المحرر موضوع: أثر المدلولات التاريخية في إثبات الانتماء القومي للمجموعات البشرية ... الآشوريون نموذجاً  (زيارة 2791 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
أثر المدلولات التاريخية في إثبات الانتماء القومي للمجموعات البشرية ... الآشوريون نموذجاً

خوشابا سولاقا
في جميع المجتمعات البشرية ونحن الآشوريون منهم ، هناك في حياتهم الاجتماعية تقاليد وطقوس فلكلورية كثيرة عميقة في تأثيرها في تكوين وبناء شخصيتهم القومية تمارس بشكل فطري موروث لهم أب عن جد كتقاليد شعبية لا يدركون مضامينها ومدلولاتها وامتداداتها التاريخية والسوسيولوجية ، ولكن ترى البعض في أحيان كثيرة تتمسك بقوة وبتقديس بتلك الممارسات الفلكلورية بأعتبارها موروث وإرث الأباء والأجداد القدامى ، مما يتطلب من الأجيال التمسك بها وحمايتها للمحافظة على هويتهم القومية أو أية هوية خصوصية يطبعونها عليها ، ويوصمون بالعار من لا يتمسك بها ويتجاوزها بأعتبارها باتت تقاليد قديمة بالية لا تتماشى مع تقاليد وطقوس الحياة العصرية وتغيراتها المستمرة التي يتطلب مواكبتها . ونرى كثيراً أن طبيعة المفهوم المعتقدي يتغير بتغير معتقدات العبادة كما حصل معنا نحن الآشوريين عندما تحولنا  من العبادات القديمة الى اعتناقنا للديانة المسيحية ، فباتت الكثير من تلك التقاليد الفلكورية الموروثة التي كانوا الناس يعتزون بها لرمزيتها التاريخية التي كانت تمارس  وفق مضمون معتقدي معين في السابق استمرت تمارس وفق مضمون الديانة المسيحية الجديدة ، أي باتت تمارس كتقاليد وطقوس مسيحية لتكون مقبولة في المجتمع الآشوري المسيحي الجديد . هذا الشيء حصل أيضاً مع الآخرين من الأمم والشعوب ومن الديانات والعبادات الأخرى التي شاركتنا العيش في هذه المنطقة الجغرافية عبر آلاف السنين عندما غيرت معتقداتها العبادية ، لأنها وبحسب وجهة نظرنا المتواضعة وقناعتنا الشخصية ظاهرة سوسيولوجية طبيعية ترافق حياة البشر في بناء حياتهم ومجتمعاتهم في رفض ولفظ كل شيء يعتقدونه بالياً ومتخلفاً وقبول كل ما هو ضروري ومفيد وله مدلولاته التاريخية والسايكولوجية القيمة التي تربط حاضرهم بماضيهم ويمد جسوره للعبور الى المستقبل لتستمر وتتواصل السلسلة العرقية من دون أن تنقطع . هذا هو المفروض على كل الأعراق والأثنيات الأصيلة ليستمر وجودها من جيل الى جيل . هذا ما حصل بالكمال والتمام معنا نحن الآشوريون عبر التاريخ ، ولكي نثبت ذلك نعود الى عمق مجتمعنا ونتابع نماذج معينة من تلك التقاليد والعادات والطقوس الفلكلورية لنأخذ منها نماذج على سبيل المثال لا الحصر لأثبات ترابطنا التاريخي غير المنقطع مع أجدادنا الآشوريون القدامى بالرغم مما مورس علينا من قبل الأعداء من المحاولات والضغوطات والظلم بعد دخولنا في المسيحية لمحو وإزالة أثار كل ما كان يربطنا بماضينا الآشوري الوثني ، إلا أنه بقيت لنا شذرات طيبة من ذلك الأرث والتراث الحضاري العملاق لأجدادنا العظام لتذكرنا دائماً من نحن ومن نكون ومن كنا والى أين نحن سائرون ؟؟ . لغرض الخوض في هذا الحوار الذي هو حوار المنطق والعقل ، حوار المقارنة بين الذي كان في الماضي وبين ما هو موجود ومعاش في الحاضر للأستدلال من خلال نتائجه الى أقرب ما يكون للحقيقة الموضوعية بكل أبعادها بخصوص انتمائنا القومي ، قبل أن يكون حوارنا هذا سجالاً وحواراً تاريخياً عقيماً حول أحداث ووقائع التاريخ المدونة من قبل المؤرخين بشكل مزاجي أحياناً ومتأثرين بهذا العامل الاجتماعي أو ذاك ، أو بانحياز الى هذا الجانب أو ذاك لأسباب كثيرة لغرض في نفس الكاتب أحياناً أخرى .
نبدأ بعرض وتحليل هذه المدلولات التاريخية لوضع التسميات على مسمياتها القريبة  من الحقيقة . متمنين أن نتوفق في هذه المهمة وأن تنال محاولتنا هذه قبول ورضا المثقفين من أبناء أمتنا الأعزاء من كل مكوناتهم ، وإن كل ما نقدمه بهذا الخصوص يمثل وجهة نظرنا ورؤيتنا الشخصية للأمور ليس إلا .
