المحرر موضوع: الأستاذ دافيد برلي برصوم من دعائم القومية الآشورية ( 1901- 1979 )  (زيارة 4335 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل آشور بيت شليمون

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 842
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الأستاذ دافيد برصوم برلي من دعائم القومية الآشورية الأوائل  (1901- 1979 )
( الحلقة الرابعة )

آشور بيث شليمون

إن المغفور له دافيد برصوم برلي يعتبر من رهط القوميين الآشوريين الأوائل  من أمثال آشور يوسف ، سنحريب بالي ، نعوم فائق والصحافي فريد نزها وغيرهم من أبناء الكنيسة اليعقوبية الشقيقة .
ولد المرحوم من أبوين آشوريين في المدينة الآشورية  خربوط ( حاليا في تركيا ) وذلك عام 1901 .
لقد درس قرابة سنتين في كلية الفرات ( دراسة ثانوية ) ولكن اندلاع الحرب الكونية الأولى (1915- 1918 ) لم تمكنه من اتمام تحصيله العلمي حيث أرغم مع عائلته وكثيرا آخرين من أبناء شعبنا الفرار ولكن والده مع جموع آشورية كثيرة ساقتهم القوات التركية إلى أماكن مجهولة  حيث للأسف لاقوا حتفهم وكانوا ضحايا العدوان الإجرامي للسلطة التركية الكمالية  وقتئذ  حيث تعرف بأحداث – سيفو .
المرحوم دافيد مع مرافقيه شقوا طريقهم شرقا حتى تخوم روسيا بحيث تمكنوا بعد سنتين من الوصول إلى الولايات المتحدة الأميركية كي يلتحق بإخوته وأخواته الذين كانوا قبلا في البلاد وفي ولاية ماساتسوست / Massachusetts بالذات .

في الولايات المتحدة الأميركية تمكن الشاب الآشوري بكل فخر لأن يكمل دراسته في الجامعات الأميركية التالية :

 -  الكلية الأكاديمية الأميركية عام 1922
- جامعة بوسطن عام 1926
- جامعة بوسطن – كلية الحقوق ، عام 1928
- جامعة نيويورك – دراسة عليا في القانون كأستاذ / Professor  عام 1933
  -  لقد تأهل بالأنسة روز كزانجي ورزقا بنتا واحدة  .

إن الإتحاد الآشوري العالمي أغدق عليه بمكافأة لجهوده في الدفاع عن قضايا شعبنا الآشوري بوسام استحقاق وهو "  نجمة  آشور " وذلك عام  1973
كما أن البروفيسور دافيد برصوم برلي إبان أحداث 1933 كان الناطق الرسمي والمدافع عن شعبنا الآشوري وما كان من جهوده وجهود الآخرين حيث تمخض ولادة  أول منظمة قومية آشورية في الولايات المتحدة الأميركية ألا وهي  " الإتحاد الآشوري " Assyrian American  Federation  .
لقد شغل المرحوم مناصب عدة في الإتحاد المذكور ( رئيس ، نائب الرئيس وأمين السر والمرشد القانوني في اللهيئة التنفيذية للإتحاد الآشوري القومي الأميركي ) .
إن مساهماته لهي عديدة جدا في الصحافة الآشورية والعالمية  من خلال  مقالاته  ومحاضراته وكتاباته الغزيرة دفاعا عن القضية الآشورية في المحافل الدولية .
كما شارك وساهم مع القومي الآشوري الآخر – المغفور له يوسف مالك – في ترجمة وتغطية كثيرا من المواضيع في كتاب " الخيانة البريطانية للآشوريين " .
والجدير بالذكر أنه رد على كل من حاول الإساءة إلى أمته الآشورية وعلى سبيل المثال المؤرخ البريطاني آرنولد جي  توينبي والبروفيسور اليهودي من جامعة شيكاغو  " ليو آوبنهيم "  حيث تحداه ( ليو أوبنهايم ) بالمواجهة الشخصية إذا لزم الأمر .
وأخيرا يمكن أن يقال بحق أن جهوده وأعماله كثيرة جدا لا يمكن بهذه العجالة إلا أن نغطي على قسم يسير جدا منها .
المغفور له للأسف وافته المنية في عام 1979 ، ولكنه لم يمت بل هو حي يرزق لدى شعبه الآشوري الذي حبه وستبقى ذكراه في أذهان أمته إلى الأبد الأبدين .

