المحرر موضوع: هل يمكن المحافظة علي إستقلالية كنيسة المشرق في ظل الشركة التامة مع الكنيسة الرومانية  (زيارة 1962 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي



                        هل يمكن المحافظة علي إستقلالية كنيسة المشرق في ظل الشركة التامة مع الكنيسة الرومانية


   تكاثرت في الآونة الاخيرة المقالات والردود التي خاضت في شكل وفحوى المبادرة التى أطلقها غبطة البطريرك مار لويس ساكو لوحدة فروع كنيسة المشرق ( الكلدانية والقديمة والآشورية)  والتي اشترط فيها شركة الإيمان والوحدة مع  كرسي روما باعتباره قاعدة أساسية وجوهرية للوحدة .  وهذا الكم من الحوار ان دل على شيء فانه يدل على أهمية هذا الموضوع للكثيرين منا رغم الاختلاف في الاّراء. وما لمسته من قراءتي لما جاء به المتحاورون هو الوقوف مع او بالضد من المبادرة ولأسباب ذاتية وموضوعية شتى ولكن ما لفت نظري هو عدم المامنا بما تعنيه هذه "الشركة" وحتى ان البعض يرى انها مسالة يمكن التفاوض عليها ولكن في حقيقة الامر فهي محددة في اطر الوثائق الكنسية للكرسي الروماني كمرسوم مسكوني ( decree of ecumenism).

   ولأجل ان نستوعب الية "الشركة" مع كرسي روما علينا ان نتعرف على مفهوم الشركة من وجهة نظر هذه الكنيسة لان هناك بعض الفروق بين الكنائس فيما يخص تعريف هذه الكلمة. كنيسة روما تحدد لنفسها نوعين أساسيين للشركة ( communion ) مع الكنائس الاخرى. النوع الاول منها يسمى الشركة التامة (full communion) وتعني الاتحاد الكامل مع كنيسة روما من حيث المعتقد والأسرار الكنسية والخضوع الرعوي لسلطة اسقف روما (بابا الڤاتيكان ) باعتباره ، وحسب العقيدة الرومانية، رأس الكنيسة المطلق في العالم لانه خليفة بطرس الرسول. اما النوع الثاني من الشركة فهو الجزئي (partial communion) والذي تعرفه كنيسة روما بانه رابطتها مع المسيحيين من اتباع الكنائس الأخرى الذين نالوا المعمودية الحقة ولكنهم لا يؤمنون بكل عقائد كنيسة روما او لا يخضعون لسلطة اسقفها. وطبعا هناك تفاصيل اخرى تحدد كيف تتعامل الكنيسة الرومانية مع الداخلين في الشركة الجزئية معها. وكأمثلة  على النوع الاول اي الشركة التامة مع الڤاتيكان هي الكنيسة المارونية والكنيسة الكلدانية اما النوع الجزئي للشراكة فخير مثال عليه هو الكنائس الأرثودوكسية.     

   وبناء على التوضيح في الفقرة السابقة فان ابقاء الشركة الحالية مع الڤاتيكان بعد قيام الوحدة بين فروع كنيسة المشرق الثلاثة سيعني بالضرورة الخضوع لعقائد كنيسة روما لان شركة الكنيسة الكلدانية مع الڤاتيكان هي من النوع التام.  وبضمن ذلك يدخل الخضوع لسلطة بابا الڤاتيكان. هذه السلطة قد حددت بعقيدة صدارة اسقف روما( doctrine of papal primacy) بدون لَبْس في القانون الكنسي (cannon law). ومن وجهة نظر كنيسة روما ، هذه الصدارة هي كاملة و فوقية وعالمية (full supreme and universal ) على الكنيسة برمتها.   طبعا هذا المفهوم كان احد الأسباب الرئيسية لانفصال الكنائس الأرثودوكسية التي تنظر الى اسقف روما(بابا الڤاتيكان) على انه أول بين المتساوين (first among equals) من البطاركة فقط ولكن من دون سلطات فعلية اعلى. وتاريخيا فهذا كان حال العلاقة بين بطاركة الكنيسة (في روما والقسطنطينية والإسكندرية وأنطاكيا وأورشليم وساليق قطيسفون)  في القرون الاولى قبل حدوث الانقسامات. ولكن بتوالي القرون وبزيادة سلطة البابوات اتخذت العلاقة منحى فوقي وهذا ما أدى الى المزيد من التشرذم.

