المحرر موضوع: الحنين الى طائر القبج  (زيارة 4318 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل لطيف نعمان سياوش

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 694
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الحنين الى طائر القبج
« في: 22:11 06/05/2015 »
 

الحنين الى طائر القبج
                 


   لطيف نعمان سياوش


قصه قصيره جدا تصلح لسيناريو فيلم سينمائي

منذ مايزيد على عشر سنوات صار ابراهيم الذي يسكن احدى القرى القريبه من خليفان مولعا بصيد القبج .. وكان يخرج مره في الاسبوع لغرض الصيد بسيارته البيك اب الصغيره ويحرص ان يرافقه ابنه البكر انور الى المنطقه الجبليه النائيه التي تكثر فيها الطيور البريه المختلفه ، والخنزير البري ، والغزال ..
ولعل اكثر ما كان يغريه هو طائر القبج ويطرب لصوته الجميل .. ولهذا وفّر لمجاميع طيور القبج مجموعه من الاقفاص في بيته  وتعاقد مع جاره النجار شيرو ان يعمل له الاقفاص التي هي الاخرى كان لها نصيبها في البيع لكسب رزقه وكان معجبا بمهارة وسرعت شيرو في اتقان عمل انواع من الاقفاص الجميله ..
كان بين فترة واخرى يذهب الى اربيل ، أو قضاء راوندوز  ليبيع مالديه من طيور القبج مع اقفاصها في سوق الطيور هناك .. وكان جميع اصحاب المحلات في ذلك السوق  يعرفونه ويحرصون لشراء القبج منه لانه  يبيعها بأسعار مشجعه بالقياس الى الآخرين لاسيما انه الرجل الوحيد الذي يأتي لهم بالطيور الجبليه النادرة الوجود ، حتى انه كان يجلب لهم احيانا القرده ليبيعها  ويتجمع الناس حوله يحاولون التحرش بالقرده ، أو اثارتها واستفزازها وهي تغضب لتصرفاتهم هذه ، وابراهيم ينزعج منهم ويطاردهم ..
غمكين  الاحدب هو الرجل الاكثر فضاضة وازعاجا بين جميع هؤلاء الناس الذين تجمهروا اليوم حول القرد بغفلة من الجميع استطاع ان يقرص القرد الذي ولد صوتا قويا ، والتفت بسرعة البرق وفاز بعضة قويه من ذراع غمكين ، مع لكمتين على وجهه وسط انبهار الجميع ، وتحاشي اغلبهم من التمادي والتحرش بالقرده ، وتلقى غمكين  كيلا من السباب والشتائم من ابراهيم جعله يتوب التقرب من القرده مهما كلف الثمن .على مايبدو ان القرد كان شرسا جدا وربما متضايقا من الاجواء الغريبه التي احاطته..
 حرص ابراهيم ان يبقي مجموعه من الاقفاص وبداخلها طيور القبج في باحة الدار ذلك لشعوره بالنشوه لأصواتها لاسيما في الصباحات الباكره ، فهي تذكره بالحريه وحياة الجبل برغم كونها حبيسه داخل اقفاصها ..
اليوم واثناء  عودة ابراهيم وابنه انور من الصيد محملا بغزال حي وسالم ، مع 12 طير من القبج  شعرا بسعادة عارمه ، كيف لا وصيدهما ثمين  برفقة الغزال الحي ..
اختار أن يربط الغزال  في بدن البيك اب ، أعجبه منظره وهو يترنح مع ميلان السياره ذات اليمين والشمال . اما القبج فبرغم كونه حبيس القفص أصر أن  يولد اصواتا رائعه  ..
في الطريق الجبلي في المنطقه القريبه من راوندوز ..
فتح ابراهيم الراديو واذا بصوت حسن زيرك يصدح ، فصار يغني معه وهو المنتشي واسرع بسيارته  ، ولم تكن خطوته تخلو من الحماقه والتهور ، واثناء الانحدار الشديد ارتكب خطأ في السياقه وفقد السيطره على سيارته مما ادى الى اصطدامها  بسيارة لاندكروز سوداء فارهه ، والحق بها اضرار جسيمه  ، ثم تبين فيما بعد انها لأبن احد الشيوخ التي اشتراها  له ابوه لمناسبة زفافه قبل اسبوع ..
فقام الاخير بمقاضاته ، وأودع التوقيف ..
مكث في التوقيف لمدة يومين وكانت صعبه جدا له ، فأبراهيم ابن الجبل لم يمر بتجربة مزعجة كهذه من قبل .. خلال هذين اليومين هناك لم يفكر بعائلته مثلما كان يفكر بطيور القبج ..
الليله الاولى لم يذق للنوم طعما ، ومن فتحة غرفة النظاره لمح بزوخ الفجر انتظر سماع صوت القبج لكن دون جدوى ..
مرت الساعات ثقيله وسط مشاعر الرهبه من الحادث الذي ارتكبه ولايعلم العقبات والنتائج التي ستؤول اليه ..
 بعد يومين قرر الحاكم اطلاق سراحه ، وتحديد موعد للمرافعه في نهاية الشهر القادم..
لكن الشيخ كان قد اتصل بالمعنين طالبا اطلاق سراحه وليكن هذا درسا لأبراهيم عله يعقل في المرات القادمه ، وليعلم ان قيادة المركبات في المناطق الجبليه الوعره ليست مزاحا ، أو نزهة ..
عندما اطلق سراحه جاء مهرولا الى البيت وقبل ان يسلّم على عائلته راح متلهفا الى اقفاص القبج وفتح ابوابها وبدأ يقذف بطيور القبج  واحدة تلوه الاخرى الى السماء وهو  يصرخ بصوت عال:-
الى السماء لقد جاء زمن الحريه ....

عنكاوا 6/5/2015





غير متصل tyaraya55

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 147
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رد: الحنين الى طائر القبج
« رد #1 في: 15:12 22/05/2015 »
خَيّت رابي لطيف ..
قصة معبرة .. بسيطة .. واقعية