المحرر موضوع: لقطه من بروفه مسرحيه.. درس في المسرح  (زيارة 1461 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني


لقطه من بروفه مسرحيه ..درس في المسرح
   

لطيف نعمان


قبل بضع سنوات في احدى بروفاتي المسرحيه ، كنت اجري التمارين في دائرتي (مديرية مسارح أربيل)على مسرحية (لعبة الملك والمهرج) ، وهي من تأليفي واخراجي .. مرق مدير الدائره من على بعد ولمحني ..لم ينبس بكلمه ، انماابتسم وغادر ..
بعد انتهاء البروفه شاهدني وهو يمعن النظر بشعر رأسي الابيض
قال (مازحا) :- عجوز ..
قلت له : انا أكثر شبابا منك ..
قال : كيف ؟
قلت : قد لايتجاوز عمرك  35 سنه لكنك اكبر مني بكثير ..
قال (وهو يضحك) : كيف تثبت ذلك ؟
قلت له : أنت عندما تجري بروفاتك مع ممثليك وممثلاتك تكون كأي رجل كلاسيكي قديم ترتدي قاط ورباط ، وتجلس على الكرسي كالعجائز ..
أما أنا تراني أرتدي التراكسوت وحذاء الرياضه ولا اعرف للراحة معنى عندما أجري التمارين ، واتقافز من مكان لمكان ، أطير فرحا وبهجة ، في البروفه اشعر بالزهو ، و بالعيد والعنفوان والعشق ، وكل معاني التحليق في فضاء الجمال ..
ياترى من هو الشاب ومن هو العجوز ؟..
ثم أردفت :- ان كلامك هذا يحفزني أن أكتب درسا في المسرح علني اضيف كلمة حلوه من خلاله لقواميس ادبيات احبتي المسرحيين ، وها أنا اليوم فاعل ..
لقد قالها أدونيس يوما :- (قل كلمة وأمضي زد سعة الارض)..
المسرح ليس فقط مدرسه نغرف من بحوره الاخلاق والعبر والحكم ،  نتعلم ونعلم الصغار والكبار من على خشبته كل دروس الحياة ، ونزرع على شفاه العالم الضحكه والابتسامه ..
المسرح هو دائما وابدا متعه وفائده بكل المقاييس ..
المسرح رياضه وموسيقى ورقص ، وكل مافي الحياة من عبر وجمال ومعان حلوه ..
انه المكان الاكثر قداسه للفنان يقدم رسالته الانسانيه من خلاله لجمهوره ، فهو قبلته وكعبته ..
ثم تذكرت الفنان الكبير الراحل ابراهيم جلال (4 اب 1921 - 29 آب 1991) وهو شيخ المخرجين العراقين عندما كان مقعدا يسير على عربة تدفعها طالبته الرائعه الفنانه هناء محمد طيلة الفتره التي كان فيها مقعدا ..أجروا معه لقاء تلفزيونيا عقب أنتهاء احد العروض المسرحيه في قاعة مسرح الرشيد ببغداد . تحديدا قبل رحيله بأسبوع واحد وهو يتجاوز العقد السابع من عمره ، وكنت على مقربة منه واسمعه ، قال مانصه :-
أنا شاب ..أسمع الموسيقى ، أمثل ، أخرج مسرحيات ...الخ
هكذا اختصر معلمنا وفنان المسرح الكبير حياة الفنان وحيوته ببعض الكلمات القليله  وكان يعني بها الكثير ..
ويعد الاستاذ الراحل ابراهيم جلال أكثر المخرجين العراقين أستلهاما بمشروع برخت الملحمي ، وتطويره وتوظيفه  للروح العراقيه ..

عنكاوا 22/4/2015