نيراريات – 40 -
غنّت الأبقار للأعشابْ , وغنّت التربة للسحابْ , وغنّتْ للعظمة الكلابْ , فيا أولاد القحابْ , من الأعراب والأغرابْ , كفّوا عن الغناء للإرهابْ .
لم أسمعْ ولم أرَ في حياتي حكومة نفاق , عفوا أقصد حكومة وفاق كالحكومة العراقية , هههههههه , كذبة نيسان .
إذا أقاموا الدنيا وأقعدوها بألف قرارِ , وغسلتْ أجسادنا أشدّ الأمطارِ , وجرفنا الإعصار إثر الإعصارِ , لن تُغادر جلودَنا رائحةُ الآثارِ , ولن تختفي من وجوهنا وجوه الأحرارِ , سركون وسنحاريب وأدد نيراري .
هل في تساؤلي وضوح أم غموضْ ؟ لماذا اللإرهاب يمتصّ دماءنا كالبعوضْ , والأرباب تمتصّ بترولنا المبغوضْ , والوطن للبيع معروضْ , وشعبنا في وطنه مرفوض ! .
أنا في أشدّ الحاجة إلى مستشارين يرشدونني إلى طريقة أخفّف بها هذا العشق الجنوني ألى جمالكِ , رغم أنني لا التزم بمشورتهم .
في الصباح نحلّ مشكلة , وفي المساء نعقد أخرى .
آه لو كان شيعة العراق يلطمون على الشهيد عبدالكريم قاسم كما على الحسين .
ماذا تريدون , محافظة , منطقة إدارية , حكما ذاتيا , إقليما , قرروا قبل أن تغادروا الوطن مثلنا وتشكّلون حكومة في المنفى .
وأخيرا كوفئتُ بجواز سفر ديبلوماسي , والآن أستطيع أن أجول حول خصرك من غير أن يضايقني حرس الحدود .
على كل شاعر أن يتعلم لغة الديبلوماسية عند الحوار مع النساء .
في العراق أراضٍ متنازع عليها , وفي وجهك عينان نتسابق إليها .
أيتها المرأة الرقيقة الراقية , لماذا يختلّ توازنكِ عندما تتحدّثين إليّ ؟ .
لستُ أفهم لماذا فكّروا بطريقة لتشويش الإرسال الإذاعي والتلفزيوني ولم يفكّروا بطريقة يشوّشون بها الإرسال اللساني السليط والفكر المتطرّف .
أتعجب من هذا الآشوري , بالرغم من تعرّضه إلى ضغوط نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية ودينية ... ولكن ضغطه يبقى ثابتا .
أطالب الشعراء بعقد مؤتمر طارئ لبحث الملفّ النسائي في قصائدنا .
الرومانسية لا تعشق فقط , وكم رومانسية أجّجتْ لهيب الثورات .
تُفضّلين المشيَ على أهدابي , وكأن السماء قالت لكِ " حافظي على رقة قدميكِ " .
يا ذات الشعر الأسود الطويل والبشرة البيضاء , لماذا صفعتِ خدَّ القمر ؟ هل سرق من شعركِ السواد ومن بشرتكِ البياض فامتزجا وأطلقا عليه لونا فضيا ؟ .
تختلفين عنهنّ يا أميرتي , اللواتي أتينَ من قبلكِ قد أتينَ من الماضي إلى الحاضر , أما أنتِ فقد سافرتِ من القرن القادم إلى الحاضر , وانا وجهي لا يدور نحو الماضي .
سرّ عجيب في ارتباط هذه الطبيعة بنا , عندما نتعانق تزداد زرقة البحرْ , وتشتدّ خضرة الشجرْ , ويكبر حجم القمرْ , ويتناسل الرحيق في الزهرْ , ونحكمُ أمر القدرْ , وعندما تُخرجين بطاقة السفرْ , تعودين إلى طبيعة الدُررْ , واعود انا إلى طبيعة الحجرْ .
