المحرر موضوع: يا قادة الاحزاب الاسلامية متى يستيقظ ضميركم النائم ؟  (زيارة 894 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جمعه عبدالله

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 688
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
يا قادة الاحزاب الاسلامية متى يستيقظ ضميركم النائم ؟

لاشك ان هناك خصال ايجابية في شخصية السيد العبادي , بانه غير ملوث بلوثة وباء الفساد المالي , كسلفه الغارق بالوثة حتى قمة رأسه , وانه رجل علم ومعرفة ( تكنوقراط ) ومطلع على الحياة الديموقراطية الغربية ,  بالضد من سلفه من سلفه الذي يفتقر الى الف باء السياسة الى حد السذاجة والغباء , وانه يمتلك نوايا حسنة وطيبة , عكس سلفه ومن تجربة حكمة , ثبت بانه يحمل الكره والاحقاد الطائفية بشكل متزمت ومتعصب  , ويتهم الجميع بالصفات التي لا تليق برجل يعتبر المسؤول التنفيذي  الاول  في الدولة العراقية , ولكن يجب ان نعترف بالحقيقة المرة , بان هذه الخصال الايجابية للسيد العبادي , تساوي اصفاراً على الشمال , مقابل نظام الحكم الذي يستند على المحاصصة الطائفية وتوزيع الغنائم بين الاحزاب الحاكمة , اضافة الى حجم وضخامة التركة الثقيلة التي ورثها من سلفه , والتي ينعق فيها الخراب في كل ميادين الحياة , ومنها هشاشة وضعف المؤسسة العسكرية والامنية , بقياداتها الفاشلة والهزيلة , وبعضها يشعر بالحب والحنين الى رفاقه في داعش , هذه القيادات لاتملك ذرة من الشرف العسكري والمهني والوطني , وهي متخمة بالتقصير والاهمال في واجباتها  ومسؤولياتها , وهي لاتستحق اطلاقاً المناصب والرتب العسكرية العالية , وغير جديرة في تولي قيادة القوات المسلحة والامنية  , لانها جاءت الى هذه المواقع والرتب العالية , عن طريق البيع والشراء , او بواسطة الولاءات الشخصية والحزبية الضيقة , او عن طريق المحسوبية والمنسوبية والاخوانيات المتملقة . هكذا تسلقت على سلم الرتب العالية والرفيعة  , دون جدارة مهنية وعسكرية , لذلك لم تفهم معنى الشرف العسكري او لم يخطر في بالها اصلاً  , بان هناك في العرف العسكري , مسؤولية تسمى او يطلق عليها ( الشرف العسكري )  . لذلك فليس غريباً وعجيباً سقوط المدن والمحافظات بكاملها , برمشة عين , وحين تسمع  من بعيد بان عصابات داعش تتقدم نحوها , يصيب قلوبها الفزع والرعب , وتنهزم من ارض المعركة بكل بساطة , وبشكل مذل ومهان وملطخة بالعار رغم انها لم تفهم معنى العار والخجل والاخلاق  , وتترك المجندين وحدهم يواجهون المصير , بمعنويات ضعيفة ومهتزة , واذا القيادة  العسكرية تنهزم بجلدها , ماذا نتوقع للمجندين دون توجيه وقيادة ؟ !! وحين يشاهدون قادتهم يتحولون الى فئران مذعورة تفر من ارض المعركة في بداية ضربتها  الاولى ؟!!!!! والسبب يتحمل كامل  المسؤوليته  القيادة السياسية الضائعة والتائه في الفوضى والاضطراب , ولم تستوعب الدرس الاول بسقوط الموصل دون مقاومة , بل بعملية تسليم جبانة وخائنة , ولم تعالج اسباب الانهيار في الموصل , ماهو المسبب والمتواطئ والمتخاذل والخائن  , ومن هو الذي  قبض ثمن تسليم الموصل الى داعش ؟!  , ولم تتخذ الاجراءات الرادعة والحاسمة والصارمة , بارسال هذه القيادات العسكرية الخائنة الى المحاكم العسكرية , بجريمة الخيانة الوطنية , وترسلهم الى حبال المشنقة , ليكونوا عبرة ودرس رادع  , لكل خائن ومتورط ومتخاذل . لذلك جاء الدرس الثاني بسهولة نادرة ( كشربة ماء ) بسقوط الانبار , كأن المشهد يعيد نفسه من جديد . بسبب تهاون واهمال القيادة السياسية التي في ذمتها مصير الوطن , والتي لم تقدر حجم الاخطار والمواجهة , ولم تسعى الى اعادة هيكلة المؤسسة العسكرية بالشكل المطلوب , وليس الاعتماد الكلي على هذه  القيادات الهزيلة والفاشلة , لا تملك الكفاءة والخبرة في ادارة الشؤون العسكرية  , و لا تفهم معاني العلم العسكري بوضع الخطط العسكرية  في مجابهة العدو ,  ودراسة مواطن  القوة والضعف للعدو , وتوفير العتاد اللازم للمعركة واستخدامه بالشكل المطلوب وليس العبث به بدون هدف , وكذلك وضع  خطط الهجوم والمباغتة , والمحفزات المشجعة  التي تخلق الروح المعنوية القتالية العالية , ان الرهان على هذه القيادات الهزيلة , كالرهان بطلوع الشمس من الغرب وليس من الشرق . ,لذلك لابد وضع حد لهذا الترهل السمج والسلوك الطريق الخاطئ والمنحرف ,  وهذه المجازفات الطائشة , التي لم نحصد منها , سوى الهزيمة والخذلان , بان يتطلب بشكل سريع ابعاد هذه القيادات العسكرية , وارسال الخونة والمتخاذلين الى المحاكم العسكرية  و واعطى فرصة للعناصر العسكرية الكفوءة , حتى لو ادى كسر طوق المحاصصة الطائفية بتوزيع المناصب , لابد من ان نرى القيادات  العسكرية الخائنة تأخذ قصاصها العادل بالاعدام , لانه لايمكن ترك الاف المجندين لقمة سائغة لعصابات داعش , وقبل كل شيء لابد من الاعتراف بفشل المشروع الطائفي , الذي اختارته الاحزاب الاسلامية  الحاكمة , كهدفها  المنشود والمرتجى والمشتهى , والذي قاد العراق الى المهالك والكوارث , لابد للاحزاب الاسلامية ان تملك الشجاعة بالمكاشفة الصريحة  للشعب , بانها ارتكبت الخطأ القاتل , باختيار نظام الحكم الذي يستند على المحاصصة الطائفية وطمس الوطنية , وان تكف عن التلاعب بالمزايدات السياسية الرخيصة , التي ستكون نقمة على الواقع وليس رحمة , ولا شك بان الخلاف والصراع الشيعي  - الشيعي على المناصب ومحاولات اسقاط العبادي , تسمم المناخ السياسي بالفوضى والارتباك , وان السيد العبادي رغم الخصال الايجابية  التي ذكرناها , لكنه لا يمتلك الجرأة والعزيمة بمكاشفة الشعب , ويتخذ القرارات الشجاعة التي تسهم في رفع المعنويات , تنقصه الارادة الوطنية التي تنقذ العراق , انه مصاب بوباء الخوف والتردد  والارتجاف , وتنقصه الشجاعة اللازمة   في  اتخاذ الخطوات التي تضع النقاط على الحروف للواقع العراقي  , لابد كسر القيود والطوق الطائفي الذي يقيده ويوهن عزيمته ويجعله يترنح مع اية هزة سياسية  , ويجب الاعتراف بان اي بديل اخر يحل محل السيد العبادي , سيقع في نفس الاخطاء والثغرات والتقصير , ولا يمكن معالجة الازمات الخطيرة  , إلا بالخروج عن الطوق الطائفية , وهذه هي مأساة العراق , بان جدار الطائفية غير قابل للهدم
جمعة عبدالله