المحرر موضوع: من رفوف القـلـب ..  (زيارة 1179 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل فهد إسـحق

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 506
    • مشاهدة الملف الشخصي
من رفوف القـلـب ..
« في: 16:18 20/04/2015 »


من رفوف القـلـب ..


فهد إسحق _ كندا


أرى في قـلـوبِكُم نهـراً عظيمـاً يجـري
وحـقـولاً خضـراء تحمِـلُ سـنابِل الآمـال،
كـروماً من الفِـكر الخـصـب المُـبدِع
وفجــراً لا تـهـزّه غيـوم المـلل واليأس .
أجيـالـنــا الجـديدة الرائعـة :
طوبى لـنــا لأنّـكُـم من صُـلـبِـنــا .!

تلك السفينة لم تكن أفضل من بقايا وطن قاسي،
حملتهم على ظهرها لتضعهم دون رحمة خلف قضبان الموج ..!

بعض اﻷشواك تساهم بحكمة الطبيعة في حراسة زهرة
وحمايتها من شهوة قاطف عابر سبيل،مانحة إياها حياة ثانية
ومع ذلك فإن نظرتنا إليها سلبية لا تتغير ..!
اﻷدب زورق صغير يجري على نهر الحياة
صنعه ماهر مختمر بالتجارب
يترك في نفوسنا جمالا وتأثيرا
ويمضي متنقلا بين الضفاف..

كنت أكره بارودة صيد العصافير الصغيرة
وكنت أتألم كثيرا عند رؤية العصافير والطيور المصطادة
يا لقساوة البشر لقد تركوا كل شيء جميل
واخترعوا السلاح الفتاك لصيد الحياة على اﻷرض ..!

الحرب مزبلة
لا تنمو فيها حتى زهرة واحدة ..

من يصادفنا في الطريق
يقرأ في ملامحنا عمرا يزيد عن المائة عام ..!

نحن أسرى الحزن
وهم أسرى الحرية
بيننا وبينهم حدود من الصمت والعجز
وجوازات إرادة منتهية الصلاحية ..

الشِـعـر ..
أنْ تخلـق للكلمة زمرة جديدة
تنمـو في أوصالِكَ
تنفخ فيها نسمة روحك
تعزف على أوتارها مهاراتِك
تكتشف فيها نبـعـاً
تنهـلُ منه
وتفتح دروباً لـسـلسـبيـله
ليصِل إلى قـلـوب الآخـرين ..

نعم ...
أريد أن أعود لتلك اﻷزقّـة الترابية
والقِبب الطينية المتّكئة على صدر التلال
أن ألثم دموع أمّي وأتسلّقَ سواعد أبي
أنا ابنُ النهر والفجر والكروم..
طفلٌ في هيئة رجل
يبحث عن وطنه البدائي
في خرائط الشعراء
وعلى صفحات جوازات السفر ...

لا تنتظِـرْ شُـكـراً من بـشـرْ ..
ولا تتفـاجـأ من أحّـدِهم إنْ وجـدْتَـه يومـاً
قـد رمـى في دربِـكَ حـجـراً وأشـواكْ،
ذاك الـذي سـوّرتَ عُـمــره
بأزهـــارِ وعرائِـــش قـلبِـكْ .

كم هي عطشى تلك السّـواقي
وكم ضـاق الـدّرب المـؤدّي إليهـا ..
الوصول صعـبٌ في زمــنِ العـثـّرات .!
من قـال المُحــال ممـكِنْ ؟
فكـلّ الينـابيـع النقيّـة
قـد شـدّتِ الـرِحــالَ قـبـل الأوانْ.

لا أحّـد يُحِـسُّ بسـماكة القُضبـان
و فضـاءات الحُـريّــة سـوى السّـجيـن ..

ضميـرُكُـم هـو إلـهـكـم
كـفـاكُــمْ بحـثــاً عـنـه في الأمـاكِـن المُـقـدّســة ..

الإنســان ...
هذا الكوكـب البسيط المعقّـّـد،
تـابِـعْ .. فـقـدَ مـداره الأصلي .