المحرر موضوع: " الكنيسة السريانية هي آرامية بهويتها و لغتها و موطنها و ليست عربية"  (زيارة 472 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل henri bedros kifa

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 653
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
" الكنيسة السريانية هي آرامية بهويتها و لغتها و موطنها و ليست عربية"
هنري بدروس كيفا
نشر أحد الإخوة الغيورين هذا التعليق في صفحتنا :
" الكنيسة السريانية ليست فقط ارامية وانما عربية فقبائل الغساسنة الذين حكموا الجزيرة السورية وكانت سرجيو بوليس ( الرصافة السورية ) وبصرى وتدمر اهم مدنهم كانوا من اتباع الكنيسة اليعقوبية , نسبة ليعقوب البرادعي ومن انصار الطبيعة الواحدة ".
هذا التعليق يذكرني بما كتب المؤرخ أسد رستم حول بطريركية إنطاكيا
فهو إدعى بأنها كانت عربية و يونانية و سريانية بسكانها!
هذا إدعاء غير صحيح للأسباب التالية :
أولا - إن بطريركية إنطاكيا الجغرافية هي محددة بولاية الشرق الرومانية
و كانت عاصمتها إنطاكيا : الجزيرة العربية لم تكن ضمن بطريركية إنطاكيا و حتى المنطقة المعروفة بالعربية و تقع شرقي الأردن لم تكن
تابعة لإنطاكيا . مناطق فلسطين الإدارية الثلاثة كانت تابعة لبطرك
القدس و ليس لإنطاكيا ...
ثانيا - إنتشار الدين المسيحي بين العرب .
لا أحد ينكر تاريخ القبائل العربية المسيحية التي كانت منتشرة في شبه
الجزيرة العربية و ليس في سوريا و هذه القبائل قد إنتقلت الى بعض مناطق سوريا خاصة الجزيرة بعد إحتلال العرب المسلمين لبلاد سوريا
و ليس قبله . سرعان ما أسلمت تلك القبائل العربية المسيحية كي تشارك
جيش المسلمين في الفتوحات و المغانم ! الإدعاء بوجود مسيحي عربي
في سوريا لا يتطابق مع تاريخ إنتشار الديانة المسيحية في سوريا و أغلب
الإخوة الذين يرددون هذا الإدعاء يتوهمون - لأنهم يتكلمون اللغة العربية- إنهم أحفاد تلك القبائل العربية المسيحية !
ثالثا - إنتشار الغساسنة و أهمية تاريخهم .
بكل تأكيد لم ينتشر الغساسنة في الجزيرة السورية كما ذكر المعلق
كما إنهم لم يتواجدوا في أي مدينة سورية : حلب و دمشق و حمص...
لقد أوكل لهم البيزنطيون مهمة مراقبة القبائل العربية في البادية السورية
و كانت قبائل الغساسنة منتشرة بشكل رئيسي في شرقي الأردن و كانت
بعض وحداتها تتنقل في البادية من أجل حمايتها و لكن هذا لا يعني ابدا
- كما هو منتشر بين الكثيرين - بأن الغساسنة كانوا يشكلون أكثرية
سكانية في سوريا أو بطريركية إنطاكيا !
رابعا - أغلبية ساحقة من سكان سوريا هم سريان آراميين .
أ - العنصر اليوناني كان متواجدا في مطرانيات كيليكيا و خاصة في
العاصمة إنطاكيا و لكن السريان الآراميين كانوا يشكلون أكثرية ساحقة
في بلادهم آرام التي ستعرف ببلاد سوريا .
ب - العنصر العربي كان قليلا جدا . من يطلع على الصادر السريانية
مثلا قصة مار سمعان العمودي التي تذكر أن بعض الرحل كانوا يطلبون
شفاعة هذا القديس . من المؤسف إن كثيرين من المسيحيين المستعربين
يتحدرون من السريان الآراميين و لكنهم عن جهل أو من أجل المصلحة
يدعون بأنهم أحفاد القبائل العربية مع إنها أسلمت جميعا !
ج - نحن لا ندعي أن جميع السريان يتحدرون من العنصر الآرامي
الصافي لأننا نعلم أن الآراميين قد صهروا - و ليس صاهروا - بقايا
بعض الشعوب التي كانت منتشرة في الشرق . و لكننا لا نستطيع
أن ندعي أن سوريا كانت ممرا إجتازته شعوب عديدة و أن شعبها القديم
هو خليط وهمي من تلك الشعوب !
ه - للأسف لنا اليوم أن أكثر رجال الدين المسيحيين لا يهتمون في
الدفاع عن هوية أجدادهم الآراميين و بعضهم لا يزال يدعي بهوية
عربية متوهما أن تزييف هوية الأجداد تسمح لنا في الصمود في أرض
أجدادنا ...
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10201916951179600&set=pb.1058767894.-2207520000.1428660699.&type=3&theater