                                           أولاً : " باعوثه دنينواي " - مطلب أهل نينوى من إلآله
لقد أثبتت البحوث والدراسات الأركولوجية التاريخية الحديثة التي أجريت على بلاد النهرين أن فيضاناً كبيراً غمر بلاد النهرين القديمة ، مما يؤكد أن ما ورد في الكتب الدينية عن ما يسمى بقصة الطوفان كغضب الاهي على البشر كان فيضاناً طبيعياً للأنهار الهائجة والجامحة بسبب غزارة الأمطار المنهمرة والثلوج المتساقطة والرياح العاتية كأحدى ظواهر الطبيعة التي تحصل مثلها اليوم بالعشرات في جميع بقاع الأرض ، وإن قصة الطوافان بحسب سفر التكوين من التوراة مأخوذة بحذافيرها من أدب الأساطير السومرية والبابلية والآشورية القديمة التي كانت تمتاز بوصفها للظواهر الطبيعية عن وصف قصة سفر التكوين التي أمتازت في تصويرها لقصة الطوفان – الفيضان في إطار الفكرة الألهية ، وإن ما لا يمكن نكرانه أن الكتابات القديمة لا يمكن أن تكون مستمدة من التوراة لأنها أقدم منها بأثني عشر قرناً . كما أثبتت هذه الدراسات أن ما تسمى اليوم بشبه الجزيرة العربية مرت بعصور مطيرة تسببت في فيضانات غامرة إجتاحت بقوة بلاد النهرين وهددت مدنها العامرة منها مدينة نينوى العظيمة عاصمة الآشوريين بالغرق والزوال من على وجهة الأرض بسبب ارتفاع مناسيب نهر دجلة ، مما دفع الخوف من الغرق بأهلها شيباً وشباباً رجالاً ونساءً الى الصوم من الأكل والشرب والصلاة في معابدهم راكعين على ركبهم على مدار الأيام يتضرعون الى إلاههم لمساعدتهم في إنقاذ مدينتهم العزيزة على قلوبهم من الغرق والدمار ، وبعد ثلاثة أيام من الصوم المستمر والصلاة توقفت الأمطار وانخفض منسوب مياه نهر دجلة وهدئت الحالة المناخية وتجاوز الخطر الذي كان يهدد نينوى بالغرق ومرت الأمور بسلام وآمان . وعلى خلفية هذه الحادثة ترسخ في عقل الشعب الآشوري في كل أنحاء الأمبراطورية أن الأله استجاب لمطلبهم ، مما يتطلب منهم تكريم هذه الذكرى على مر الأجيال ، فبات بذلك تقليد صوم " باعوثة نينوى " تقليداً وطقساً يمارسه الآشوريون على مدار السنين الى يومنا هذا . بعد سقوط الأمبراطورية الآشورية وعاصمتها نينوى سياسياً عام 612 ق . م ومن ثم اعتناق الآشوريين لاحقاً للمسيحية ظَلَ هذا التقليد يمارس من قبل الآشوريين أينما حلوا ولكن بطابع ديني مسيحي . من كل هذا التقليد نستدل أن طقس باعوثة نينوى هو طقس آشوري أصلاً وليس طقس مسيحي كما قد يعتقد البعض اليوم ، ولكنه طبع بالطابع المسيحي للمحافظة على بقائه واستمراره ، وخير مثالاً على صحة ذلك إنه لا يمارس من قبل المسيحيين من غير الآشوريين بكل مذاهبهم في العالم والمنطقة .
في النهاية ماذا نستدل من ممارسة هذا الطقس على مر التاريخ بدءً من الوثنية الآشورية الى المسيحية المشرقية اليوم ؟ نستدل منه أن كل من يصوم اليوم كمسيحي هذا الصوم مهما كان مذهبه الكنسي فهو من عرق قومي آشوري مهما تكون تسميته الحالية .
                                              ثانياً : تقليد تكريم الطبيب الآشوري "ّ برّصرفيون "
كان الطبيب " برصرفيون " طبيب آشوري قديم يمارس الطب الشعبي لمعالجة المرضى وجرحى الحروب باستعمال الأعشاب الطبيعية الطبية التي كان يجمعها من الطبيعة ، وكانت شهرته وصيته قد ذاعتا بين الآشوريين تسبقه أينما يذهب ويحل في رحيلهُ ، وتأتيه المرضى والجرحى من شتى أنحاء الأمبراطورية طالبين  مساعدته لمعالجة مرضاهم ، وبذلك بات برصرفيون شخصاً مشهوراً ومرموقاً ومعروفاً ومحترماً ومحباً من قبل الناس وباتت شهرته أشهر من نار على علم ، ولذلك عندما وَفتّهُ المنية حزن الجميع عليه كثيراً وقرروا تخليد