   وفي ضوء هذه المعلومات السؤال المطروح الان هو هل ستلقى مبادرة غبطة البطريرك لويس ساكو قبولاً من كنيسة المشرق الآشورية والمشرق القديمة او هل هي ممكنة التحقيق ؟ طبعا ليس بوسعي الرد على هذا السؤال لان هذا الامر متروك لسينودس الكنيستين. ولكني هنا سأعبر عن فهمي للموضوع لا اكثر. ان الدخول في اي شركة مع اي كنيسة اخرى يجب ان يحفظ لكنيسة المشرق عقائدها الأصلية بدون اي تغيير حتى وَلَو لفظياً.   كذلك فان العلاقة بين بطريرك كنيسة المشرق بأسقف روما يجب ان تكون علاقة تكافؤ بدون تسلط او تسلسل فوقي.   ولكن اذا اخذنا في الاعتبار ما ذكرناه أعلاه عن مفهوم كنيسة روما الحالية للشركة بشكليها فاني لا اعتقد ان هذا النوع الذي اعبر عنه من الارتباط سيكون اكثر من نوع الشركة الجزئية. وعليه فان الإبقاء على علاقة الشركة التامة القائمة حاليا بين الكنيسة الكلدانية والڤاتيكان كشرط لوحدة كنيسة المشرق غير ممكن اذا أردنا في نفس الوقت المحافظة على أصالة وروح كنيسة المشرق واستقلالية بطريركيتها التامة قولاً وفعلاً بعد تحقيق الوحدة.

   وبعد كل ما قلته هل هذا يعني القطيعة ؟ كلا طبعاً بل على العكس فان ما يجب عمله الان هو بذل المزيد من الجهود لخلق اكبر قدر من التقارب والتعاون والتكامل بين فروع كنيسة المشرق وفتح قنوات اخرى للتفاهم مع شتى الكنائس في العالم وخصوصاً في هذه الظروف الصعبة فالوحدة تتأتى من الأشتراك في الإيمان بالمسيح.



http://www.vatican.va/archive/hist_councils/ii_vatican_council/documents/vat-ii_decree_19641121_unitatis-redintegratio_en.html

https://en.m.wikipedia.org/wiki/Full_communion

https://en.m.wikipedia.org/wiki/Eastern_Orthodox_opposition_to_papal_supremacy




غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي يوسف
شلاما
شرح وافي ومهم للوضع القاءم بين كناءسنا وكنيسة الفاتيكان

وهنا نود ان نسال
 ما هي صيغة التعاون  التي يمكن ان تقام  بين كنسيتنا والفاتيكان 
اذا كانت وحدتهما غير ممكنه
تقبل تحياتي

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي

الأخ رابي أخيقر يوخنا المحترم

شلاما وبشينا

شكرًا على التعقيب وانت تطرح سؤال مهم. وطبعا خير من يجيب عليه هو القيادة الكنسية على الجانبين ولكن بمشاركة الرعية وإسهامها المباشر.  وبرأيي المتواضع هناك الكثير مما يمكن القيام به اذا توفرت الإرادة والنية السليمة ومنه تطبيع العلاقات وتجاوز سلبيات الماضي بإلغاء كل ما من شأنه الانتقاص والتحريم بدون طلب اي طرف من الطرف الاخر بإعلان التبعية والتعاون في المجالات الثقافية والخيرية وتبادل الخبرات في المجالات الإدارية وتشكيل جمعيات مشتركة على مستوى الخبراء والقاعدة الشعبية بهدف توسيع رقعة الارضيّة المشتركة للإيمان  وإنشاء مجموعات الدفاع عن حقوق المؤمنين والضغط. ويمكن اضافة الكثير الى هذه القائمة البسيطة وخصوصا في هذه الظروف الصعبة التي تمر على المسيحيين في بلدان الشرق على اختلاف مسمياتهم الكنسية او الفئوية.

على العموم برأيي فان الانفتاح يجب ان يشمل الكنائس الأخرى في العالم كالارثودكسية والپروتستانت وغيرهم ولا يقتصر على الرومانية الكاثوليكية.

يهمني معرفة رأي حضرتك اخي العزيز.

