المحرر موضوع: لحظات الرحيل  (زيارة 1118 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مازن سامي

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لحظات الرحيل
« في: 00:44 02/04/2015 »
لحظات الرحيل

مازن سامي

شعر َ بوخزٍ في صدرِه ... تطلّع عبر النافذة

تجهم ... فكل شئ يلفه الصمت ... ويرتدي حلة الصقيع

تذكّر وطنه البعيد ... فأشتد اليه الشوق

أخرج َ الكاتب ورقة بيضاء ، وقلم َ حبر ... أشعل َ سيكارة

دخانها وهو يغادر صدره ... كأنها روحه ترحل بلا عودة ...

أزداد أحساسه بالألم ... كتم ألمه ، وبدأ يكتب :


وطني ...

لا أعلم كيف ستقرأ كلماتي

فأنا في بلاد غريبة

يقتلني البرد والوجد

أهذي

شوقا اليك ..

وقلبي ينتشي دفئا

أتذكرك

فتسطع شمسك في صدري

وأغفو بين يديك


قالوا لي

ان غلبك الشوق ، أكتب ْ

في الكتابة راحة

و سكينة

لكن بين أضلاعي ، نار تنتفض

منذ رحلت

بعيدا عنك

و حلقت بلا أجنحة

هربا من منابع الروح

حين أنهكني العويل

والدم الذي يسيل

وليلي الداكن الطويل

تركتك ورحلت

وحيد قبلتُه ُ جليد

هنا ولدت من جديد

ولدت بلا روح

فما أتعسني من وليد

متى وطني ... تلفظ من أحشاءك الشر

متى يترك أحقادهم ... البشر

متى يعود لوجه ليلك ... القمر

لا تقل هذا قدر

الشر في البشر

والخفافيش التي غطت سماءك

شربت ْ ماء النهر

ثم تقيأت فيه كرها

وكما النهر يجري

الكره معه أنتشر .



وطني

لأنني أحبك

فلن أتركك وحدك تتألم

سأعود ..

خذني

الآن

اليك


وطني !

وطني !!

مقبل ٌ حبيبك

وطني




في الصباح ، كان الصمت يحيط بالكاتب ... شقراء مسنَة تنظر اليه بعيون جافة

وصديق غربته الوحيد يحاول أن يخفي دموعا تأبى السكون

رفعوا رأس الكاتب المنكب على ورقة رسائل ، مبللة

لم يكن عليها ، سوى كلمة واحدة ، هي

وطني

تليها ثلاث نقط

ورفعوا من بين أصابعه قلم

نفذ منه الحبر