ذكراه تكريما لأفضاله عليهم ، وتولى أقاربه المقربين رعاية إحياء تخليد هذه الذكرى العزيزة على نفوس وقلوب الآشوريين الذين عاصروا الطبيب الكبير " برصرفيون " وسمعوا عنه كطبيب ناجح أعطى لشعبه أكثر مما أخذ منهم . المهم في هذا التقليد أن إحياء هذه الذكرى استمر مع الأيام قبل وبعد المسيحية الى يومنا هذا . حيث كان هناك عائلة آشورية من قبيلة " تياري السفلى – عشيرة بني كبه " كان جدها الأكبر الذي يحمل بيده صليب " برصرفيون " بعد أن صُبغ التقليد بطابع ديني مسيحي والذي أتذكره وأنا طفل صغير في القرية يتجول في قرانا ويجمع ما يتبرع به الناس لتخليد ذكرى " برصرفيون " اسمه  " بثيــو دبرصرفيون " رحمه الله ومن بعده تولى أداء المهمه أبنه " هرمز بثيو دبرصرفيون " وكان يسكن منطقة كراج الأمانة في بغداد وحالياً سافر الى خارج العراق لا أعرف أين يَقيم اليوم .
ماذا نستدل من استمرار ممارسة هذا التقليد بين عشائر قبيلة تياري السفلى التي هي من أكبر وأقوى القبائل الآشورية ؟؟ أليس أن أقل ما يستدل عليه ممارسة هذا التقليد أن هؤلاء البقايا اليوم هم استمرار لنسل أولائك الأجداد بالأمس ؟؟ . بالطبع إن الجواب هو نعم هم كذلك . 
                                                  ثالثاً : استمرار الزي الشعبي التقليدي
عندما نمعن النظر بدقة في التماثيل والمنحوتات المكتشفة في العواصم الآشورية سوف نلاحظ التشابه والتماثل الكبيرين  في زي النساء والرجال الظاهرة في تلك التماثيل مع الزي الذي كان وما يزال يرتديه المسنين رجالاً ونساءً من سكان قصبات وقرى سهل نينوى وشمال العراق حيثما يتواجد أبناء أمتنا . حيث نرى أن قبعات الرأس ( كوسيثه ) الظاهرة في التماثيل الآشورية للملوك والرجال تحديداً تشبه الى حد كبير والى درجة التطابق التام مع تلك القبعات التي كانوا أجدادنا نحن أبناء عشائر التيارية بشكل خاص يضعونها على رؤوسهم وذات الشكل المخروطي مقطوع الرأس قليلاً والبيضاء اللون المصنوعة من صوف الغنم الناعم الملمس ( بالذات من صوف الطلي الصغير الذي لا يتجاوز عمره السنة أي القصة الأولى لصوفه الناعم ) وإن النموذج الحالي ذات اللون الأسود الذي يستعملونه التياريين في المناسبات فهو نموذج مطور لما كان كان يستعملونه بشكل دائم في تياري وهيكاري . وعند المقارنة في زي النساء سوف نجد التشابه والتماثل ذاته كما عند الرجال حيث تظهر بجلاء في تماثيل النساء الآشوريات قديماً " الميزاره " الذي يعلق على صدور النساء ويمتد الى ما فوق الركبتين على أقل تقدير هو " الميزاره " ذاته الذي كانت ترتديه نساء قرى وقصبات سهل نينوى وقرانا في الشمال ومازالنْ المسنات مِنهُنَّ يرتديهُنه مع بوشي الرأس الشبيه بالعمامة ( كونكْثه ) بشكله الحالي الجميل .
على ماذا نستدل من هذا التشابه والتماثل الكبير في الزي الشعبي التقليدي بين الماضي العريق البعيد والقريب والحاضر ؟؟ أليس ذلك رمزاً لأثبات النسل والعِرق بين ذاك وهذا ؟؟ لماذا لم يظهر هذا التشابه والتماثل في الزي الشعبي التقليدي في الزي الشعبي للآخرين من الشركاء  في السكن على هذه الأرض الطيبة ؟؟ ، أليس إنفراد أبناء أمتنا وتشبثهم بالتمسك بهذا الرمز شكل من أشكال الصراع من أجل البقاء والأستمرار ؟؟ .
                                                            رابعاً : كتاب حِكمْ أخيقار الحكيم
اخيقار الحكيم هو فيلسوف صاحب حِكم ومنطق أخذ من حِكمه وأفكاره الكثيرين من المشهورين بضمنهم علي بن أبي طالب ( ر ) ، وكان أخيقار حكيم الملك الآشوري سنحاريب الذي كانت فترة حكمه ( 704 – 682 ) ق . م ، هذا الكتاب بحكمه ظل مصدراً للحكمة والأمثال عند أبناء أمتنا بكل مكوناتهم وتسمياتهم تتناوله الأجيال من جيلٍ الى آخر منذ ذلك الوقت والى اليوم ، ويتذكرونه بفخر واعتزاز كإرث ثقافي وحضاري من صميم تاريخ أبائهم وأجدادهم العتيد والمجيد . لماذا ظلْ هذا الكتاب وبهذا المستوى من التقدير والأحترام متداولاً بين أبناء أمتنا كل هذه السنين إن لم يَكُنْ رمزاً قيّماً ومهماً من رموزنا التاريخية ويجسد هويتنا القومية ؟؟ .