إيقاري
يوسف

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
رابي يوسف بيت نوهرا
شلاما
 حسب ما افهمه من واقع كناءسنا اداريا 
ان كل الخيوط هي بايدي زعماء كناءسنا
وبمعنى اخر
ان سلطة الابوة  لزعماء كناءسنا تحتكر كل شيء وتجعله من ضمن واجباتها فقط وحسب اراءها  ومصالحها ووفق مزاجها وقناعاتها
ولا اهمية  تذكر للرعية
وهنا يبرز سوال
اما ان الاوان لتحديد صلاحيات وامتيازات وواجبات ومسوءوليات وحدود  زعماء كناءسنا
ومرة اخرى سيبرز سوال
ومن هو او من هم الذين باستطاعتهم رسم دواءر تحدد بموجبها صلاحيات ومسووليات تلك الزعامة ؟
فما ذا تعتقدون في حل تلك الاشكالية ؟
وشكرا

غير متصل عبد الاحد قلــو

  • عضو مميز
  • ****
  • مشاركة: 1745
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
مقتبس من المقال:
اقتباس
وكأمثلة  على النوع الاول اي الشركة التامة مع الڤاتيكان هي الكنيسة المارونية والكنيسة الكلدانية اما النوع الجزئي للشراكة فخير مثال عليه هو الكنائس الأرثودوكسية. وبعد اعلان ١٩٩٤ بين كنيسة روما وكنيسة المشرق الآشورية يمكن اعتبارهما حالياً في حالة شركة جزئية.   

الاخ المحترم يوسف..مع التحية والتقدير
ان الموضوع الذي طرحته والذي يتمثل في المقتبس اعلاه، فانه لا توجد شركة كاملة او جزئية مع حاضرة الفاتيكان.. وهنالك الكثير من الكنائس لها شركة كاملة معها ومنها الكنيسة الفرنسية والاسبانية والبرتغالية وكنائس دول اميركا الجنوبية جميعها وغيرها من المنتمين للمذهب الكاثوليكي بالاضافة الى الكنيسة الكلدانية وو.. اما التي تقول عليها جزئية فتلك ليست بالجزئية وانما هنالك اتفاق كرستولوجي عقائدي لكنه لم يدخل في مرحلة الشراكة لا جزئيا ولا مكتملا، لتردد الكنيستين الارثدوكسية والاشورية وخوفهما من أفول سلطانهم(بالرغم من ان الاختلاف بين الكنيستين الارثودكسية والاشورية هو اكبر منه مع الكاثوليكية وكل على حدة).. وذلك لكي  لا يفقدوا كريسهم ليبقوا مستقلين مبتعدين عن فكرة وحدة كنيستنا وكما يريدها السيد المسيح.
 والقصد من ماذكرته، بان الاقلية يجب ان تتبع الاكثرية للحفاظ على الهرم الكنسي الذي اسسه القديس بطرس الرسول الذي هو الصخرة وعلى هذه الصخرة بنى بيعته وحسب وعد المسيح الرب له..تقبل تحيتي

