المحرر موضوع: تجاوزات نمارسها مع سبق الإصرار  (زيارة 1466 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
تجاوزات نمارسها مع سبق الإصرار
جلال مرقس

ليست محببة ولا قليلة بعض ما نؤدي من ممارسات في مناسبات خاصة أو عامة تسيء الينا أو الى غيرنا . مراجعة بسيطة لها ربما نتحاشى أو نخفف الى حد ما عن جزء ولو يسير . سأوجزها وقد تضيفون اليها المزيد إن أغفلتها.

أولا – إحترام الزمن
" ما بمقدورنا فعله ، بمقدورنا عدم فعله " .
بهذه العبارة التي أطلقها آرسطو أنبش ترسبات بعض ما نمارس من هفوات وزلات تكاد تكون منبوذة لدى أغلب الناس ، ونعلم أن مردودها السيء يُحسب على من يؤديها .
ما من إمرءٍ يأمل بتحقيق آماله وأحلامه إلاّ وله رغبات معينة تحثه للبدء بأول خطوة نحوها بغض النظر عمّا ستتحقق له شريطة الاّ تطال حدود رغبات الآخرين .وأنشطة المنظمات هي ما تعنينا .
في حياتنا اليومية حيثما نؤدي مهمة حضور دعوة مؤسسة أهلية أو حكومية أو جمعية ضمن منظمات المجتمع المدني سواء عن طريق دعوة خاصة منتقاة بعدد محدود من المدعوين، أو عامة يشمل من يريد الحضور، في كلتا الحالتين البعض يلتزم بالحضور والآخر يهمل التواجد عن تعمد .
الوقت أسير لدى البعض يستغله وفق متطلبات فرصه ، وطليق حر فوضويٌّ لدى الآخر يُخضِع ذاته لسيف زمنه ، والتعامل معه مرهون بمدى إحترام مشاعر المجتمع المصغر المعني . هل الإلتزام باحترام الزمن نوع من الترف لا نقدر على تطبيقه .! من المعيب إخفاء حجج البعض عندما يهينون حقوق الآخرين في تبذير أوقاتهم تحت مسميات (المسؤولية) ، لأن المتعالي المتكبر يُعَبِّر عن الفشل الحقيقي لعجزه تثمين الزمن .
ان الساعة لا بل الدقيقة المعلنة لبدء الموضوع الذي لأجله دُعِونا هي نقطة هامة لقياس مقدار إحترام صاحب الدعوة لمشاعر المدعويين الحاضرين ، بينما نرى أن آخر الحاضرين بعد مضي مدة عن الموعد المحدد هو من تحت رعايته يقام النشاط ، ومقدار تأخيره يقاس بقدر مسؤوليته الإدارية ، فكلما كان شأنه عظيما أضاف عدة دقائق على مهلة التأخير ، وعلى هذا المنوال ستتعرف على السيد ومركزه . وهنا أدعو الملتزمين الكرام بالحضور مع الموعد أو قبله بدقائق ، الإنصراف وترك المكان فورا بعد مضي دقائق قليلة والنشاط لم يبدأ بعدُ كي يتعظ الراعي المشرف على النشاط لدروس لاحقة ويكون في مقدمة الحاضرين ، إن كان هذا الإجراء قاسٍ ، فعلى إدارة النشاط البدء به مع إنتهاء آخر دقيقة معلنة بغض النظر عن عدد الحاضرين ، وهو إجراء نُعَلِّم المدعو بإحترام مواعدنا ، وإحترام الزمن دليل التَمَدُّن .

