المحرر موضوع: زيارتنا الى لبنان دروس وعبر  (زيارة 973 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل داود برنو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 136
    • مشاهدة الملف الشخصي
زيارتنا الى لبنان دروس وعبر

بالنظر لما يدور هذه الأيام على الساحة السياسية حول وحدة تنظيماتنا السياسية والقومية ومؤسساتنا الدينية والثقافية لشعبنا (الكلداني السرياني الآشوري) أكتب هذه الأحداث التي أصبحت من الماضي ,ولكن ربما يمكن الإستفادة منها في الوقت الحاضر.ولا يمكنني أن أتناول جميع أبعاد هذه الزيارة ولكن أكتفي بالإشارة الى بعض المسائل أراها ملحة وجديرة بالإهتمام.
قبل أكثر من ربع قرن أي في عام ١٩٨٦ قمنا بزيارة الى لبنان,والتقينا مع قيادة الفعاليات المسيحية في المنطقة الشرقية من بيروت,وفي مقدمتهم حزب الكتائب ,حزب الأحرار,القوات اللبنانية,الرابطة المسيحية,الرابطة السريانية,رؤساء الكنائس الكلدانية والسريانية والآشورية في بيروت,بالإضافة الى بعض الشخصيات السياسية اللبنانية.واللقاء الأكثر أهمية كان مع الدكتور جورج سعادة رئيس حزب الكتائب اللبناني آنذاك.أما وفًدنا كان يتكون من ممثلي بعض الأحزاب والشخصيات الآشورية في كل من سوريا ولبنان,وأتذكر منهم الأخ جبرائيل مركو من الحزب الديمقراطي الآشوري في سوريا,وتمت الزيارة بجهود مشتركة من قبل بعض الشخصيات الآشورية في لبنان وحزب بيت نهرين الديمقراطي الذي كنت أمثله آنذاك. وتم اللقاء في المكتب الرئيسي لحزب الكتائب وأستُقبلنا بحفاوة من قبل رئيس الحزب. في البداية شرحنا لهم قضيتنا وأفقً معارضتنا للنظام في العراق, ثم ناقشنا سبل التعاون بيننا حول بعض الأمور المشتركة.بدأ الدكتور سعادة يستعرض لنا الأوضاع السياسية والأمنية في لبنان والمنطقة, حيث شرح لنا كيف أن الطرف الآخر في هذا الصراع يحاول إقتلاع المسيحيين من جذورهم في لبنان,بينما يرفع شعارات براقة حول الوطنية والديمقراطية والتقدمية..الخ من هذه المسميات, بينما هم يعملون عكس ذلك,وهدفهم الأول والأخير هو تغير صيغة العيش المشترك وتجريد المسيحيين من السلطات والحقوق الممنوحة لهم في الدستور اللبناني,وطلب من عندنا الإستفادة من تجربتهم الغنية التي كانت في أحيانآ كثيرة يصيبها الإحباط والفشل وفي بعض الأحيان تحقق النجاح,وإستطردَ قائلآ إن الوضع في العراق سوف لن يستمر هكذا لكونه دولة غنية بالنفط,ولكي لا تتفاجأو بالأحداث ,عليكم الحيطة والحذر وإتخاذ ما يلزم لتأمين حقوقكم المشروعة ومستقبلكم في هذا البلد العظيم,الذي كان موطنآ لأجدادكم منذ فجر التاريخ.لأن المؤامرة كبيرة وخطيرة وتشترك فيها عدة دول أقليمية ومجاورة تستهدف جميع المسيحيين في هذا الشرق دون إستثناء.وركز أيضآ على تحقيق وحدة المسيحيين المشرقين وتكاتفهم في العراق دون تمييز بسبب القومية أو الطائفة أو الكنيسة التي ينتمون اليها.لأن العدو لا يفرق بينكم,جميعكم مستهدفون دون إستثناء لأحد, وأضاف قائلآ لقد عانينا من ظروف صعبة جدآ ولا سيما عندما حصل إقتتال داخلي بيننا,وأصبح المجتمع الدولي يقاطعنا وخاصة أمريكا والدول الأوربية,ولم يبق لنا في هذا العالم سوى الفاتيكان,وحتى الفاتيكان أبلغونا بأن وقتهم لم يتسع لإستقبال وتوديع هذا العدد من الوفود القادمة اليهم من لبنان لطلب مساعدتهم الدبلوماسة واللوجستية,وكل وفًد كان يقدم رؤيته للأوضاع في لبنان يختلف عن الآخر,لا بل في بعض الأحيان ينتقد الآخر,ويتهمهُ بشتى الإتهامات.