المحرر موضوع: ميلاد عبر مغيب الشمس  (زيارة 1347 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل بولص دنخـا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 145
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • www.nohadra.com
ميلاد عبر مغيب الشمس
« في: 11:51 15/05/2015 »


ميلاد عبر مغيب الشمس


بولص دنحا

ضحكة عبر شفاهك
بريق دمعة في عينيك
نواح بقربي
ميلاد طفل في المغيب
شروق شمس شوقي
كانت قبلة على جبيني.

صرخة ميلاد جديد
اوقفت الدموع الزمنية
وشروق امال بنفسجية
والزوبعة للهدوء
والرياح للسكون
والفرح زمن كان.

نسمة الصباح عاصفة ميلادي
وصمت الشمس في المغيب
رقصت الرمال في وجودي
اقتربت الزوبعة من الزيتون
رمت الاشواك امام قدميك
لحماية طفلك كما تقول.

خيم الحزن حضوري
بكى الورد في ميلادي
رمت عينيك دموع...
كانت لي مسحة سرمدية
انارت لي مسيرة خلودية.

مياه النهرين... تجري على وجهك
تلم رمال الصحراء... وتراب بيتك
تسد ظمئي عبر ازمنة وعصور
تسد رمقي لايام سوداء واحتضار
بللت شفاهي من حليب نهديك
ذقت حليب الفرح
بعد زمن كان حليب الحزن.

رأيت نوراً يخرج من جمر الرمال
يحيط كوخنا... ليدفئنا في الصيف
وللفناء يدعونا
وصدى صوت عشتار وحضارة الرافدين
الى ميلاد تموز يشدنا.

زهرك قد نمى
الرمال والعواصف ترقص له فرحاً
والشمس يشرق حزناً
والليل يخيم املاً
والفرح في احتضار في الافق البعيد.


كبر الطفل
كبر الامل
وعلى بابك صورة سوداء
وزجاج بيتك محطم حمراء
وعواء ذئاب عاشت على فتاتك
ونباح كلاب بالامس كانت خراف
وفي ازمنة سوداء تصبح نمر
لمحو حضارة الرافدين
وفناء المدنية عن مهد البشرية.
قطفت وردة حمراء من على صدرك
وسجدت امام قدميك لاقبل وجنتيك
قطفت زهرة الربيع نسيم الحياة الازلية
لاشم عبير انفاسك
لتستمتع عيني ربيع جمالك ...
ها ان صورتك تتماثل امامي
تتراقص في الخيلاء...
اني اتلذذ طعم الخيال وعبير سرابك.

صوتك يرن في الشارع
وعلى بابي يترك بريقاً
وفي قلبي يزف فرحاً... املاً
لينقذني من طيف خيم شوارع قلبي
واسدل ستار حبي.

كبر الطفل
كبر الامل
وفي الطريق سائر وهو يغني
اغنية الورد
اغنية الربيع
من فرحة الصورة
من فرح اللقاء.

صرخة، فصوت في واد سحيق
ينادي الطفولة وحب الامومة
لمن تغني
لمن تقطف الورد
لمن تزرع القمح
افيق كل صباح على انغامك
وفي الظهيرة تمسح عرق الجبين
بمنديل حيك من الشوك بديل
والورد يزين صحراء قاحلة
اراك كل مساء...
تسقي الارض بمياه جسدك
وفي الليل تحصد عذاب حبك
ولذة جراح الازمنة الغابرة.

صرخة كانت قد هزت كياني
عاصفة الازمنة السوداء في المغيب
يقظة زهور من سبات عميق
ترجع فرحتي
وضحكة طفولتي.

هنا اشتقت لصورة جميلة
معلقة في جدار يرتعش فوق بحر من الرمال
وبقايا افراح سقيت بها عظامي
سقيت منها ظمئي
وانا في دوامة كيف الوصول الى الطفولة.

قالت لي الطيور وتماثيل المدينة
قالت لي الحمامات واشجار الزيتون
انت اغنية ربيع الرافدين الجميلة
على افواه الاطفال وفقراء المدينة
انت اغنية على افواه الكادحين
وخصب الارض للياسمين
الظلام يغيب والشمس تغني
واسمك قبلة العائدين
وصدى صوتك عبر العصور
يزف بشراً... املاً... حصينا.