المحرر موضوع: حكاية وعبره، الحمار والغراب  (زيارة 631 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل ستار جبار رحمن

  • عضو
  • *
  • مشاركة: 18
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
حكاية وعبره، الحمار والغراب

ستار جبار رحمن

يحكى ان أسد اراد ان يضع له مساعد ففكر كثيراً وراقب الحيوانات في الغابة.
قال: ان جعلت النمر مساعداً فهو مفترس مثلي، له مثل انيابي ومخالبي، وسيكون شريكي. وان وضعت الفهد فهو صياد ماهر ونفسه ابيه لا يأكل فطيسه، وفجأه وقع نظره على الحمار فتأمله وقال
"هذا الحيوان قليل الحيله لا ينافس لاحم مثلي، حمال دون ان يعرف ما يحمل، وبه ساكسر شوكة الوحوش واهينهم"
فقرر ان يعقد اجتماع لجميع حيوانات الغابة لاعلان اسم "مساعده"، اجتمعت الحيوانات وهي متلهفه لمعرفة اسم الفائز، هل سيكون نمر شرس، ام فهداً صياد!
وكان المفاجأه ان اعلن لهم الاسد عن الحمار مساعداً له ، ولم يستطع احد الحديث خوف من بطش الاسد....
مرت الايام والحمار ينقل فرائس الاسد وفطائسه، ينظف عرينه، ويشور عليه ! ويتباهى بغياب الاسد امام الحيوانات. وكثير الحديث عن الاسد وافعال حماره.
ففكر الاسد وسأل الحمار
الاسد: ماذا تقول اسمع بين الحين والاخر من يتطاول علينا من الوحوش في الغابة
الحمار: ومن يتطاول وانت ملك الغابة
الاسد: نعم انا الملك وسأكل من لا يطيعني، لكن لا اريد ان اخوض عراك مع الوحوش
الحمار: مولاي... لي رأي
الاسد: ما هو ايها الحمار!
الحمار: ارى ان تجعل احد الحيوانات بقربك
الاسد: ومن هو؟
الحمار: انه الغراب، فهو يطير فلا تأكله الوحوش، ينعق بوجه من تريد، لا يصدر صوت جميل، ولا يعمل عمل نافع!
الاسد: وكيف ستقتنع الحيوانات بالغراب ؟
الحمار: قل لهم ان للغراب ريش ليس لدى الحيوانات مثله، فان كان غراب بقربي كان لنا ريش ونطير، وذهبنا حيث المرعى الوفير.
الاسد: انها فكرة عظيمة ايها الحمار
قرر الاسد جعل الغراب وزيرا له
وعندما جاء الغراب وشاهد الاسد منظره، دبت الحيره في صدره، وتسأل مع نفسه اي ورطه التي وضع نفسه فيها فالامس حمار واليوم غراب. وهنا فكر الاسد كيف يتخلص من هذه الورطه وقال يوجد بقرب الغابة وادي فيه بعض الطعام والحيوانات سأجعل الحمار والغراب يحكماه نيابة عني.
في اليوم الثاني جمع الاسد الحيوانات واخبرهم بما قرر وسط استغراب الجميع.
توجه الغراب والحمار للوادي وهم في الطريق راقبهما قرد، جلسا للاستراحة وبدءا بالبكاء.... استغرب القرد حالهما واقترب منهما.
القرد : مالكما تبكيان لقد اصبحتما باحسن حال ، لكما وادي مليء بالعشب والجداول!
الغراب: اننا لا نبكي حالنا
القرد: اذا ماذا تبكيان؟
الغراب: نبكي حال الوادي ومن فيه.
القرد: وما حال الوادي ومن فيه؟
الغراب: انهم بأسوء حال، سيفكر لهم حمار، ويقودهم غراب.