المحرر موضوع: عندما يكون صاحب الدارشريكاً مع اللصوص !!!  (زيارة 772 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصور سناطي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 896
    • مشاهدة الملف الشخصي
عندما يكون صاحب الدارشريكاً مع اللصوص !!!

     ما اسهل على اللصوص لسرقة الدار ، إذا كان صاحب الدار أو أحد أفراد أسرته
شريكا ًوعميلا ً لهم  ، فكل الذي يحتاجونه هو التنسيق بين الزمان والمكان والإختيار
الأنسب لتتم السرقة بشكل سلس ، لأن الخيانة من داخل الدار أشدّ قسوة من السرقة .
    وما دفعني لكتابة هذه المقدمة ، هو إبتلاء العراقيين على مرّ التاريخ بالعملاء و
اللصوص ، فلم نتعلم ولن نتعلم من دروس الماضي ،فلا زال الخونة في تزايد مهول
واللصوص يتكالبون عليه من كل حدب وصوب ، لكثرة خيراته من جهة ، وهشاشة
جبهته الداخلية من الجهة الأخرى ، لكون حكامه خونة وعملاء وشركاء للطامعين .
    عندما كان الحكم الملكي ، كانوا يتهمون الحكومة بالعمالة للإنكليز ، وبعد مجيء
عبدالكريم قاسم ( الرجل النزيه ) قتلوه ليتسنى لهم نهب خيرات البلد، وبعد عبد السلام
وأخيه عبدالرحمن عارف ، إستمر الحال على هذا المنوال ، ثمّ جاء البعث ، وزادت
واردات العراق بشكل مهول ، فكان النهب بشكل مهول أيضا ً ، وما تبقى صرف على
التصنيع العسكري ، وبعد رحيل صدام في 2003 ، تنفس العراقيون الصعداء لعلهم
ينعمون بالأمان والرخاء والإستقرار  ، فكانت الطامة الكبرى  ، فأصحاب الكلمة ومن
في القمم وسفوح السلطة ، خونة وعملاء وسرّاق ، ومنذ إثنى عشر عاما ً ، والإرهاب
ينخر جسد العراق ، والملايين والمليارات نهبت وتحولت إلى البنوك الخارجية ، ولا
زال المواطن العراقي المسكين يعاني ليس من الفقر والعوز فقط ، بل من فقدان الأمن
ولا يزال لا يؤمن على حياته لوجود العملاء والخونة شركاء للسرّق والإرهابيين .
    إن مهزلة داعش وسيطرتها على ثلث مساحة العراق ، دليل صارخ على ما ذهبنا
إليه ، فلولا خيانة صاحب الدار وعمالته للسّراق والإرهابيين لما إحتلوا الموصل وثم
الرمادي وصلاح الدين ومناطق شاسعة من ديالى وصولا ّ إلى جرف الصخر ، وما
حدث في الرمادي مؤخرا ً ، يدمي قلب كل عراقي شريف ، ويخزي كل عميل أن
يخون بلده وشرفه خدمة للإرهابيين والسرّاق لأسباب مادية نفعية أو سلطوية أو
إنتقامية كيدية ، وما دام هناك شركاء من داخل البيت العراقي مع الإرهابيين، فلا
إستقرار ولا أمان والنهب سيستمر، والعراقي سيصبح غريبا ً في بلده مسلوب الحق
مستباح الكرامة يرزخ تحت خط الفقر . والحل الأمثل والصحيح ، هو تنظيف البيت
العراقي من العملاء والخونة ، ليتسنى لنا القضاء على السرّاق والإرهابيين ، وبغير
ذلك ستكون هناك سلسلة لا تنتهي من الإنتكاسات وخيبات الأمل ، والدمع والدم الذي
سال لحد الأن أنهارا ً ، سيزداد سيلانا ً لا سامح الله .
                                                                     منصور سناطي