المحرر موضوع: الفرات الهادئ في أدب قحطان مندوي  (زيارة 849 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل نبيل رومايا

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 488
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الفرات الهادئ في أدب قحطان مندوي


للدكتور قحطان محبوب مندوي مواهب كثيرة، فهو شاعر وكاتب ومؤرخ وكُتب عنه الكثير، وله العشرات من الروايات ودواوين شعر باللغتين العربية والإنكليزية. ويحمل شهادة الدكتوراه في الأدب العالمي والكتابة الإبداعية.
في عام 2009 نشر قحطان مندوي مقالا بعنوان "أجمل يوم راَه العراق والعراقيون"
تحدث فيه عن أخيه ووالده قائلا: "كنت الطفل الثاني عشر لوالدي، وفي سنتي الخامسة، اصطحبني والدي لأول مرة لزيارة أخي كاسب، " أبو ناظم" في المعتقل المرعب. شعرت بالرهبة والخوف لرؤية أخي مكبلاً بالحديد في رجليه ويديه، وقد خرج لنا من نافذة حديدية في حائط سجن العمارة المركزي في السراي. واشتكى لوالدي المسن المتعب من التعذيب الوحشي الذي يتعرض له.
ويستمر الكاتب: "في صباح الرابع عشر من تموز، استيقظت ونزلت من السطح ووجدت والدي جالسا فوق الحصير قرب موقد الشاي والمذياع. وسمعت الراديو يكرر "هنا اذاعة الجمهورية العراقية" صرخت به أسمعت يا أبي، فالتفت لي وابتسم، وكانت هذه اول واخر مرة أراه يبتسم في حياته.
ومن هذا المنطلق وبهذه الذكريات التي بنت شخصية الكاتب، كتب قحطان المندوي كتابه "الفرات الهادئ" باللغة الانكليزية، الصادر عن إنك وتر برس، الولايات المتحدة، 2014.
ورواية "الفرات الهادئ" تحتوي على جزأين مترابطين يسيران بشكل متوازي، الجزء الاول يتحدث عن قصة حياة بطلة الرواية ريمة الشيخ جساس الفزاع المنحدرة من عائلة اقطاعية متنفذة، والجزء الثاني يسرد الخلفية السياسية والاجتماعية في الفترة التي عاشت فيها ريم الفزاع وعائلتها والتي امتدت من 1920 الى 1970. وتعالج الرواية هموم العراقيين ومعاناتهم تحت وطأة الأنظمة الاقطاعية والملكية، وبعدها حكم البعث والحرس القومي الفاشي.
وأهدى الكاتب روايته لبطلتين من مدينته العمارة: معلمته الراحلة نجوى عبد الله ومصورته الباسلة سميرة مزعل ولشهداء وضحايا الحروب والغزو والعنف.
وللاستمرار في تقديم الأفضل لجالياتنا في المهاجر اقام منتدى الرافدين للثقافة والفنون يوم 4 حزيران 2015 أمسية كرسها لتكريم الكاتب والشاعر قحطان محبوب مندوي بمناسبة اصدار كتابيه (الفرات الهادئ) و (أربعة عقود من المنفى).
وتأسس منتدى الرافدين للثقافة والفنون في شباط 2012 في ولاية مشيكان الامريكية، وقدم أكثر من ثلاثين نشاطا ثقافية متنوعا منذ تأسيسه.
افتتح الامسية السيد نبيل رومايا أحد مؤسسي منتدى الرافدين للثقافة والفنون بكلمة ترحيبية، واضعا الخطوط العامة للأمسية.
أبتدأ رومايا الامسية مقدما الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل قائلا عنه: " يمتاز الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل بتاريخ شعري زاخر بالأبداع والتنوع، هو صاحب المفردة الترفة، والصورة الشعرية المشرقة، يختار المفردة الطرية السهلة، يرحل بقصيدته بين ألوان الشعر وبحوره، قصيدته الثائرة قصيدة حب وغزل، تراه قلقا لا يدري ماذا يقول او ماذا يفعل في لحظات فراق عنيدة كما في اغنية رايح يرايح وين، حيث يقول "لا أكدر اروح اوياك، لا أكدر اضل وانساك، لا أكدر اخليك"
الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل هو أحد الأسماء الشعرية في العراق التي شكلت في مطلع السبعينات بما يعرف (بالجيل الذهبي) لقصيدة التجديد في الشعر الشعبي العراقي والتي سجلت تطور ونضوج الشعر الشعبي وحداثته ونهوض الثقافة العراقية وسموها. 
انغمر الشاعر في العمل السياسي واعتقل منذ نعومة اظافره وهو يافع غض، حيث عركته السجون والمعتقلات وتصلبت شكيمته في منازلة خصومه السياسيين معارضا للظلم والاضطهاد."
وقدم الشاعر إسماعيل محمد إسماعيل مجموعة من قصائده الفصحى والشعبية، تحدث فيها عن الوطن والغربة والاشتياق.

