المحرر موضوع: مشاكســــة شــــعوب بليـــــدة حكومــــات رشــــــيدة  (زيارة 803 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مال الله فرج

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 558
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
 
مشاكســــة
شــــعوب بليـــــدة
حكومــــات رشــــــيدة
  مال اللــــه فــــرج
Malalah_faraj@yahoo.com
.................................
لعل من مفارقات هذا الزمان المثيرة للاستغراب والاستهجان، ان بعض الشعوب (البلهــــاء) في دول حمقاء، تريد من حكامها ومن حكوماتها ومن برلمانييها ومسؤوليها كل شيء دون أن تفسح لهم المجال لانجاز اي شيئ ، فهي بثرثرتها وضوضائها وبمظاهراتها الفوضوية وبمطاليبها التعجيزية، تحول بينهم وبين انجاز كل المهام الوطنية الستراتيجية.
وبذلك تداخلت المطالب المشروعة بالممنوعة، وتمازجت الحقوق بالعقوق، وغرقت الاولويات في بحار الثانويات واختلط الحابل بالنابل، وما عدنا ندرك من المحق، أهو المسؤول أم السائل؟
ففي خضم تصاعد حالة الشد والجذب بين الشعوب وحكوماتها وضياع الصدق في لجة الكذب، اتسعت قوائم المطالبات الشعبية التي كانت قبل (انجــــــازات) (الصقيــــع العربــــي) تقتصر على الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، لتشمل كل الذي لم يكن بالحسبان.
فهذه الشعوب المدللة (البطرانــــة النعسانــــة) تريد من حكامها الثوريين الامناء كل شيء، من فرص العمل والاجور المجزية والتعليم ومحو الامية، الى المياه الصالحة للشرب والهواء النقي والغذاء غير الملوث وتنظيف الازقة ورفع النفايات يوميا وحل ازمة السكن وحل المشاكل والتحديات والمحن ، وغسيل السجون والمعتقلات  واطلاق سراح الابرياء والبريئات ، وتوفير وسائط النقل وحل الاختناقات المرورية وتوفير الامن والامان حتى لو تطلب الامر تخصيص رجل امن لكل انسان والقضاء على المحسوبية والمنسوبية والوساطات ومحاربة الفساد والمفسدين ومساءلة المسؤولين الفاشلين وتحسين التعليم وتوزيع الكتب والقرطاسية مطلع السنة الدراسية ومنع مهازل الدروس الخصوصية واغلاق مؤسسة (ســوق مريـــــدي الدوليـــــة التزويريـــــة للاعمــــال الخيريـــة) وفروعها العلنية والسرية في آسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية التي قدمت وما زالت تقدم افضل الخدمات (الانســـانية) باجور (تعاونيــــة) لمختلف المسؤولين بشهاداتها (العلميــــة) التي بامكانها، ربما، منافسة شهادات جامعات اوكسفورد البريطانية والسوربون الفرنسية وجورج تاون الامريكية، خصوصا وان بامكانها ان تجعل من (الاغبيـــــاء الفاشـــلين) علماء متمرســـين وان تمنح (الحمار) شهادة مستشار، او تخفيض اجورها (التعاونيـــة) لتتمكن كل القطاعات الشعبية من الحصول على شهاداتها العلمية بعد ان فاقت شهرتها شهرة أرقى المنظمات الدولية، حيث بلغ عدد الشهادات المزورة في ايران مثلا (3700) شهادة، اما في السعودية فقد سبق أن اقدم (68) دكتور سعودي على شراء شهادات الدكتوراه المزورة من الولايات المتحدة بسعر (8000) دولار (يابـــلاش)، والحمد لله فان بلادنا تخلو تماما من حملة الشهادات المزورة والمحورة باستثناء اعداد متواضعة زوروا شهاداتهم (بحســـن نيــــة)، فوفقا لاحصاءات سابقة لديوان الرقابة المالية تم اكتشاف اكثر من الف شهادة مزورة (فقــــط ) في مديرية واحدة من مديريات وزارة التربية.
كما طالبت وتطالب بعض هذه الشعوب (المدللــــة) حكامها وحكوماتها ومسؤوليها النبلاء، بتحسين اداء المستشفيات الحكومية وجعل الفحص والعلاج مجانيين، بل وافتتاح اقسام خاصة بعمليات التخسيس والتجميل والشد والنفخ والتكبير والتصغير بصورة مجانية من اجل رفع مستويات الرشاقة والجمال لدى جميع النساء وبما يفتن الرجال ويسلب عقولهم ويشبع غرائزهم ويروي ضمأهم ويملأ عيونهم المالحة ويقلل من مستويات الانفصال والطلاق ومن نسب مشاهدتهم لافلام الاغراء وهم يلمسون ان زوجاتهم اصبحن ينافسن هيفاء ونانسي واليسا وغيرهن جمالا وحيوية واغراءً وتوفير مختلف أدوية الضغط والسكر والبوتوكس والفياغرا وبقية المنشطات مجانا.
