المحرر موضوع: انعكاسات الرؤى.. قصيدة جديدة للشاعر بهنام عطالله  (زيارة 1163 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل bentsahelnenava

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 100
    • مشاهدة الملف الشخصي
 انعكاسات الرؤى[/color]

                                                       د. بهنام عطاالله

منذ ليلة مضت ..
وعام يراوح مكانه
كما الجندي المستجد
أطلق ساقه للريح وهرول
صوب المجهول
كان حزنه يغمر الوجوه
يبرح من حلم صيفي 
يتمطى آخر الليل الثقيل
يطلع من برج دبابة تائهة
تنحدر صوب الجنون
ملقية وراء سرفاتها
رعب الزمان .
منذ انطلاق الآهات من جيوبنا
المتخمة بالفراغ
ترنح الجبل ..
سقطت الآمال ..
تجاوزت مدى أعمارنا
هناك ... 
استسلمت عيوننا
للافتات بيضاء أو سوداء لا فرق
لافتات محمولة فوق مناكب
الفقراء والمحرومين
مثل أحلام مفخخة
فأين  تذهب أحلامنا بعد الآن ؟
ومن أي حاوية تنطلق الآهات
وتترنح السواقي ؟
تدور مثل نبي هائم بين السهول
يبشر الغياب بالعويل والنحيب والأفول
يلتحف العالم بعباءته
فيا أيها الحزانى
أيها الفقراء
أيها الكناسون
أيها الصابرون
أيتها الأرامل
أيها الفلاحون
أيها العمال
أيتها المطلقات
اصطفوا في شوارع الضياع
ارفعوا صوركم القديمة
ضعوها في إطارات الملوك
ارفعوا عيونكم إلى الأسفل بلا امتناع
وأعلنوا شارة الهزيمة وشهادة سلوك
اعلنوها ...
اعلنوها ...
بدون خوف أو وجل
واحفروا بين الجباه دولة القبل
ادفنوا نحيبكم
بين عباب البحار وأرخبيل المحيطات
إطفاؤها في العيون
احرثوا المياه والهواء
اشحذوا منشوراتكم
الصفراء والبيضاء والحمراء
واهربوا إلى اقرب جرح لن يندملْ
لترسموا فوق شفاه العذارى
خرائط الضياع وشواهد القبل
ومن سهول التاريخ وتضاريسْ الجغرافيا
اشفطوا اخضرار الحياة
امضغوا الكلام ..
واجمعوا التمتمات بين الصدور
امضغوها ...
مثل (تشريب) المطاعم الشتوية
فحبيبتي منتصبة كأعمدة الضياء
ما زالت تضيء .. تضيء
تعلك حبها القديم / الجديد
تلقيه بين أروقة الزقاق المريبة
تدور به باكية ناحبة
عند البيوت المطرزة بالشناشيل القديمة
وهي تحمل أثدائها الثكلى
جوعانة ...
عريانة ...
محرومة من هواء الغيرة والدهشة
تبحث عن أغنية يتيمة
تدور كالطاحونة بلا انحناء
مثل هوامش في آخر الكتاب
مثل أسوار الحصون المنيعة
حيث مواء القطط ونباح الكلاب
وهي تتسرب
أمام وجهها المغروس في
تاريخ الأسى ..
ولتمرق فوق ( رؤوس الحراب) (1)
خلال الاصطفاف المدرسي
ولتقذف كل ما لديها من تفاهات
حيث تلمع جباهها  فيما (وراء الروابي) (2)
تعكس  مراياها 
باتجاه الصدور الناعسات
والقبلات المبتلة بالرضاب
بالبسمات الفريدة
والموت المجاني
فمنذ حب مضى...
تأتي حبيبتي
لتنام على الرصيف
تحت أضوية العراق

إشارات

(1) إشارة إلى نشيد (لاحت رؤوس الحراب) ، الذي كان ُينشد سابقاً خلال الاصطفاف الصباحي في مدارس العراق .
(2) ما وراء الروابي : : مجوعة شعرية للشاعرة العراقية زهور دكسن
.


                                                                    بخديدا في
                                                               6  شباط 2007  [/b]  [/size]