المحرر موضوع: لماذا تجاهل البطريرك رسالة بطرس!!  (زيارة 2237 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل أوشانا نيسان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 322
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
لماذا تجاهل البطريرك رسالة بطرس!!
أوشـــانا نيســـان
في اليوم التالي من المبادرة التي طرحها الاخ تيري بطرس من خلال صفحة عنكاوا الغراء بتاريخ 8 نيسان الجاري تحت عنوان" هل سيتم اختيار قداسة مار ادي لقيادة الكنيسة؟ نشرت بطريركية الكنيسة الشرقية القديمة / مكتب الاعلام، رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة يوم الاحد الموافق 12 نيسان الجاري وعلى نفس الموقع الاليكتروني بتاريخ 9 نيسان 2015.
وفي نفس اليوم نشر الموقع المذكور مقالا لي بعنوان" ثلاث ملفات تركها البطريرك الراحل مار دنخا تنتظرالحسم!!، جاء فيه "أن الكنيسة التي قادها قداسة البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في بحر هائج من المشاكل والالام والانشقاقات لما يقرب من 39 عاما، تحتاج الى "خلف" من الجيل الجديد وليس في حال من الاحوال بطريرك من الحرس القديم، لا لاعتبارات التشكيك في ايمان رجالات كنيستنا ونزاهتهم المشهودة، بل بسبب حاجة الكرسي البطريركي الى "خلف" صالح من الجيل الجديد بامكانه ان يستوعب متطلبات العصر وضرورات المرحلة المقبلة".
قبل الدخول في صلب الموضوع وتسليط الضوء على خلفيات ملف الخلاف بين االكنيستين من خلال وجهات نظر مختلفة، أود تذكير القارئ الكريم، أن الخلافات بين الكنيسة الشرقية القديمة وكنيسة المشرق الاشورية، هذا ان وجد الخلاف أساسا كان ولايزال مرده نزاعات عشائرية قديمة ومصالح عائلية ضيقة لا تنتمي الى حقيقة الدين المسيحي المتسامح ولا مفردات رسالة سيدنا المسيح منها " طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يدعون" (مت5: 9)، لذلك سيبقى أسم الكاهن المؤمن برسالة كنيسة المشرق أو "القومي" الذي عمل ويعمل بصدق ونزاهة من أجل السلام ووحدة شعبه المظلوم، سيبقى أسمه محفورا بكل فخر واعتزاز في سفر الوطن وقلوب أبنائه جيلا بعد جيل.
حيث لو رجعنا الى نص رسالة قداسة البطريرك مار أدي الثاني للتهنئة بمناسبة عيد القيامة الموافق يوم الاحد 12 نيسان الجاري من جديد، ودققنا مضمون ومفردات الرسالة بامان واخلاص، لبانت لنا: 
أن الرسالة كانت مخيبة لامال الالاف من أبناء شعبنا وفي مقدمتهم الاخ تيري بطرس!! لان الرسالة مثلما خلت تماما من اي ذكر أو حتى أشارة لرحيل البطريرك ماردنخا الرابع بطريرك كنيسة المشرق الاشورية لا من قريب ولا من بعيد، كذلك خلت من تقديم التهنئة لاي مسيحي أو اي كنيسة من كنائس العالم باستثناء أبناء الكنيسة الشرقية القديمة في وطننا المبارك بيث نهرين وبلدان الاغتراب، كما ورد في رسالة التهنئة.
 
 

نقاط ضعف المقترح
لقد شاب مقترح الاخ تيري بطرس نقاط ضعف عديدة في وقت يفترض بالمثقف الاشوري أن يفلح في تحويل المقترح أو الفرصة الى عنصر قوة فعالة لاعادة توحيد الكنيستين في حال توفرت النيات الصادقة وتوحدت الجهود وأحسنا تدببير إختلافاتنا وتوافقنا على ما هو مشترك بين الكنيستين في سبيل تحقيق الوحدة التي تأخرت كثيرا لحاجة في نفس يعقوب، كما جاء في قول العرب، ومن اهم النقاط:

1- ورد في سياق الطرح الذي نشره الاخ بطرس " ان يكون للكنيسة بطريركين متساوين بالارادة وان ينتظران ما يقرره الله وحينها سيبقى بطريرك واحد ومن ثم تسير الكنيسة على هذه الخطى"، كان احد المخارج التي تم مناقشتها بين الكنيستين يكتب الاخ بطرس. في وقت يعرف المطلع على أجندة الجهود التاريخية التي قادها البطريرك المرحوم مار دنخا الرابع في سبيل التوافق والاتحاد بين الكنيستين الشقيقتين، أن الطرح هذا كان مجرد أمنية "شفوية" من قبل العلمانيين والمثقفين المؤيدين لاعلان الوحدة الاندماجية بين مؤمني الكنيستين، ولم يدرج بندا رسميا ومثبتا على أجندة البحث والنقاش مطلقا!!
2- ياتي الطرح بالنسبة للكرسي البطريركي في كنيسة المشرق الاشورية في وقت غير مناسب طقسيا ومنطقيا وحتى عقليا بعد رحيل البطريرك ماردنخا الرابع وتفرغ الكرسي البطريركي. لآن الحوار أي حوار كنسي لا يمكن له أن يتكامل قبل التفرغ من رسامة البطريرك الجديد لكنيسة المشرق الاشورية واطلاق حملة الاستعدادات الكفيلة بتكاتف جميع أطراف الحوار طبعا بعد خلق المناخ الاخوي المواتي لانجاز هذا الاستحقاق الكنسي ليتسنى لنا دعوة الاطراف المتحاورة للاسراع في تنفيذ مخرجات الحوار الكنسي المتمدن وتوحيد الكنيستين اليوم قبل الغد!! حيث لا يحق شرعا للقائم بأعمال البطريركية الزمنية طبقا لسنهادس الكنيسة، أن يقرر في مصير ما تريث سلفه في تقريره خلال مايقارب من 39 عاما. رغم أن التغلب على الانقسامات الكنسية والحركة المسكونية كانت واحدة من خصائص البطريرك الراحل مار دنخا الرابع.
  3- النقطة الاساسية والاهم باعتقادي وراء كل هذه الخلافات والانشقاقات المذهبية "المؤجلة" التي باتت تنخر في جسد هذا الشعب المثحن بجراحات المذاهب والتاريخ، هو غياب صوت العقل الجمعي أو صوت المثقف الاشوري الحريص على وجوب رفع تخوم سياج هذا الشعب المظلوم وصيانة وحدته وكرامته الانسانية فوق حدود المذاهب الكنسية أوتخوم الاحزاب السياسية. لاسيما بعدما أثبت التاريخ أن العقل الحزبي الضيق وبجميع مشاربه السياسية والدينية، لا يتسع صدره لسماع الراي المخالف دون أي تقييد للحريات أوتكميم الافواه.

 