في حياتي لم أكنْ موجودا في المادياتْ , ولا في الروحانياتْ , ولا بين المرئيات واللامرئياتْ , ولم أشعر انني من صنف الفقرياتْ , ولا من صنف الرخوياتْ , ولم أكتشف إن كنتُ من عائلة البرمائياتْ , ولم اتواجد في المقدماتْ , ولا في المؤخراتْ , ولم يكنْ لي تاريخ يلمع في الصفحاتْ , ولا حاضر تُجمّلهُ الجميلاتْ , لم أكن موجودا مطلقا إلا بعدما شرعتُ أُخيّط لكِ بالكلماتْ , أجمل فساتين الأميراتْ , وأكتبُ فيك أبلغ العباراتْ .
أتحدّى أية امرأة - إلّاكِ - تستطيع أن تغمس يديها في بحر السماء لتُخرج وجه إله انتحر غرقا بعد أن فاق جمالكِ رسوماته التي بسّطها على جسد الطبيعة .
أنتَ تُفكّر , إذاً أنتَ غير موجود ... أنا لا أفكّر , إذاً أنا موجود لأنني لا أفكّر إلا بجميلتي .
رفعتُ رأسي كالراية التي تسبق تقدّم الجيش , رفعتُ رايتي قبل أن يتقدّم رأسي من صدر سالومي وهي ترقص .
كتب الشعراء العرب المعلقات على أستار الكعبهْ , وكتبتكِ يا معلّقتي البليغة بلغة صعبهْ , وعلّقتكِ على كتفي كما تُعلّق الجعبهْ , وعليكِ ان تكتشفي مداخلي شُعبة شعبهْ , حتى تفهمي خفايا اللعبهْ .
الآشوري جسد وظلّ , قد يُدفنُ الجسدُ , ولكن هل يُعقلُ أن يُدفنَ الظلّ ؟ .
قلبه ثلج وقلبي نار , إذا اخترتِ السكنى في قلبه فأنتِ واحدة من شعب الأسكيمو , وإذا اخترتِ السكنى في قلبي فأنتِ الجميع من الشعب النيراري .
كيفما شئتِ أن تكوني , إمرأة من ذهب أو فضة أو بلّورْ , من جزيئات الماء أو قشرة الصخورْ , كواكبي العشرة حولكِ تدورْ , وموجتي من سكونها تثورْ , مشكلتي كيف أُقنعكِ أن تكوني أليفة يا ربيبة النمورْ .
أنا قلبي ضعيف , ليس لأنه ضعيف , بل لأن حبكِ قويّ .
من السهل أن أكتب , ومن الأسهل أن أمسح , ومن الصعب أن أُكلّمكِ , ومن الأصعب أن أبقى ساكتا وأنتِ نُطقي .
أقول لكِ كلمتي الأخيرة , " أنتِ الأولى " .
أذيعُ لكم الآن هذا الخبر العاجل : ولكنه لم يصلني بعد .
إنطبعتْ ألوان القوس قزح على عينيكِ , هذه وثيقة عهد بيني وبينهما لأن أبحر فيهما بأمان مطلق .
أنتِ الماء النازل من رأسي إلى قدميّ , والصاعد من قدميّ إلى رأسي , لستِ فقاعة تدور حولي وتنفجر على خصري , أنتِ موجة مجنّحة ويا له من زمن أرى فيه موجة تطير !! .
قررتُ إلغاء موعد لقياكِ من غير أن أُخبركِ , ولكنكِ سترينني رغم أنفي أنتظركِ هناك في اللامكان واللازمان , وهل لي قرار ؟ .
كنتُ أُكذّب العلماء إذ قالوا بأن الشمس مليئة بالإنفجارات الإشعاعية والتحولات الغازية ورياح نارية , لقد صدقوا بما قالوه وعيناكِ المتفجّرتان دوما أكبر شاهدين على شهادتهم .
كم مرة فكّرتُ أن أقول أُحبكِ ثمّ غيّرتُ رأيي , وكم مرّة لم أفكّر بأن أقول أحبّكِ فغيّرني رأيي .
