المحرر موضوع: نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية ... فوز حزب الوسط هل سيقود لتشكيل حكومة "قوس قزح" من جديد ؟  (زيارة 788 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
نتائج الانتخابات البرلمانية الفنلندية ...
 فوز حزب الوسط هل سيقود لتشكيل حكومة "قوس قزح" من جديد ؟

مراسل "طريق الشعب" يتابع قادة الاحزاب الاربعة الكبار لحظة اعلان النتائج                             (تصوير جمال الخرسان)

يوسف أبو الفوز
أغلقت صناديق الاقتراع للأنتخابات البرلمانية الفنلندية ، في العاصمة، الساعة  الثامنة، من مساء الاحد 19 نيسان، لكن عمليات الفرز أستمرت حتى ساعة متأخرة من الليل، عبر شبكة معقدة من اجهزة الكومبيوتر، تابعة للمركز الوطني للانتخابات وتظهر النتائج اول بأول على شاشات خاصة في مبنى البرلمان حيث حضرت "طريق الشعب" وتابعت نتائج الفرز لحظة بلحظة.
الساعات الاولى من فرز الاصوات بينت بشكل واضح، ان الصراع الديمقراطي بين 15 قائمة وحزبا، على 200 مقعدا، حمل حزب الوسط ليتقدم على بقية الاحزاب  بهامش قليل من المقاعد، اذ حصل على 49 مقعدا بزيادة 14 مقعدا مقارنة بالانتخابات السابقة التي جرت قبل اربع سنوات، لكن نصره اعتبر كبيرا بالنسبة لمناصريه اذ جاء بعد خسارة سابقة، ومن مقاعد المعارضة ليتصدر الاخرين. تلاه في النتيجة الحزب اليمني المتطرف، "الفنلنديون الحقيقيون"، محققا 38 مقعدا (- 1)، ثم حزب الائتلاف الوطني الفنلندي (يمين معتدل) ، محققا 37 مقعدا (-7)، ثم حزب الديمقراطي الاجتماعي (يسار)، محققا 34 مقعدا (- 8)، وهذه هي الاحزاب الكبيرة التي سيكون لها شأن في تشكيل الحكومة القادمة. بقية الاحزاب حققت نتائج مختلفة ، فحزب الخضر (يسار) نجح في تحسين موقعه بحصوله على 15 مقعدا (+5) ، مما جعل الكثير من المراقبين يعتبرونه اكبر الفائزين، بينما حصل اتحاد اليسار (يسار) حصل على 12 مقعدا (- 2)، في نتيجة غير متوقعة لقادته الذي كانوا يأملون في تحسين موقعهم، أما حزب الشعب السويدي (يسار) فقد حافظ على موقعه بتسع مقاعد، بينما حصل حزب الديمقراطي المسيحي (وسط ) خمس مقاعد بخسارة مقعد واحد .
ولم تكن نتائج الانتخابات بشكلها الحالي مفاجئة للمراقبين، فالاستطلاعات الاولية ، بينت ان هناك انحسارا في مواقع الحزبين المتحالفين طويلا، الديمقراطي الاجتماعي والائتلاف الوطني، اذ يحملهم الناخب الفنلندي مسؤولية الركود الاقتصادي في البلاد، ونجح حزب الوسط باجراء حملة انتخابية ناجحة، حاول فيها ان يقترب من مطالب مناصريه وهمومهم، فهو بالاساس كان حزب للمزارعين قبل تغيير اسمه، فاستثمر على سبيل المثال مواقف الحكومة السابقة، التي اذعنت لقرارات الاتحاد الاوربي في اذار الماضي، التي حددت حصص فنلندا من كميات الحليب في الاسواق الاوربية، مما جعل المزارعين الفنلنديين يطلقون جرس الخوف من الافلاس، أذ يشعرون انهم غير قادرين على منافسة مزراعي الدول الاوربية الاخرى الذين لا يواجهون شتاءا قاسيا مثل الشتاء الفنلنلندي الطويل . خوف الشارع الفنلندي ، ظل يتركز في ان يتقدم حزب " الفنلنديون الحقيقيون " اليمني المتطرف، على بقية الاحزاب بعدد المقاعد التي تؤهله لتشكيل الحكومة، فجاء فوز حزب الوسط في الانتخابات، وكونه الطرف الذي يقود المفاوضات لتشكيل الحكومة ، ليعطي شيئا من الامل بأمكانية تشكيل حكومة "قوس قزح "، كما يسميها الشارع الفنلندي، وهي الحكومة التي قد تضم قوى من اليسار واليمين، وتحاول ان تنفذ برنامج تخرج بالبلاد من ازمتها الاقتصادية والسياسية .