غير متصل خوشابا سولاقا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 2340
    • مشاهدة الملف الشخصي
الى الأخ والصديق العزيز الأستاذ  Yousif beth Nohra المحترم
تقبلوا خالص تحياتنا ومحبتنا الأخوية
مقالكم رائع وتساؤلكم أروع " هل يمكن المحافظة على استقلالية كنيسة المشرق في ظل الشركة التامة مع كنيسة روما ؟؟ " . الجواب نعم ممكن في ظل الشركة الأيمانية ، لأن ذلك حاصل ، وممكن أيضاً في ظل الشركة المؤسساتية الأدارية المستقلة للشركاء ، وفي ظل تكافؤ وتساوي سلطات كل الأسقفيات أو البطريركيات ، ولكن هل تقبل روما بذلك ؟؟ لا أظن إنه ضرب من الخيال .
لنعود قليلاً الى الوراء لنرى كيف سارت الأمور . في عام 312 م أصدر الأمبراطور قسطنطين الأكبر مرسوم ميلان الذي بموجبه رفع الاضطهاد عن المسيحين في أرجاء الأمبراطورية ، وفي عام 324 م فرض الأمبراطور قسطنطين ذاته الديانة المسيحية دينا رسمياً للأمبراطورية الرومانية بالقوة . ومنذ ذلك التاريخ تم تسيس الكنيسة بأمتياز وبات قرارها بيد الأمبراطور والمقربين وحتى اختيار الباباوات والبطاركة بات شأنهم . وعلية انتقلت ثقافة الحكم والسلطة التي كانت سائدة في روما الوثنية القديمة التي كانت تقضي بخضوع قيادات وأمراء البلدان المحتلة لسلطة قيصر روما الوثني خضوعاً مطلقاً الى روما المسيحية وقيصرها الجديد المسيحي المتمثل بقداسة البابا ، على هذا الأساس وعلى خلفية تلك الثقافة تعاملت كنيسة روما واسقفها البابا مع الكنائس الأخرى كما تعامل القيصر مع الشعوب الخاضعة له .
يا صديقنا العزيز جميع المسيحيين في العالم وبمختلف مذاهبهم لهم نفس الشركة الأيمانية لأن الجميع مؤمنين بالثوابت المسيحية ذاتها ، وعليه لا اشكال في ذلك لتمنع الشركة التامة مع كنيسة روما سواءً من كنيسة المشرق أو غيرها من الكنائس . إن الأشكالية هي في الشركة المؤسساتية الأدارية وعليه نختصر الموضوع فيما يلي :-
1 ) كنيسة روما لا يمكن لها أن تقبل بالأستقلالية المؤسساتية للكنائس الأخرى التي تدخل معها في الشركة الأيمانية ولا تؤمن بأن تعتق شركائها الحاليين .
2 ) الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية لا يمكن لها الخروج من سيطرة كنيسة روما لتعود وتتوحد مع كنيسة الأم كنيسة المشرق وأن تكون لها استقلالية مؤسساتية غير خاضعة لروما  كما تريد المشرق الآشورية والقديمة .
3 ) كنيسة المشرق الآشورية بشطريها من المستحيل لها أن تقبل بالخضوع لأسقف روما ( البابا) في أي حالٍ  من الأحوال وتتنازل عن رئاستها له .

في ضوء هذا الواقع نرى أن لكل طرف له ثوابته لا يمكنه التخلي عنها ، لذلك لا يمكن أن تكون هناك وحدة كنسية بين كنيسة المشرق بشطريها الآشورية والقديمة من جهة وبين الكلدانية وروما من جهة أخرى ، ولكن من الممكن أن تحصل الوحدة الكنسية وبسهولة ومن دون عناء لو تخلت روما - الفاتيكان عن نهجها المعتمد في اخضاع الآخرين الى سلطتها المطلقة وأن تعتق شركائها في الايمان لو كانوا المعنيين على صورة السيد المسيح له المجد وممثليه في الأرض  . ودمتم والعائلة الكريمة بخير وسلام .

            محبكم أخوكم وصديقكم : خوشابا سولاقا - بغداد     

غير متصل Abo Nenos

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 444
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
الاستاذ خوشابا سولاقا المحترم
الحديث عن الشراكة حديث غامض وفيه الكثير من المتغيرات وبرأيي الخاص لا اغتقد بأن كنيسة روما ستوافق على الشراكة الايمانية بل لا بد من الخضوع التام لادارة الفاتيكان وهذا ما اراه بان الكنيستين الشرقية الاشورية والقديمة ترفضه تماماليس بسبب الهوف من الخضوع مثلما يروج البعض فكلنا خاضعون لمسيح واحد الذي الهنا وربنا الذي يؤمن به وانما لا يمكن ان نخضع لادارة تتعامل مع الاتباع تعاملا مزدوجا . سلطة الفاتيكان تراها فقط على الاتباع الضعفاء والفقراء وهذا ما تحتاجه الفاتيكان للحفاظ على ديمومتها اما الاقوياء والاغنياء فليسوا خاضعين لسلطانها والادارة تتغاضى عن الكثير من التجاوزات التي يقوم بها الكاثوليك في الدول القوية مثل اوروبا امريكا فالاتباع هنا يعيشون بحسب مزاجاتهم يكفي ان نعرف ان غاليلو كان له ثلالثة ابناء بنتين وابن واحد من علاقة غير شرعية او من صديقة ولو كان غاليلو تابعا عاديا لاتهم بالزنا واحرقت صديقته ونفس الحالة تراها في خليلات البارونات الفرنسية وعشاق زوجاتهم.
ما اراه مناسبا في الوحدة بين كنائسنا هو العودة الى جذورنا وهناك اتفاقات كسيتولوجية مع العديد من الكنائس والتواصل مع البقية لبناء الشراكة الايمانية الحقيقة وليس الخضوع لاننا الحلقة الاضعف والخضوع معناه السير في طريق الانقراض               
تقبل تحياتي
الشماس
نمئيل بيركو
كندا

