عنكاوا/ خاص
زار رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، مجمَّع مزار مار ايليا للمهجّرين المسيحيين، الذي يضمّ حوالي "110" عائلة مهجّرة من مدينة الموصل وسهل نينوى، مساء يوم السبت 2 أيار الجاري، وكان باستقباله سيادة المطران مار بشار متي وردة رئيس أساقفة أيبارشية أربيل الكلدانية وسيادة المطران مار نيقوديموس داؤد متي شرف رئيس أساقفة كوردستان والموصل للسريان الارثذوكس والأب دوكلاس البازي مسؤول المجمَّع.
وإطّلع هاربر، على أحوال المهجَّرين ومعاناتهم بعد تهجيرهم وترك مناطقهم التاريخية في محافظة نينوى، حيث قام قام بإفتتاح الملعب الموجود في الكنيسة، والذي يحتوي على ملعب للكرة الطائرة ولعبة المنضدة وألعاب الأطفال، ثمّ تجوّل بين "كرفانات المجمّع"، وقبَّل الأطفال، وتصافح مع الجميع، شاكراً صبرهم وتحمّلهم للضروف القاسية، مؤكّداً لهم على عزم كندا بالتعاون مع الدول الأخرى، وحضورها في المشهد العراقي، على عودتهم القريبة إلى بيوتهم، وتحرير مناطقهم من العصابات الإرهابية.
ورغم التشديد الأمني الكثيف الموجود داخل مجمّع مزار مار ايليا، ومنذ صباح يوم السبت، من خلال أشخاص مسلّحين يرتدون "البدلات"، ورجال الأمن الكردي في الطرق المؤدّية إليه، وعلى أسطح المنازل المجاورة، لم يصدّقوا الساكنين في المجمّع أن زائرهم سيكون بهذا الشكل.
تقول إحدى نساء المخيّم لموقع عنكاوا، أن الزائر جاء بملابس عادية لا تشير إلى أهميته، قدر ما أشارت إلى تواضعه وإنسجامه مع المهجّرين من خلال تقبيله لجميع الأطفال، وتصافحه مع الجميع.
وتؤكّد السيدة، أنه شكرها لعزيمتها وصبرها في المجّمع واعداً إياها بعودتها إلى منطقتها، بعد القضاء على عناصر "داعش الإرهابية".
وأضاف لؤي، أن رئيس الوزراء، وعده بسعي كندا الحثيث على إعادة المهجّرين بكرامتهم وعزتهم كما كانوا وأكثر، وان كندا ستسعى للمسيحيين وغيرهم من المكونات التي عانت من "داعش" بإقامة ملاذات آمنة خاصة لهم وبحماية دولية.
لم تأت تصريحات هاربر إعتباطاً، وبالأخص بعد تمديد البرلمان الكندي لسنة أخرى، لمشاركة كندا في حربها مع التنظيم الإرهابي "داعش".
وفي باحة كنيسة مار ايليا، إلتقى رئيس الوزراء الكندي، بوفد كنسي رفيع رفيع المستوى من الكنيسة السريانية الكاثوليكية، الذي كان يزور المجمّع.
حيث إلتقى هاربر بالبطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية، والمطران ما افرام يوسف عبا مطران بغداد وتوابعها، والمطران مار يوحنا بطرس موشي مطران الموصل وكوردستان وكركوك، والأب فراس دردر سكرتير البطريرك وعدد من الكهنة.
وطرح البطريرك، خلال اللقاء، مأساة المسيحيين بعد تهجيرهم من مناطقهم التاريخية، وضرورة حل ، وتحرير مناطقهم بأقصى سرعة ممكنة، للحيلولة على الحفاظ على التواجد المسيحي في العراق.
حيث أكّد هاربر للبطريرك، أن كندا لن تغيب عن مساندة العراق والأكراد في حربهم ضد "داعش"، وستعمل على إعادة الوضع كما كان سابقاً، من أجل إعادة المسيحيين إلى مناطقهم.
وكان هاربر قد زار قاطع "الخازر"، قبل قدومه إلى مجمّع مار ايليا، وكان بإستقباله مسؤول القاطع روز نوري شاويس وعدد من كبار الضباط في البيشمركة.