المحرر موضوع: مشاركة تركيا في " تحرير" الموصل كارثة  (زيارة 1612 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل متي اسو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 926
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

مشاركة تركيا في " تحرير" الموصل كارثة
بدأنا نسمع من هنا وهناك من يقول ان تركيا ستشارك في تحرير الموصل. لا بد ان نلقي بعض الضوء على مجريات الامور في المنطقة .
ان تفشّي " الأسلمة " في المجتمعات العربية والاسلامية أدّى الى فوز حزب " العدالة والتنمية " الاسلامي ووصول رجب طيب اردوغان الى سدة الحكم في انتخابات ديمقراطية في تركيا . للرجل روح قومية مطعمّة بالتطرف الديني ، وله مطامح في إعادة عهد الامبراطورية العثمانية ليصبح السلطان الجديد في دولة " خلافة اسلامية " لإحياء الخلافة التي وأدها أتاتورك عام 1924 .
رجل بمثل هذه الافكار والمطامح تجعل منه خطرا جدا على المنطقة وعلى العراق وسوريا خاصة ... كان اردوغان يعوّل على عوامل عديدة تصب في مصلحته :
1-   تأييد دول الخليج ومساعدتها له وعلى رأسها السعودية وقطر .
2-   تأييد الغرب وأمريكا له ، إعتبروا حركة " الاخوان " الواسعة الانتشار في الشرق الاوسط هي بديل للحركات الجهادية .
3-   قيام الاخوان بإختطاف الثورات التي نشأت في العالم العربي ووصولهم الى الحكم في مصر ( أكبر دولة عربية ) وفي تونس وفي ليبيا ، في المغرب ايضا حكومة اسلامية ... والجزائر على الخط .
4-   العزف على تأييد الحق الفلسطيني والوقوف بشدة ضد اسرائيل جعلته محبوبا من الجماهير العربية والاسلامية .
5-   وجود حواضن جماهيرية في البلدان العربية والاسلامية لتنفيذ هذه الافكار.

المشكلة كانت مع سوريا والعراق .. تم ضخ اسلحة ومقاتلين في كلا البلدين تمهيدا لإسقاطهما .... تم تشكيل " الدولة الاسلامية في العراق والشام لتكون نواة لـ " دولة الخلافة الاسلامية " المرتقبة .
لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه السفن التركية....
أولا : قيام ثورة شعبية في مصر وسحق حركة الاخوان فيها ... تهستر اردوغان وشن حملة شعواء ( ولا يزال ) ضد مصر . وكذلك فوز العلمانيون في كل من تونس وليبيا .
ثانيا : وقوف السعودية والامارات والكويت مع الثورة المصرية ، وشن حملة شعواء على اخوان المسلمين في كل مكان بعد ان إكتشفت الامارات مخططا للاخوان للسيطرة على دول الخليج ... لم يبق لتركيا سوى القطر .
ثالثا : تلكؤ أمريكا والغرب في إزاحة الاسد وعزوفهم عن مساعدة المتشددين هناك ... كان يأمل اردوغان ان يأتي " الاخوان " بعد الاسد لتصبح مهمة السيطرة على العراق أسهل .
كان لابد ، والحالة هذه ، هو الاسراع في اعلان " دولة الخلافة " بكوادر عسكرية محترفة وأسلحة حديثة مهرّبة وأخرى مُستولى عليها من جيوش هزيلة وفاسدة في العراق وفي سوريا ، جيش محترف يملك مخابرات محترفة واعلام جهنمي ، مقاتلون اسلاميون يتوافدون عليه من كل بقاع العالم ، معهم عدد لايحصى من الانتحاريين ... حواضن تبني أسس الدولة المتوخاة ، طرفاها الاساسيان هما " الموصل " في العراق و " الرقة " في سوريا . لعبت تركيا دورا خبيثا في هذا المشروع الجهنمي مما دفع نائب الرئيس الامريكي وبعض ساسة الغرب الى اتهام تركيا بمساعدة داعش ....
مرة اخرى تأتي الرياح بما لاتشتهيه السفن التركية
اوباما المتردد دائما قرر ان يتدخل هذه المرة بعد الضغوط الهائلة من الكونكرس الامريكي الذي يسيطر عليع الجمهوريون وكذلك بعض من اعضاء حزبه من الديمقراطيين ، شاركه في ذلك بعض الدول العربية على رأسها السعودية ...
بعد ذلك كلنا نعرف ما حصل وما سيحصل ... وان داعش أندحرت لا محالة ....
ماذا عن مركزها في الموصل ؟؟؟
فهل ستشارك تركيا لإنقاذ " دواعشها في الداخل " على حساب بعض " دواعشها من الوافدين " ؟؟؟ ربما سيعتبرون دواعشها في الداخل " ابطالا " شاركوا في تحرير الموصل !!! لترجع المنطقة والعراق الى المربع الاول... وليبقى لتركيا امل في اطماعها في قابل الايام .
تدخّل تركيا سيكون كارثة حقيقية على العراقيين .