غير متصل اخيقر يوخنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4982
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
شلاما كاتب المقال وكافة الاخوة المشاركين في الرد

اعتقد  ان المقولة
الشرق  والغرب لا يلتقيان

تنطبق على تفسير مصير العلاقة بين كناءس  الشرق والفاتيكان

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي



الأخ العزيز رابي أخيقر يوخنا المحترم

شلاما

عن رد # 3

سؤال صعب رغم أهميته. المفروض طبعا انها مسؤولية الجميع.  اشكالية الزعامة مركبة ولا يمكن اغفال الجوانب التاريخية والسياسية ماضيا وحاضرا التي تطلبت من الزعماء الروحيين القيام بواجبات قيادية خارج القضايا المتعلقة بالايمان.  وربما الامر بحاجة الى دراسة معمقة لإيجاد افضل الوسائل للتجديد في الأنظمة الإدارية وتركيبة السلطة الكنسية وطريقة عملها لجعلها اكثر شفافية مما عليه الامر في الوقت الحاضر.  البعض يرى انه من الحكمة فصل الدين عن غيره وانا أميل الى هذا الرأي رغم معرفتي ان الأمور متداخلة وقد يصعب فصلها في رأي البعض. والله اعلم.

إيقاري
يوسف

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي




الأخ العزيز  عبد الأحد قلو المحترم

تحية طيبة.

اولا : شكرًا لمداخلتك وانا احترم رأيك. لدي بعض الملاحظات ولان بعض الاختلاف سيدخل في باب العقائد ربما في نهاية الامر سنتفق على ان لا نتفق وأرجو ان ما سأقوله سوف لن يفسد للود قضية.

ثانيا : يمكنك الرجوع الى الروابط أعلاه حول انواع الشركة وخصوصا الغير التامة لتلاحظ ان هناك تباين في مقدار ونوعية عدم اكتمال الشركة مع الكنائس الاخرى. أنا مثلك شككت بكون اعلان ١٩٩٤ كونه حتى شركة جزئية ولكن بعض النصوص تقول انه يعد خطوة على طريق الشركة التامة. كما ان ما تلا الاعلان المذكور كان السماح بتناول القربان القدس في الكنيسة الشقيقة عند الضرورة وحسب تعليمات معينة. وتوخيا للدقة فسأحاول حذف الجملة المتعلقة. اما الكنائس الأرثودوكسية فهي مذكورة بوضوح لا لَبْس فيه في الروابط أعلاه ولكن ربما المقصود منها هو الأرثودوكسية الخلقيدونية التي بدء انفصالها في القرن الحادي عشر. كما تجدر الملاحظة ان هناك ضوابط و حدود لدرجة الشركة وخاصة في التقديس والأسرار الكنسية الاخرى. اما قولك ان عقيدة كنيسة المشرق هي اقرب الي كنيسة روما منها الى الأرثودوكسية فهذا صحيح بما يخص الأرثودوكسية غير الخلقيدونية (oriental orthodoxy) كالكنيسة القبطية وفيما يخص المعتقد المسيحاني (christology).

ثالثا : بالنسبة لموضوع الخوف الذي ذكرته فبرأيي ان الخوف هو خوفنا على كنيسة المشرق هو من اضمحلال عقيدتها الإيمانية  الخالصة بالتبعية لغيرها و الذي حتماً سيقتضي ادخال تحويرات عليها وبضمنها الخضوع لسلطة اسقف روما الذي سيؤدي الى استلاب حتى ارادتها الإدارية كما حدث ويحدث للكنيسة الكلدانية مع احترامي.  وهذا خوف مشروع برأيي. ولقد خسرنا الكثير فعلينا المحافظة على القليل الباقي. اما قولك بانه الخوف علي الكرسي ، فهذا ان صح احيانا ، فانه برأيي المتواضع من ضعف البشر وينطبق على كل الكراسي (والجالسين عليها) وبضمنها الكرسي الروماني. 

