المحرر موضوع: النفط... لشعوب العالم نعمة وللشعب العراقي نقمة !!  (زيارة 1585 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ehab2005

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 412
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

النفط... لشعوب العالم نعمة  وللشعب العراقي نقمة !!

   المحامي
                                                                                                             
افرام فضيل  البهرو

                                                                                                           
النفط .. هذه المادة الحيوية المهمة التي ساهمت بشكل أساسي في دفع عجلة التقدم العلمي والتقني الى أرقى مستوياته  في العالم  ليصل الى ما هو عليه في يومنا هذا ...فقد كان نعمة  للدول التي تنتجه  وتستغل كل قطرة منه في خدمة أبنائها وتحقيق السعادة لهم ... عدا العراق .. حيث كان النفط نقمة على شعبه لسوء استخدام وارداته من قبل الحكومات السابقة.

       ربما لا نبالغ ان قلنا بان النفط هو الاكتشاف الأكثر أهمية في حياة البشرية قاطبة وهو بمثابة دم يجري في عروق الأرض ليمدها بالحياة هي ومن يعيش عليها , فبدونه تتوقف معظم النشاطات , خاصة إذا علمنا بان رغم النجاحات المتلاحقة في التقدم العلمي , إلا ان العلماء لحد الان أخفقوا في إنتاج مادة بديلة لهذا العنصر الثمين والذي يطلق عليه البعض( الذهب الاسود  ) .
لو القينا نظرة سريعة الى الدول المنتجة للنفط بشكل عام .. للاحظنا مدى الانجازات  التي حققتها في إحداث التغيير الايجابي في حياة شعوبها , ولو أخذنا دول الخليج العربي  مثالا للدول الغنية  بالنفط  وأجرينا مقارنة بسيطة بينها وبين العراق من ناحية التقدم العمراني والصناعي والصحي ... لعلمنا مدى التأخر الذي أصاب بلدنا والذي هو مهد الحضارات .. ولشعرنا بان الزمن قد توقف فيه منذ عشرات السنين ,, ونحتاج الى عشرات أخر  لكي نلحق بالركب ... ففي الوقت الذي كانت فيه دول العالم تتسابق مع الزمن وتستغل مواردها النفطية في إحداث ثورة صناعية وعمرانية , كان  النظام البائد منشغلا بالبحث عن الطرق التي تمكنه من إنتاج أقوى الأسلحة النووية والكيماوية والجرثومية لمحاربة أبناء وطنه قبل محاربة جيرانه او أعدائه  , ولم يكلف نفسه جهدا لإنشاء معملا لحليب او لعب  الأطفال او معملا لإنتاج السيارات او الأجهزة  الكهربائية او غيرها , وكما نلاحظ منذ بداية الحرب العراقية الإيرانية في عام 1980  ولحد الان , لم يمض يوما على العراقيين دون ان يسمعوا دوي انفجارات   صواريخ من طائرات إيرانية او أمريكية او بريطانية او حتى إسرائيلية  هذا عدا مساهمات  الدول العربية الشقيقة والإسلامية الصديقة في إرسال الانتحاريين  بأحزمتهم الناسفة وسياراتهم المفخخة الذين جاؤا  لنصرة العراقيين وطرد المحتل , ولكن الذي يحصل هو طرد العراقيين ونصرة المحتل وإطالة امد الاحتلال , وهذه هي  التركة الثقيلة التي ورثناها عن النظام السابق الذي لم يترك شبرا من ارض العراق دون ان يزرعه بالألغام او الأسلحة او الاعتدة او الهياكل البشرية  ضمن مقابر جماعية , ولو ان واردات النفط منذ تأميمه استغلت بشكل صحيح لربما كان دخل الفرد العراقي من أعلى الدخول ليس في المنطقة  فحسب وانما على الصعيد العالمي , ولو أحصينا فقط كوبونات النفط التى كانت من حصة المطبلين والمزمرين للنظام السابق لأدركنا مدى الإهدار الذي كان يصيب ثروة الشعب في حين _وكما نراه لغاية يومنا  هذا _ ما  تعانيه العائلة العراقية  من ازمة الوقود وبجميع مشتقاته بسبب العمليات التخريبية والتهريبية والتقصيرية, حيث نشاهد الفرد العراقي حاملا صفيحة النفط  بغية الحصول على عدة لترات  من مادة يعتقد بانها نادرة .. ولن يحصل عليها الا بعد جهد جهيد ,وهو لا يعلم بان باطن الأرض التي يسير فوقها  فيها من النفط يكفي لبلدان العالم اجمع ولا يعرف بان العراق من شماله الى جنوبه  يطفو على بحيرة من النفط حسب ما يقال , وان بلده  يملك ثاني اكبر احتياطي نفط في العالم !!!! وهنا  ينطبق عليه  المثل القائل : (( كالمربوط والمرعى خصيب . . ))  .
         ان بلدنا  كان وما زال محط لأطماع دول كثيرة وخاصة الدول المجاورة لأسباب سياسية او اقتصادية او دينية اوعرقية وحتى انتقامية ,حيث تكالبت عليه  بعد ان وجدت  بان الفرصة سانحة لها  للنيل من الشعب العراقي الجريح,ولكن هيهات لهم ان ينالوا منه وليعلموا بان الشعب العراقي سوف لن ينسى فضل  من ازره  وسانده وقت الشدة كما انه لن يغفر لمن وقف ضده وتثخنه جراحاته .
         واخيرا نامل من حكومتنا الجديدة ان تكون عند حسن ظن العراقيين الذين تحدوا المخاطر من اجل انتخابها   ,و ان لا تخيب ظنهم وعليها ان تضع مصلحة العراقيين بجميع أطيافهم نصب أعينها , وان تجعل من العراق نموذجا للدول الديمقراطية الحرة   المتطورة , وان تجعل من الشعب العراقي مثالا يقتدي  به بين دول المنطقة ,و لكي يشعر الفرد العراقي بالفخر والاعتزاز بعراقيته  لا ان يخجل منها ..خاصة وان في بلدنا من الثروات الطبيعية , والطاقات البشرية  والإمكانيات الإبداعية  , ما تؤهله ان يتبوأ الصدارة بين الدول على الصعيدين الإقليمي والعالمي  في المستقبل ولكي نجعل من نفط العراق نعمة للعراقيين وللشرفاء في العالم  ... وبجهود الخيرين و والمخلصين من أبناء هذا البلد .. ان شاء الله  [/b] [/font] [/size]