غير متصل تيري بطرس

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1326
  • الجنس: ذكر
  • الضربة التي لا تقتلك تقويك
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاخ اوشانا المحترم
شكرا على مقالتكم اعلاه وبغض النظر عن حصول اجابة او كون المقترح الذي اقترحته اخذ مكانه او لم ياخذ مكانه، فانه في بعض الاحيان يشعر المرء ان رمي حصوة في ماء راكد افضل من تركه يتعفن، وهنا البركة ليست الكنيسة بشقيها او باقسامها الثلاثة، النابعة من كنيسة المشرق. ان الكنائيس الثلاثة وهي الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق وكنيسة المشرق القديمة، باعتقادي تمر بنفس الظروف من الانشقاقات والتمزقات وحتى بعضها الفضائح. وهذا ليس ناتج عن خلافات، ثق انه ليس خلافات، فالخلافات تنبع اساسا عن رؤية مغايرة، بل انه نابع عن العجز في الغالب، فالكل عاجز، ولكن الفرق هنا ان بعض العاجزين يستكين وينتظر المقسوم من رب العالمين، والبعض الاخر يحاول ان يتحرك ولكنه في الغالب يتحرك بخطوات خاطئة تأتيه قوتها من الماضي واثاره ومخلفاته. الكنائس الثلاثة يعيشون في نفس البحر المتلاطم ولعل الاكثر صحة فيهم لحد الان هي الكنيسة الشرقية الاشورية، لانها خرجت منتصرة من عقبة كأداة حاولت الاستيلاء عليها ليس بتقديم العمل الافضل، بل بحياكة المؤامرة الاكثر تعقيدا، بتحالف شيطاني. ولكن من ناحية اخرى الامة والكنائس يعيشون حالة ركود موبؤ.
اقتراحي او ما دونته في المقالة اثار تسأؤلات وانفعالات كثيرة، ولعل ابردها ما نشر تعقيبا عليه، ولكن هل حقا انه الحل؟ انا لا انتظر فقط حلولا كنسية لواقع متشابك، ولكن قلت انها قد تكون هزة قوية لواقع مهترئ، لواقع ما بعد داعش وافعالها وتداعياتها. والا يستحق شعبنا هزة تقودها مؤسسة قوية او تشعر بقوتها على الاقل، وكل اقتراح منها لن يعتبر هزيمة كنسية، ولكن رد عقلاني على ما يعتري واقعنا المأساوي. لا تزال اثار كثيرة تتعشش بيننا ويمكن ان يثيرها من يعتقد انه يدافع عن مصالح واحقية هذا الطرف او ذلك، وعليه يمكن للشباب من اعضاء المجلس السنهاديقي او من يتم ترشيحه ان يكون هذا الترشيح في ظرف اقوى واكثر واقعية ولكنه يحتاج لبعض الصبر قد لا يطول الا سنوات قليلة، رغم ان الاعمار بيد الله.
لا زلت عند راي انه يمكن في الظرف الراهن ان يدعو المجلس السنهاديقي لكنيسة المشرق، المجلس السنهاديقي لكنيسة المشرق القديمة، طبعا بعد ترتيبات تضمن نجاحه، الى عقد جلسة مشتركة لانتخاب بطريرك موحد للكنيسة الواحدة، مع اخذ كل الخطوات التي اتخذتها كنيسة المشرق الاشورية في التغييرات الطفيفة في التقوميم وغيرها بنظر الاعتبار. في المجلس المتحد من المجلسين يفضل ان يقوم قداسة مار ادي بفسح المجال لانتخاب شخص شاب ومشهود له بالاخلاص والعمل والتفاني، وان يعتبر نفسه مستقيلا من مهامه لكبر العمر وهو حق. او ان ينتخب هو نفسه لفترة محددة لحين استقرار الاوضاع الداخلية من خلال تنقية وترشيق الهيكل الاداري.
قبل سنتين او اكثر كنت قد طالبت قداسة مار ادي ومار دنخا بالاستقالة، وفسح المجال للشباب لكي ياخذوا موقعهم، مؤمنا بان من قدم اربعين سنة من جهد، لن يتمكن بعده من اظافة الجديد، هذا ناهيك ان العمر سيفرض عليهم ناطقين باسمهم من دون ان يعلموا هم بماذا تكلم الناطق وما غايته، ولعل تجربة مار يوسف خنانيشو، كانت تجربة يجب ان لا تتكرر، حيث كان في السنوات الاخيرة من عمره مغيبا عن الكثير من الامور بحكم السن، وكانه اخوه ورغم كونه شماسا هو الذي يقود الكنيسة فعليا، وهو امر لم يكن له اي غطاء شرعي بل امر واقع ليس الا.
