المحرر موضوع: تخاذل الحكومة يزيد واقع أهالي الموصل سوداوية  (زيارة 1828 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Janan Kawaja

  • اداري
  • عضو مميز متقدم
  • ***
  • مشاركة: 31484
    • مشاهدة الملف الشخصي
تخاذل الحكومة يزيد واقع أهالي الموصل سوداوية
تواترت خلال الأشهر الأخيرة إصدارات تنظيم داعش متضمنة مشاهد لعمليات إعدام في صفوف المدنيين العراقيين القاطنين بالأماكن التي يسيطر عليها في مسعى لإثارة الرعب في صفوفهم، ويرى متابعون أن هذا التطور يكشف عن تزايد إحساس عناصر التنظيم بعدم الأمان في هاته المناطق.
العرب [نُشر في 28/06/2015،


دعوات العبادي المتكررة لاستعادة الموصل لا تلقى سبيلا الى التنفيذ

بغداد - يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية على أسلوب الترهيب في إخضاعه للمدنيين العراقيين بالمدن والمناطق التي يسيطر عليها.
وأثارت سلسلة الإعدامات، التي نفذها تنظيم داعش، خلال الأيام الماضية، موجة من الرعب والغضب بين سكان مدينة الموصل (شمال العراق) التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من عام.

واعتبر خبراء في شؤون الجماعات المسلحة، أن الضربات الموجعة للتنظيم جعلته يتفنن في طرق الإعدام، لترهيب السكان.

والأربعاء الماضي، قام داعش بعرض فيديو عنونه بـ”وإن عُدتم عُدنا”، عبر شاشات كبيرة في النقاط الإعلامية، التي خصصها التنظيم لنشر إصداراته وبث تعليماته في أربعة مراكز، على جانبي الموصل الأيمن (الغربي) والأيسر (الشرقي)، على ضفتي نهر دجلة، الذي يقسم المدينة إلى قسمين.

وتجمّع العشرات من السكان لمتابعة الإصدار، رغم التحذيرات بأن هذه النقاط الإعلامية عرضة للقصف الجوي، من قبل طائرات التحالف المناهض لتنظيم داعش.

ونشر التنظيم على مواقعه تسجيل الفيديو “وإن عُدتم عُدنا”، الذي تضمن عملية إعدام جماعية لـ15 عنصرًا من الشرطة أعادوا تشكيلاتهم، تحت مسمى الكتائب، كانت مهمتهم تزويد القوات العراقية بمواقع داعش لقصفها، بحسب ما قاله التنظيم في المشهد.

واعتمد داعش طريقة إخراج هوليوودية لإعدامهم، حيث فجر بثلاثة منهم عجلة (دراجة) كانوا يستخدمونها في واجباتهم، في حين أدخل خمسة آخرون في قفص حديدي مقفل، قبل إغراقهم في المسبح الأولمبي، بمنطقة الجوسق، جنوبي الموصل، ثم ربطت أعناق سبعة آخرين بحبل، وفجرت قنبلة تتوسطهم، ما حوّلهم الى أشلاء.

كما أقدم التنظيم على إعدام 14 آخرين، 5 منهم في قضاء تلعفر، ذي الغالبية التركمانية (56 كم غرب الموصل)، و9 آخرين في الموصل نفسها، الخميس الماضي، بطرق وأساليب مشابهة لتلك التي نفّذها من قبل، بحسب مصدر إعلامي كردي وناشط من داخل الموصل.

ويقول محمد الحيالي (40 عاماً)، من سكان الموصل، في اتصال هاتفي إن “حديث السكان اليوم يدور حول الطريقة البشعة التي نفذ بها التنظيم طريقة الإعدام”.

وأشار أن “الجميع كانوا رافضين لأساليب الإعدام تلك”، منوهاً إلى أنه “ما باليد حيلة، فداعش جثم على صدورنا، أمام صمت الحكومة، وأكاذيبها في قرب معركة تحرير الموصل، ونحن نخسر العشرات من أبناء المدينة يومياً”.

ودأبت الحكومة العراقية خلال الأشهر الأخيرة على التصريح بقرب معركة تحرير الموصل ، بيد أنه وإلى اليوم ليست هناك أيّ مؤشرات تدل على قرب المعركة، خاصة مع توالي الانتكاسات وآخرها في الرمادي مركز محافظة الأنبار والتي قال أمس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن “انسحاب القوات منها لم يكن مخولا”.

لجأ داعش إلى الإعدامات العلنية في الفترة الأخيرة بعد أن كان ينفذ أغلبها داخل محكمته الشرعية ويكتفي بتسليم جثثهم إلى الطب العدلي
ويرى نشطاء عراقيون أن التنظيم أراد من خلال ابتكار أساليب أكثر وحشية في إعدام المتهمين لديه بالتجسس، إرهاب المواطنين.

وتدحض هذه الفيديوهات التي نشرها داعش، وفق الناشطين، الادعاءات التي عادة ما يسوّقها عناصر الحشد الشعبي والمسؤولون الشيعة من أهالي الموصل يتعاونون مع داعش، وأن العيش في ظله يروق للسكان.

واعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية، ببغداد، هشام الهاشمي، أن “الضربات الموجعة التي أهلكت قيادات مهمة لداعش، جعلت الشعبة الأمنية في التنظيم، توسع دائرة الشك وسوء الظن”.

وأضاف الهاشمي، أنه “بعد القبض على المتهم من قبل الأجهزة الأمنية وبمعية هيئة التحقيقات يؤخذ إلى السجن ويبقى لمدة أقلها أسبوع في الحجز، وليس لأكثرها حد، ويؤخذ للتحقيق في أوقات متعددة، وهو موثوق اليدين والرجلين وعلى عينيه غطاء سميك، وسجانه من الأعراب الذين يجهلون التعامل مع التوسل والتعاطف مع الدمع والألم”.

وتابع الهاشمي بأن “السجين يواجه بشهادة الشهود وغالبا هو مخلوع الكتفين، ويسأل عن تلك التهم بالضرب على خاصرته مع الشتائم المتتابعة، بعد انتزاع الاعتراف منه يحال لقاضٍي التنظيم.

وارتفعت نسبة الإعدامات بالموصل في الفترة الأخيرة، بعد حصار مفروض على المدينة، التي عزلت عن باقي المحافظات العراقية منذ سيطرة “داعش” على المدينة في العاشر من يونيو2014.

ولجأ التنظيم إلى الإعدامات العلنية في الفترة الأخيرة بعد أن كان ينفذ أغلبها داخل محكمته الشرعية ويكتفي بتسليم جثثهم إلى الطب العدلي.

وكانت عمليات الإعدام تتم في الغالب بتوجيه طلقة نارية أو عدة طلقات في الرأس أو في الرأس والصدر ثم تطور الحال بالإعدامات التي ينفذها التنظيم في الوقت الحاضر.

وشهدت الموصل حالات عديدة بإعدامات علنية، كانت بدايتها في الأشهر الأولى من سيطرة التنظيم على الموصل، حيث أعدم التنظيم العقيد عيسى الجبوري، آمر الفوج الخامس بشرطة نينوى، علناً أمام الناس، وضمن الرقعة التي كان يشرف عليها أمنياً.

ويرى مراقبون أن عرض فيديو “وإن عُدتم عُدنا “، في هذا التوقيت هو دليل إفلاس عناصر داعش وتنامي حالات استهدافهم وتصفية عناصرهم، وأن الغرض هو بث الرعب والخوف، في نفوس من يعمل ضدهم في الموصل وخارجها.