المحرر موضوع: من سيدفع فاتورة المالكي .؟  (زيارة 880 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
من سيدفع فاتورة المالكي.؟

تولي العبادي زمام الأمور والبلد متخم بالألام من كل صنف ولون فهل سيحقق منهاجه المعلن بالفترة التي تعهد تصحيح المسار .؟

الشعب هو بارومتر نقيس على درجاته نوعية الإجراءات أهي متفتحة كأزهار تنثر العبق ، أم كدخان تزكم العيون والأنوف .! فإن ساير نحو رفاهية الآخر  سيكون في مأمن من غضب ونقمة شعبه ، وإن إنحنى للإتجاه المعاكس لن ينجو من صرخة التذمر .

 على الساحة العربية والعالمية أدلة نعيشها ونتلمسها عن قرب بعد بدء الربيع العربي الذي شاخ مسرعا نحو خريف دموي ، على رجل الدولة وفي كل يوم أن يراجع ذاته من خلال رصد تصرفات الناس ، الخطوة الأولى في كل عمل ينوي إنجازه يحسب لها معيار النجاح ، فإن كان فهم وإدراك المسؤول أن ما ينبغي فعله نابع من أخلاقياته ستطبع بصماته جلية على إفعاله وعلى ضوئها يستجيب الشعب بالتفاؤل أو التشاؤم .

المسؤول لا يخشى عندما يحيطه الشعب بالهلاهل والزغاريد والهتافات ، بل عليه أن يخشاه عندما يقبع في مكتبه سادا أذنيه حد الطرش والجمهور يتوعد بالقصاص لو طالت المظالم حقوقه المشروعة .

 عندما ركب الغرور رأس النظام المباد قرابة أربعة قرون مأساوية ففاتورة قباحته دفعها الشعب .

 وعندما تجاهل النظام السابق مستحقات ناخبيه نبذته نخبته قبل أن يُصَرِّح الشعب أنه بات أخطر من عدو متربص ، لكن طالما أن رأس النظام السابق يسرح ويمرح ويُصَرِّح - مثلما كان أيام عِزِّه – وكأنه لا يزال في المقام الأول ، لا بل أن بجبروت كتلته التي ينتمي اليها العبادي تكاد تحاول شل توجهات الأخير كي لا ينبش خبايا تاريخ قادتها ويبقى صامتا لحين سحب فحوى ما يخزنه فكره من طموح نيرة ، ويبقى أسير ما تتبناه ويسير على سِكَّعتها مرغوما فهل سيدفع فاتورة سلفه المكلفة عادا نفسه بخير خلف لأسوأ سلف وسيقتص منه.؟

لماذا تتستر قيادة دولة القانون على كبائر المالكي ليتحصن تحت عباءتها وهي الأدرى بمنزلقات عهده .! إ

ن قائد البلد ليس معلما يمتحن التلاميذ –الشعب- بل أن الشعب هو من يمتحن القائد ، فعلى ضوء تقييم أعماله تمنح له الدرجة التي يستحقها ولا نأمل لقائد وطننا أن يخذله شعبه ، عليك يا سيد عبادي إن كنت تنوي صناعة تاريخك تُبَجَّل عليه عليك

أولا: أن تنزع رداء الطائفية والمذهب وأن تُعَلم الآخرين بذلك وتلتزم بمعيار المواطنة .

ثانيا : ألآ تخشى من تخسره من الفاسدين لأن الشعب عكازتك يأزرك حيثما يراك حثيثا في تطلعاتك المستقبلية السليمة . ا

لمريض لا يشفى من داء إلآ إذا تجرع مرارة الدواء فكن شجاعا في تقبل مرارة لوم الفاسدين .

يقول الفيلسوف الألماني كانط (إذا كانت الرغبة تتجه صوب معرفة شيء عن الواقع فالأمر يحتاج الى خبرة ) لكن الخبرة تحتاج الى رغبة عارمة كي تتحول الى ممارسة ومهارة . هل لا زلت سيدي أنك جاهل أو تتجاهل أن خشية العثرات المبيتة تشل تفكيرك وتعود متقهقرا حيثما كنت سابقا .؟ أم بالعزيمة المستمدة من الشعب تقهر كل نية تباغتك بسوء ، فإن كان خوفك من الشعب وعليه فأنت مصيب وصادق ، فالمصيبة أن تخشى من يرتعد من أفعالك الحسنة لأنه أغرّ من سعادة الآخرين  . عَلِّم يا سيدي من معك أن ينحرفوا عن المألوف وإن كان لذيذا لأن لذته ستتضاعف لو سار نحو الأفضل .

كن واثقا أن الشعب لا يكف عن المعارضة لو تجاهلت السلطة حقوقه ، ولا يبخل لمد يد العون لها لو حس بحسن نواياها .

 لا تدع مطالب الشعب تتكاثر وتستفحل لأن فاتورتها ستثقل تفكيرك .

jalalmabdoka@yahoo.com