المحرر موضوع: ــــ المسمار ـــ 7 قصص قصيرة جداً جداً  (زيارة 1664 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل زاهـر دودا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 267
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني

  المسمار ـــ 7 قصص قصيرة جداً جداً 
     


زاهـر دودا



1 /  الـمـسـمـار
قادت اقدامه منظر الطلبة المجتمعة حول استاذهم عند لوح مغروز بالمسامير.
كان يقرأ ويشرح لهم رموز تلك الكتابة ويذكّرهم بأهمية هذا الابتكار.
لم يكترث بما كان يشغلهم . بعد مغادرته ، حملته سيارة الاسعاف من امام متحف التاريخ الاشوري القديم
فاقدا الوعي من تأثير مسمارا واحدا انغرز في كعب قدمه اليمنى .
   
***
 
2 /  خـطـاب الـسـلام
بينما كان يقرأ خطابا عن السلام ، وصل عند فقرة : " في حياتي كان السلا م  ح ... "
تلعثم في قراءة الكلمة ، احتار بين حرف الحاء ام حرف الميم المتغير ببراز أحدى الطيور المحلقة فوق رأسه . توقف برهة فيها إستذكر صباه وكيف كان السلاح وسيلته الوحيدة مع اجدادهم .
تصالح مع ذاته معترفا للجميع عندما نجح في قراءة كلمة السلاح بدلا من السلام .
بعدها بدأ صوت تصفيق أجنحتها يختلط مع تصفيق الجمهور ... 

***

3 /  الأصـوات الـمـزعجـة
كلما يخطو خطوة الى الامام تزداد خلفه الأصوات المزعجة. بدأت تنهكه فقرر ان يضع لها حدا،
ولأول مرة في حياته إلتفت ليواجهها، فلم يجد غير اثار اقدامه الخارجة من الوادي ...

***

4 /  أقــنـعـة الـبـشــر
قرر ان يلعب لعبتهم ، ولو لمرة ، فـتَـنَـكَّر جيدا ،
بعد خطوته الاولى في الزقاق ، تفاجأ إذ ابتسمت له حبيبته ، ثم قالت :
ــ شكل القناع يفضحك ، يثير حتى الضحك ، لأنه لا يشبه أقنعة الآخرين .!!

***

5 /  طـعـم الـقـهـوة
اعتادت منذ اسابيع ان تتركه نائما في الصباح بعد وعكته الصحية الثانية . 
 لا تخـرج من المطبخ قبل موعد الغداء إلا ما نَــدر .
ــــ  نـحح ، عـحح ، مـححـم  تــححـو ....
 صوت سعاله يمتزج  مع حروف اسمها مناديا .               
ــــ  انـا قـادمة ... ( اسم نعمت لم يعد ينطقه كالسابق ) .   
 بعدها بساعتين دخلت الغرفة متذمرة من طعم قهوتها المر .         
 في المساء امتلأ الصالون باللون البنيّ الداكن بملابس النسوة يقدّمن لها العزاء .
 لم تعد تتذمر من السعال ومن طعم القهوة المر كما كانت في الصباح ....

***

6 /  الحـديـقـة
قبل اسبوع فقد شريكة حياته التي شاركته الشقاء لأربعين شتاء ، سكنا خلالها داخل شقة معلقة في بناية كبيرة . أخير تحقق حلمَهُما بدار تحيطه حديقة ربيعية خضراء .
اليوم مساءا ، في دار العجزة (المسنين) سألته الموظفة :
ـــ لماذا تقضي كل وقتك وحيدا مع النباتات بين الاشجار في الحديقة !؟
ـــ لأبرهن لأبنائي ان حبي واهتمامي بالحديقة لن يؤثر على صحتي !! 

***

   7 / تـمـثـال
راقدا خلف تمثاله البرونزي . تحت اقدامه هبت عاصفة اقتلعت عكازه وتهاوى تبعثرت أوصاله المهشمة. من بريق ماضيه الزاهر انتفض وخلفه الجماهير تهتف :
 ( بالروح بالمال نفديك يا تمثال )
كانوا بالأمس عند مرورهم يرمقوه بنظرات جارحة يسمع همساتهم الحاقدة .
اليوم آثار أقدامهم تلوث حتى ظلاله ..

***