القهوة السويديه ؟؟!!..
خابرني صديق لي من الوطن العزيز من البصره الحبيبه ليطمئن على صحتي لأنه علم أنني مريض كان يعيش في السويد هو وزجته وولده منذ 2001 وكان جاري وحاصل على أقامه دائمة وترك السويد ورجع الى العراق سنة 2004 محبةً للوطن وتلبية طلب أمه لأنه وحيداً لها وله اختان .. بعد التحيات والسؤال عن صحتي والأشتياق والسؤال عن بعض من الأصدقاء قال لي أقص لك قصه حدثت اليوم قال ؟؟
نهضت صباحاً في وقتي المعتاد لأحضر كوب من القهوه السويديه لمحبتي لنكهتا وأتصفح ما كتب من قبل كتابنا الشرفاء من هموم الشعب وأنجازات الحكومه وحضرت الماء من قنينه تباع في الأسواق ووضعته في الجهاز الكهربائي لأن ماء الأساله غير صالح للشرب كما تعلم ووضعت كميه من القهوه داخل المرشح الموجود في الجهاز وكبست على زر التشغيل وعمل الجهاز وبعد ثواني أنقطع الكهرباء ؟؟
أنتظرت أكثر من نصف ساعه دون جدوى فقررت أن أغلي ماء حار وأسكبه فوق القهوه وترشح وأشرب .. ذهبت الى طباخ الغاز ولم يشتعل لأن قنينة الغاز فارغه ؟؟
ذهبت الى أمي العجوز قلت لها لا كهرباء ولا غاز لأحضر القهوه لأشرب ماذا أعمل وأنت طلبت مني الرجوع الى الوطن ؟؟
قالت لي لا تعكر مزاجك من الصبح ؟؟.. عندنا جوله ( طباخ صغير يعمل بالنفط الأبيض )أحتفظت بها من ثمانينات القرن الماضي عندما كان القصف الأيراني على البصره لا كان يميز بين شيعي ووسني ومسيحي وصابئي وعلى جميع مناطق البصره بدون أستثاء وكان يستهدف الصغير والكبير نساء ورجال حتى الطفل الرضيع ؟؟ تراها موجوده تحت مغسلة المطبخ ذهبت مسرعاً أبحث عنها وجتها وأخرجتها ونظفتها من التراب المتراكم عليها أكثر من سته وعشرون سنة ؟؟
بعد أن هيئتها تذكرت خدماتها لنا ونحن في الملجأ خوفاً من قنابل الثقيله التي كان يطلقها حكام أيران أثناء الحرب الثماني سنوات على البصره التي لا ترحم ؟؟ قلت لنفسي أنا قد أخذني العمر وبيض شعري والجوله محافظه على لونها الأزرق الفاتح والأحمر القاني كانها عروسة ليزفونها تمنيت تلك الدقيقه أن أكون مثلها جماد لا يؤثر عليه عواصف الزمن ؟؟!!..
وأنا أريد أن أشعل ( الجوله ) أي الطباخ لم تشتعل عند ذالك علمت هذه مده ليست بقليله أن نفط الأبيض الذي كان فيها قد تبخر؟؟ فقلت للوالده الحنونه لا يوجد نفط في الجوله ؟؟ هل لديك نفط أبيض لكي أشعلها .. قالت بحزن شديد لا يا ولدي ؟؟!!
هكذا أخي العزيز أنتهت قصتي مع القهوه السويديه ؟؟؟
خالد توما