 المفاوضات، لتشكيل الحكومة، التي سيقودها قادة حزب الوسط ، لن تكون سهلة أبدا ، فالنتائج المتواضعة التي حصل عليها الديمقراطي الاجتماعي لا تضعه في موقع قوي للتفاوض، وحزب الخضر الذي حقق تقدما كبيرا، اعلن مرارا، أنه لا يمكن ان يكون في حكومة يشترك فيها اليمين المتطرف، والذي سيكون لاعبا مهمة في المفاوضات لتشكيل الحكومة، وهذا ما يخيف الشارع الفنلندي، خاصة وان حزبي الوسط واليمين المتطرف، حين كانا في صفوف المعارضة، عارضا معا وكثيرا سياسة الحكومة السابقة وخصوصا قراراتها في الاتحاد الاوربي، فيما يخص القروض الاوربية، والعلاقة مع حلف الناتو، أذ كان حزب الائتلاف الوطني دعا الى المزيد من التعاون مع حلف الناتو بما في ذلك  نيل عضويته،  وابتكر قادته خلال دورات حكمهم السابقة سياسة "الباب المفتوح" مع الناتو، التي تتلخص في عدم الدخول في عضوية حلف الناتو ارضاءا للشارع الفنلندي وخوفا من اغضاب الجارة الكبيرة روسيا، ولكنه لم يغلق الباب في التنسيق والتعاون مع الناتو، لتكون فنلندا بدرجة شريك في العديد من نشاطات حلف الناتو في اوربا ومناطق مختلفة من العالم،  لكن الحزبيين الفائزين الكبيرين، في هذه الانتخابات، الوسط واليمين المتطرف، لهما موقفهما الرافض لعضوية فنلندا في حلف الناتو، وهو الموقف الذي يتفقان به مع احزاب اليسار، مما يجعل من هذه الانتخابات في جانب منها استفتاءا يعبر بــ " لا " لعضوية فلندا في حلف الناتو .
 ان واحدة من  ابرز نقاط الاختلاف بين اليمين المتطرف وقوى اليسار، مسألة الموقف من الهجرة والاقليات المقيمة في فنلندا، حيث واصلت قوى اليسار أعتبار الموقف من الهجرة واللجوء ، ليست قضية اقتصادية، انما قضية تضامن أممي، لها صلة بمسألة حقوق الإنسان ووجوده ، وليس الاقتصاد في المدى القصير، بينما ظل اليمين المتطرف يدعو لغلق ابواب فنلندا امام الهجرة، ويتحدث بعض قادته بهذا الموضوع بروح عنصرية. ولكن من الجدير بالذكر ان ما يحسب لهذه الانتخابات، وهي الدورة الانتخابية رقم 37 في تأريخ فنلندا، الدورة الاولى كانت في عام 1907، انها حملت لاول مرة، نواب من خلفيات اجنبية اسلامية ، فهناك نائبة في الديمقراطي الاجتماعي من اصول افغانية، ونائب في حزب الخضر من اصول تركية، وكلاهما من الجيل الثاني من المهاجرين، الذي وصلوا اوربا وفنلندا أطفالا ونشأوا وترعرعوا فيها .
السؤال المطروح الان من قبل المراقبين، هل سيتم تفعيل تحالف (أخضر ـ احمر) لتشكيل موقف موحد للضغط على حزب الوسط لاستبعاد اليمين المتطرف من دخول تشكيلة الحكومة؟ وما هو الثمن المطلوب مقابل ذلك؟ ام ان حزب الوسط يلجأ للتحالف مع اليمين المتطرف واقناع احزاب صغيرة للانضمام للحكومة لتحقيق اغلبية النصف زائد واحد الكافية لتشكيل الحكومة .