سكنتُ الصحراء كالبدويّ وكنتِ واحتي , أنهكني المشيُ فكان ساعدكِ موضع راحتي , وكنتِ فردوسي وحوائي وتفاحتي , أين أنتِ الآن لقد تقلّصتْ مساحتي .
علّقوني معكوسا لأنني ارتكبتُ أبشع جريمة , ودفعتُ بحياتي من أجلكِ كغريمة , لأنني قلتُ " عيناكِ هما الأقدس والأغلى من جميع الأحجار الكريمة " .
حبيبتي , يجب أن تُفرّقي بين الوحشية والمتوحشة , عندما أفاجئكِ بالعناق تثورين وتتقمّصين شخصية وحشية , وعندما تعانقينني فأنت بلا شكّ متوحشة , ويعجبني فيكِ الإثنين .
الذين نادوا بحقوق المرأة , مناداتهم كانتْ نظرية غير تطبيقية لأنهم عجزوا عن إثبات أن للجنسين نتيجة واحدة طبقا لهذه المعادلة الجنسية:
ذكر x أنثى = أنثى x ذكر .
مُضحكون , يخشون الساقية الهادئة , ثمّ يتحدّون بعضهم البعض على عبور النهر الجارف .
ثلاثة لا يرجعون إلى الوراء , النهر السائر والنسر الطائر وعزم الثائر .
يُسعد الجندي توالي الإنتصاراتْ , ويُسعد السياسيّ فوزه في الإنتخاباتْ , ويُسعد الطالب نجاحه في الإمتحاناتْ , أما أنا فيسعدني سماع صوتكِ الآتي من وطن المأساةْ .
تسمعين مني القليل الكثير وتفهمين الكثير القليل .
مثلما تتوحّد الأقانيم الثلاثة ( الأب والإبن وروح القدس ) في واحد , ما ضرّ لو توحّد إقنومكِ مع إقنومي في واحد , وبلا شك سينتج عن ذلك أيضا ثلاثة أقانيم ( العاشق والمعشوقة وروح العشق ) .
الآشوري أول إنسان على وجه الأرض فقد ظلّه بعد فقدانه لنينوى .
أكره الضباب ( التعليم الهدام ) الذي يحجب ضياءكِ أيتها الحرية المستنيرة , كيف أتدفّأ وأتنوّر في عصر الظلاميين .
يُخجلني أن أرى نفسي تتشبّثُ بالأرض علنا ثمّ تسافر سرّا , متر مربع في وطني ولا أمتار في الغربة .
تتمدد أحلامكَ أكثر من مساحة خيالكَ إذا لم تكن خانعا .
في رؤوس الذين لا يقرأون الواقع بعين المنطق , فراغ أوسع من فراغ الكون .
عندما تسألونني أسمعكم جيدا وأعطي لكم آذانا صاغية , وعندما أُجيبكم تسمعني الحيطان وتكون آذانكم مختومة بالشمع الأحمر .
ليتني كنتُ زهرا فأتبرعم في وجنتيكِ قبل أن يسكن فيهما ظلّ الله .
وجهكِ قصيدة لا تحتاج إلى تنقيحْ , يعيش كالوردة على مبدأ التفقيحْ , تتكاثر سلالة جماله لا بالإنشطار ولا بالتلقيحْ .
أخطأتِ يا جميلتي , ليستْ شخصيتي انفصامية بل انفصالية , ألا تشعرين بأنني أنفصل عن ذاتي لأتّحد بذاتكِ ؟ .
أتذكرين يوم شربنا الخمر في نخب حبنا ؟ أنتِ شربته في كأس الشمس فصرتِ ذهبية , وأنا شربته في كأس القمر فصرتُ فضيا .
سمعتُ كاهنة سومرية تُدندنُ لحنا شجيا على قيثارة لها رأس الثور , فتذكّرتُ صوتكِ أيتها النازحة من سهل نينوى .
لا خُلقتْ يداي إن لم تحضناكِ , ولا قدماي إن لم تُطارداكِ , ولا عيناي إن لم تحرساكِ , ولا خُلقتُ أنا إن لم أعشقكِ .
