دعوة البطريرك مار لويس ساكو للوحدة الكنسيّة وشروطها: نظرة عقائدية
بداية احب ان انوه للأخوة القراء الاعزاء بان المقالة هذه كانت بالأساس مطولة بعض الشيء وذلك بسبب احتوائها نقاط نقدية مختلفة الجوانب نويتُ طرحها قبل هذا الوقت. لكن بسبب تشعب الآراء حوْل هذا الموضوع والتي طـُرحت من قِبل الاخوة الكتاب امثال: د. ليون برخو، والمنهدس خوشابا سولاقا، والاستاذ عبدالاحد سليمان بولص،والاستاذ انطوان لصنا، والاستاذ نزار حنا، وغيرهم من الناقدين وغير الناقدين، ارتأيت عدم نشر المقالة بنمطها السابق وذلك خشية من تطابق المحتوى مع طروحات الاخوة الاعزاء لتجنب التكرار او السرقة الفكرية. لذا قمت بحذف بعض النقاط والتي كانت تتشابها بشكلها البسيط مع طروحات الاخوة الافاضل بأسلوبهم الراقي الاكاديمي. على اية حال، كما هو واضح من عنوان الموضوع، الجانب الذي اريد ان اعرج اليه في هذه المقالة هو الجانب العقائدي. التاريخي والمؤسساتي نـُقش بإسهاب في مقالة د. برخو.
.............
"عودوا الى جذوركم و اشربوا الماء من ينابيعكم"
لا يختلف اثنان في ان الدور الرعوي الذي يمارسه غبطة البطرير مار لويس روفائيل ساكو خلق ردة فعل ايجابية كبيرة بين ابناء الكنيسة الكلدانية والكنائس الاخرى. فمنذ اعتلائه سدة البطريركية وغبطته يحاول بكل جديّة ومسعى ان يطبق شعاره المدوي(الاصالة - الوحدة – التجدد)، (رغم تحفظي من مفهوم التجدد). وعلى هذا النهج بادرَ غبطته بتاريخ 23 / حزيران / 2015 باقتراح بعض الاقتراحات الشخصية محاولاً بطريقة معقولة ايجاد المفاهيم والحجج المقنعة والمؤثرة وفق المعايير المنطقية والواقعية والتي من خلالها يستطيع تجسيد مفهوم الوحدة الكنسيّة على ارض الواقع حتى وان كان ذلك يقتضي منه التخلي عن منصبه الرئاسي.
اقتراحات غبطته والتي نحن بصدد تحليليها ضمن سياقها العقائدي، تتمحور حوْل نقطتين رئيسيتين، الاولى تخص تسمية كنيسة المشرق والثانية تتعلق بالوحدة مع الكرسي الروماني. بالرغم من ان الموضوع يتطلب منا الدخول في اروقة التاريخ الكنسي والبحث عن الاسباب ودوافعها التي ادت الى انشقاق كنيسة المشرق، سنتجنب هذا الشيء وذلك لكون الموضوع برمته نـُقش في كتب ومقالات كثيرة بيّنت الادوار السلبية التي لعبتها الكنائس والجمعيات والمؤسسات المختلفة وعلى رأسها الكنيسة الكاثوليكية في شق صفوف كنيسة المشرق. احيل القارئ الكريم الى كتاب (صفحات مطوية من تاريخ الكنيسة الكلدانية للكاتب المرحوم د.هرمز ابونا).