معلوماتي عن المغفور له

المغفور له دافيد برلي برصوم ، وأنا في سني الحداثة لي المعرفة  الجيدة به حيث كان إسمه يتردد مع القومي الآشوري  الآخر المرحوم  جوزيف دورنا ، حيث كانت تصل إلى والدي كثيرا من الدوريات والأدبيات القومية التي كما قلت أعلاه ونظرا  للمساهمات الغزيرة له  وكون  معظمها باللغة الإنكليزية .
أول التعرف به كان من جراء استلامي رسالة شخصية منه وأنا في الولايات المتحدة الأميركية في أواخر السبعينيات ، وهذا هو النص الحرفي ومن ثم سأترجمه إلى العربية :

Dear Ashur :

December 18, 1969

On pages 60 to 62 of the Asiria , Mr. Nozha has an article in which he talks of " ASSYRIAN " and " SYRIAN " .
If you know how to read the article, will you kindly tell me his meaning?
I am anxious to know his version of our national name, Assyrian.
Best wishes for the coming season.
Sincerely yours,

David B. Perley ( Sign )
18 كانون الأول 1969

عزيزي آشور 

على الصفحات 60 إلى 62 من  مجلة الجامعة السريانية / آشور ، السيد نزها في مقال له حيث يتحدث عن " الآشوري " و : السوري " .
فيما إذا كان بوسعك قراءة المقال ، هل تستطيع لطفا ان تخبرني مقصده ؟
إنني أنتظر بقلق معرفة موقفه من اسمنا القومي لآشوري .
مع تحياتي
المخلص :  دافيد برصوم برلي

إن المرحوم فريد نزها كما قلت عاود نشر المجلة وفيها إعادة لمقال حيث دافع عن تسميتنا  القومية الآشورية وذلك استجابة لرسالتي له حيث  " المجلة البطريركية " كانت قد نشرت في ( العدد تموز 1968 ) مذكرات نيافة الحبر الجليل مار أثانسيوس أفرام مطران لبنان عن زيارته لألمانيا الغربية ومقابلته للبروفيسور " شبولر " بحيث قال له أن اسم " السريان " الآتي من " كورش " .
وقد كنت قد علقت على مثل هذا الكلام في تعقيب لي نشر على صفحات المجلة البطريكية ذاتها ( عدد آذار 1969 ص 259-260   ) وشكرا على ذلك للطيب الذكر وقتئذ الأب صليبا شمعون والآن أعتقد غدا مطرانا  مدحضا ذلك –  مع أسفي حيث يومها لم أكن لي دراية بنيافة المطران أثانسيوس لتدور الأيام وإذ اليوم نحن لنا  صلة قرابة حيث أحد أولاد أعمامي قد تزوج لإبنة أخيه !
وهكذا ،  أجبت المرحوم السيد برلي ما كان قصد المرحوم نزها  في تلك المقالة في رسالتي الجوابية وبعدها بأيام معدودة استلمت رسالة ثانية منه وهذا نصها بالإنكليزية ومن ثم يليه الترجمة العربية :



Dear Ashur :

December 31, 1969

I am grateful to you for your answer of December 26th .
The death of Mr. Nozha is a National tragedy in my opinion. Will there be anyone to continue his work?
I understood the general meaning of Mr. Nozha's article. I wrote to you only for the purpose of confirmation.
Are you a Jacobite Assyrian and where did you come from?
I would like to hear from you from time to time.
Yours very truly,

David B. Perley   ( Sign )


31 كانون الأول 1969

عزيزي آشور :

أشكرك جدا لإجابتك المؤرخة في 26 كانون الأول .
إن وفاة السيد نزها لهي مأساة قومية في نظري . هل هناك من يكمل أعماله ؟ لقد
فهمت المعنى العام لمقالة السيد نزها . وكتبت لك للتأكد فقط  من هدفه .
هل انت " آشوري يعقوبي  " ومن أين أتيت ؟ كما أحب أن أسمع منك من حين لآخر .
 المخلص :
دافيد برصوم برلي ( التوقيع )

وفي الختام ، كنت محظوظا أن أقابل المرحوم في إحدى اجتماعات الإتحاد الآشوري الأميركي ( اللجنة التنفيذية )  المنعقد في مدينة شيكاغو وكوني في الهيئة التحريرية لمجلة  " كوكبا  آثورايا / Assyrian Star  "  حيث صرفنا ردها من الزمن معا نتجاذب الحديث حول القضايا القومية الآشورية وعبر عن فرحه بلقياي كما شكرته على ذلك بدوري .
إن المرحوم كان وقتها طاعنا في السن ولم يكن نشيطا في الحضور لمثل هذه الإجتماعات الدورية ولكنه حاول ذلك كونه عرف أني مقيم في مدينة شيكاغو لغرض مشاهدتي وكم أنا محظوظ بذلك رحمه الله و أسكنه جناته الفسيحة .