المحرر موضوع: قتلة الأحلام.. ساستنا الأفاضل  (زيارة 352 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل مصطفى حقيقة

  • عضو جديد
  • *
  • مشاركة: 1
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
قتلة الأحلام.. ساستنا الأفاضل

مصطفى حقيقة
كانَ محمدٌ طفلاً صغيراً, من عائلة فقيرة, إلا أنها كانت تتدبر أمورها بالكاد, فهي تسكن شقة صغيرة, في الطابق تحت الأرضي, لعمارة تقع نهاية الشارع الذي تقع فيه الجامعة.
من طفولته كان يتخيل نفسه أستاذا في تلك الجامعة.. وكان دوما, يسأل نفسه, عن كيفية تحقيق حلمه وهو بهذا الفقر,ولم يكن يعرف إجابة لهذا التساؤل, لكنه كان ذكيا جدا, ومجدا في دراسته, رغم عمله بعد المدرسة مع والده, او أي عمل يمكن ان يجده هو او أخوته.. فتفوق بشكل ممتاز.
تَفَوقَهُ اهَّلَهُ للدراسة في الجامعة, لكن تكاليف الجامعة, كان مما لا يمكن ان يطيقه اهله, لكنه حلم حياته, فقرر ان يعمل بعملين, فقط لكي يدخل الكلية, ويحقق حلمه بان يصبح استاذا فيها.
عمل في مطعم, وبائعا متجولا, تطارده البلدية.. لكنه لم ييأس, وثابر وبقي يسهر للدراسة فلا وقت لديه, فالنهار اما في عمله الاول او الثاني, او في دوام الكلية, واعتاد على السهر, حتى ضعف بصره.
تحققت الخطوة الكبرى, باتجاه حلمه الاكبر, فتخرج من الكلية بتفوق, وبدرجة تؤهله ان يتقدم للدراسات العليا, ويصبح بعدها استاذا في كليته, فهو نال ثناء كل اساتذته في الكلية, وتوقعاتهم له بالنبوغ في الدراسات العليا, فتقدم لإمتحانات الكفاءة, واجتازها بتفوق كبير, رغم صعوبتها.
وبعد ان اكمل تقديم اوراقه, على امل ان يحصل على مقعد, قرر ان يعمل ليل نهار, ليجمع مبلغا من المال, يعينه على اكمال دراسته العليا,  فحصل على عمل ثالث, ورغم الارهاق والتعب الجسدي, إلا ان حمله كان نصب عينيه, وجمع مبلغا يكفيه على الاقل ليوفر الضروريات اللازمة للبداية, فهو كان واثقا, من قبوله, فهو الاول والاذكى, وهو من اجتاز الامتحان بكل جدارة, وجاء يوم اعلان النتائج, فذهب مسرورا واثقا من النتيجة.. وكانت الصدمة.
اسمه لم يكن ضمن المقبولين, فعدد الكراسي المجانية, على نفقة الدولة, منحت لخمسة, كان اثنان منهم ابناء مسؤولين في الدولة, وعضوين في احد المجالس التشريعية, وابناً لاحد المسؤولين الامنيين, وكلهم ممن لم ينجح حتى, في امتحانات القبول للدراسة!
من يومها محمد, يسب الساسة, وكل ما يتعلق بالسياسة, بل ويخاصم كل من يتحدث بالسياسة او الوطنية, فبسببهم ضاع حلم حياته, وسرقوا مجهوده, الذي سهر عليه الليالي والايام ,ونسبوه لأبناء ساستنا.
هل تذكرون كم واحدا مثل محمد رأيناه في حياتنا, ساساتنا الافاضل!؟
هل انتم ممن ينطبق عليكم وصف الافاضل؟