المحرر موضوع: أطباء على جيَاد خشبية  (زيارة 2418 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل سـلوان سـاكو

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 454
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
أطباء على جيَاد خشبية
« في: 03:54 17/07/2015 »
أطباء على جيَاد خشبية   
يذهب شخص ما  لعيادة طبيب العائلة  لإجراء الفحوصات الدورية فيجدها  مغلقة  فيسأل عن السبب،  يقولون له أن الطبيب قد ألتحق في  صفوف  تنظيم الدولة  الاسلامية  داعش ، يضرب  كفّ  بكفْ وينصرف.   
يتوافد من فترة ليست بقليلة على منطقة سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية داعش عشرات الأطباء من كل نواحي العالم تقريباً امريكا ، بريطانيا ، كندا، استراليا ، سعودية ، مصر ،  الخ . للانخراط في صفوف التنظيم  ومستشفياته  ومعالجة الجرحة في ميادين القتال ، في وضع شاذ غير منطقي تنُم عن حالة  فوضوية  وعالم  أصبح  فيه  الخطأ  هو الصحْ .
فطبُيبَنا الأسترالي الشاب طارق الكاملة (29) سنة يترك عمله ووظيفته وعياتده لطب الأطفال  ويغادر الى سوريا في مارس 2015  ، وينضم لداعش للجهاد والقتل  . وهذا هو  البريطاني تامر احمد ابو صباح يترك هو الاخر لندن ويتوجه الى كلية الطب في ولاية الرقة اكبر معقل للتنظيم وعاصمتهم الفعلية . أما طبيب الأسنان "الانتحاري" وسام محمد العطل (37 سنة) ففجر نفسه بسيارة مفخخة أمام أحد الحواجز الأمنية في مخيم جباليا شمال غزة.  انضمام ما يقارب 18 طبيبا من أصول  سودانية برفقتهم  ابنة المتحدث  الرسمي باسم  وزارة الخارجية  السودانية، السفير علي الصادق مؤخراً لتنظيم "داعش. 
ليست القضية  العدد ولكن المشكلة الاساسية تكُمن   في العقل والتفكير الذي يتعامل به هؤلاء الأطباء الذين يفترض بهم أن يكونوا صفوة المجتمع ومن حملة الشهادات العليا ومثل يحتذي به الناس،  ليست المسألة استبدال مئزَر الطب الابيض بواحد أسود ، ولكن المشروع الذي  يبنونه  في عقولهم المريضة والذي هو خارج الزمان والمكان والحداثة.  انظر ماذا تقول  مجلة "دابق" التابعة لتنظيم "داعش" والصادرة باللغة الإنجليزية،  فقد استقبلت كلية الطب بـ"الرقة" والتابعة لـ"ديوان الصحة" 300 متقدم، تم قبول 100 منهم، نصفهم من المهاجرين، مشددة على حاجتها لمهاجرين ذوي خبرة في ممارسة الطب، حيث قالت: "هذه الهجرة واجبة ولاتزال حتى اليوم سهلة". السؤال المطروح هنُا مالذي يدعْ  طبيب شاب له عيادة خاصة  في بلد مُستقر مثل استراليا وكندا  ويذهب ليوظف طاقته وخادمته  لتنظيم أرهابي دموي أجرامي،  هل يعُقل أن تكون المادة ؟  أم فريضة الجهاد في سبيل الله حسب معتقداتهم ،  أم هو هوس وكبت جنسي ،  ام تكون  كل  هذه العوامل في داخل  شخص مريض لم يرى متنفس له غير رجال داعش ونساء حورّ العين . على ما يبدو القصة أكبر من ذلك بكثير ويجب طرحها ومناقشتها بجدية وتُمعن.