المحرر موضوع: "نظرة من ثقب الباب" على موضوع نقل مقر كرسي بطريركية كنيسة المشرق الآشورية  (زيارة 5461 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أبرم شبيرا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 395
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
"نظرة من ثقب الباب" على موضوع نقل مقر كرسي بطريركية كنيسة المشرق الآشورية
===============================================

أبرم شبيرا
كتب إستاذنا الفاضل الباحث الأكاديمي الدكتور عبدالله مرقس رابي وكعادته موضوعاً شقياً ومفيدا جداً بعنوان "عودة كرسي كنيسة المشرق الآشورية من الإغتراب إلى الوطن... الحكمة والمبررات" فاتحاً بذلك ساحات فكرية للكثير من القراء والمهتمين بالشؤون الكنسية والقومية لبيان رأيهم وتعليقاتهم على الموضوع معززين الموضوع بمعلومات وإيضاحات لتكتمل فائدتة وأهميتة بفائدة أكبر وأهمية إضافية مطلوبة في هذه الأيام العصيبة التي وضعت أعضاء المجلس السينودي لكنيسة المشرق الآشورية أمام موضوع حاسم يتعلق بإنتخاب بطريرك جديد للكنيسة بعد رحيل مثلث الرحمات مار دنخا الرابع إلى الأخدار السماوية السرمدية ومن ثم إتخاذ قرار بخصوص مقر كرسي البطريرك و(تنفيذ) هذا القرار. لقد وضعت كلمة تنفيذ بين قوسين لأثارة إنتباه القارئ الفاضل إليها لأنها سيكون لها شأناً في السطور القادمة.
أستخدمت في السابق في بعض المواضيع التي كتبتها عبارة (نظرة من ثقب الباب) ليس من باب التصنت وإستقراء النظر وحب الفضول، بل من جهة شحة المعلومات المفصلة عن الموضوع من جهة وبقاء خلف الباب بعيدا وبمسافات وحواجز عن صلب هذا الموضوع الكنسي والديني من جهة أخرى متخذا منه كأسلوب في عدم التدخل المباشر في شؤونه إلا بقدر ما تسمح به الصفة المؤسساتية للكنيسة بأعتبارها أهم وأكبر مؤسسة في أمتنا طيلة تاريخها الطويل. من هذا المنطلق وعبر ما يوفره لنا ثقب الباب من بعض المعلومات عن الموضوع سأحاول وبشكل مختصر  بيان ما يتوفر لي من هذه المعلومات وأراء بهذا الشأن والتي تعرف بالإنكليزية بـ (Hints) أي التلميحات:
1)- الكنيسة، وتحديداً كنيسة المشرق بكل فروعها كانت وعلى الدوام، بإستثناء أثناء الظروف الصعبة والماحقة، كان مقر كرسي بطريركها في عاصمة الدولة وذلك لكي يكون لرئيسها إتصال سهل ومباشر مع سلطات الدولة. هكذا ففي العصور الحديثة أنتقل كرسي بطريرك الكنيسة الكلدانية من الموصل إلى بغداد وأنتقل كرسي بطريرك السريان الأرثوذكس من دير الزعفران في تركيا إلى حمص ثم أستقر في دمشق عاصمة سوريا، أما كنيسة المشرق الآشورية فالظروف الصعبة والماحقة التي ألمت بها وببطريركها حالت دون أن يستقر مقر كرسي بطريركها في العاصمة فأصبح صورة ناطقة لإغتراب وتشرد وإنتقال مؤمني هذه الكنيسة من بلد إلى آخر.
2)- كنيسة المشرق الآشورية هي الكنيسة الوحيدة في التاريخ والعالم المعاصر مستقلة غير تابعة لأي مجموعة أو عائلة كنسية معينة ولم تكن طيلة زمانها كنيسة حاكم معين ولا كان معتقدها المذهب الرسمي لدولة معينة، فكان هذا الإستقلال والحفاظ عليه أمرا صعبا بل مستحيل أن تتعايش الكنيسة أو تنشط في ظل ظروف إستبدادية ظالمة التي سادة في الوطن الأم مالم تخضع لهذه الظروف وتفقد إستقلاليتها وحريتها في ممارسة نشاطها خاصة عندما نعرف الترابط العضوي لهذه الكنيسة بين الدين والقومية وظهور بطريركها كزعيم قومي مطالب بحقوق قومية لأبناء أمته وتعرضه لأستبداد السلطة ومقاومته والتخلص منه. فمحاولات إغتيال  المثلث الرحمات البطريرك مار إيشاي شمعون من قبل عناصر في الحكومة العراقية  ومن ثم إسقاط الجنسية العراقية عنه ونفيه خارج الوطن في الثلث الأول من القرن الماضي يأتي في هذا السياق  مما جعل أمر إستقرار الكرسي البطريركي للكنيسة في العراق صعباً بل مستحيلاً.