بعدها اعتلت المنصة الشاعرة السورية المبدعة إباء اسماعيل، والتي قدمها مدير الندوة بأنها من مواليد حلب/ سوريا، تحمل شهادة في الأدب الإنكليزي من جامعة تشرين السورية والماجستير بالأدب الانكليزي والأمريكي من جامعة إيسترن مشيكان الأمريكية. وأدرج اصدارتها الشعرية والتي تجاوزت سبعة مجموعات في العشر سنوات الماضية، كان منها خيول الضوء والغربة، أغنيات الروح، ضوء بلادي، اشتعالات مغترِبة، صحوة النار والياسمين، أنتَ طفولتي، وفراشةٌ في مدار الضوء.

تحدثت الشاعرة إباء عن اعمال الشاعر قحطان مندوى الروائية والشعرية، وعرجت على طفولته ومعاناته، وقرأت مقاطع من اشعاره باللغتين العربية والانكليزية، واختارت مقاطع من رواياته، واخذت الحضور معها في رحلة شعرية ادبية مع قحطان مندوي.

وجاء دور الدكتورة ليلى وجيه عبد الغني والتي قدمها مدير الامسية على انها حاصلة على شهادة الدكتوراه في التربية والتعليم.

قرأت الدكتورة ليلى وبنبرات عاطفية خنقتها الدموع قصيدتان من قصائد الشاعر قحطان التي يصف فيها الوطن ومأساته، ومعاناة الشعب والمهجرين والنازحين.

وقدم مدير الامسية نبيل رومايا الشاعر قحطان مندوي مبتدأ بنبذة عن تاريخ عائلته الوطني والتي انعكست على كتاباته واشعاره ورواياته، وقرأ أجزاءً من سيرة الشاعر الذاتية جاء فيها: "ولد الشاعر الدكتور قحطان محبوب مندوي على ضفاف نهر المشرح، في العمارة، محافظة ميسان، وترعرع فيها، وأكمل فيها دراسته الثانوية، وينحدر من عائلة مندائية عريقة مشهورة بمواقفها الوطنية المناضلة.
حصل على شهادة البكالوريوس في الادب الانكليزي / الأمريكي واللغة الفرنسية من كلية اللغات في جامعة بغداد عام 72. وحصل على شهادة الماجستير في الأدب ألإنكليزي/ألأمريكي ومن ثم شهادة الدكتوراه في الأدب العالمي والكتابة الإبداعية من جامعة أنديانا في بنسلفانيا عام 1983. ودَرَسَ الأدب الأمريكي والعالمي في عدة جامعات أمريكية منذ ذلك الوقت.
من كتبه ألمنشورة في الشعر العربي: وطن الدموع، حمامات السلطان، وأغان لوردة الصباح.
وفي الشعر الإنكليزي: ليالي النبيذ والأرق، أفياء وظلال، واربعة عقود من المنفى.
كانت أطروحته للدكتوراه بعنوان: دور الميراث النفسي -التاريخي في حياة الانسان ومصيره في كتابات وليم فوكنر عام 83.
روايته الفرات الهادئ، رواية تاريخية تغطي نصف قرن من تاريخ العراق المعاصر.
واعتلى الشاعر قحطان مندوي منصة المسرح والقى مجموعة من قصائده القديمة والحديثة والتي غطت حيزا كبيرا من حياته وغربته. وتحدث عن رواياته، وتوقف عند الفرات الهادئ، مستذكرا شخوص الرواية والذي كان بعضهم شخوصا حقيقية استشهدوا على أيدي الحرس القومي السيء الصيت مثل الشهيدتان نجوى عبد الله وسميرة مزعل.

في نهاية الامسية وقّع الشاعر مجموعة من كتبه والتي اقتناها الحاضرون.

شاركت جمعية الصابئة المندائيين في مشيكان في الامسية وحضرها الكثير من اعضائها.

جرى تكريم الشاعر بباقات من الورود قدمت له من الحضور.

حضر الامسية نخبة نوعية من المهتمين بالشعر والادب

جرى تغطية الامسية اعلاميا من قبل قناة عشتار الفضائية.

منتدى الرافدين للثقافة والفنون
مشيكان، حزيران 2015

للمزيد
http://www.iraqimfac.com/mod_global.php?mod=news&modfile=gallery&itemid=32040