الى ماذا يستدل بقاء واستمرار هذا الكتاب متداولاً ومتنقلاً بهذه القوة بين الأجيال منذ ما يقارب الثلاثة آلاف سنة كما قلنا ؟؟ أليس لكونه وثيقة تاريخية تثبت هويتنا القومية وانتماءُنا القومي ، والى أي عِرق تاريخي أصيل نعود نحن الذين أحتفظنا به في مكاتبنا البيتية كل هذه المدة ؟؟ . 
                                                       خامساً رأس السنة الآشورية " أكيتو " 6765
المعروف تاريخياً إن أجدانا الآشوريين والبابليين كانوا يحتفلون ولمدة أسبوعين متتاليين من بداية الربيع في الأول من نيسان بحسب تقويمهم إحتفاءً بحلول الربيع متأملين أن يأتيهم من خيرات الأرض الشيء الوفير من الحبوب والأثمار والماشية ومنتوجاتها ، لذلك كانوا يقيمون مهرجانات واحتفالات للفرح ويذبحون الذبائح ويقدمونها نذوراً لأرضاء الأله لأن يجعل الأرض معطاءة في عطائها من الخيرات . كانت احتفالات أجدادنا بعيد الربيع " اكيتو" تجري على هذا النمط عندما كانت السلطة بأيديهم ، ولكن عندما فقدوها أنحسرت هذه الأحتفالات بشكل تدريجي لأن المحتلين الأجانب كانوا يمنعونهم من القيام بأي نشاط أو احتفال يرمز الى إعتزازهم بمجد أبائهم وأجدادهم وتاريخهم ، وعليه باتت الناس تحتفل بهذه المناسبة كل بطريقته الخاصة ، وآخر ما وصلنا شخصياً من هذا التقليد من أجدادنا عندما كنا أطفالاً صغاراً في القرية ، كان جدنا رحمه الله يخرج منذُ الصباح الباكر الى أقرب حقل للقمح او للشعير ويقلح رزمةً من الحنطة أو من الشعير من جذورها وياتي بها ليعلقها فوق الباب الخارجي لمدخل البيت ، وكان يقول لنا إن هذه الرزمة ثمثل ذقن ( لحية ) نيسان نعلقها فوق الباب ليأتينا هذا الربيع بالخير الوفير من الحقول الخضراء ، وهذا اليوم هو يوم رأس السنة القديمة لأجدادنا ما قبل المسيح ولم يكُن يعرف بأنها رأس السنة القومية الآشورية ، لأن الثقافة المسيحانية التي لقنوها لهم مسحت من ذاكرتهم التاريخية ذكر القومية الآشورية وكل ما يرمز ويوحي لهم بارتباطهم بأجدادهم الوثنيين " عبدة الأصنام – سَخذاني دصنمي " كما كنا نسمع منهم وعندما كنا نستفسر منهم ماذا تعني " صنمي " كانوا يردون علينا بمعنى أنها تماثيل لكائنات خرافية منحوتة من الحجر كانوا يعبدونها أجدادنا بدلاً من عبادة الله الذي نعبده نحن اليوم . وبعد مجيء البعثيين عام 1968 م الى الحكم في العراق ، قاموا باحياء هذه الأحتفالات بأسم أعياد الربيع في مدينة الموصل تحديداً لغرض العودة بحاضرهم وربطه بتاريخ الماضي العريق في محاولة منهم لأعادة كتابة تاريخ العراق من جديد وتعريبه من أوله الى آخره ، وبذلوا جهوداً وأموالاً كبيرة في هذا السبيل ، وسخروا خيرة العلماء الآثاريين والمؤرخين العراقيين لتنفيذ هذا المشروع ، ولكن هيهات لهم من أن ينالوا من هذا التاريخ العظيم هؤلاء العابثين وأحفادهم من الدواعش ، ونقول لهم إن التاريخ لا يمكن تغييره بجرة قلم أو بضربة معول من الحمقى والمشعوذين المجانين من طلاب الشهرة والمجد والسلطة .
الى ماذا تستدل رمزية بقاء الشذرات البسيطة لهذا التقليد القومي الأصيل ، من مهرجانات كبيرة تدوم لأسبوعين متتاليين الى الأكتفاء برزمة من القمح أو من الشعير في قرية نائية كما كان يفعل جدنا رحمه الله تعلق فوق الباب الخارجي للبيت تأملاً منهم أن ترزقهم الأرض بالخيرات الوفيرة من عطاء الحقول الخضراء ؟؟ إنها من المؤكد تدلنا الى معرفة حقيقة من نحن ؟؟ ومن نكون ؟؟ ومن كنا في الماضي ؟؟ والى أي عِرق قومي ننتمي ؟؟ . 