كما تسحب الأغصان العالية ماء الأرض النافذ إلى الجذور , هكذا تسحب قبلاتكِ أنفاسي .
وكم شجرة حملتْ أوراقا كثيرة , ولكن شجرة حياتي لا تحمل إلا ورقتكِ أنتِ , وكم سماء فتحتْ أجواءها للطيور , ولكن سماء حياتي لا يطير فيها إلا عصفوركِ أنتِ .
الحكمة هي أن أفكّر قبل أن أُحبكِ , والغباء هو إذا فكّرتُ قبل أن أُحبكِ .
اليوم الذي لا أرى فيه شفتيكِ تبتسمان , لا صباح جديد له .
قلبكِ أبيض كالدب القطبي , وأحيانا مفترس مثله .
بعونهِ تعالى , متى ستقولين لي تعالَ ؟ .
لا تغيري منها صديقتي الجديدة , هي لا تشبهك ولا أنت تشبهينها , ولكنّكما أنثتان تُعمّدان قلبي في نهر الرومانسية الهادئ الجريان , والفرق بينكما هو أنها الأُنثى الوحيدة التي إستطاعتْ تجميعي , وأنتِ الأُنثى الوحيدة التي إستطاعتْ تشتيتي .
السياسة وجهان : قوة الإقناع ومقاومة الإقتناع .
لستُ منخرطا في أيّ تنظيم أو حزب سياسي , ولكنني أحلم بأن أرافق الشهداء الصاعدون إلى فردوس الخلود.
في وطني مساواة لا مثيل لها في الأوطان الأخرى , حيث تُحفر القبور للأحياء وليس للأموات فقط ..
أيها المناضلون , لمن عبّدتم طريق النضال إذا كُنا قد فقدنا أرجلنا ؟ .
هذه شجرة عائلتي : كان إسم أبي - قاهر العبودية - , وإسم أمي - بنت الحرية - , وإسم أختي الكبرى - شهادة - , وأختي الوسطى - سيادة - , وأختي الصغرى - إرادة - , وكان إسم أخي الوسط - مناضل - , وأخي الأصغر - مقاتل - , وأنا الأخ الأكبر أخجل من إسمي - هارب راحل - .
80% من السياسيين الرجال أقوالْ , و 80% من السياسيين النساء أفعالْ .
عدم الخلط بين السياسة والدين رأي صائب , مفروض على السياسي أن يكذب , ومفروض على رجل الدين أن يصدق , فلا يصحّ أن نخترع مصطلحا جديدا هو - الكاذب الصادق - .
أنتِ خضراء وعالية ومثمرة كالشجرة , تمتدّ أصابعكِ كالأغصان وتحتلّ حدود خصري , وتلتفّ جذوركِ الغازية حول كتاب حياتي وتمتصّ مياه تاريخي لتصبح هي كل التاريخ , لكِ كبرياء الشجرة وعطاؤها وجمالها , معجزة الأمس هي أنكِ وُلدتِ من شجرة , ومعجزة اليوم هي أنكِ صرتِ غابة من الأشجار .
صعُب عليهم إدخال المفتاح في القفل فقرروا بالإجماع على تغيير الباب .
عيناي خضراء عسلية , أُعذريها على هذا الإقتباس الصريح من لون روحكِ .
آن الوقت لترقصي على ايقاع تنهّداتي , ويجتاح عبيركِ مساماتي , ويفتحها عنوة بالقبلاتِ , وترقدين أنتِ في حدائق كلماتي , فتكتمل نبوءة شهواتي .
أحثكم على التحرر من الحرية , وأشجعكم على اللاعبودية .
إنقطع كل شيء عن الكون واتصل بكِ , إنقطع اللؤلؤ عن البحر واتصل بعينيكِ , وانقطع الربيع عن الفصول واتصل بوجنتيكِ , وانقطع نجم عاشق عن السماء وهبط على زقورتي شفتيكِ , وانقطعتُ أنا عن الحبل السرّي الذي كان يربطني بأمي واتصلتُ بحبال شعركِ الأبنوسي .
* * *
نينوس نيراري حزيران / 26 / 2015