الا ان المتغييرات السريعة التي لحقت بالمنطقة ومعاناة الناس بحاجة الى ما يجعل بعض الامل يشتعل ولا يخبو، وهذا النداء قد يكون للسياسين ضروريا ايضا، انه ان الاوان لكي تخطون خطوات اقوى واكثر جذرية في اتجاه توحيد العمل حتى ان خسرتم الامتيازات، لان الامة بحاجة الى مثل هذه الخطوات الشجاعة، وخصوصا بعد ان قمتم بتشوية خطوة العمل العسكري وجعلتموه بديلا لعملكم السياسي ليس الا، جزء من البازار، نعم البازار.
النيات الصادقة تتطلب تجاوز امور كثيرة، وعبورها، ولكننا هنا يجب ان نتحدث عن واقع مرير، مؤلم، يهدد وجود الكل، فلا نيات صادقة هنا، بل فعل، يقال فيه ماهو الواقع ونتائجه على الوجود، وعلى ضؤ ذلك يتم اخذ القرار، ليس قرارا عاطفيا ولكن مبني على خطوات تتضمن العمل تحت رئاسة كنسية واحدة، كخط احمر لا يجب تجاوزه، الدخول في حوال مطول ومتشعب مع الكنيسة الكلدانية، ترشيق الكنيسة من التضخم الاداري (كثرة الكهان، والاساقفة والمطارنة) وتعدد الابرشيات والابنية الكنسية وتحويلها الى حاجات اخرى، تخدم الكنيسة ورسالتها. ان مثل هذا التطلع يتطلب خطوات واصوات تؤمن بان الكنيسة والامة مهددة مادام هذا التشرذم قائما وخصوصا بعد ان ثبت ان الايمان لم يكن سببه مطلقا.
بالنسبة لطرح البطريركين، اتذكر جيدا انه تم التطرق ومنذ نهاية السبعينيات الى وجود بطريركين، واحد يختص بالعراق والاخر ببقية البلدان، واتذكر ان هذا الطرح طرحه قداسة المرحوم مار دنخا في احد لقاءاتنا، ولكننا وشخصيا انا ابديت تخوفي من تركنا وحدنا في هذا الامر وخصوصا اننا كنا قد علمنا من مصارد متعددة ان مار ادي سمح بان يسجل البعض في خانة القومية عربي ، وهذا الامر وموقف مار ادي المتكاسل او الاصح الصامت، حول مسألة تدريس تفسير القران كانتا قد جعلتنا نبدي مخاوفنا هذه، ورغم ذلك في التسعينيات تطرق الحوار الى بطريركين متساوين الارادة وباعتقادي ان اغلب الحوارات كانت بشكل مقترحات شوفية وليس حوار من خلال المكاتب المتخصصة اصلا.
الكاتب احيانا لا يمتلك كل الادوات غير الامنيات، وهنا انا اقول امنيات، ليس ايمانا بعبقرية هذا واذاك، لا بل توسلا لفرصة، قد يشع منها نور الامل، والا انا ادرك جيدا العفن العشائري والقبلي المستند الى ماضي لم نعد نعيشه منذ اكثر منا مائة سنة. لا بل صرنا شعبا يستجدي الحماية والرحمة ولقمة العيش ايضا، ومن هذا الاستجداء يقوم شعبي بتوفير لقمة لاناس اغلبهم عاطلين عن العمل ولا يقدمون او لا يقدرون حتى على تقديم فرج روحي لاناس ضاقت بهم السبل.
مرة اخرى اؤكد ان الطرح، ليس دراسة متكاملة لاسباب وسبل وتفنيد حجج، لا انه الطرح الذي كنت اتمنى ان ارى المجلس السنهاديقي لكنيسة المشرق الاشورية يقوم بطرحه، على المجلس السنهاديقي لكنيسة المشرق القديمة. ان الانقسامات تتوالي وتفرخ انقسامات اخرى، واسبابها غير معروف غير الضعف والتحلل الذي اصاب مؤسساتنا. ان رسامة بطريرك جديد للكنيسة يعني الوصول الى نفس العقبة الاساسية والتي وقفت سدا منيعا امام وحدة الكنيسة الا وهو من سيكون البطريرك الاول. باعتقادي ان المجلسين السنهاديقيين لهم السلطة للوصول بالحوار الى نقطة الوحدة، مادامت الوحدة وانتخاب البطريرك منوطا بهما اولا واخيرا.
معكم استاذي العزيز اوشانا، في غياب الصوت العقل الجمعي، الذي لا يمكن تكوينه الا من خلال ادراك الجميع انهم امام هم واحد، وخوف واحد، وعدو لا يفرق، بين تمايزاتنا التي هي في الغالب ورث ورثناه دون ان نعيشه. المؤسف ان العقل الجمعي، لا يمكن ان يتكون الا من خلال الحوار المتواصل، هذا الحوار التي افتقدناه، نتيجة سؤ النية المسبقة المغلف بانتماءات ماضوية في الغالب.
اننا خلال كل كتاباتنا وطروحاتنا، و(اننا)  تعود لكل من يحاور من اجل منح صورة اجمل لمستقبل الجميع، لكل من يحاول كسر الحواجز المصطنعة والتي تبعدنا بعض عن البعض. اي نحاول ان نخلق هذا العقل الجمعي نحو تجاوز الحاضر وبناء المستقبل. وفي هذه المحاولة، قد نخطئ وقد نصيب، والحوار هو لاجل طرح الافضل.تقبلوا تحياتنا

ܬܝܪܝ ܟܢܘ ܦܛܪܘܤ