                                    سادساً : تقليد إحاطة فِراش المرأة بعد الولادة بالحبل الأسود ووضع الخنجر تحت رأس مولودها 
كان لأجدادنا الآشوريين القدماء تقليداً بحسب المصادر التاريخية من حوليات ملوك الأشوريين ، يقومون  بأحاطة فراش المرأة الحديثة الولادة بحبل أسود مصنوع من شعر المعز ومتيناً نوعاً ما قريب الشبه بالتنين في الظلمة لمدة أربعين يوماً من وضعها للمولود لحمايتها من الأرواح الشريرة ، حيث كانوا يعتقدون ويروجون بوجود كائن بشري أنثوي خرافي مشعر وذي أنياب وأظفار طويلة سوف يأتي ويؤذي الأم ويسرق منها مولودها  الصغير ، كان في زمانناً ونحن أطفال يسمى ذلك الكائن الخرافي الأنثوي " ليليثا" . كان بإعتقادهم أن الحبل المحيط بالأم الحديثة الولادة يمثل تنين يحرس الأم ومولودها من شر ليليثا لأنها تخاف من التنين ويرعبها مظهره ، وبذلك تتجنب التقرب من مكان الأم والمولود الصغير  . أما بالنسبة الى رمزية وضع الخنجر أو السكين تحت رأس المولود الصغير تعني لكي يكون عند بلوغه رجلاً مقاتلاً شجاعاً . هذا التقليد كان يمارس من قبل عشائر قبيلة التياري السفلى الى يوم مغادرتنا لقرانا عام 1961 م بعد اندلاع الحركة الكوردية والأستقرار في المدن الكبرى .
الى ماذا يَستدل بقاء واستمرار هذا الثقليد لدينا ربما لا تنحصر ممارسته بالتياريين فقط ، وقد تمارسه قبائل آشورية أخرى لم نعايشها شخصياً ، وربما يمارس هذا التقليد ذاته في قرى وقصبات سهل نينوى بشكل آخر وله نفس الجوهر . إنه رمز يستدل منه بحكم ممارسته عبر الأجيال الى شيء واحد ألا وهو الأنتماء الى نفس العرق القومي .
                                                   سابعاً : تردد وتوارد الأسماء والمفرات اللغوية
كما هو معروف لدينا أن أبناء أمتنا عندما أعتنقوا الديانة المسيحية في النصف الأول من القرن الأول الميلادي وهم كشعب يعيش تحت وطأة ظلم سلطة الأجنبي الوثني الغريب المحتل ، والذي يحمل في أعماقه حقداً تاريخياً عليهم ويبتغي الأنتقام والثأر منهم ، وجدوا في المسيحية فكراً ونهجاً طريق الخلاص من هذا الواقع الظالم والأليم الذي بات يهدد وجودهم بالأنقراض ، ولذلك حاولوا في حياتهم المسيحية الجديدة قطع كل صلة لهم تربطهم بماضيهم الآشوري الوثني ، فتخلوا عن الكثير من العادات والتقاليد والطقوس التي تعتبر وثنية بطبيعتها ، والتجأوا الى التعويض عنها بالبدائل الجديدة من أرث وثقافة الديانة المسيحية فكانت في مقدمة تلك التوجهات هو التخلص من الأسماء الآشورية القديمة باعتبارها أسماء وثنية والتسمي بالأسماء المسيحية الوارد ذكرها في العهد القديم ( التوراة ) من الكتاب المقدس اي التسميات اليهودية كما هو واضح وظاهر في تسميات أبناء أمتنا في القرون ما قبل طغيان الثقافة العربية الأسلامية على المنطقة  وبلاد ما بين النهرين  ، حيث أجبروا الناس على الخيار ما بين اعتناق الأسلام وبين دفع الجزية وبين حد السيف ، لذلك فإن غالبية الفقراء منهم كان خيارهم الوحيد هو اعتناق الأسلام ، أما الآخرين من المتمكنين مالياً فقبلوا بدفع الجزية مقابل الحفاظ على دينهم الأصلي وحياتهم . إلا أن هذه الحالة والخوف والتوجس مما هو أسوء من الجزية بدأت عملية التحول نحو التعريب من خلال التحول الى إعتماد اللغة العربية في حياتهم وطقوسهم الدينية ، وتغيير أسمائهم القومية – المسحية الى اسماء عربية لأزالة الشبهة المسيحية عنهم في أماكن عملهم ومسكنهم وهذا الشيء ليس بخافياً على الجميع من المطلعين على التاريخ وخفاياه الأليمة .
إلا أنه بالرغم من كل هذه المصاعب والمعانات والأضطهادات والمظالم ظلت بعض العوائل الآشورية المسيحية تتداول الأسماء القومية وتسمي أبنائها بها في الفترات ما قبل اكتشاف الآثار الآشورية في نينوى ونمرود وآشور وغيرها من المدن الآشورية القديمة من قبل المكتشفين الأوروبيين وفي مقدمتهم السير هنري لايارد الأنكليزي الجنسية ، ونورد نماذج من هذه التسميات على سبيل المثال لا الحصر ، مثلاً المرحوم " نمرود دبيث مارشمعون " عم البطريرك الشهيد مار بنيامين وعمته سورما خانم رحمهما الله وهو من مواليد النصف الأول من القرن التاسع عشر ، وهناك الكثير من الأسماء الآشورية تداولت قبل عصر اكتشافات السير هنري لايارد . أما من حيث المفردات اللغوية سوف يجد الباحث الكثير من مفردات اللغة الآشورية - الأكادية  التي كانت تكتب بالخط المسماري موجودة في اللهجات الآشورية المحكية اليوم ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر نورد بعض تسميات أعضاء جسم الانسان ، مثلاً ( نخيرا – الأنف _ بوقا بالسرياني ) و ( ناثا – الأذن - اذنه بالسرياني ) و ( أقلا – الرجل - رغلا بالسرياني ) و غيرها بالمئات من المفردات والمختصين باللغات أدرى منا بذلك  .
استمرار التسمي بأسماء الآشوريين القدامى وتداول مفردات كثيرة من لغتهم ماذا يعني الآن ؟؟ أليس مؤشراً يستدل منه أن هؤلاء هم أحفاد وسليلي أولئك الأجداد القدامى وورثتهم الشرعيين في هذا العصر ؟؟ ، إنهم كذلك بلا شك  .
إن هذه المدلولات التاريخية الراسخة في أعماق ثقافة وتقاليد وممارسات وطقوس مجتمعنا الآشوري اليوم يستدل منها وجود ذلك الترابط العضوي بين الماضي الآشوري وحاضره ، وهذا الترابط يكفي لنا من ندعي الآشورية اليوم لتبرير شعورنا بانتمائنا القومي الآشوري ، ولكل من يشعر كذلك من أخوتنا ممن ينتمون الى مذاهب كنسية غير مذهبنا ، ومن لا يشعر من أخوتنا بما نشعر به نحن شخصياً في كل الأحوال سوف نحترم شديد الأحترام شعورهم بأي انتماء قومي يختارونه لأنفسهم من غير الأنتماء القومي الآشوري لأنهم أحرار في تقرير اختيار ما يرونه مناسباً وملائماً لهم من تسمية قومية ، لأننا جميعاً بحسب وجهة نظرنا الشخصية مهما اختلفت تسمياتنا الحالية نشترك بالشعور بالأنتماء الى وحدة اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافية والمصالح المشتركة والمصير المشترك ، والأهم من كل ذلك أن سكاكين ذباحي البشر بأسم الله من الداعشيين الأرهابيين لا تفرق بين رقابنا بحسب تسمياتنا القومية والمذهبية الكنسية فهي تقطع الرقاب من الوريد للوريد بلا رحمة ولا شفقة ودون خوفاً من خالقهم . ليعلموا المتطرفين من كل مكونات أمتنا هذه الحقيقة . إن توافقنا على مقومات أختيارنا للتسمية القومية الموحدة التي تناسبنا وتضعنا في قلب التاريخ الحقيقي الغير مزيف مذهبياً وقومياً سوف يوحد ويقوي خطابنا السياسي في تعاملنا مع الشركاء في الوطن لبناء مستقبلاً زاهراً لأجيالنا القادمة جميعاً .

