الى إدارة وكوادر وقراء عنكاوا كوم المحترمين
جلال مرقس
سأتقبل النقد والرد وإن كان عنيفا لأني أتألم أكثرعندما أمر على ردود بعض الكتاب حول بعض ما ينشر في هذا المنبر الذي إستغله "البعض"للطعن والتحرش بشخص الكاتب لأن موضوعه ما راق له .
أحبتي المتابعين والقارئين لهذا الموقع ، من المؤكد أن من يكتب في هذا الحقل هو من أجل أن يوضح لغيره ما يراه ملائما للنشر وقد يفيدهم ، فإن إقتنعتَ بمردوده الإيحابي فَاثنِهِ وباركه تشجيعا له ، وإن إختلفتَ مع منشوره وضح له مواضع شكك وما هو الأصوب بديلا له ، إذ ليس كل ما يكتب بالضرورة أن يستحسنه الجميع ولابد من رافض له . لذا أرى من المستحسن أن نُقَيِّم جهود من يكتبون وإن كان دون مستوى المطلوب ثم نُقَيِّم ما كتبوه ببصيرة ناقد من أجل التقويم وليس من أجل التحطيم . الردود اللاذعة لا تسيء للكاتب بقدر كشف نيات ناقده تجاهه .
قبل بضعة أيام وطبيخ "الرابطة الكلدانية" على نار هادئة لِتُشَبِّع المشتاقون لحلاوة مذاقها – وأنا أحدهم – ردود البعض طالت السماء تمجيدا لهذه الخطوة المباركة ولا أشك أنها تستحق الأقل من هذا ولكن ليس بطريقة جعلها أنها الأمل الوحيد لإنقاذ الكلدان كما لو كانوا في مأزق ، ومن الجانب الآخر نزلت من ذات السماء دعوات إبتهال ومضمونها لا يخرج عن إفشال هذه الخطوة وكأن الرابطة ما وجدت إلاّ لحسم الموقف بالمبارزة معهم.
مررت على كل الطعون بين المتنازعين من كل الأطراف كمتفرج عسى أن أرى أي الجهتين هي الأصوب كي أنحني إجلالا لها . إن كان للكلدان حق مشروع لمنظمة تشدهم نحو بعضهم فلغيرهم عين الحق لشد أواصرهم أقوى وأمتن ، فهل مجيء الرابطة الكلدانية أحجبت رؤية الغير نحو آفاقهم المشروعة .! كل كاتب إمتشق سيفه كلدانيا كان أم آشوريا ليجز آية تفكير غيره ويَعدّون ما يُسَطِرونه إنجازا يخدم قضيتهم ، فإن كان شعاع الكلدان قد بان مؤخرا فشعاع الآشور قد سبقهم ولم يكن الكلدان من الخاسرين حينها ، وسوف لن يكون الآشوريون خاسرين لو توهج شعاع الكلدان .
أقول للرأيين دون تردد وندم : كلاكما ستكونان من الخاسرين لو تماديتما في السير على نفس المسار ، لابل ستعمقان فجوة النفور بينهما وهما الأحوج الى التقارب في هذا الوقت بالذات , فإن خلت ذاكرتك من فكرة الخير لا تدع الشر يقلقك ، فالتعصب ليس هو الإيمان الشديد ، لأن الإيمان الشديد هو أن تتحمس لرأيك وتدافع عنه ، وفي نفس الوقت ترى أن هناك آراء أخرى تختلف معك ، ولا تتباهى بأن لا أراء تعلو فوق رأيك .
أقترح ومن باب صيانة حرمة القناة كي لا تتحول الى منبر إحترابي بين الأفكار المتباينة بألاّ تسمح لهكذا ردود هابطة أن تمر عبر صفحاتها ، وفي نفس الوقت أتوسل بأصحاب الأقلام ألاّ يستخدموا نبال أقلامهم سهاما في عقول غيرهم وإن كانوا من منافسيهم .
كم سيكون رائعا لو إندمجت الشعلتان ونسير على هداها..
فلنتطهر من شر الثقافات المنغلقة .