غبطته يتناول بعض المقترحات الشخصية استجابة لموضوع الوحدة اذ يستهلها بـ"اعتماد تسمية كنسيّة واحدة: كنيسة المشرق كما كانت طوال قرون عديدة وليس تسميات فئوية، مما يُعطيها قوة وزخمّا، وتغدو أنموذج تقتدي به كنائس أخرى. "
في الحقيقة لا احد يستطيع ان ينكر بان الاقتراح هو الامْثل في بداية شق طريق الوحدة الكنسيّة، فمن دوافعه التخلي عن الالقاب او التسميات المصطنعة والرجوع الى اصل التسمية لتكوين قاعدة اساسية تقوم عليها مبادئ الوحدة وصياغة مفاهيمها في مجمع متكامل بين الافرع الثلاثة لكنيسة المشرق. لكن، في الحقيقة المقترح بصيغته المطروحة يبقى قاصرًا عن ايجاد الحل المنطقي والجذري لموضوع التسمية وذلك لأسباب عديدة منها: تاريخ الكنيسة الكلدانية الحديث الذي يرتبط بمفاهيم ايمانية وعقائدية تختلف بعض الشيء في جوهرها عن التي تحتضنها كنيسة المشرق الاشورية بشيقيها. اذ انْ التسمية الموحدة "كنيسة المشرق" لا نستطيع جردها من مدلولاتها العقائدية والتاريخية في خطوة نيتها التغير لمُلائمة الواقع. فان هذه التسمية ارتكز عليها ايمان ابائنا القديسين، فلو اردنا العودة لاعتمادها كتسمية موحدة فيجب والحال هذه ربط كل المفاهيم الكنسيّة بتلك التسمية الموحدة التي كما يقول غبطته كانت موجودة لقرون عديدة. وبحسب اعتقادي ان الاقتراح اساسا لن يتقبله القوميون من كلا الطرفين لمعرفتهم بان الكنيسة كانت ولا تزال الجهة الوحيدة القادرة ان تحفظ لهم هويتهم القومية من الضياع. وبهذا فان المقترح لا يحل المشكلة الاساسية والتي ترتبط بالقومية.
ويتابع غبطته بطرح اقتراح استطيع ان اقول غريب بعض الشيء، كما لاحظه بعض الاخوة النقاد، اذ يقترح بان تكون شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني كقاعدة أساسية وجوهرية للوحدة. اذ يعتقد غبطته ان هذه الوحدة هي بمثابة قوة وليست انتقاصًا، ويقر علانية بان لا يوجد فرق في العقيدة الا بالتعبير اللفظي. لذلك يحلّلْ دعوة فكّ ارتباط كنيسة المشرق مع كرسي روما خسارة كبيرة وضعف. اذ يُفهمنا غبطته بان الوحدة لا تعني ذوبان هويتنا الكنسية الخاصّة في نمط واحد، بل نحافظ على الوحدة في التعددية ونبقى كنيسة واحدة جامعة رسولية، كنيسة مشرقية تحافظ على خصوصية الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد ودعمها من خلال احترام صلاحيات البطريرك والسينودس.
لا أخفي على القارئ الكريم بان هذا المقترح كان الدافع الرئيسي الذي دفعني لكتابة هذه المقالة، لأنه يحتوي على تصريحات فيها بعض التناقضات مع احترامي الشديد لغبطة البطريرك مار لويس ساكو. ففي اقتراحه هذا يؤكد غبطته بصورة لا نقاش فيها بانْ " تكون شركة الايمان والوحدة مع الكرسي الروماني كقاعدة أساسية وجوهرية للوحدة."
اولاً) شركتنا الاساسية مع الكاثوليك لا بد ان تلزمنا للخضوع للكرسي الروماني. فالعقيدة الكاثوليكية تعترف بـ "اولوية البابا الروماني" (Primacy of the Bishop of Rome) وهذا يعني بان المساواة بين بطريرك كنيسة المشرق والبابا الروماني سوف تلغى تلقائيا، وهذا، عقائديًا، مرفوض جُملة وتفصيلاً. لان هذا المفهوم لا نجد له اثرًا في تاريخ الكنيسة الجامعة بصورة عامة وكنيسة المشرق بصورة خاصة. بل ما نجده هو مفهوم "الاول بين المتساوين" (The first among Equals) وفق المفهوم الأرثوذكسي، اي ان البابا الروماني لا يختلف منصبه عن منصب بطريرك ساليق وقطيسفون ولا عن أي بطريرك اخر.
