المحرر موضوع: ماذا عـلى الكـلـدانيين في نيو ساوث ويـلز ؟  (زيارة 1451 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Michael Cipi

  • عضو مميز متقدم
  • *******
  • مشاركة: 5207
    • مشاهدة الملف الشخصي
ماذا عـلى الكـلـدانيين في نيو ساوث ويـلز ؟
بقـلم : مايكـل سـيـﭙـي / سـدني
في قارة وسط الأوقـيانوس أعـني بها أستراليا تـتـنوّع قـوميات شَعْـبها ولغاتهـا وأنماط حـياتها ولكن اللغة الإنـﮕـليزية الرسمية تجـمعـها والقانون الأسترالي يوَحّـدها فلا يُراود أية قـومية أو فـرد شعـور ولا دافـع للمطالبة بحـقـوق إضافـية . ولكن وفي الوقـت نفـسه فإن أبناء الوطن الواحـد الأم كالإيطاليّـين مثلا في أستراليا وإنْ كانوا من مدن إيطالية مخـتلفة ومقاطعات عـديدة إلاً أنهـم يقـولون نحـن إيطاليون ، وهـكـذا يقـول اليونانيون والصينيّون ، وكل منهـم شعـب واحـد داخـل الشعـب الأسترالي وهـكـذا يشعـرون . إنّ ذلك دليل عـلى وحـدة كل شعـب من تلك الشعـوب القادمة من أوطانها الأصلية يترجـمونها إلى واقـع جـميل فـيؤسـّسون نادي بإسمهـم جـميعاً ، ويـبنـون مدرسة لأبنائهـم كـلهـم رغـم تـنوّع لهـجاتهـم الوطـنية التي تركـوها خـلف ظـهرهـم كي لا تفـرّقـهـم .
والكـلـدانيّون اليوم في ولاية نيو ساوث ويـلز يفـتخـرون بأنهـم لوحة فـسيفـسائية جـميلة متـنوعة تـتلألأ فـيها أسماء البلـدات التي انحـدروا منها . وجـميل أيضاً أن يستقـطب أبناء كل بلـدة ممثـلينَ لجـموعِـهم ، في تـنظيم أو هـيكـل إداريّ ينسّق فـعالياتهـم ونشاطاتهـم ، يجـمع خـيوطـهـم بهـدف تقـوية الأواصر فـيما بينهـم ويحافـظ عـلى عاداتهم وتراثهـم ، ويصون  أبنائهـم من الضياع في هـذا المجـتمع ذو الأعـراف والممارسات البعـيدة عـن تقاليـد آبائهم . وطبيعي لابل ضروريّ أن يذكـر كل واحـد إسم بلـدته ، ويتذكـّر الساكـنين فـيها من أبناء جـلدته ، فـذلك كـفـيل ببقاء حـبل الوصال ممدوداً ومشدوداً بينهم عـلى قـوّته . إن مشاعـر مَن يفـتخـر بقـريته ذات العـشرة بيوت لا تقـل عـن مشاعـر أبناء البلـدة ذات العـشرين ألف نسمة في هـيبتها لابل هي المقـياس لأصالتها . ذلك كان الدافـع وراء كـل ملـّة حـين أنشأتْ لنفـسها ، لجـنة أو جـمعـية أو قــُل أخـوية تـجـمع أعـضائها وتخـطـط لمستقـبل أبنائها ، تضع جـدولاً تقـويمياً لسفـرات وحـفـلات وكل اللقاءات بين أفـراد وعـوائل  جاليتها . ولا غـبار عـلى كـل جالية تـتـفـنـّن في إبتكار طرق ووسائلَ تحافـظ من خـلالها عـلى بقائها مرفـوعة الرأس وتوطـّد كـينونـتها . ولكـن المغالات في هـذا النوع من التجـمّعات يكـرّس حالة التبعـثر والتفـرّقات ، ويقـودنا في نهاية المطاف إلى الإنعـزالية والتجـزئات . فـبعـد أن تركـنا أجـزاءنا القـروية المتـناثرة وإنتقـلنا إلى أرض الحـرية والخـيرات بإسم موحـد عـراقـيون أو عـراقـيات ، كـلدانيون أو كـلدانيات وليس بأسماء قـرانا الصغـيرات . أما كان الأفـضل والأصح أن نكـون واحـداً - ونحـن شعـب بيث نهـرين الأصيل - في التفـكـير والممارسات ؟ ألسنا بحاجة إلى سقـف نستظل جـميعـنا تحـته من وهـج الشمس الحارقة أو من هـطول الأمطار الغـدقة ؟ ألا يمكـنـنا أن نحـتمي تحـت مظـلة دائرية واحـدة نسند ظـهورنا إلى محـورها ، ووجـوهـنا بإتجاه إشعاعات نابعة من مركـزها ، فـيكـون لكـل جـماعة منا وجهة نـظرها وفي الوقـت نفـسه يكـون حامل الخـيمة الوسطي محـوراً لها ؟. 