ومن تلك الوفود (الكتائب-الأحرار-القوات اللبنانية-الرابطة المارونية-البطريركية-الأكليروس-حراس الأرز-الجبهة المسيحية بالإضافة الى الشخصيات اللبنانية الرسمية وغيرها... وقالوا لنا عليكم أن تأتوا الينا بوفَد واحد ,وبخطاب موحد لكي نستطيع أن نساعدكم.أما نحن البعض منا حاولنا ذلك, ولكن دون جدوى لم نتمكن لا من توحيد الوفدَ ولا من توحيد الخطاب. بسبب التدخل الخارجي الدولي والأقليمي في شؤوننا الداخلية,منهم بشكل مباشر ومنهم بشكل غير مباشر.وأضاف قائلآ..إن المسيحيين المشرقين لهم آلام مشتركة من الماضي ولهم آمال مشتركة في المستقبل, ولنا مصلحة مشتركة في الوقت الحاضر,لأن عدونا واحد ومعروف للجميع, وهو مدجج بالمال والسلاح,ويمكنه شراء الذمم والمرتزقة من جميع أنحاء العالم,وشاهدنا الكثير منهم أثناء الأحداث في  لبنان ومن جنسيات مختلفة,وعندما كان يتم أسًرٌ البعض منهم أثناء المعارك من قبل شبابنا ,كانوا يقولون لنا إنهم يقاتلون جهادآ في سبيل الله,وهذا واجب مفروض عليهم ومشروع حسب الشريعة الإسلامية. ثم تطرق الى حادثة عندما كان وزيرآ في الحكومة اللبنانية ويرأس الوفدَ اللبناني لأجراء مباحثات مع الوفدً المصري في القاهرة قائلآ هذه الإجتماعات كانت دورية وسنوية لتطوير التعاون بين البلدين في بعض المجالات وتستغرق عدة أيام. ترأس الجلسة الأولى الوزير المصري ويظهر أنه من جماعة الأخوان المسلمين,وقال لنا إن الجلسة نفتتحها بآية من القرآن الكريم,فقلت له إن الجلسة الثانية التي سوف أترأسها نفتتحها بآية من الأنجيل المقدس ,فإعترض وإحتج وإشتدَ غضبهُ..ثمُ تركنا القاعة متوجهين الى الفندق للعودة الى لبنان في اليوم التالي,ثم جرت محاولات عديدة معنا من قبل مسؤولين مصريين ولبنانين لتغير قرارنا والعودة الى القاعة ولكن دون جدوى, لقد كان قرارنا حازمآ وحاسمآ, الى أن تدخل الرئيس المصري في اليوم التالي,حيث تم الإتفاق على عدم ذكر أية آية أو نصوص دينية في جلسات الإجتماع. ثم تحدث الينا الدكتور سعادة عن أمور كثيرة داخلية لا مجال هنا لذكرها,ولكن أكدً لنا وبإصرار بأن الوحدة الداخلية هي نصف النجاح, وأن عدونا لم يحاربنا بشكل مباشر في الوقت الحاضر, ولكنه وجدَ في صفوفنا أشخاصآ وجماعات إستطاعَ بفائض من أمواله الطائلة أن يجندهم ليحاربونا بالنيابة عنه, وهم معروفون, وهذه أخطر مرحلة واجهتنا وعانينا منها وكبدتنا مئات ومئات القتلى والجرحى ومن خيرة شبابنا. أحذروا الفتنة الداخلية إنها أسهل وسيلة وأنجح طريقة للعدو لتنفيذ مخططاته الإجرامية ضدكم.وكما هو معلوم من السهل جدآ الهدم ولكن من الصعب جدآ البناء. وفي لقاء آخر مع رئيس حزب الأحرار السيد داني كميل شمعون..في العدد القادم .
وهنا أودً الإشارة الى الزيارة التي قام بها وفدً من ممثلي منظماتنا السياسية في أميركا الى رئيس أقليم كردستان السيد مسعود البارزاني في واشنطن قبل عدة أسابيع. لقد كانت الزيارة فاشلة بكل المقاييس لأن الخطاب غير موحد,والوفدً لم يشمل جميع المنظمات وألأحزاب وفي مقدمتهم حركة ٠ زوعا . مع تقديري الشديد لأصدقائنا أعضاء الوفدً.
داود  برنو