ثانيا - حجز المقاعد.
يقال: كَثِّر الصِعاب كي تُعَوِّد الناس تَحَمُّل العذاب .
عندما تقيم جهة ما نشاطا معينا عبر دعوات خاصة أو عامة ، تلجأ الى فرز المقاعد حسب نوعية المدعوين ومستواهم الوظيفي أو الحزبي ، كأنَّ مقام المدعو لدى البعض يوزن بترتيب مقاعد الجلوس ، فلا غرابة لصق أوراق بمسميات على المقاعد الأمامية وهي من جنس يختلف عن بقية المقاعد الأخرى ، وغالبا ما تبقى بعضها خالية من جالسيها لتخلفهم عن الحضور ، تَمَعَّن في المنظر وفسر ما تراه من ممارسات مؤلمة .
 يقول الصينيون " السلوك السيء أساس كل مصيبة " أفلا تخجل مضايفنا بكل تشكيلاتها التي ذكرناها سابقا أن تطعن في عقل المدعو أن مركزه الإنساني أقل وزنا من المركز الوظيفي ، قيادة المسؤول لشعبه ليست بترتيب جلوسه في الدعوات بل بقيادته نحو تقديم الخدمات الضرورية له . موهبة الإنسان لا تنبع من الكرسي بل هي التي يجب أن تصنع كرسي المسؤولية ، ليست العبرة بإنجاز عمل يتيم أن تُبنى عليها إنطباعاتنا ، بل أن نأخذ من هذا العمل منطلقا لجعل غابة من شجرة واحدةٍ الى غابات مكتظة بالأشجار . ان على المضَيفين واجب إحتراف ضيفهم بأن له كرامة وحرية شخصية ككنز يحتفظ به ، شأنه شأن أي ضيف آخر . كإجراء ربما يفسره البعض بالعمل الإستفزازي ، لو أنَّ كلّ كرسي محجوز بقصاصة ورق وصاحبه تَغَيَّب إبقاؤه فارغا ولصق قصاصة أخرى الى جانب إسمه تحمل كلمة (غائب ) ويتم التركيز عليه أثناء تصوير النشاط مع تعليق مهذب .
 
ثالثا – الهاتف النقال ( الموبايل)
لولا للعدو الداخلي وجود ، فالعدو الخارجي لا يستطيع إيذاءك .
الأجهزة الأمنية في كل مؤسسة حكومية تستقبل المراجعين بالتفتيش والتحري الجسدي ، ثم حجز جهاز الهاتف لدى موظف الإستعلامات ، والإجراء الأخير هو محور إهتمامنا ، هل حقا أنها تتحرى عن إرهابي متورط ، أو هو إجراء إحترازي لتخويفهم وإشعارهم بألاّ يتقربوا من حدود غرفتهم .
على مدى عقدين أو أكثر من الإنتفاضة الكردستانية تُمارَسُ هذه الحجج الأمنية فهل ضبطت أو كشفت عن مُتَلَبِّس يبغي القيام بعمل إجرامي باستحدام الموبايل .؟ لسنا مع التسيب الأمني بعدم تفتيش المراجعين قطعا ، لكن ضد حجز الهواتف لدى الإستعلامات كونه عمل غير مبرر ، وهل هذه الحالة تشمل كل المراجعين .؟ ولا يُستبعد أن ينسى المراجع هاتفه لدى الإستعلامات أثناء مغادرته الدائرة . ومثل هذه الحالات قد حدثت معي لأكثر من مرة ومع آخرين أيضا .
 
الشاعر والفيلسوف الهندي "طاغور" تعلَّم من الأشواك ليتحسس أوجاعها فيتحاشاها ، بعض الإجراءات الدخيلة على الأمن دون مبرر تزيد من معاناة الناس .

كل إنسانٍ خَيِّرٍ يفيض تعبيرا بشكل ما عن هذه التجاوزات المعتمدة  والتي تمارس في أغلب المؤسسات لأن في مسيرتها أخطاء .
 
