المحرر موضوع: قداسة مار ساكو بين الجذور والثقافة  (زيارة 780 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل منصـور زندو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 203
  • الجنس: ذكر
    • مشاهدة الملف الشخصي
موضوع اليوم كتبه الاخ زيا وردا,والذي هو احد الكوادر الاصيلة والمتقدمة في حياة شعبنا في سورية,ونشرها على صفحته بالفيس بووك,وللفائدة العامة اشاركها معكم,بعد اذنه.

                         قداسة مار ساكو بين الجذور والثقافة
قداسة مار لويس روفائيل ساكو بطريرك كنيسة المشرق الكلدانية المرتبطة بالكنيسة الرومانية الكاثوليكية ، اطلق مؤخرا دعوة الى اعادة الوحدة مع الكنائس المشرقية التي انبثقت من كرسي كنيسة كوخي ـ ساليق وقطسيفون ، هذه الدعوة مهما كانت خلفياتها وابعادها ، هي بالتأكيـد خطوة ايجابية لمعالجة واقع هذه الكنائس وما آلت اليه حال ابنائها الذين يتعرضوا الى التهجير والقتل والخطف والى سلب ممتلكاتهم ومقدراتهم ، والى اقتلاعهم من ارض ابائهم واجدادهم وازالة وجودهم الحضاري من التاريخ والجغرافيا ، ومحو اصلاتهم وتراثهم الانساني الذي اسسه عبر كنيستهم وايمانهم .
مبادرة الوحدة هذه تتضمن خمسة بنود ، يمكن العمل بها وترجمتها بخطوات عملية تذهب الى الوحدة اذا توفرت الارادة الحقيقية عند المعنين بالأمر من بطاركة واساقفة ، وبمكن الاعتماد على تلك البنود لبناء قاعدة حقيقية في رسم خارطة طريق نحو الوحدة كما سماها قداسة مار ساكو .
من ناحية اخرى قداسة مار ساكو وضع شرطا اساسي وجوهري للوحدة يقضي " بالإيمان المشترك ، والوحدة مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية " في هذا الشرط او القاعدة الجوهرية الاساسية تكون المشكلة التاريخية والاشكال الذي ادى الى الانشقاقات وتقسيم جسم كنيسة المشرق ، هذا الاشكال كان السبب في يزيادة الهوة بين الكنائس التي انبثقت عن كرسي سالق وقطسيفون ، ودفع الى التباعد بين الكنائس التي حافظت على التقليد المشرقي وبين الكنائس التي مالت الى التقليد الكاثوليكي ويزيدها ارباكاً وتعقيـداً كلما تم الامعان في تفاصيل ومعاير هذا الاشكال .
الكنيسة الرومانية الكاثوليكية لو انها اعتمدت مبدأ الشراكة بتعاملها مع كنيسة المشرق في مواجهتها للتحديات التي كانت تعصف بالعالم المسيحي حين امتدت بنفوذها نحو الشرق في الخامس عشر بدل اعتمادها على مبدأ الوحدة القسرية التي لم تترك للآخر مجال لبناء علاقات متوازية ومتوازنة ، ولو أسقطت كنيسة روما الكاثوليكية من معادلاتها الدوافع السياسية وابتعدت عن التناقضات التي تطرحها الطموحات التجارية والاقتصادية , لكان حال الكنيستين أفضل في بلاد المشرق وكنيسة المشرق كانت اليوم أكثر تجذراً في تاريخها و حضارتها .
اليوم هنالك ضرورة وحاجة للعودة الى الجذور والوحدة بين الكنائس المنبثقة من كرسي ساليق وقطسيفون (الأشورية , الكلدانية , الشرقية القديمة) والوحدة تفرض على هذه الكنائس وتدفعهم الى بناء شركة حقيقية ومتوازنة مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية , لأسباب موضوعية تأصلت وفرضت نفسها على كنيسة المشرق وكنيسة روما عبر التاريخ لا يمكن تجاوزها او تجاهلها .
هنالك عوامل مساعدة وأسس يمكن أن تمهد على بناء تلك الشراكة وأهمها :
1. النظر الى كنيسة المشرق على إن إيمانها قويم جاءها على يد التلاميذ والرسل وحافظت عليه حتى اليوم وتأصل ايمانها من خلال قانون الإيمان لذي أقر في مجمع نيقيا /325 / م , رسمت و رسخت لاهوتها المتجذر في تاريخ وحضارة بيت نهرين وتأصلت شخصيتها بشكل مستقل في العالم المسيحي منذ مجمع مار آقاق في القرن الخامس .
2. اعتماد روح ومضمون مقررات المجمع الفاتيكاني الثاني فيما يخص الكنائس الشرقية ، الذي يؤكد بأن الحقائق الاساسية للإيمان المسيحي ليست فقط كاثوليكية , بل هي موجودة أيضا في المذاهب الأخرى الغير كاثوليكية , واعتماد الضمانة الفاتيكانية التي أقرت بتاريخ 20/تشرين الثاني/1964 والتي تنص على احترام تقاليد وثقافة وتراث الكنائس الشرقية وتثيبت دعائم بطاركتها وفق التقاليد القديمة في كل كنيسة , وقد أعلن المجمع رسمياً على ان الكنائس في الشرق يحق لها ويتوجب عليها أن تحكم وفق أنظمتها الخاصة بها .
3. اعتماد مضمون البيان المشترك الذي اتفقت عليه كل من الكنيسة الرومانية الكاثوليكية وكنيسة المشرق الأشورية ووقع عليه كلاً قداسة البابا مار يوحنا الثاني وقداسة مار دنخا الرابع , حيث أن البيان أكد على أن الإيمان المسيحي المشترك هو إيمان واحد في الكنيستين وتم بناء على ذلك إزالة الخلافات بينهما.
زيا وردا.