ثانياً) بعض الامور العقائدية الكنيسة الكاثوليكية تختلف او تخالف عقيدتنا (الأرثدوكسية) ، حالنا حال الكنائس الأرثدوكسية التي تعارض الكاثوليك في بعض الجوانب العقائدية. السؤال هنا، هل الشركة الايمانية مع الكاثوليك سوف تحتم علينا قبول الامور العقائدية المتخالف عليها امثال: انبثاق الروح القدس من الاب والابن (filioque)، المطهر (Purgatory)، او المحبول بها بلا دنس (Immaculate Conception) او اولوية البابا الروماني (Primacy of the Bishop of Rome) وغيرها..؟
ثالثاً) لو اخذنا هذا الموضوع وقمنا بتحليليه ضمن سياقه الايماني وفق التقليد الرسولي فسوف نجد بانه يناقض تمامًا مفهوم الوحدة المسيحية. اذ ان الوحدة المسيحية منذ نشأتها في عهد الرسل لم تشترط ان يكون الكرسي الروماني الاساس لإكمال حلقة الوحدة بين الاخوة، فهذا الزعم تعارضه الكنائس الأرثدوكسية والمنوفزية، وهو احد الاسباب الرئيسية الذي يمنع تقارب هذه الكنائس مع الكاثوليك. فالمفهوم يعتبر احد الاركان الرئيسية في العقيدة الكاثوليكية غير ان الكنائس الأرثدوكسية لا تعترف به اطلاقًا. كما حدث في عهد البابا ليو (1878-1903) الذي كتب رسالة رعوية يقول فيها: بأنّ الاتحاد الكنسي يُمْكن أَنْ يَكُونَ فقط بالاعتراف بانّ البابا هو الحبر الأعلى والحاكم الروحي والدنيوي على الكنيسةِ العالميةِ، والممثل الوحيد للسيد المسيح على الأرضِ ووكيل كُلّ النعمة. غير انه في عام 1895 جُبه هذا المفهوم برد قوي من قبل الكنائس الأرثوذكسي يرفضون فيها الوحدة التي تشترط ان يكون فيها البابا الحبر الاعلى، مستندين حججهم باقوال من الكتاب المقدس والاباء الذين اقروا بان البطاركة جميعهم متساوين في الدرجة الاسقفية. ولا ابالغ لو قلت بان المقترح بصورته المطروحة سيخضعنا للكاثوليك ويبعدنا لتحقيق الوحدة التحامية مع الأرثدوكس. اذ ان كنيسة المشرق الاشورية قد بدأت بحوارات غير رسمية مع الكنائس الأرثدوكسية ومنها الكنيسة الروسية من اجل الوصول للتقارب الكنسي. لذلك، نستطيع ان نؤكد بان الوحدة المشترطة للخضوع للكرسي البابوي انما هي ليست بوحدة التحامية متكاملة مبنية على اساس التساوي بين الكراسي الرسولية، وليست ايضا خطوة من اجل التقارب الكنسي، لكنها في الحقيقة وحدة امتزاجية خضوعية متناقصة ناجمة عن عجز كنسي سبَبه كان السلطة نفسها التي يريد غبطته ان نخضع لها. لستُ اقصد التشبث بالأخطاء الماضية التي اقترفتها الكنيسة الكاثوليكية ضد كنيسة المشرق واعتمادها كحجج واقعية لتفادي الوحدة الكنسية، غير انني اطرح النقطة فقط لتوضيح الاسباب التي ادأت الى عجز كنيسة المشرق.