فمن لا حيلة له حيلته الصبر وهو أنجع دواءٍ .
jalalmabdoka@yahoo.com

غير متصل سلام يوسف

  • اداري منتديات
  • عضو فعال جدا
  • *
  • مشاركة: 188
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أستاذنا و جارنا العزيز جلال مرقس عبدوكا المحترم ،
تحية طيبة و بعد ،
لقد تناولت و كعادتك موضوعا مهما يستحق الاهتمام من حيث تسليط الضوء على بعض من امراضنا الاجتماعية المزمنة والتي يتوارثها مجتمعنا العراقي جيلا بعد جيل و اسبابها متعددة بدءا   ً من الحروب الداخلية و الخارجية والقمع السياسي المنظم الذي  مارسته الأنظمة الرجعية المتعاقبة لأبقاء المواطن العراقي متخلفاً و مروراً بالعادات و التقاليد الأجتماعية المتخلفة وأنتهاءاً  بالوضع الأقتصادي المزري و الغير مستقر ، كل هذه المسببات وغيرها كان لها تأثير سلبي كبير على نفسية المواطن العراقي وعلى مدى عقود طويلة من الزمن حتى أصبح لدينا أجيال مشوهة كتشوه نظامنا السياسي و الأجتماعي و الأقتصادي .
للأسف الشديد فأن أحد أمراضنا الأجتماعية المزمنة كما ذكرته في مقالتك هو عدم أحترامنا للزمن ، حيث يعتبر صفة من صفات المجتمعات المتخلفة ، و لهذا نرى إن المجتمعات المتطورة أو المتمدنة  تحترم الزمن بشكل كبير الى درجة التقديس ، فالشخص الذي لايحترم الوقت لا يحترم ( برفع الياء ) فعدم احترامنا للزمن هو أحد أسباب تخلفنا بكل تأكيد ، أما مسألة حجز المقاعد و فرزها حسب نوعية المدعوين و مستواهم الوظيفي أو الحزبي فحدث ولا حرج ، و هي أحدى نتائج الفساد السياسي و الأداري المتفشي في كل مفاصل الدولة العراقية والتي تعتبر أيضا صفة متلازمة للمجتمعات المتخلفة ، و لهذا أرى فأن جزء من المسؤلية تقع على عاتق مثقفينا لتسليط الضوء على هكذا سلبيات لغرض توعية المواطن و مساعدته للتخلص منها خدمة لتطور المجتمع ، لأن المثقف              الحقيقي عليه أن يقول الحق و لا يخاف من لومة لائم ، و لكن يبدو بأن معضم مثقفينا يعيشون في أبراجهم العاجية .
دمت لنا استاذنا العزيز


غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
الجار العزيز سلام
 
سلام المحبة
شكراعلى المداخلة الرقيقة والمنطقية.

 لو أحصينا حجم ونوع التجاوزات المنبوذة التي يؤديها المسؤولون ـ سياسيون أو إداريون ـ يوميا سنكون أمام حكم المافيات العملاقة ، لكن إرتأينا تخفيف وطأتها ولو معنويا عسانا نتلمس بعض التراجع "المخجل" والإهتمام بما يعانيه المواطن..


أكرر شكري وتحاتي الخاصة للصديق العزيز الوالد الكريم والى جميع أراد أسرة (أبو سلام) المحترم.

جاركم / أبو نشوان ..

غير متصل بولس يونان

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 294
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السيد جلال مرقس عبدوكا
تحية طيبة

كثيرة هي التجاوزات والتصرفات الغير مقبولة ونقاطك الثلاثة من بينها. ولكن ما لفت انتباهي هي النقطة الثالثة رغم اهمية النقطتين الاوليتين.
هل سوف نجد يوما نقاط تفتيش في مداخل كنائسنا تعمل على حجز اجهزة الهاتف النقال (الموبايل) من المؤمنين لحين انتهاء الصلوات ولا يسثنى من هذا الاجراء احد وبضمنهم رجال الاكليروس!.
اننا تعودنا على سماع رنين هذا الجهاز في كنائسنا واثناء القداديس والكارثة ان البعض لا يعرف في اي جيب من جيوبه او اي قسم من جنطته قد حشك هذا الجهاز فننجبر على الاستمرار في سماع رنينه الى ان يسكت من تلقاء نفسه. كما ان البعض لايهمه قدسية المكان ورهبة الصلاة فيُخرِج هذا الجهاز ويرد على المتصل وقد لاحظتُ احد الكهنة المحتفلين بالقداس يرد على المتصل وهو على المذبح!!!.

اشكرك على اثارتك موضوع التجاوزات والعادات الغير مقبولة

غير متصل جلال مرقس عبدوكا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 156
    • مشاهدة الملف الشخصي
الأخ بولس يونان المحترم

تحياتي

أشكرك على الإلتفاتة الذكية وخاصة الهاتف النقال وبالذات داخل الكنيسة وتحديدا أثناء مراسيم القداديس .

رجائي من كل مؤمن إقفال هاتفك حال دخولك ومثولك أمام المنبر لأنك في حضرة كلمات مقدسة أتيت لتسمعها.

ربما ستكون لي عودة ثانية لنفس الموضوع لنثر التجاوزات التي قد نراها للوهلة الأولى أنها تافهة لكنها منبوذة  .
شكرا أخ بولس متمنيا لك الموفقية ودوام العافية .
جلال ...