ولماذا الوحدة؟
ابوسنحاريب لو درسنا الحالة الطبيعة للحياة الاجتماعية لاي قوم لوجدنا دوما هناك اختلافات وصراعات وتنافسات بين مجموعات او افراد او تكتلات او احزاب تنتمى الى نفس القوم وذلك اثبات بانه ليس هناك في الكون اي قوم متحد في افعاله وردود افعاله او اقواله او اهدافه او تطلعاته
ورغم كل تلك الفوارق او الصور المتنازعة عليها في ذلك القوم فان الشيء المشترك بينهم والذي يجمعهم ويوحدهم هو اسمهم القومي
وبذلك الاسم تراهم يقفون جنبا الى جنب وبالتعاون للدفاع عن اي اعتداء خارجي يمس مصلحتهم القوميه او قد يلحق اضرارا باملاكهم او يمس مشاعرهم القوميه
مما يجبرهم ويدفعهم الى تناسي كل خلافاتهم المذهبية او السياسية او العقاءدية وغيرها من الخلافات ويجعلهم يقفون جنبا الى جنب لحماية كيانهم الخاص بهم
ولو القينا نظرة سريعة الى واقع شعبنا لنجد ان شعبنا بكل تسمياته كان وما زال مهددا من قبل القوى الخارجية
حيث ان املاكه مهددة باختلاسها وسرقتها من قبل القوى التي تزيده قوة وعددا وعدة وتختلف معه قوميا وعقاءديا ودينيا مما يجعل شعبنا دوما معرضا لهجوم وانتقام الحاقدون عليه
كما ان اعتبار شعبنا من اضعف الحلقات الاجتماعية في الوطن يجعله لا يجازف بان يقاوم بنفس الوسيلة التي ياتي بها الاعداء بل يكتفى بتجنب حصول اضرار اكثر وجراءم اعنف من قبل تلك القوى التي تسعى الى ابتلاع وهضم كل ما يعود له بدوافع حاقدة وعدوانية وانتقامية يستطيع اثارتها في اي وقت واي زمان يشاء
ولذلك نجد ان حالات التعصب لهذا الاسم او ذاك من اسماء شعبنا لم يكن له وجود تقريبا في العقود السابقة لتحرير العراق من الطغمة الصدامية
ولكن الذي حدث بعد سقوط النظام السابق هو بروز ظاهرة سياسية حديد
وولادة احزاب او حركات سياسية للتسميات الاخرى لشعبنا بعد ان كان اصحاب الاسم الاشوري هم وحدهم ذوي احزاب سياسية وايديدلوحيات سياسية ذات التوجه القومي للحصول على حقوقهم السياسية ومنذ بدايات الحرب الكونية الاولى وما مر به الاشوريين من اضطهادات سياسية كبيرة ومجازر رهيبة اثر مطالبه تلك والتي كانت وما زالت لا تنال رضاء الكثيرين من الاحزاب السياسية الاخرى
واليوم نجد في ساحة شعبنا دعوات وافكار واراء تدعو الى استقلال كل تسميه لوحدها
فيما يصر قسم اخر من احزابنا السياسية والثقافية الاخرى الى الوحدة
ونتيجة لهذا الصراع بين الطرف الداعي الى الوحدة والطرف الاخر المخالف له نجد ان شعبنا لم يستفاد من ذلك الوضع بل ان تلك المناوشات او الخلافات السياسية اخذت توءثر سلبا على العلاقات الاجتماعية والسياسية وغيرها بين الطرفين
وهنا يبرز السوال ماذا نعني بالوحدة
فاذا كان واقع الحال يقر بان هناك تعصب لكل مجموعة للاسم القومي الذي ترتضيه
فالاشوري لا يقبل ان يتخلى عن اسمه القومي وكذلك الكلداني والسرياني
فاذا انه طالما هناك نزاع واختلاف في الروية السياسية بين كل الاطراف فان وحدتنا ليست قاءمة
ومن ناحية اخرى نجد انه طالما ان كل ابناء شعبنا يتكلمون نفس اللغة ويشتركون في الكثير من العادات والتقاليد اضافة الى دين واحد فان وحدة شعبنا في الحقيقة موجودة وكل اختلاف من جوانب اخرى ليس الا اختلاف سياسي
ولذلك نتساءل ما معنى اضاعة جهودنا السياسية في نزاعاتنا واختلافاتنا الداخلية طالما ان مسالة التوصل الى راي يجمع كل الاطراف يكاد يكون نفقودا او مستحيلا. في جيلنا الحالي
وهناك ايضا مادة دستورية عراقية تتص بما يفهم منها باننا كشعب مقسم الى اشوري وكلداني وسرياني
فما الداعي لنكران تلك الحقيقة او المادة الدستورية
اليس من الافضل ان نشجع كل طرف او اصحاب كل تسمية بان يتنافسوا في تقديم الافضل لخدمه بيتهم الداخلي حيث ان اهتم الاشوري ببيته الداخلي ونظمه وجمله وكذلك نفس الشيء بالنسبة للكلداني والسرياني
فاننا بالنتيجة سوف يكون لنا شعب متماسك وقوي ومرتب ومنظم وبما يخدم كل طرف الاطراف الاخرى
فالخير او الشر الذي يصيب الكلداني سوف يصيب الاخر ايضا
كما ان وجودنا باسماءنا الثلاث في الساحة السياسية العراقية هو مصدر قوة لجميع اطراف شعبنا
فلماذا لا نستثمر ونوظف ما هو موجود بالفعل في ساحتنا الداخلية لخدمة شعبنا عامه بدلا من اضاعة الوقت والجهد في جدالات لا تنتهي ولا تخدم اي طرف بل تصب في صالح من يعادي شعبنا سواء في السر او العلانية
فالاسم الاشوري في يومنا المعاصر اصبح معروفا في كل العالم وما على المومن بهذا الاسم الا زيادة جهده السياسي في تحقيق ما يصبو اليه
وهكذا يجب على الكلداني والسرياني ان يقدما كل جهودهم لخدمة واعلاء شانهم السياسي والوطني والانساني
وبذلك العمل سوف نجد في الاعوام القادمة بان شعبنا يسير في الطريق الصحيح لاقامة الوحدة. بالتفاهم والاحترام والاعمال السياسية الجادة
وهنا نجد ان وحدتنا الحقيقية لن يكون لها وجود الا بعد ان تتنافس كل الاسماء في كل الامور التي تهم شعبنا وبما يقود تدريجيا وعفويا الى الوحدة الحقيقية لشعبنا
وبكلمة واحدة نقول ليكن هناك كلداني وسرياني واشوري في منازلتنا السياسية من دون الحاجة الى تنافر بين احزابنا السياسية