البطريرك ساكو والأبواق المغرضة
زيد غازي ميشو
zaidmisho@gmail.com
يبدو أن الحكم على غبطة أبينا البطريرك قد صدر من قبل التنظيمين الكناوي والأغاجاني ومن لفّ لفهم والتي ابتلا بهما شعبنا المسيحي العراقي!!
ففي كل تصريح له، يلاحقونه لاهثين وراء سبق صحفي من النوع المبتذل، بعد أن كانوا يتوافدون له زاحفين ويرقصون له (منطنطين) عندما ظنوا بأنه سيسلّم الكلدان إلى خرافات الفكر القومي الأحادي صنيعة الأنكليز، والذي يدعي بأن الكلدان والسريان هم آثوريو القومية والتي غيروا تسميتها حديثاً إلى الآشورية! واهمين بسطاء الناس من أنهم أحفاد تلك الدولة العظيمة التي وللأسف الشديد لم يبقى منها سوى الأطلال والذكريات الملفقة، وقد تعرضت لأبشع أنواع التزييف من قبل بعض الأخوة من الطائفة النسطورية الآثورية أنفسهم.
وبعد أن اعلن غبطته عن نيته بتأسيس الرابطة الكلدانية، ومن ثم سعيه لتثبيت التسمية القومية الكلدانية في دستور الأقليم، تكالب عليه بعض الكتّاب المسترزقين وبدأوا يلاحقونه في كل تصريح كي يسيئوا له وللكرسي البطريرك، ومن ثم يتمادون ويتطاولون على كنيستنا الأم الكاثوليكية التي أنشقت منها فيما مضى كنيسة المشرق بعد أن تبعوا تعاليم الهرطوقي نسطوريوس.
وتصريحاته الأخيرة عن تركيا، ورفع اصابع الأتهام عن الأتراك في زمننا الحالي كونه لا يقبل بالمثل القائل (الآباء يأكلون الحصرم والأبناء يضرسون)، لذا ومن وجهة نظره وهي صحيحة قال: الأتراك الحاليين لا يمكننا أن نلعنهم بسبب أجدادهم العثمانيين، ولم يبرأ ساحة العثمانيين!! تماماً كما ابرأ قداسة البابا اليهود من دم المسيح، وهذا التصريحات هي من روحية الكنيسة وتعاليمها، ومن لا يعجبه فليبقى على شيطانه الذي يتبعه.
توضيح اعلام البطريرك بخصوص ما كتبه بعض المجندين ينقصه كلمة واحدة كي يأخذ البعد الشمولي وهو إضافة كلمة البعض قبل الناس ليصبح بدل (المشكلة أن الناس) ويصبح (المشكلة عند بعض الناس)، إنما ما بعدها هو حقيقة دامغة للبعض المجنّد والمسترزق حيث بيّن التوضيح بأنهم (يقرأون ولا يفهمون)، بل تأتيهم الأفكار التي يجب أن يكتبون عنها مغلفة، وهم يصيغونها بأسلوبهم المعروف الذي لا يخلو من تعابير المحبة والإيمان المسيحي وبعض آيات من الأنجيل من أجل غايات سيئة!!
ولا أكره عندي من (التعكّز) على الأقوال المقدسة وأستغلالها بطريقة بشعة لأغراض سياسية دنيئة، حيث طالما قرأنا تهاني بمناسة اعياد مسيحية مهمة، ومن قبل رجال دين، يسخّرون خلالها الكتاب المقدس من أجل تهميش واقصاء من هم بالأساس خرجوا منهم ونكروهم!!
سؤالين أطرحها للبعض الذين نوهت عنهم
لو كانوا آبائكم عبيد، هل ترتضون العبودية الآن؟
لو ظهر بأن أجدادكم المتوفون رحمهم الله، ماتوا مديونون، هل ستدفعون ديونهم الآن؟
ادناه توضيح اعلام البطريرك حول الموضوع المقابلة الأعلامية التي اتت تصريحات البطريرك فيها من وحي التعاليم الكنسية.
اعلام البطريركية
المشكلة ان الناس لا تقرأ جيدا وتبقى عند غلاف الكلمات من دون ان تتحقق من المضمون. ما قاله غبطته عقب الاحتفال بالقداس في كنيسة دياربكر حول ادانة البابا فرنسيس للابادة الجماعية وفي مؤتمر صحفي عند السؤال عن موقف البابا فاجاب: البابا يدين الابادة التي تمت قبل قرن ولا يدين اتراك اليوم ولا الدولة التركية الحالية التي ليست عثمانية، كما ان المسيحيين لا يحملون يهود اليوم مسؤولية صلب المسيح. البطريرك لم ينكرر الابادة ابدأ واشار اليها في كلمته في مجلس الامن، وهي حدث تاريخي وعائلته هجرت بملابسها في سفربرلك.
لا يمكن تحميل الناس (اليوم) ذنب اجدادهم. هناك حقوق في املاك يجب مطالبتها وارجاعها!! كذلك يمكن طالبة تركيا بالاعتراف بالابادة كما فعلت دول عديدة.
ثم ذكر غبطته ان تركيا نموذج للدول الاسلامية في تبني دستور مدني (علماني) وهذا امر ايجابي جدا، فصل الدين عن الدولة. اما اذا كان هناك من يريد اعادة تركيا الى الاسلام المتشدد، فهذا شيء آخر. في الوثائق الرسمية لا يكتب الدين، والتقينا باشخاص غيروا دينهم...
التعصب لن يجدي نفعًا، انما قراءة الامور في سياقها وبموضوعية وتساعد على تعلم الدروس من الحروب والابادة.
رابط الموضوع
http://saint-adday.com/permalink/7529.htm