رابعا : عقيدة صدارة كرسي روما وخصوصا بالمفهوم الفوقي (supremacist) لم تكن موجودة في القرون المسيحية الأولى بل كانت الكنائس في الإقاليم الاخرى المذكورة أعلاه تخضع لسلطة بطاركتها رغم احترام مركز اسقف روما كأول بين متساوين كما ذكرت. وهذا كان في واقعه استلهاماً لعلاقة الرسل ببعضهم البعض فبولس لم يتردد ان يوبخ بطرس عندما اقتضى الامر ذلك. البعد الفوقي لكرسي روما متاخر الحدوث تاريخيا ووضع بصيغة عقيدة ولذلك لا يمكن التنازل عنه من وجهة نظر الكنيسة الرومانية وانا اقدر ذلك. وأما تبرير هذه العقيدة بالوحدة المسيحية واستخدام مقولة المسيح لبطرس للتدليل على ذلك فهو موضع خلاف وقابل للتأويل. فالبعض يرى ان المسيح لم يتحدث عن او يعني وجوب تبعية المسيحيين المطلقة لخلفاء بطرس الرسول من أساقفة روما. وخاصة ان بطرس أمضى جزءاً من كرازته في أورشليم وغيرها من المدن قبل ان يرحل الى روما. كما ان البعض الاخر يرجع مكانة كرسي روما الى كون المدينة عاصمة الامبراطورية واهم مدن العالم الغربي يومئذ. والله اعلم اخي العزيز. 

خامساً : بعد كل هذا أنا بصراحة ليس لدي اي اعتراض على عقائد اخواني المسيحيين واحترم حريتهم باختيار ما يرونه لازما لهم ايمانياً ولكني شخصياً لا ارى عقيدة التبعية لكرسي روما (وبعض العقائد الاخرى) ملزمة لي كمسيحي ولا اعتبرها ضرورية للوحدة المسيحية التي اساسها الإيمان بالمسيح حسب رايي وليس الوحدة المؤسساتية الهرمية. ثم ان كنيسة المشرق ولدت وترعرعت في بيئة معادية ولم تكن أبدا "دين الدولة الرسمي" ورغم ذلك فانها حملت بشارة الإنجيل الى اصقاع الشرق الأقصى دون الحاجة الى اي تبعية  بل كانت في أوج أزدهارها اكبر في اتساعها من كنيسة روما هذا رغم ان البعض عدها او مازال يعدها هرطقة ويعيب عليها اليوم صغر حجمها وعلى هذا يرى وجوب اتباعها لغيرها.

سادساً : رغم بعض التحفظ كما بينت اسبابه أعلاه فأنا لا اخفي اعجابي بكنيسة روما وتاريخها وإرثها وما قدمته وتقدمه للإيمان المسيحي والإنسانية جمعاء. ان نكران كل ذلك ليس الا من قبيل الإجحاف. وانا في واقع الامر اقضي من الوقت في الكنائس الرومانية الكاثوليكية اكثر من مما امضيه في كنائس المشرق. وذلك لأسباب جغرافية. والحمد لله لم أألق اي مشاكل. 


شكرًا مرة اخرى اخي العزيز وآسف للإطالة وبعض التكرار. 

تقبل فائق احترامي

اخوك
يوسف

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي





الاخ العزيز خوشابا سولاقا المحترم

تحية طيبة

أشكرك على مداخلتك التي عرجت فيها على مفاصل مهمة للتاريخ الكنسي وذكرتني بكتاب كنت قد اطلعت عليه قبل سنتين او ما يزيد عنوانه Jesus' Wars الذي يؤرخ لفترة تكوين العقائد في القرون الاولى  وكيف امتزجت السياسة والمصالح والدسائس بقرارات المجامع. رغم أني لم اتفق مع كل ما جاء فيه الا ان فيه الشيء الكثير من الصحة.



 سننتظر ونرى ما ستؤول اليه الأمور بشأن هذه المبادرات الاخيرة. ما يقلقني هو ما قد ينتج من احباط وتنافر بين كنائس المشرق وخصوصا على المستوى الرعوي اذا لم يحرز اي تقدم في الأخذ  والرد على مستوى القيادة الكنسية.

تقبل فائق احترامي

اخوك
يوسف

غير متصل Yousif beth Nohra

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 81
  • منتديات عنكاوا
    • مشاهدة الملف الشخصي



الاخ العزيز Abo Nenos المحترم


تحية طيبة

شكرًا على مروركم.

مع التقدير
اخوك
يوسف