المحرر موضوع: الفرشاة .. وباللهجة العراقية نسميها( الفرجة )  (زيارة 1479 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل عصام شابا فلفل

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 113
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفرشاة .. وباللهجة العراقية نسميها( الفرجة )

               بقلم / عصام شابا فلفل

   الفرشاة او (الفرجة) ، اداة يعرفها الجميع من كبيرنا الى صغيرنا ،والكل يستعملها في شتى المجالات ، سواء كانت المنزلية اوالمهنية وحتى الشخصية منها.. فلا تخلو منها دار او دائرة حكومية او شركة اوجامع او كنيسة .. الخ ، وحتى التي نستعملها للامور الشخصية .. فكيف اذن لا نكتب عن هذه الاداة السحرية التي يستعملها كل انسان على سطح المعمورة.. ؟ اعتقد بان سؤالنا هذا ابيض ووجيه جدا كبياض وجوه بعض الاشخاص ممن يسمون انفسهم وجهاء للبلدة الفلانية او القرية العلانية وهم لا يفقهون من قيمة الوجاهة الا اللبس الانيق وحضور الولائم الدسمة والعزائم الضخمة ولا يحملون في ادمغتهم الا المديح والثناء لفلان وعلان.. المهم بالموضوع هو انواع الفرش ( جمع فرشاة) وكيفية استعمالها والهدف من ذلك .. فلو نظرت الى منزلك مثلا سترى بان هناك فرشاة خاصة لتنظيف المنزل والتي تستعملها نساؤنا رعاهن الله ... وبعض من رجالنا الاجلاء من العاملين كمنظفين في دائرة البلدية كي ينظفوا قذارتنا ووساختنا اليومية والتي نلقيها في الازقة والشوارع علنا دون وازع من ضمير ، فهم بهذا يكونون ارقى منا مهما بلغت درجة مناصبنا وثقافتنا،  لأننا نرمي القاذورات في الشوارع والاماكن العامة وهم ينظفون ويرفعون تلك القمامة بايدهم ونفوسهم النظيفة ليجعلوا من مناطقنا وشوارعنا انيقة باناقة ملابسنا وسياراتنا الجميلة ، فالف تحية لهؤلاء الرجال .. يا لغرابة الموقف ... فالناس تراهم يهتمون بالفرشاة  لتظيف ارضية المنزل بما لا يقل عن ثلاث او اربع مرات يوميا.. وفي نفس المنزل ستشاهد وترى العديد من الفرش الاخرى التي تستعملها بخصوصية تامة وهي فرش الاسنان ، اذ لا يجوز ان يستعمل الانسان فرشة اسنان انسان اخر حتى لو كان والده او امه او .او.. بينما يستطيع نفس الانسان ان يستعمل فرشاة التنظيف الخاصة ببيت معين ليستعملها في بيته وتنظيف منزله .. فاية ازدواجية هذه ..؟...يعني يجوز ان ننظف منازلنا بفرشاة الاخرين .. موقف ظريف ..وهناك انواع اخرى كثيرة مثل فرش التلميع بانواعها ، كفرشاة تلميع الاحذية وتلميع الوجه .. عذرا اقصد ، فرشاة المكياج اضافة الى فرشاة مهمة جدا في حياتنا وهي فرش ازالة الصدأ من الحديد والمواد المعدنية الاخرى( فرشاة صقل المعادن ) ، فهل يا ترى أي نوع من الفرشاة نستعمله لإزالة الزنجار والصدأ الذي يملأ قلوب الكثيرين من المتنفذين الذين باعوا ضمائرهم بارخص من التراب وجعلوا شعبهم ينوء تحت حمل من عنفوان العبودية والظلم والقهر والتهجير القسري وهم قابعون في اقبيتهم صم بكم كالحجارة ولا يهمهم الا زيادة ارصدتهم المادية على حساب الفقراء والجياع والمهجرين  ،فكيف يزال الصدأ عن قلوبهم وضمائرهم ، وما الفرشاة التي يجب ان نستعملها لإزالة الغشاوة عن عيونهم كي يبصروا جيدا ويعبِّدوا على الاقل قسما من طريقهم المليئ بمطبات اصطناعية كالتي تستعملها دائرة المرور في الشوارع العامة لتقييد حركة مرور السيارات السريعة والمتهورة . ولا بد لنا الان ان نعرج الى نوع اخر من الفرش وهي فرشاة الرسم التي يستعملها الفنانون دائما سواء كان منها المائية او الزيتية او فرش صبغ الدور والمحلات بابهى الالوان كالوان كراسي السادة المسؤولين لتبدوا ذات هيبة ووقار ..  ولكن سؤالي الاخر والذي اعتقد بان الكثيرين منا لا يعرفون له جواب وهو.. هل هناك انواع اخرى من الفرشاة لا تستعمل للتنظيف او صقل المعادن ، بل يتم استعمالها لصقل افعال الاخرين...؟ .. الجواب نعم .. هناك فرشاة لا ترى بالعين المجردة ، لأنها اصلا ليست مصنوعة من خوص النخيل او القش او اللدائن او الحديد او من اية مادة اخرى ، بل هي فرشاة لفظية كلامية ، لا يتقن استعمالها الا البعض من اصدقائنا الاجلاء .. فهل عرفتم ما هي تلك الفرشاة... انها فرشاة الكلام المنمق التي يستعملها بعض من الوصوليين الذين يراود بعضهم حلم ارتقاء السلالم على اكتاف الاخرين ، هؤلاء الذين نسميهم ( عدد فرشاة او عدد فرجة ) .. فهم يمدحون الشخص الفلاني صاحب المنصب العلاني ويصقلون افعاله الدنيئة ويجملون تاريخه المظلم المليء بالقاذورات ويجعلون منه الها حين يكون موجودا ويكثرون من مدحه واثرائه بالكلام المنمق ، كل ذلك كي يكسبوا رضاه او ان ينعم عليهم بقليل من الاوراق الخضراء.. انتبهوا جيدا ، انا لم اقل اوراق الاشجار الخضراء ولم اقل ورقة المئة دولار..انتبهوا رجاء.. لا تخلطوا علي الامور...  الاوراق الخضراء التي اقصدها هي ابو العشرة العراقي.. عملة العشرة الاف دينار الخضراء  ... نعم ابو العشرة العراقي فهو عملة عراقية اصيلة ،وهؤلاء هم عراقيون اصلاء وطنيون للركبة فلا يتعاملون الا بالورق العراقي. اقصد بالعملة العراقية .. اما العملة الامريكية فلا يعترفون بها ولا يتعاملون بها , بل يخزنونها في اقفاص خاصة ربما كي يتصدقون بها او للقيام بالاعمال الخيرية في المستقبل كبناء السجون او المعتقلات او ربما .... اذ انهم لا يستعملون الدولار الا في حالات خاصة وبسيطة ، كشراء سيارة مونيكا او لكزز او شراء عمار او فندق ، فهذه الامور بسيطة جدا ولا تستحق ان يتعامل معها بالدينار العراقي ...!!!! وهنا لا بد ان نسال انفسنا اولا قبل غيرنا.. ترى لماذا يسمى المنافقون دائما ( ابو الفرجة) .. اليست تلك جناية على هذه الاداة المهمة في حياة الانسان...؟؟؟ تحياتي   


غير متصل وليد حنا بيداويد

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 3064
    • مشاهدة الملف الشخصي
الاخ القدير عصام شابا فلفل المحترم
تحية

احييك على مقالتك الادبية الجميلة والاسلوب الراقى فى ايصال القصد
تحيتى

وليد حنا بيداويد
كوبنهاكن