3)- بناء على دعوة الحكومة العراقية أثناء حكم حزب البعث زار في بداية السبعينيات من القرن الماضي المثلث الرحمات البطريرك مار إيشاي شمعون العراق ومن جملة ما عرض عليه  هو  أمر نقل كرسي البطريرك من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق . غير أن قداسته وبحكمته المعروفة وخبرته الطويلة في التعامل مع السلطات العراقية أدرك بأن هذا "الكرم" من الحكومة العراقية هو ضمن السياسة الخبيثة التي كان يخطط لها النظام لتوريط الآشوريين وبطريركهم في الصراع الدائر مع الكورد في شمال الوطن، فعاد إلى مقره في الولايات المتحدة من دون أية خطوة تذكر نحو نقل الكرسي إلى العراق.
4)- قبل تسنم المثلث الرحمات مار دنخا الرابع كرسي البطريرك في منتصف السبعينيات من القرن الماضي كان يحمل الجنسية الإيرانية ونيران التوتر والحساسية المفرطة بين العراق وإيران كانت ساخنة تحت الرماد لتلتهب بعد سنوات قليلة في حرب مدمرة دامت ثمانية سنوات. لذلك لم يكن بالإمكان لبعض لقداسته الحصول على الفيزا للقدوم إلى العراق وتكريسه كبطريرك للكنيسة مما أضطر أعضاء المجمع السينودي أجراء مراسيم التكريس في إنكلترا. وتباعاً لهذا الأمر، في عام 1981 عندما تم ترشيح نيافة مار كوركيس لدرجة المطرانية للكنيسة في العراق رفضت السلطات العراقية منح قداسة البطريرك الفيزا للسفر إلى العراق وإجراء مراسيم التكريس لمار كوركيس في بغداد فأضطر إلى إجراء هذه المراسيم في شيكاغو. وشخصياً وأنا في إنكلترا وصلتني معلومات عن تقارير قدمت من قبل بعض "حثالة شعبنا" إلى السلطات الأمنية تتهم قداسته بالعمالة لإيران غير أنه بعد إجراء التحقيق السري والإستئاس برأي أحد المعتمدين لديها من أبناء شعبنا لم تثبت هذه التهمة لذلك أهملت السلطة هذه التقارير لأن توجيه مثل هذه التهمة لرجل دين يرأس كنيسة مسيحية أمر حسب النظام له ألف حساب، خاصة وهو متورط في حرب دامية مع دولة إيران الإسلامية. ليس هذا فحسب بل من عايش وعن قرب فترات زيارة قداسة البطريرك المغفور له للعراق  يعرف كيف كان مقر إقامته ملغوماً بأجهزة التصنت من قبل رجال الأمن للتجسس عليه وعلى زواره. هذا ناهيك عن قصة إغتياله بالتسمم عن طريق فتاة عائلتها مقربة لقداسته غير أن رفضها لهذا العمل الإجرامي أدى إلى إختفائها وإلى الأبد.  فمثل هذه الظروف الصعبة والقاسية المحيطة بالكنيسة ورجالاتها جعلت موضوع نقل كرسي البطريرك إلى العراق والخضوع إلى إستبدادية السلطة أمر غير مقبولا لا بل ومستحيلا.
5)- بعد خمود نيران الحرب العراقية – الإيرانية في عام 1988  وعقب تورط نظام صدام حسين في إحتلال الكويت ومن ثم طرده منها من قبل قوات التحالف الدولي أستقرت الأمور بعض الشيء في التسعينيات من القرن الماضي وبعد حصول المثلث الرحمات البطريرك مار دنخا للجنسية الأمريكية، عقد المجمع السينودي لكنيسة المشرق الآشورية في بغداد برئاسة البطريرك مار دنخا الرابع وكان من أهم قرارات المجمع هو نقل كرسي البطريرك من الولايات المتحدة الأمريكية إلى العراق، ولكن تواصل الظروف الصعبة وتصاعد عدم الإستقرار وضياع الأمن في العراق حال دون تنفيذ قرار المجمع بنقل الكرسي البطريركي إلى العراق فأصبح حبراً على ورق.
6)- في السنوات القليلة الماضية وأثناء زيارة السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان لواشنطن ألتقى المغفور له قداسة البطريرك مار دنخا الرابع به وتناولت أحاديثهم العديد من المواضيع المهمة منها دعوة لزيارة قداسته لشمال الوطن كما بحث موضوع نقل كرسي البطريركي إلى أربيل وتخصيص مبالغ ضخمة لبناء مقر للبطريركية في عنكاوه. وفعلاً قام قداسته بعد ذلك بزيارة شمال الوطن والإلتقاء بالمسؤولين هناك ثم خصصت مبالغ لبناء مقر للبطريركية كخطوة أولى لنقل الكرسي البطريركي