رابعاً) يعتقد غبطته ان هذه الوحدة هي بمثابة قوة وليست انتقاصًا. وبالحقيقة ان هذا الاعتقاد في اطاره العلماني صحيح. الكنيسة الكاثوليكية هي اكبر الكنائس الرسولية من حيث العدد (على الاقل حتى الان)، اذ يتبعها اكثر من مليار تابع، ولها تفوق في مجالات كثيرة منها الثقافية، والاجتماعية، وايضا السياسية تحت غطاء السلطة الثيوقراطية (Theocracy)، فهذا كله كما قال غبطته خسارة كبيرة وضعف لو فكّكنا ارتباط كنيسة المشرق مع كرسي روما. لــكن، لو وضعنا الاعتقاد في الاطار المسيحاني فسوف نجده يتعارض مع المفاهيم الروحانية. لماذا؟ لان الله له كل المجد أفكاره ليست كأفكارنا، ولا طرقه كطرقنا. فهو وحده القادر على تحريك ابسط الخلائق لاجل خدمته. فلو كان بمقدوره، جلت قدرته، تنصير العالم الغربي بواسطة رجل بسيط مثل بولس الرسول، او هزيمة 150,000 جندي بواسطة ملاك واحد، فله القدرة ايضا على تقويّة كنيسة المشرق كما فعل في السابق بأوصال عدد مؤمنيها الى 80 مليون مؤمن دون الحاجة الى القوة الكاثوليكية. وبصراحة اقولها، ان هذا الاعتقاد (قوة وليست انتقاصًا) يذكرني بالأمة اليهودية التي كلما كان الله يعاقبها على خطاياها كلما كانت تزدادُ زيغاناً وتلتجأ الى القوة الاشورية او المصرية. وعلاوة على هذا كله، القوة المبنية على مصالح شخصية ليست بالقوة الانتقائية أي الاختيارية، لكنها قوة مفروضة تنطوي تحت مفهوم الاستغلال، ومثل هكذا قوة نحن لسنا بحاجة اليها بتاتاً. بمعنى، لو رفضت الكنيسة الكاثوليكية استخدام قوتها لبنيان الكنائس الاخرى الغير خاضعة للسلطة الباباوية، فبرأي لا يوجد تفسير لهذا الفعل سواء ان الكنيسة الكاثوليكية لا تمت للإيمان المسيحي بصلة. لان الشرْكة المسيحية في جوهرها وأصالتها الحقيقية لا يفصلها أي شيء حتى لو كانت امور عقائدية صِيغة بالمفاهيم الرسولية، لان التعاليم المسيحي واضحة "إني أريد رحمة لا ذبيحة" (متى 9:13).
اما اذا وجهنا نظرنا الى الواقع الذي تعيشه الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق على وجه التحديد، فسوف نجده مطابقاً ولا يختلف عن الواقع الذي تعيشه الكنائس الغير كاثوليكية. فعلى سبيل المثال، جميع الكنائس ترزح تحت نير الاضطهاد ولا يوجد أي امتياز كاثوليكي ليميز الكنيسة الكلدانية عن بقية الكنائس. ربما لكان الامر مقنعاً لو كنا نعيش في بداية القرن الثامن عشر وسط تقلباته السياسية والتي اطاحت بنصف مسيحي المشرق. فقد كان للكنيسة الكاثوليكية آنذاك منافذ كثيرة تمر من خلالها اجندات سياسية تخدم الجانب السياسي والديني معاً. على الاقل هذا ما كان يعتقده القس حنا زلو الموصلي الذي انذرهُ عيسى بك قائممقام الحميدية باحتمال قيام بعض الاشخص المسلمين بارتكاب جرائم ضد النصارى، فجاوبه القس حنا " نحن كاثوليك ليس لدينا علاقة بالارمن" (دماء بريئة للاب سهيل قاشا ص63). لكن الحال يختلف اليوم، فالسياسية لا ترحب بالدين والدين لا يتأقلم مع السياسية، والتأثير الكاثوليكي في السياسية اصبح خجولاً جدًا حيث اقتصر على الاستنكارات والشعارات الرنانة ليس الا. فأين القوة في هذه الحالة؟ فلو كان لدى الكاثوليك قوة حقيقة لكانت اساسًا استغلتها من اجل انقاذ نفسها. فالكنيسة منذ اكثر من 40 سنة وهي تمر بأزمات كثيرة ومختلفة وبدأ يظهر تأثيرها في عدد الكنائس التي اغلقت في الدول الغربية. اكثر من 150 كنيسة كاثوليكية اغلقت في اقل من 20 سنة، هذا ان لم يكن العدد مضاعف، ففي امريكا وحدها تم اغلاق اكثر من 30 كنيسة كاثوليكية وذلك لاسباب مختلفة، منها نقص عدد المؤمنين في الابرشيات.