خوشـــابا ســـولاقا
بغداد – 17 / أيار / 2015




غير متصل شوكت توســـا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2240
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
تحيه ومحبه
عدا استمتاعي بقراءة مقالكم الذي يبدو بحثا اكثر من كونه مقال, فإن مادته غنيه فعلا ومفيده  بحيث تستحق اعتبارها ماده تراثيه يجب على كل مهتم ان يستفاد منها.
لذا جزيل الشكر لكم اخي خوشابا على هذا العرض الجميل.
تقبلوا خالص تحياتي

غير متصل نيسن يوخنا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 195
    • مشاهدة الملف الشخصي
الصديق العزيز خوشابا سولاقا المحترم
تحياتي

الكتابة في المواضيع الفولكلورية تكون شيقة لانها تتعلق بالتقاليد اليومية او المناسبات الخاصة في حياة الشعوب المختلفة، فلكل شعب
 عادات وتقاليد موروثة  كما يقول المثل "عن اب وجد جد جد" ولكن بعض العادات قد تكون مكتسبة من شعوب اخرى نتيجة المعايشة والاختلاط بشعوب اخرى.
بالعودة الى موضوع مقالتك او لنقل بحثك الخاص ببعض عادات وتقاليد شعبنا الاشوري، ولنبدأ بموضوع العبادة، حضرتكم ذكرتم في متن مقالتكم بخصوص العبادة ما يلي: (...نحن الآشوريين عندما تحولنا  من العبادات القديمة الى اعتناقنا للديانة المسيحية ، فباتت الكثير من تلك التقاليد الفلكورية الموروثة التي كانوا الناس يعتزون بها لرمزيتها التاريخية ، والتي كانت تمارس  وفق مضمون معتقدي معين في السابق استمرت تمارس وفق مضمون الديانة المسيحية الجديدة ) انتهى الاقتباس
حضرتكم لم تذكروا لنا نوع العبادة القديمة التي كان شعبنا الاشوري يمارسها قبل قبوله المسيحية، لان ذلك يكون اكثر فائدة وسيساعد القرائ لبحثكم كي يقارن بين العبادتين القديمة والحديثة، فعادة لا يتم تغيير القديم ان لم يقتنع الشخص او المجتمع بوجوب التغيير للفائدة وخصوصا في موضوع العبادة لانها تتعلق بالحياة الابدية وليست نزهة وقتية. 
انا اتفق معك ان الشعوب التي اعتنقت المسيحية قت اتت محتفضة ببعض عاداتها وتقاليدها وادخلتها الى المسيحية وخصوصا ان كانت تلك العادات والتقاليد لا تخالف جوهر الايمان الحديث. الايمان المسيحي رغم سلاسته في طقوس الصلات والاصوام (لا تقييد في نوع الصلات، لا تعقيد في اوقات الصلات، لا بحركات معينة، ولا التزام باصوات نغمية) ولكن من ناحية اخرى فأن الايمان المسيحي يحتم على المؤمن (المؤمن المسيحي الحقيقي) كي يخلص ان يقبل موت المسيح الكفاري عن خطاياه " رومية 10: 9"
اما ماذكرته حضرتكم عن صوم نينوى (باعوثة) فأنا اتفق معك واختلف معك
اولا: اتفق معك ان هذا الصوم (الباعوثة) هو صوم خاص بأهل نينوى شئنا ام لا فأن من يصوم هذا الصوم يكون محسوبا على نينوى وهو صوم محلي واسمه هو (باعوثة نينوايي)
ثانيا: انا لا اتفق معك بأن هذا الصوم هو بسبب الطوفان، قد تكون هنالك رواية عن طوفان حصل في نينوى (كما ذكرتم في متن بحثكم) ولكن لم تذكروا لنا عن اي مصدر يثبت صحة بحثكم، اضف الى ذلك ان المتعارف عليه في كنيسة المشرق، ان الصوم حصل بعد مجيئ النبي يونان الى نينوى ومناداته لاهلها بالتوبة والرجوع الى الله (نبوئة النبي يونان مذكورة في العهد القديم وتقرأ وتفسر في ايام الباعوثة في كنيسة المشرق كل سنة. وتأكدا على هذا القول ان الرب يسوع اكد في حديثه عن النبي يونان ومجيئه الى نينوى "متي 12: 39-41"
اما بقية المدلولات الواردة في بحثكم فقد اجدتم في  شرحهاوانا ليس لي ما اضيف عليها.
أسف على الاطالة وتقبلوا خالص تحياني
نيسن يوحنا     