إلى هناك. غير أنه بسبب سوء الإدارة والإهمال وصرف الأموال المخصصة في غير المكان الصحيح من البناء نفسه  وتردد حكومة الإقليم في تخصيص مبالغ أخرى لإتمام المشروع حال كل ذلك إلى عدم إكتمال البناء وبقاء ما تم بناءه معرضاً للتآكل المناخي ومن عدم إستخدامه وصيانته فأصبح أمر أكمال مشروع بناء البطريركية معلقا ومن دون مخرج كما أصبح أمر نقل كرسي البطريرك إلى هناك معقداً وصعباً ومرفوعاً من أجندة المجمع السينودي للكنيسة خاصة وأن الأوضاع غير المستقر وفقدان الأمن في العراق زادت من الطين بلة.
7)- في شهر تشرين الثاني من عام 2014،  ذكر نيافة مار ميلس زيا مطربوليت كنيسة المشرق الآشورية في أستراليا ونيوزلندا ولبنان أثناء لقاءه مع الإعلامي المعروف ولسن يونان، أكد بأن هناك إجماع بين جميع أعضاء المجمع السينودي للكنيسة وعلى رأسهم قداسة البطريرك مار دنخا رحمة الله على ضرورة إنتقال كرسي بطريرك الكنيسة إلى (المشرق) وشدد على هذه الضرورة من خلال توضيح رأيه الشخصي الذي سيطرح على المجمع السينودي وهو أعتبار نقل كرسي البطريرك إلى المشرق أو بلاد ما بين النهرين كشرط أساسي وجوهري لكل من يترشح لسدة البطريركية في حال إنتقال البطريرك مار دنخا إلى  جوار ربه وإختيار بطريرك جديد. أن مثل هذا التصريح الواضح وعبر وسيلة إعلامية معروفة ويشاهدها الألاف من أبناء شعبنا يأتي من جانب وجود رغبة قوية لتنفيذ قرار المجمع السينودي السابق الذي عقد في بغداد قبل سنوات،  خاصة وأن هذا المقترح أتى من شخصية كنسية معروفة بموقعها المهم في الكنيسة والذي قد يكون من أحد المرشحين لكرسي البطريرك. ومن المهم للقارئ النبيل أن يرى بأنني وضعت كلمة المشرق أعلاه بين قوسين، فنيافته لم يذكر نقل الكرسي البطريركي إلى العراق أو إلى شماله ولا ذكر أسم بغداد أو أربيل بل قال إلى بيت نهرين و المشرق، وهذا المشرق قد يشمل بلدان مثل سوريا ولبنان وإيران حيث هناك مؤمنين للكنيسة. وبمقارنة بسيطة بين بلدان الشرق الأوسط  نرى بأن لبنان تتمع نسبياً بنوع من الإستقرار والديموقراطية وبنظام طائفي قانوني يقر رسمياً بكل الطوائف ومنها "الطائفةالأشورية" والتي حالياً نيافة المطربوليت مار ميلس هو رسمياً رئيسها. أي بعبارة أخرى إن إحتمال أن تكون بيروت أو زحلة مقر كرسي بطريرك كنيسة المشرق الآشورية وارد طالماً غياب الإستقرار والأمن والإنفتاح الفكري ورفض الآخر المختلف وسيادة العنف والإرهاب كلها عوامل تجعل من قرار نقل كرسي البطريرك إلى العراق أو سوريا أو إيران قرار صعب التنفيذ أن لم يكن يقارب المستحيل. صحيح يقال بأن عدد مؤمني الكنيسة في لبنان قليل مقارنة مع بقية بلدان الشرق الأوسط ولكن من جهة ثانية، وهي الأهم، فإن لبنان توفر مساحات واسعة من الديموقراطية وحرية الحركة وضمان نشاط الكنيسة وقدرتها على التواصل والإتصال مع بقية مؤمني الكنيسة في البلدان الأخرى.
8)- قد تطرح مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بنوع من الإستقرار وهامش من الديموقراطية كمقر للكرسي البطريركي وهو أمر وارد أيضا، خاصة ونحن نعرف بأن الموطن الأصلي لمؤمني الكنيسة هو ضمن هذا الإقليم وأن عددهم أكثر بكثير من الموجودين في بغداد، ولكن الظروف الإستثنانية المحيطة بالأقليم وعدم الإستقرار السياسي البادي في أفق الإقليم والأطماع السياسية لدول الجوار والتجاذب السياسي القومي للقوى الكوردية نحو أبناء شعبنا وأحزابهم ومنظماتهم مضافاً إليها تهديدات داعش الإرهابية وبعض التوجهات المتطرفة لبعض القوى الإسلامية الكوردية كلها عوامل تجعل الظروف غير مناسبة ولا ملائمة ليكون إقليم كردستان مقرا للكرسي البطريركي في المنظور القريب.
