المحرر موضوع: الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!  (زيارة 627 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل يوسف أبو الفوز

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 680
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكلام المباح (90)
الشَّرُّ وَمُسْتَلْزَمَاتْ طَرَدَهْ!
يُوسُف أَبُوالفَوْزْ
عدنا من أحِتفالات الاول من آيار، التي لم يتمكن صديقي الصدوق، أَبُو سُكينة من المساهمة بها هذه المرة، وكان سعيدا وهو يسمع منا الكثير من التفاصيل. فراح يستذكر وصاحبه أَبُو جَلِيل، أيام شبابهما، ومشاركاتهما في نشاطات وتظاهرات أيام زمان. استذكرا كيف كانا يغيضان البعثيين العفالقة وهم يرونهما ذلك اليوم بأجمل حلتهما، وكأنهما عريسان. واذ يستغبي البعض، ويسأل عن السبب والمناسبة كان ردهما:"أنه يوم عيد المطرقة التي ستكسر الروؤس المتحجرة والظلامية". وعندها يبدأ السجال الذي يسبقه السؤال الاثير عند البعثيين: ماذا تقصد؟!
كنت وجَلِيل، نجلس جانبا نسترق النظر اليهما، ونتّسمع، منشغلين بمتابعة تقرير تلفزيوني عن تصريحات متضاربة لسياسيين حول تطورات الاحداث في محافظة الانبار وما حولها، وما يجري من كر وفر في حربنا ضد قوى الارهاب الداعشية، التي تناور في تحريك قواتها ما بين مدن العراق والمدن السورية. تحدث جَلِيل عن بعض السياسيين العراقيين الذين يحاولون قطف ثمار اي نصر تحققه عموم القوات المسلحة العراقية وتجييره لانفسهم لاجل مصالحهم الذاتية ولخلق توازنات محددة في المشهد السياسي، متجاوزين على صلاحيات السلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة، وناثرين روح الفرقة والتنابز متناسين اهمية الوحدة الوطنية، وعلى الاقل الشراكة بين الفرقاء في العملية السياسية.
 قلت ان معركتنا مع داعش لا تخص من هو في سدة الحكم فقط، انها تخص كل عراقي حريص على السير بالبلاد الى بر الامان والاستقرار وفتح افاق التطور امام شعبنا وطرد قوى الشر والظلام من بلادنا. قال جَلِيل : ان رئيس الوزراء العراقي في بعض احاديثه الاخيرة كان مستاء من حرب الاشاعات التي تنطلق من حوله، وتستهدفه قبل غيره، معتبرا أياها حربا نفسية لتقويض نجاحات القوات المسلحة العراقية في التصدي لداعش وما حولها. صاح بنا أَبُو سُكينة : "شيريدون من الزلمة، خلوه يشتغل، يحاول ان ... " وسمعنا ضجة قادمة من المطبخ، وصوت تكسّر شيءهناك . ظهرت أم سُكينة مرتبكة وقالت : "بسيطة صحن وقع مني وانكسر" . قلت لهم بصوت مرح : "راح الشر". واذ التفت نحوي الجميع، رويت لهم كيف ان أمي كانت، كلما انكسر صحن خزف في بيتنا، او كأس زجاج، حتى تصيح : "راح الشر، بيها الخير انشاء الله"، طاردة بذلك الحرج عن الشخص المسبب بالكسر وناشرة روح الامل والرضا في النفوس.
 ما أن سمع أَبُو جَلِيل كلامي حتى قال :" أيبااااه ، حتى نطرد الشر الذي يطوف بمدن وشوارع العراق نحتاج نستورد كل الصحون اللي تنتجها الصين واليابان واندونسيا و ..... "
فقاطعه أَبُو سُكينة : من أول الكلام قول نحتاج نستورد كل صحون العالم !