غير متصل ايشو شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 504
    • مشاهدة الملف الشخصي
    ألأخ ألأسـتاذ خوشـابا سـولاقا المحتـــرم

إن ركيزة الارتباط القومي تستند على صدق المشاعر والأحاسيس  والثقة بالأنتماء والأيمان به، تدعمة الكثير من الأسس والقواعد التي ثبُت ذلك والتي تؤدي الى ترسخ وتثبيب قناعة الانتماء، وتعتبر المدلولات التاريخية المتوارثه وتمسك الاجيال بها كقرائن اضافية ساندة ومؤكدة  ودالة على اصالة الوجود القومي وتجذره وان الكثير منها تعتبر من الموروثات الاجتماعيه التقليديه التي يجب الحفاظ عليها بطريقة او باخرى،
لذا ان ما تفظلت به في طرحك هذا تعتبر أدلّة  ببساطتها تتكلم عن  حقيقته التواصل، وهي من الدلائل التي يؤمن بها الكثيرين من ابناء شعبنا ، واود هنا الاشارة الى معلومة ذكرها البروفيسور جي بي سيكال استاذاً اللغات الساميه جامعة لندن في كتابه ( الرها المدينة المباركه) تخص غطاء الراس الذي جاء ذكره في النقطة الثالثة من طرحكم وابديت فيه مدى التشابه بين غطاء الراس الذي كان يستعمله الرجل الاشوري مع نظيره لدى مجموعة التياريين الاشوريين، وان البروفيسورسيكال يتكلم هنا طبعاً عن ملوك الرها (اورهي)،  فترة ما بعد انتشار المسيحيه ، لذا تعتبر مرحلة وسطية لما ذكرتها في مقارنتك.
 حيث يقول ان غطاء الراس ، كان رمز للملكيه عند ملوك الرها وكان الملك ينعم الى جميع الزعماء  والقادة والشخصيات ذوات المستوى العالي بعمامات حريرية تدعى((Tiara    ) ( تيـــارا )

 وحين مقارنة مكانة غطاء الراس ( الكوسيثه) لدى التياريين  وما لها من المقام بحيث كانت تعتبر اهانة كبرى لمن يريد الاطاحة بها من راس صاحبها فانها تاتي بذات المحتوى حيث ترمز (التيارا ) الى الملكية لدى ملوك الرها الاشوريون ، ولا يخفى بان حيكاري هي ظمن اقليم آسروين الذي تعتبر الرها عاصمته ، ولكون اول ما يتبادر الى الذهن عند ذكر التياريين هو غطاء راسهم الذي كان يدعى ( تيارا ) عند الرهاويين،  افليس من الجدير ان نسأل من اين جاءت كلمة التياري،ولماذا دعوا الذين يستعملون غطاء الراس فقط، بالتياريين ؟ وهم حالياً من العشائر الاشورية المعروفة لدى الاقوام المجاوره من كورد وعرب وتركمان وفرس وغيرهم

تحياتي لشخصكم الكريم  وتمنياتي لكم والعائلة الكريمه بالصحة والامان   

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب السياسي والمحلل الكبير الأستاذ شوكت توسا المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا المعطرة ومحبتنا الصادقة
يشرفنا مروركم الكريم على مقالنا ونشكر لكم تقييمكم الرائع للمقال وهو فعلاً كما وصفتموه بحثاً أكثر من أن يكون مقالاً ، ولكن مع الأسف الشديد أن إدارة الموقع الموقرة عزفت عن نشره على الصفحة الرئيسية لأنها أعتبرته موضوع يخص التسميات بحسب الضوابط المعتمدة لديها بخصوص النشر بينما المقال ليس كذلك ، ونحن نعتز ونفتخر بكل ما كتبتموه بحقنا يا أستاذنا العزيز ، ودمتم بخير وسلام .

            محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الهادئ الأستاذ نيسن يوحنا المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومجبتنا الصادقة
نشكر لكم مروركم الكريم على مقالنا وتقييمكم الرائع له ، ونتشرف بكل ملاحظاتكم القيمة  ونعتز بها وهي موضع تقديرنا واحترامنا لكونها صادرة من صديق كريرم وعزيز علينا ونتقبلها برحابة صدر مثقف وبإجلال بالرغم من اختلافنا معكم في المنظور التاريخي العام لكثير من الأمور ، نرجو منكم رجاءً أخوياً أن تتفهموا موقفنا هذا ، حيث أن جنابكم تعتبرون ما ورد في " التوراة - العهد القديم " من الكتاب المقدس حقيقة تاريخية مطلقة لا يجوز لكائن من يكون المساس والتشكيك بها ، ونحن لا نعتبرها كذلك لأنها نراها من خلال دراستنا وقراءتنا للتاريخ مسيسة من قبل كتابها اليهود بحسب مقتضيات تحقيق نبوءاتهم ( أي قاموا بتزييف التاريخ مع الأسف على لسان الله ) أما قصة من يسمى بالنبي " يونس - يونان " فهي أسطورة لا يمكن أن يتقبلها العلم الحديث والعقل السليم والمنطق ، وهي من صنع التوراة الذي كتبه اليهود لغاية في نفوسهم المخادعة والمضللة للآخرين ، من أن تكون أي شيء آخر ، لأن كل الدراسات الأركيولوجية لطبيعة منطقة نينوى لا تؤيد مضمونها وما ورد فيها من ادعاءات غير علمية ، يؤسفنا هذا القول لأننا نحترم شخصكم الكريم ولا نريد أن نخسركم في يوم ما كصديق رائع ، لذلك مهما تناقشنا وتحاورنا في الموضوع يا أخونا وصديقنا العزيز نيسن المحترم سوف لا نخرج بنتيجة مرضية للطرفين ، ولذلك نحبذ أن نترك الأمر على حاله ونبقى أصدقاء محبين لبعضنا البعض ولكل منا رأيه ورؤيته للتاريخ والحياة ، ودمتم أخاً وصديقاً عزيزاً مفضلاً لدينا ، ومتمنين لكم ولعائلتكم الكريمة الصحة والسلامة الدائمة .

              محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب الثر بالمعلومة التاريخية المفيدة والشاعر المتألق رابي إيشو شليمون المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا الصادقة
شرفنا مروركم الكريم على مقالنا كالعادة ونشكر لكم تقييمكم الرائع لموضوع مقالنا ونعتز ونفتخر بكل ملاحظاتكم وإضافاتكم الثرة والقيمة بمضامينها التي جاءت استكمالاً لما فاتنا ذكره أو جهله . مرة أخرى نكرر لشخصكم الكريم شكرنا الجزيل وفائق تقديرنا ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

              محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد 

غير متصل Abboud Dankha

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 87
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
انها مقالة رائعة جداً يا أستاذ خوشابا،اسمح لي ان أضيف اليها ((النوسردل)) عيد الرشاش بالماء ،وهي تقليد اشوري اخر،ورمز نزول عشتار الى باطن الارض لإخراج حبيبها الاله تموز ، اما عن غطاء الرأس الذي ذكره الاستاذ أيشو شليمون ,((Tiara)) بالإنكليزية  تعني ((التاج)) الملكي وهي الاخرى تم ادخالها الى المسيحية عندما يضع الكاهن التاج على راس العروس(( الملكة)) والسيدارة((كوسيثا)) على راس العريس((الملك)) عند عقد القران،وهذه عادة غير موجودة عند المسيحيين من الطوائف الاخرى وهي ترمز الى قدسية سر الزواج   وهو السر الوحيد من اسرار الكنيسة وضعه الله بنفسه ((حسب تعاليم الدين المسيحي)).تقبلوا تحياتي وبارككم الله.

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4981
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي خوشابا سولاقا
شلاما
مقالتكم هذة  وثيقة  تراثية  تاريخية   لاثبات هويتنا الاشورية
احسنتم

http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,778900.0.html 

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ Abboud Dankha المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا الأخوية
شرفتمونا بمروركم الكريم على مقالنا ونشكر لكم إضافاتكم القيّمة التي أغنت المقال بما فاتنا ذكره وجهله ، وتبقون أخاً وصديقاً كريما نعتز بصداقتكم ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .
             محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الكاتب المتابع المتألق رابي أخيقر يوخنا المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا الدائمة
شكراً على مروركم الكريم على مقالنا وتقييمكم الرائع له بهذه الكلمات الجميلة الطيبة التي نعتبرها وسام نعتز بها شديد الأعتزاز ، ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

                محبكم من القلب أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد