حوار مع الله
تنطفئ الشموع ويبدو الحب مرض بدون علاج يستفيق الشر من السبات كالثور المشتاق للموت
يفتك بأيقونات الكنائس كالبحر الثائر الامواج يحطم الارث المحفور مساميرا كاتمة الصوت
ويبقى التاريخ تراب لا اثر للإنسان فيه وا لهواء ملوثا من كثر الالم الذي ينهيه
ينادي يصرخ للسماء لإنقاذ الكتب المقدسة والسماء في صمت كالمدفون بلا علامة تعتريه
ياالهي لماذا تسكت متكتما منهزما من تعاليمك ياالهي لماذا لاتوقف الاشرار من تحطيم صليبك
ياالهي لماذا ملئتني بالروح المعطرة ببخورك هل لكي احترق بنيران من شوه سطورك؟
هل كنت مخدوعا بك طوال تاريخي وتمجيدي لكْ ام منسيا ممسوحا من ذاكرتك الأبدية
لماذا اوهمتني لان اعيش دوما في حالة الشك قل لي انت روح حقة ام سراب تمسحه المنية
لكني علمت ان لاشي أقوى من ارادتي في الحياة وإني متفسخ في التاريخ كالميت تحت التراب
لم أكن اعلم أني نحتُك بيدي كطريق للنجاة مالئا قلبي بالامل لكي لاتفتك به الذئاب
قل لي لماذا تحملت التهجير والجلد بالسياط ممن لايملكوا سوى اللحايا وكل قيم الانحطاط
الان فهمت أني وحدي في هذا الكون عبدا يدورني الفلك وانا مازلت ملفوفا بالقماط
الان عرفت ان الحرية ضباب يزول وان ملاحم التكوين ليست سوى اثار من صخور
الان ادركت أن حزني ارغمني لان اكتب الإنجيل فلماذا خلقتني من طين الا تعلم بان الطين بلا جذور
لم أكن اعلم بانك ياولدي تؤمن بثور معتوه وتقدس كلامي وتحفره على كل الجدران
وتسامح الذين قلبك بجهلهم حطموه فان كنت ترتعد خوفا ستعيش ابدا بلا أمان
لم أعدك بشيء فأنت تموت كالزهرة كل يوم رائحة حضارتك دخان آفاقته النار من النوم
انت مخدور بصوت النواقيس قبل سبعة آلاف عام فَلَو بقيت جبانا لن تترك بعدك سوى حفنة عظام
انهض وتحدى وحصن حروفك من الطغاة لاتفني عمرك بالتمني منتظرا بشرى الملاك
أني خلقتك لهذا اليوم لالكي تستخدم كاداة أني جبلتك من روحي لكي تظهر انك جبار بلا عراك
فلماذا ترتجف من كتابة اسمك على الغلاف انك انت صاحب مسرح الخلق والخلود
الم ترى المسيح كيف روض بصبره الخراف وقام من القبر حارقا اعين الجنود
لاتنتظر امضي معلما الآخرين لحن الحياة فانت مخلوق ياولدي لان تعيش وسط الحيتان
لاتخف من صوت الاذان وقراءة الآيات فذلك دهر مسحه المصلوب منذ قديم الزمان
لاتعتب علي ياولدي فانت نقطة تدور في الأفلاك عليك التحدي واستذواق مرارة الحياة لا بالدماء
فطريقك صعب واكليلك مليء بالأشواك وحياتك تذبل كالسعف المتحسر لقطرة ماء
ماقيمة ان تعيش عبدا تنظف الجدران محروما من بيتك المنهوب تمزقك الاحزان
تقنع نفسك بالخرافات وعبادة الأوثان افهل سمعت يوما بان للحجر لسان او اذان
كفاك ايمانا بي فأنك لن تراني أبدا لأَنِّي ساكن في روحك واخرج منك عند الموت
فما فائدة عيشك طوال العمر متمردا عليك ان تؤمن بروحك وكل ماتصدره من صوت
كيف تقول لي ذلك وانا علمت الحروف للخرسان واهديت للبشرية اعظم ملاحم الخلود و الطوفان
ورسمت قومي بالمسامير على كل الحجارة وشرعت اول مسلة على الارض عرفها انسان
منذ اليوم سأعلن عن حريتي في كل مكان كالحصان البري الجامح مطلوق العنان
وسانفض من حروفي كل النقاط فاما ان اعيش ابيا او مدى الدهر مهان
لاتلمني ياالهي فما أسعى اليه هو الصمود امام الجهلة ممن اصابهم التخلف والجمود
الم ترى كيف خربو بابل و مافيها من اسود وفجرو معبدي وقصر ملك الملوك النمرود
فلو كنت تراهم لما دفَنتَ في داخلي شْعْري لو كنت تراهم لما ابيض من كثر الهموم شَعْري
فلو كنت داخلي لما يكرهني الآخرين من حولي ياالاهي بعبادتك اصبحت منبوذا حائرا في امري
قل لي لماذا خلقتني وتركتني وحيدا افلا ترى كيف أصبحت من اجل اسمك شريدا
أتسكع في شوارع الدنيا مكسور القلب فإما ان تدفعوا الجزية او تعيشوا عبيدا
ابادو قومي ليمحو اثره من الوجود يخدرونني باني شعب اصيل كذبا ويمنوني بالوعود
أصبحت كالشحاذ قبل الطرق من كل باب مطرود في داخلي الف لماذا فمتى ارجع بيتي الموعود
سخرية ان يتكلم الانسان مع صداه كالمجنون يخاطب نفسه ويفكر انه يخاطب الله
فتاريخك مزقته الحروب وجرفته المياه والخوف سطر كل شيء في مخطوطاتك بالاكراه
الى متى تبقى مسلوب الإرادة تعيش الاوهام كالريشة المترنحة ترميها الرياح بلا اهتمام
بلدتك تبكي بدل الحنطة زرعوها بالألغام الم تقرا في الانجيل ان الشياطين تكره السلام
انني لست الله بل ضلك المختفي في النور فنحن ملصوقين ببعضنا جسدك هو المملوء بالجراح
لاتخاطبني بغباءك ثانية وتلح علي بالظهور فذلك يعني موتك اما انا انتقل الى عالم الاراوح
فالمدفون هو الجسد ليست الروح كفاك تناديني في كل ازمة بصوت مبحوح
اطلق عنان روحك عش حرا لاتخف فالحرية هي الله الذي تبكيه كل يوم وتنوح
د. نبوخذ نصر