كما تتضمن قوائم المطالبات الجماهيرية (التعجيزيــــة) للحكومات الثورية تصنيع المواد الغذائية الاساسية لمائدة الطعام اليومية وطنيا بدل استيرادها وفي مقدمتها الطحين والسكر والرز والفجل والطماطم والبقدونس والبصل والحمص والجزر والفلفل والاسبانخ والسلق والريحان واستثناء (الجرجيــــــر) فقط نظرا لفوائده (الزوجيـــــة الحيويــــة)، وكذلك تشجيع الصناعات الستراتيجية محليا والتوقف عن استيراد مفرداتها وفي مقدمتها معلبات الباقلاء والبزاليا والفول المدمس ومعجون الطماطم وسمك التونة والبرغل والحبية والعدس والكجب والشكولاتة والمشروبات الروحية والمثلجات والآيس كريم والمربيات والطراشي، واستثناء (الكافيـــــــار) فقط من قائمة الممنوعات كونه من ابرز المنشطات رغم اسعاره الخيالية نظرا لانعكاساته السحرية وسرعة تأثيراته (الموضعيـــــة)على استقرار العلاقات الزوجية حيث يصل ثمن الكيلو غرام الواحد من الكافيار الخاص الذي يقوم باعداده مواطن نمساوي وابنه لسعر خيالي ربما غير قابل للتصديق وهو (100ألـــف دولار) للكيلو غرام الواحد، اذ يستخدمان في انتاجه سمكة (الالبينـــــو) النادرة، وذلك بخلط بيوضها مع رقائق الذهب من عيار 22 قيراطا،، كما سبق ان عرض نوع اخر من الكافيار السعودي وصل سعره الى (مليــــون ريــــال) للكيلو غرام الواحد، مما يمثل ربما جزءا مهما من الاجابة عن التساؤل المشروع لضحايا الجوع، اين تذهب مليارات الفساد في هذه الدولة وفي تلك البلاد؟ في وقت لايجد فيه المعدمون ونازحوا الكرفانات والخيام  رغيف خبز او ملعقة طعام، كما يفسر احد اسباب كثرة الايفادات   الرسمية الشهرية لبعض المسؤولين من مختلف الدول الى دول اخرى بعينها ، لتجديد نشاطهم (الوطنـــي)واستعادة حيويتهم (الثوريـــة)، والحمد لله فان جماهيرنا (المرفهــــة البطرانــــة) لم تطالب لحد الان باضافة مادة (الكافيــــار) السحرية الى مفردات البطاقة التموينية.
كما طالبت وتطالب بعض هذه الشعوب (البطرانــــة) حكامها ومسؤوليها سرعة وسهولة الحصول على وثائقها الشخصية الثبوتية وفي مقدمتها شهادة الجنسية وبطاقة الاحوال المدنية وجواز السفر ورخصة القيادة دون وكلاء او وسطاء و العمل على اصدار ضوابط تحدد قيمة الرّشا عن كل معاملة وفقا للدخل اليومي للفرد ، اذ من غير المقبول ولا المعقول مثلا ان يتساوى بتكاليف رشوة اصدار مثل هذه الوثائق الوزير والخفير، فضلا عن المطالبة بان يغادر الرؤساء ورؤساء الحكومات والبرلمانيون والوزراء وبقية المسؤولين مكاتبهم المحصنة المكيفة ولو ليوم واحد في الشهر والتوجه الى القطاعات الشعبية لتلمس مدى سعادة شعوبهم وازدهارها وراحتها وتمتعها بالخدمات اليومية ومن اجل تحديد الاساليب الواقعية لمضاعفة حجم رفاهيتها اليومية.
بيد ان العجب العجاب، وما يثير الدهشة والاستغراب، ان هذه الشعوب الجاحدة الفاسدة المدللة وبرغم كل هذه (الرفاهيـــــــة) والسعادة اليومية، التي وفرتها لها الحكومات لا تزال تلح على تطبيق شعارها الامبريالي التعجيزي الخيالي الاستفزازي (التوزيــــع العـــــادل للثـــــروات) رغم علمها بان تلك الثروات الوطنية ربما شملتها قوانين الهجرة الدولية ، وهاجرت الى احد البنوك السويسرية ، وربما تكون في الحقيقة قد غادرت الى دولة اقليمية (صديقــــــة) ، او الى جهة بعينها من مختلف الجهات او انها قد فارقت الحياة.
اخيرا لابد ان اهمس في اذان هذه الشعوب البطرانة الجاحدة البليدة التي لا تقدر جهود و(تضحيـــات) حكوماتها الرشيدة ، ان كنتم حقاً تريدون من مسؤوليكم وحكوماتكم ان ينهضوا بكل هذه المهمات، والانشطة والفعاليات فمتى سيتسنى لبعضهم ممارسة حقوقه (الشـــــرعية) في السلب والنهب والسرقات وجمع المليارات؟