9)-على العموم وبأختصار نقول عند الحديث عن نقل كرسي البطريرك إلى الوطن يجب أن نأخذ بنظر الإعتبار بعض النقاط المهمة وهي (1) إستقلالية الكنيسة و(2) إرتباطها بالجانب القومي الآشوري وتعاطف رجالاتها مع الطموح القومي لأبناء الكنيسة و(3) الظروف السياسية: ديموقراطية أم ديكتاتورية إستبدادية. فهذه االنقاط الثلاث يجب أن تؤخذ بنظر الإعتبار عند الحديث عن مقر كرسي البطريرك لكنيسة المشرق الآشورية. فموضوع نقل كرسي البطريرك إلى المشرق لا يتم بقرار المجمع السينودي ولا برغبة شخصية أو جمعية، بل يتحتم أمر تنفيذه بالنقاط الثلاث المذكورة في أعلاه. ولكن مع كل هذا، فلو أرتكنا إلى عالم الدين والإيمان المسيحي الذي يفرض على رجل الدين التضحية وتحمل الصعاب من أجل خدمة أبناء كنيسته، فعليه إذن أن لا يأبى لا بالظروف السياسية ولا بمفاهيمها في الديموقراطية والإستبدادية بل عليه أن يكون مع شعبه في السراء والضراء وأن يكون بقربه ليشكل عاملاً معنوياً قوياً لصمود شعبه والإلتصاق بتربة وطنه وتحمل ظروفه الصعبة والماحقة وعدم هجره. لا جدال إطلاقاً في صحة هذا القول إطلاقاً من الناحية المعنوية والإيمانية ولكن لو تطرقنا إلى عالم الواقع والفعل فإن هذا سيقودنا إلى تساؤل مشروع ليقول ما فائدة أن يكون رأس الكنيسة مع شعبه وهو مقيد بظروف مأساوية إستبدادية تحد من حرية حركته ونشاطه ويصبح دوره قاصراً على الساحات الدينية والإيمانية وهو الدور الذي يمكن أن يؤديه إينما كان قريب أم بعيد عن شعبه، خاصة وأن أبناء الكنيسة في المهجر أصبح عددهم أكثر بكثير مما هو عليه في وطنهم الأم. وهنا أود أن أشير وبإختصار شديد إلى مسألة مهمة متعلقة بهذا الموضوع، حيث أن التحديات التي يواجهها شعبنا في بلدان المهجر تهدد وجوده القومي وتدفعه نحو الإنصهار والضياع في مجتمعات المهجر هي  من الخطورة بحيث يتطلبها مؤسسات نشطة وفاعلة وقوية لمواجهة هذه التحديات والواقع الحالي يبين  بأن الكنيسة، بكل فروعها وتحديداً كنيسة المشرق الآشورية هي المؤسسة الرئيسية الأكثر فاعلية من غيرها من المؤسسات في الحفاظ على الوجود القومي الآشوري في بلدان المهجر، ولعب البطريرك الراحل مار دنخا الرابع دوراً رئيساً في هذا المضمار. في الوقت الذي نرى المؤسسات الآشورية الأخرى (المدنية) هي في تراجع خطير ومستمر بحيث وصل الأمر، مثلاً، في مدينة شيكاغو حيث هناك أكبر تجمع للآشوريين في المهجر، وصل إلأمر إلى إختفاء معظم الأندية الإجتماعية وإفتقارهم إلى أية مؤسسة ثقافية أو فنية.
وأخيرا، وحتى أزيل سوء الفهم من قراءة هذا الموضوع ومن ثم توجه التهم لي وإعتباري من مؤيدي أن يصبح كرسي البطريرك في بلدان المهجر وليس في الوطن، أقول بأن وجود الكرسي البطريركي خارج الوطن لم يكن إختيارياً بل كان منذ فترة طويل إجبارياً فرضت الظروف المأساوية التي ألمت بالكنيسة وبأتباعها أن يكون خارج الوطن، وسيستمر وجود كرسي البطريرك في الخارج مالم تزول هذه الظروف المأساوية. كذلك أوكد القول بأن حتى الأتفاق الجماعي الذي ذكره غبطة مار ميلس حول ضرورة كون مقر البطريرك في بلاد بيت نهرين أو المشرق سيكون مقروناً بتوفر الظروف السياسية والأمن والإستقرار للعراق أو أي بلد آخر في الشرق الأوسط،. وإنطلاقاً من هذه الواقع والحقيقة وبعيدا عن المجاملة والعواطف، أرى شخصياً  بأن الظروف السياسية الحالية تسمح بأن تكون دولة لبنان مقرا مؤقتاً لكرسي البطريرك كخطوة أولى ليكون أقرب إلى شعبه وتراب وطنه من بلدان المهجر ولحين إستقرار الأوضاع في العراق ومن ثم النظر في أمر تنفيذ قرار المجمع السينودي في بغداد حول نقل مقر الكرسي البطريركي إلى العراق، سواء إلى بغداد أم أربيل. ولا يسعنا في هذه السطور القليلة إلا أن نتذرع إلى ربنا يسوع المسيح ليلهم أعضاء المجمع السينودي المقدس للكنيسة بالحكمة ووضوح الرؤية وإنفتاح العقل عند إنتخاب بطريرك جديد للكنيسة وتقرير مصير مقر كرسي البطريرك.



غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي ابرم شبيرا
شلاما
ان بعض ما تعنية المسيحية الاشورية هو الشجاعة والمحبة والحكمة  اقتداءا بالمسيح
وطالما ان العراق هو الموطن الاصلي للاشوريين
فان اي تبرير لتهرب قيادة كنيستنا الاشورية من مسالة الالتصاق بالوطن  بالتواجد الداءم فيه
فان ذلك التبرير هو غير مقبول ابدا
فلماذ يبقى  بطاركة كناءسنا الاخرى داخل الوطن في احرج الظروف
بينما على بطريرك كنيستنا القادم ان يعيش في بلد امن حر مسالم معافي 
فما هي الميزة الايمانية او القومية او السياسية التي تسمح لبطريركنا الجديد العيش في النعيم والاخرين يحرمون من ذلك
فالوطن يجب ان يبقى مهد لكنيستنا الاشورية  ولا تبديل لذلك

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق العزيز الاستاذ الفاضل المفكر القومي ابرم شبيرا المحترم
شلاما وايقارا

عاشت ايدك على السر التاريخي للموضوع اما تحفظك الخجول تلميحا (غمزا او لمزا) والتبريرات والمطبات والمتاريس الثلاثة الواردة في المقال التي تعتقد انها تمنع او تعرقل  نقل الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية من الاغتراب الى الوطن ليست موضوعية وغير مقنعة تماما بدليل مادي قاطع وهو ان تلك الظروف والصعوبات والتحديات اليوم يعيشها غبطة البطريرك مار ساكو جزيل الاحترام حيث مقر الكرسي البطريركي للكنيسة الكلدانية وسط بغداد في ظروفها الامنية والسياسية العصيبة والهشة ويرفض غبطته مغادرتها الا لواجبات ومسؤوليات مهمة وتخص شعبنا ويعمل  معه العديد من الاساقفة الاجلاء والكهنة الافاضل وكذلك يتواجد في بغداد مقر الكرسي البطريركي للكنيسة الشرقية القديمة التي يترأسها غبطة البطريرك مار ادي الثاني  جزيل الاحترام مع عدد من الاساقفة والكهنة

ثم هل نسيت يا رابي ابرم ؟ ان مقر الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية في العراق والأردن وروسيا الذي يترأسه نيافة المطران كوركيس صليوا جزيل الاحترام هو الاخر في وسط بغداد السؤال الذي يطرح نفسه هل بطريرك كنيسة المشرق الاشورية الذي سيتم اختياره وانتخابه  ؟ سلامة حياته افضل من هولاء المضحين والباذلين  في سبيل رسالتهم الكنسية ويعملون من اجل  الحفاظ على المتبقي من وجودنا الديني والقومي والتاريخي في ارض الاباء والاجداد امثال (مار ساكو ومار ادي ومار كوركيس وغيرهم الكثير) ام ان اساقفة كنيسة المشرق الاشورية بعد هذه السنين الطويلة من العيش في الغرب والنوم في العسل من الصعب عليهم تحمل ظروف ومعاناة وهموم شعبنا في الوطن !!

عزيزي رابي ابرم اسمح لي ان اختلف مع رأيك تماما واني شخصيا من اشد المتحمسين لعودة الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الاشورية الى الوطن حتى تصطف بفعالية ومحبة مع بقية الكراسي البطريركية لكنائس  شعبنا العاملة في الوطن كما كانت سابقا  من اجل رسالتها الكنسية والقومية والوطنية ولان الكرسي البطريركي لهذه الكنيسة العريقة يعتبر ارثا قوميا ووطنيا ودينيا وتاريخيا لشعبنا وامتنا وذات اهمية كبيرة  لكونه الوريث الشرعي لكنيسة المشرق المقدسة الرسولية الجامعة وحسب رأينا ان اتخاذ مثل هذه الخطوة الشجاعة والجريئة سيكون لها صدى ايجابي مهم بين ابناء شعبنا في الوطن والمهجر وسيكون مرحب به من قبل  كنائس شعبنا العاملة في الوطن وكذلك من قبل كافة تنظيماتنا ومؤسساتنا السياسية القومية في الوطن والمهجر مع تقديري

ملاحظة :
---
لمن يرغب الاطلاع على المقال الرائع للاستاذ الدكتور عبدالله رابي تحت عنوان (عودة كرسيّ كنيسة المشرق الاشورية من الاغتراب الى الوطن ، الحكمة والمبررات) الرابط ادناه

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,776465.0.html

                                        اخوكم
                                     انطوان الصنا

غير متصل بطرس هرمز نباتي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 440
    • مشاهدة الملف الشخصي
لم اقتنع بما ذهب اليه و فيما طرحه رابي ابرم شبيرا، بينما شدتني دراسة الدكتور عبدالله مرقس رابي عندما نشرها في موقع عنكاوا ، وقد عقبت عليها بشكل ايجابي ، اقولها ليس من ثقب الباب ولا هامزا او غامزا ،  يا ترى في اي زمان او مكان  ؟ كانت كنيسة الشهداء كنيسة المشرق في راحة او امان . هل كانت في أمان  ؟ في  زمن الاظطهاد الاربعيني على يد شابور وملوك الفرس ام إبان غزوات العرب او العثمانيين ، هناك مزمور يتردد في كنيسة المشرق بشطريها يقول كنيستنا تنمو بدماء شهدائها البررة ، متى خاف الاباء الكنسيين على حياتهم وارادوا الابتعاد والانزواء خوفا وهلعا؟ متى فضلوا راحتهم وهنائهم على راحة شعبهم ؟  لقد كانوا مع شعبهم رافقوه في محنته ضحوا من اجله ودمائهم شاهدة على ما نقول ، دمت رائعا الاخ انطوان ردك الجميل بمثابة قراءة في تضحيات كنيسة المشرق  التي لا تحصى .
بتصوري  واقولها  آسفا،إن لم تعود رئاسة كنيسة المشرق الى موطنها الاصلي بيث نهرين ، من الافضل ان تدعى كنيسة اقصى المغرب  ( الامريكية )  لكون الامة الاشورية موطنها الحقيقي في المشرق وليس في امريكا ولأن مكوثها هناك سيقطع كل اواصرها مع الشرق عدا التسمية وتسميتها المباركة  استمدتها  من مشرقنا العزيز وبالاخص من بلاد ما بيث نهرين .
بطرس نباتي

غير متصل Eissara

  • الحُرُّ الحقيقي هو الذي يحمل أثقال العبد المقيّد بصبر وشكر
  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 591
    • مشاهدة الملف الشخصي
معظم المتحاورين يريدون من كرسي كنيسة المشرق ان يعود الى ما يسمى العراق، ولكن لم أجد في أي ممن كتبوا ان سألوا او تسائلوا، ماذا عن ما يسمى حكومة في العراق؟ هل يقوم البطريرك الجديد خلف مثلث الرحمات البطريرك مار دنخا الرابع بشد الرحال وهكذا وببساطة يذهب الى ما يسمى العراق؟ هل تسائل أحد بأنه قبل خطوة كهذه يجب ان تكون هناك محادثات بين أعضاء السينودس المقدس لكنيسة المشرق الآشورية وبعدها بين لجنة من السينودس المقدس وبين ما يسمى حكومة في العراق عن كيفية إنتقال هذا الكرسي الأصيل الذي نفي بطريركه والذي قامت ما تسمى الحكومات المتعاقبة في العراق بإهانة هذا الكرسي باتهام الكنيسة وأبنائها بأبشع الإتهامات؟ هل هكذا وبكل سهولة كل الحقارات تنسى وينتقل الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية الى ما يسمى العراق ؟ فليقوم هؤلاء الذين يجلسون على الكراسي في تلك الأرض بتنظيف القذارة التي يجلسون فيها، ومن ثم يقدّم الإعتذار الرسمي من الكرسي البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية ويتم دفع التعويضات المالية المستحقة للكنيسة وأبنائها فهذا حق والحق لا يترك ومن ثم القرار للكرسي البطريركي. من أهانوا كرسي كنيسة المشرق وبطريركها يجب ان يدفعوا ثمن الإساءة وهذه كلمة الحق التي تغاضى المتحاورون عن ذكرها .

غير متصل Ashur Rafidean

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1021
    • مشاهدة الملف الشخصي
أتمنى أن يعم السلام في العالم وخاصة بلدي العراق ودول الجوار  وان تختفي الجماعات الارهابية المدعومة عالميا ويبقى شعبنا المسيحي على ارضه وفي بلده وألا يكون هناك المزيد من الحروب كما أتمنى أن يحقق كل إنسان غايته في الحياة. وعندئذ سينقل مقر كرسي بطريركية كنيسة المشرق الآشورية الى بلد الام وشكرا

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ وصديق العمر الكاتب السياسي الكبير الأستاذ أبرم شبيرا المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا المعطرة ومحبتنا الدائمة وتهانينا بحلول عيد القيامة المجيد وتمنياتنا لكم وللعائلة الكريمة بالخير والصحة والعافية وأن تكون كل أوقاتكم أعياداً سعيدة تعمها الأفراح والبهجة والمسرات والنجاح في أعمالكم ودمتم بخير وسلام .
قرأنا مقالكم التحليلي الرائع بإمعان وبدقة وجهودكم مشكورة ومحمودة ، وكلما أقرأ لكم مقال أتذكر تلك الأيام الجميلة مع كافة أصدقاءنا المقربين في منطقة كراج الأمانة في بيوتنا وفي بغداد الجديدة في بيت الأخ الفنان المغني القومي الكبير شليمون بيث شموئيل عندما كان يغني لنا ونحن نرتل معه الاغنية القومية الرائعة " أورخا دنينوي كليتا بسباري " وغيرها من الأغاني القومية الرائعة ، ونتذكر أغنية " روش جونقا " التي كان يغنيها المغني الرائع بصوته الشجي الأخ المهندس بنيامين عوديشو سخريا في حفلات وسفرات للطلبة الآشوريين في الجامعة وحفلات وسفرات النادي الثقافي الآثوري منبع الفكر القومي التقدمي الحديث ، ونتذكر ما كان يجري بيننا من نقاشات قومية سياسية حارة حول  ضرورة تشكيل تنظيم سياسي قومي ، ونتذكر اجتماعاتنا في مكتب المهندس سهام توما القس رحمه الله في الكرادة التي كانت تستمر الى ساعة متأخرة من الليل ، كما نتذكر صراعاتنا النقاشية الفكرية السياسية مع البعثيين والشيوعيين والبارتيين في النادي الثقافي الآثوري حول ضرورة المحافظة على استقلالية النادي بقراره من هيمنة وسيطرة الأحزاب عليه وكيف كان دور مجموعتنا فعالاً وفاعلاً في إنهاض الفكر والوعي القومي ، عندما نتذكر تلك النقاشات والصراعات في تلك الفترة الشديدة الخطورة نشعر اليوم بالخوف ونلوم أنفسنا وأقول لماذا كنا كذلك لا نبالي بالأخطار التي كانت محدقة بنا من كل صوب وحدب ، كما نتذكر موقفنا المعادي للهجرة من أرض الوطن وكيف شجعتمونا على كتابة مقال ضد الهجرة ، ونتذكر أمور كثيرة كنا ونحن شباب لنا مواقف واضحة وحازمة مع كل قضية تتعلق بتثبيت مصير وجودنا القومي في أرض الوطن وفي المقدمة منها موضوع " الهجرة " وموضوع ضرورة " عودة مقر الكرسي البطريركي الرسولي لكنيسة المشرق الآشورية " الى أرض الوطن لما في ذلك من رمزية قومية استدلالية تاريخية ترتبط بوجودنا القومي في أرض بيث نهرين المقدسة ، حيث تبلورت واختمرت  وترسخت هذه الفكرة لدينا واستقرت في مخيلتنا ومشاعرنا بعد عودة البطريرك الشهيد مار إيشاي شمعون رحمه الله الى العراق سنة 1970 م . نتذكر كل ما كان يدور بيننا بشأن وجودنا القومي ونيل حقوقنا القومية في أرضنا التاريخية ، وكيف كنا نعتبر بعض ثوابتنا القومية مثل البقاء في الوطن ووقف الهجرة ، وإعادة الكرسي البطريركي لكنيستنا الى أرض الوطن ، ووحدة مكونات أمتنا من الكلدان والسريان والآشوريين تحت تسمية قومية واحدة ، ووحدة لغتنا وتاريخنا وتراثنا الثقافي ، خطوط حمراء لا يجوز المساس بها والتجاوز عليها بأي شكل من الأشكال ولأي سبب كان ، ألم تتذكرون هذه الذكريات الجميلة لأيام شبابنا المتقد بالروح القومية التقدمية ؟؟؟  عندما نستذكر كل هذه الذكريات وما تختزنه ذاكرتنا التاريخية لتلك الأيام الخوالي المفعمة بروح العمل القومي والتضحية في سبيل ما كنا نعتقد بأنه الصواب تجعلنا نقارنها بما نتلمسه ونحسه ونشعر به في مقالاتكم ، وما عرضتموه في هذا المقال كان موضع مقارنتنا أيضاً ، وعليه قررنا أن نقول لشخصكم الكريم ولكل من له رأي في إعادة الكرسي البطريركي الرسولي لساليق قطيسفون لكنيسة المشرق الآشورية الى مهده الآتي :-
أولاً : الكرسي يجب أن يعود الى أرض الأباء والأجداد ، أن يعود الى مهده العراق .
ثانياً : أن يكون مقر الكرسي البطريركي الرسولي في أربيل أو بغداد وليس لهما بديلاً  لا في بلدان المشرق ولا في بلدان المغرب " بلدان الأغتراب " مهما تكون المبررات والأسباب .
وبمناسبة حلول عيد القيامة المجيد نقدم تهانينا المعطرة للقراء الكرام وعوائلهم الكريمة ولأبناء أمتنا وشعبنا العراقي الكريم بكل مكوناته والأنسانية اجمع ، وأن يعم السلام عراقنا الجريح والعالم وأن تكون غمة داعش الأرهابية قد زالت وولت من غير رجعة   
 نرجو المعذرة للأطالة ودمتم والعائلة بخير وسلام .

             محبكم من القلب أخوكم وصديق العمر : خوشابا سولاقا - بغداد