لماذا تجاهل البطريرك رسالة بطرس!!
أوشـــانا نيســـانفي اليوم التالي من المبادرة التي طرحها الاخ تيري بطرس من خلال صفحة عنكاوا الغراء بتاريخ 8 نيسان الجاري تحت عنوان" هل سيتم اختيار قداسة مار ادي لقيادة الكنيسة؟ نشرت بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة / مكتب الاعلام، رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة يوم الاحد الموافق 12 نيسان الجاري وعلى نفس الموقع الاليكتروني بتاريخ 9 نيسان 2015.
وفي نفس اليوم نشر الموقع المذكور مقالا لي بعنوان" ثلاث ملفات تركها البطريرك الراحل مار دنخا تنتظرالحسم!!، جاء فيه "أن الكنيسة التي قادها قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في بحر هائج من المشاكل والالام والانشقاقات لما يقرب من 39 عاما، تحتاج الى "خلف" من الجيل الجديد وليس في حال من الاحوال بطريرك من الحرس القديم، لا لاعتبارات التشكيك في ايمان رجالات كنيستنا ونزاهتهم المشهودة، بل بسبب حاجة الكرسي البطريركي الى "خلف" صالح من الجيل الجديد بامكانه ان يستوعب متطلبات العصر وضرورات المرحلة المقبلة".
قبل الدخول في صلب الموضوع وتسليط الضوء على خلفيات ملف الخلاف بين االكنيستين من خلال وجهات نظر مختلفة، أود تذكير القارئ الكريم، أن الخلافات بين الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة المشرق الاشورية، هذا ان وجد الخلاف أساسا كان ولايزال مرده نزاعات عشائرية قديمة ومصالح عائلية ضيقة لا تنتمي الى حقيقة الدين المسيحي المتسامح ولا مفردات رسالة سيدنا المسيح منها " طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9)، لذلك سيبقى أسم الكاهن المؤمن برسالة كنيسة المشرق أو "القومي" الذي عمل ويعمل بصدق ونزاهة من أجل السلام ووحدة شعبه المظلوم، سيبقى أسمه محفورا بكل فخر واعتزاز في سفر الوطن وقلوب أبنائه جيلا بعد جيل.
حيث لو رجعنا الى نص رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة الموافق يوم الاحد 12 نيسان الجاري من جديد، ودققنا مضمون ومفردات الرسالة بامان واخلاص، لبانت لنا:
أن الرسالة كانت مخيبة لامال الالاف من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الاخ تيري بطرس!! لان الرسالة مثلما خلت تماما من اي ذكر أو حتى أشارة لرحيل البطريرك ماردنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية لا من قريب ولا من بعيد، كذلك خلت من تقديم التهنئة لاي مسيحي أو اي كنيسة من كنائس العالم باستثناء أبناء الكنيسة الشرقية القديمة في وطننا المبارك بيث نهرين وبلدان الاغتراب، كما ورد في رسالة التهنئة.
نقاط ضعف المقترحلقد شاب مقترح الاخ تيري بطرس نقاط ضعف عديدة في وقت يفترض بالمثقف الاشوري أن يفلح في تحويل المقترح أو الفرصة الى عنصر قوة فعالة لاعادة توحيد الكنيستين في حال توفرت النيات الصادقة وتوحدت الجهود وأحسنا تدببير إختلافاتنا وتوافقنا على ما هو مشترك بين الكنيستين في سبيل تحقيق الوحدة التي تأخرت كثيرا لحاجة في نفس يعقوب، كما جاء في قول العرب، ومن اهم النقاط:
1- ورد في سياق الطرح الذي نشره الاخ بطرس " ان يكون للكنيسة بطريركين متساوين بالارادة وان ينتظران ما يقرره الله وحينها سيبقى بطريرك واحد ومن ثم تسير الكنيسة على هذه الخطى"، كان احد المخارج التي تم مناقشتها بين الكنيستين يكتب الاخ بطرس. في وقت يعرف المطلع على أجندة الجهود التاريخية التي قادها البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في سبيل التوافق والاتحاد بين الكنيستين الشقيقتين، أن الطرح هذا كان مجرد أمنية "شفوية" من قبل العلمانيين والمثقفين المؤيدين لاعلان الوحدة الاندماجية بين مؤمني الكنيستين، ولم يدرج بندا رسميا ومثبتا على أجندة البحث والنقاش مطلقا!!
2- ياتي الطرح بالنسبة للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق الاشورية في وقت غير مناسب طقسيا ومنطقيا وحتى عقليا بعد رحيل البطريرك ماردنخا الرابع وتفرغ الكرسي البطريركي. لآن الحوار أي حوار كنسي لا يمكن له أن يتكامل قبل التفرغ من رسامة البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الاشورية واطلاق حملة الاستعدادات الكفيلة بتكاتف جميع أطراف الحوار طبعا بعد خلق المناخ الاخوي المواتي لانجاز هذا الاستحقاق الكنسي ليتسنى لنا دعوة الاطراف المتحاورة للاسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الكنسي المتمدن وتوحيد الكنيستين اليوم قبل الغد!! حيث لا يحق شرعا للقائم بأعمال البطريركية الزمنية طبقا لسنهادس الكنيسة، أن يقرر في مصير ما تريث سلفه في تقريره خلال مايقارب من 39 عاما. رغم أن التغلب على الانقسامات الكنسية والحركة المسكونية كانت واحدة من خصائص البطريرك الراحل مار دنخا الرابع.
3- النقطة الاساسية والاهم باعتقادي وراء كل هذه الخلافات والانشقاقات المذهبية "المؤجلة" التي باتت تنخر في جسد هذا الشعب المثحن بجراحات المذاهب والتاريخ، هو غياب صوت العقل الجمعي أو صوت المثقف الاشوري الحريص على وجوب رفع تخوم سياج هذا الشعب المظلوم وصيانة وحدته وكرامته الانسانية فوق حدود المذاهب الكنسية أوتخوم الاحزاب السياسية. لاسيما بعدما أثبت التاريخ أن العقل الحزبي الضيق وبجميع مشاربه السياسية والدينية، لا يتسع صدره لسماع الراي المخالف دون أي تقييد للحريات أوتكميم الافواه.