ما بالنا نتشرذم ، وأين الهـمم ؟ نعـم ! لقـد إشـتدّت الحـمم وكـثرتْ حـبال الرزم وإزدادت التواقـيع بالقـلم ولم نقـرأ منها شيئاً يُـفـهـم ، فـهـل هـو زمن التجارة أم المتاجـرة بالعـدم ؟ أمعـقول أن نبـذل جـهـداً لنؤسّـس تـنظيم بإسم ( التوحـيد الإتحادي الموحـّد ) يفـرّق ولا يوحّـد ؟ أو نبني ( مجـمع الجامع التجـميعي ) في الوقـت الذي يطرح ولا يجـمع ؟ أنقـول : أعـوذ بالله مِن  قـلب لا يخـشع ومن عـين لا تدمع ومن إمرىءٍ لا ينفـع ؟ . إذا كان كـل واحـد منا يخـتار صـدارة الديوان ويقـول : هـذا مقـعـدنا ، نريد الشموع المضيئة تـتقـدّمنا ! فـلن نحـصل عـلى ما ينفـعـنا لأنه ليس ناكـراً لذاته بينـنا ، فـهـل نستورد حادينا من أرجـنتينا ؟.
إنـنا لسنا في ساحة الوغى كي يتقـدّمنا ذلك الذي يُزيل الألغام من أرضـنا ، وإنما نحـن في ورشة صدأتْ ماكـناتها وإبتلـّتْ جـدرانها وتهـرّأت أبوابها ولم يبق منها سوى بابها النظامي مدخـلاً منطـقـياً لها ، ندخـل من خـلاله لنـبدأ بـترميمها وصيانـتها ونمنع هـديل الحـَمام فـيها .  إنّ خـيمة الآباء أسلم لنا فـهي تراثـنا وأول منبع عـندنا ، وإذا كان – مثـنىً- في كـلامنا ، نقـول نعـمْ فالخـيمة والآباء كـلهم حـولنا ، ونِعْـمَ مَن فـينا . لقـد تجَـمّـعْـنا منذ 15 عاماً ونصـبنا خـيمة العـهـد لنا وإفـتخـرنا . ويح لـنا ! ونحـن نمزق مظلتـنا بأيدينا لـنتقاسمها أكـفاناً لـنا .
إن خـيمة الكـلدانيّـين في سدني أقـدم من أي وشاح نزيّن به أبدانـنا ، فـهي نواة إستـنهـضتْ فـينا حـب الأخـوة داخـلنا ، فـلماذا نـنزع بذرتها ونرميها في حاويات نفاياتـنا ، طمعاً في طـُعْـم آنيّ نسْـتـَطـْعِـمُـه بين فـجـوات أسنانـنا ، يتعـفـن في فـمـنا ونحـن نيام أو تـنام عـيونـنا ، وغـداً ننهـض في الصباح الباكـر فـنرى أفـرادنا ، ببغاءنا ، شُرطيّـنا ، وحـتى عـصافـير جـنـّتـنا ، لوحـدنا ؟ والقافـلة التي تسير لا ( تـُباليـ ـنا ) ولا تـنـتظرنا ، فـبأيّ حـجـة نـندب حـظـنا ؟ وهـل العـدّادة تـُسعـفـنا ؟ كـفانا هـدرالساعات من أوقاتـنا ، فإنـنا بحاجة إلى طاولة العـقـول تجـمعـنا  وليس حـرق الموائد في بطـونـنا . نحـن بحاجة إلى صولجان يقـودنا وليس عـوﭽـيّات أهالينا . فـلـنـنـتبه إلى أنفـسنا لنصقـل خـلايا أدمغـتـنا ، ونعـيد إفـتخارنا بالنخـلة الباسقة التي زُرعـتْ بأيدي الأصلاء إخـوتـنا ، نتـّكىء عـليها فـتسنـد ظـهـرنا ، وشتلاتـنا وزهـورنا رونقاً وبهاءاً بأيدينا ، عـسى أن يكـون خـيراً لنا .
ولكي لا يعـتبنا إخـوتـنا في غـموض كـلامنا ، فـجـمعـية الثـقافة الكـلدانية الأسترالية هي خـيمتـنا إنْ كـنا صادقـين في دعـوتـنا ، تجـمعـنا ولا تفـرّقـنا . نعـم نجـتمع حـولها ونوصل رداءنا بحافاتها ، فـتـتوسّع مساحـتها فـتزداد هـيبتـنا من هـيبتها ، ونكـون قـريبين من بعـضنا بقـربنا منها ، وليكـن ( عـمود البيت ) مَن نريده نحـن ويصلح للنهـوض بها . وعـندما يسألنا أحـدهم : مَنْ أنت ؟ نقـول : نحـن أمّة هـذه قـلعـتها ، ويفـتخـر الكـلداني بكـلدانيّته مثلما تفـتخـر الكـلدانيّة بكـلدانيّتها . ولنـترك عادة قـديمة فـينا حـين يسألنا أحـدهم : مَن أنت ؟ نجـيب : أنا من القـرية الفـلانية ! أفـلا يكـفـينا أن نقـول : أنا كـلداني  من أمة كـلدانية ؟ ودعـوا القـرية وما فـيها تسكـن بين جـدران بيوتـنا وممرّاتها .   [/b] [/font] [/size]