خامسًا) يؤكد غبطته بان الوحدة لا تعني ذوبان هويتنا الكنسية الخاصّة في نمط واحد، بل نحافظ على الوحدة في التعددية ونبقى كنيسة واحدة جامعة رسولية، كنيسة مشرقية تحافظ على خصوصية الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد ودعمها من خلال احترام صلاحيات البطريرك والسينودس. كنت اتمنى من غبطته ان يضع الامور في اطارها الصحيح وتفسيرها على اساس الواقع الحقيقي الذي تعيشه الكنيسة الكلدانية في داخل وخارج العراق. ففي الواقع ان دور السلطة الباباوية تأثيره كبير جدًا على الكنيسة الكلدانية اذ يخالف قول البطريرك اعلاه. فلجميعنا علم كما اكد ذلك د. برخو بان الكنيسة الكلدانية خسرت الكثير من استقلاليتها بسبب التدخل الكاثوليكي; فوحدتها لا تعتبر وحدة التحامية تكاملية، بل وحدة امتزاجية، يحركها اسقف كاردينالي درجته وسلطته اكبر من البطريرك الكلداني; والبطريرك الكلداني له سلطة كنسيّة محددة وفق القوانين التابعة للكنيسة الكاثوليكية، فهو، مع كل الاسف، بمثابة مطران ان صح التعبير يدير احد فروع الكنيسة الكاثوليكية، اذ لا سلطة له حتى لإيقاف كاهن او راهب مخالف دون الرجوع الى السلطة العليا; القوانين الكنسيّة الخاصة بكنيسة المشرق ليست سواء قوانين غُربله من قبل الكنيسة الكاثوليكية لتلاءم موقفها السيادي على الكنيسة الكلدانية; الطقوس الكنسيّة الكلدانية ادخل فيها تعديلات لا تمت لكنيسة المشرق بصلة; اباء قديسين حـُذفوا من الكتب الطقسية بقرار كاثوليكي منهم (مار ديودورس ومار ثيودورس ومار نسطورس); ناهيك عن المحاضرات والاصدارات الصوتية والكتابية التي تطعن في ايمان كنيسة المشرق من قبل بعض الكهنة الكلدان الكاثوليك. فهل هذا حقاً يعتبر حفاظاً للخصوصية الإدارة والقوانين والطقوس والتقاليد الكنسية بشكلها الاصلي ؟ اترك الجواب للقارئ الكريم.
الخلاصة، ان الجاهل وحده هو الذي يقف ضد الوحدة الكنسية، فهي مطلب سماوي ويجب علينا ان نعمل من اجل تحقيقها وبالاخص بين كنائسنا الشرقية. لكن، يجب يكون ذلك على اساس احترام رسولية وتاريخ الكنائس الاخرى. اذ لا يجوز لأي كنيسة اخر مهما بلغت قوتها لان تجرد رسولية، وقوانين، وسلطة الكنائس الاخرى وذلك بحجة الشرْكة الايماني. الكنيسة الكاثوليكية لها معتقداتها الخاصة بها، وهذه المعتقدات يوجد فيها المقدسة بتقليدها الرسولي والدخيل ايضا. والحق يُقال بان التاريخ الكنسي يشهد بان هناك امتياز للكرسي الروماني، لكن ليس بحسب المعتقد الكاثوليكي الحديث. وشركتنا معها لها اهمية كبيرة لنا، غير ان هذه الشراكة الايماني يجب ان تقوم على اساس المساواة وعدم التدخل في الشؤون الكنسية. اما غير ذلك فهو محاولة لطمس الهوية الكنسية في عمق تاريخي اخر ونحن لسنا مجبرين لتجذير هويتنا في تربة اخرى غير تربتنا.
ومن هنا ادعو غبطة البطريرك مار لويس ساكو لتحقيق الوحدة مع شطري كنيسة المشرق الاشورية، وذلك بامتثال غبطته لجميع القوانين المقدسة التي سنها اباء كنيسة المشرق والرجوع الى حضن كنيسة المشرق دون اي شروط مسبقة. بعدها نستطيع ككنيسة موحدة بقوانينها المقدسة تطبيق شروط الشرْكة الكنسيّة مع الكاثوليك وفق القاعدة المسيحية.
الشماس جورج ايشو