاذ كبير وكاتب مقتدر ولك منا كل الأحترام والتقدير ..
خالد توما

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ والصديق العزيز خالد توما  عزيزي شكرًا لك وعلى ردك   ما اكتبه من خلال الموقع عبارة عن رأي شخصي بالمستجدات  ربما يختلف معي العديد من المتلقين. ولكني واقولها أسفا  الكثير من الجهود التي تبذلها في الكتابة تذهب هدرا لان البعض وخاصة من مدمني السياسة في بلدنا  هم واحد من الاثنين اما هم اميون عزفوا عن القراءة فاعترى الزنجار عقولهم فأصبحوا لا يؤمنون الا بأقوالهم هم ويصدقون فقط أعمالهم ويعتبرون تصرفاتهم هي الأمثل والاجدر والازكي او هم يقرأون  ولكنهم  يتجاهلون  ما يكتب سواء  في السطور او فيما بينها  معتبرين ذواتهم ارفع من مستوى من الآخرين. والآمرين احدهما امر وأقسى من الاخر  اقولها لك بامانة وانت صديق طفولتي بعض المرات اصفن مع نفسي وأقول ما دام الامر هكذا لأترك هذا القلم اللعين وأخلد الى راحة البال ولتسير السفن كما يشتهيها هؤلاء ولكن ما يمضي بعض الوقت حتى امسكه معتذرا منه لأواصل المشوار. فالمثل يقول من شب على شيء شاب عليه   تقبل تحياتي انتظرني  في الجزء الثاني ان امكن 
صديقك بطرس نباتي