المحرر موضوع: السبيل الى " قوة عسكرية كردية سورية موحدة "  (زيارة 448 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صلاح بدرالدين

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 945
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
السبيل الى " قوة عسكرية كردية سورية موحدة "

                                                           
 صلاح بدرالدين

   تدور منذ حين سجالات ونقاشات بين من يرى في الوسط الكردي السوري 1 - بضرورة عودة بيشمركة روزآفا من اقليم كردستان العراق الى الوطن وتشكيل " قوة عسكرية موحدة "  2 – برفض عودتهم والاكتفاء بقوات – الحماية الشعبية – التابعة لحزب – ب ي د – ومساهمة مني في هذا النقاش أرى :
     قبل التفكير " بقوة عسكرية كردية موحدة " علينا العمل من أجل قوة سياسية كردية متجانسة وموحدة الأهداف والسياسات والمنطلقات فالعمل العسكري وفي كل زمان ومكان تعبير عن الموقف السياسي واذا ماتشكلت قوة عسكرية موحدة في الظرف الراهن عن أية سياسة ستعبر ؟ ومن أجل أي هدف ستعمل ؟ .
     هناك قوة عسكرية تنتشر في معظم المناطق الكردية السورية تابعة لحزب الاتحاد الديموقراطي والذي بدوره يتبع لحزب العمال الكردستاني – التركي الذي يشكل الحزب الأم لكل فروع مايسمى ( بمنظومة المجتمع الديموقراطي ) وهي تخدم فعليا وعلى أرض الواقع أجندة قيادة – ب ك ك – في قنديل – وخصوصا في ساحتهم المركزية تركيا وتستخدم كرد سوريا وقضيتهم بحسب سياسة الحزب الأم وليس بحسب مصالح الكرد السوريين التي كانت ومازالت تقتضي الانخراط الكامل في الثورة السورية وفي كل الحراك الثوري والسياسي لشركائنا في الوطن من أجل اسقاط الاستبداد واجراء التغيير الديموقراطي وإعادة بناء سوريا الجديدة الكفيلة بحل كل المسائل الوطنية وفي المقدمة إيجاد حل للقضية الكردية بحسب إرادة الكرد في تقرير أوضاعهم الإدارية والسياسية والدستورية والقانونية في اطار الوطن الواحد وعلى قاعدة العيش المشترك مع المكونات السورية وخاصة الشريك العربي .
       في حين نرى أن تلك القوة العسكرية لم ترفع يوما شعار اسقاط النظام ولم تعمل من أجل ذلك ولم تقبل أي تعاون مركزي مع تشكيلات الجيش الحر وقوى الثورة بل اصطدمت معها في أكثر من مكان ( اثارة موضوع جماعة أبو عيسى وبركان الفرات ماهي الا للاستهلاك والتضليل ) بل أن الحزب الذي يقودها متورط حتى الأذنين في العلاقة والتعامل والتعاون مع نظام الأسد ونظام ايران وحتى الحكومة العراقية ولاشك أن تلك القوى العسكرية ليست من تقرر الخط السياسي بل هي منفذة للأوامر ليس الا وبينها فدائيات وفدائيين شجعان نقدرهم .
      هناك خلاف سياسي عميق في الساحة الكردية السورية بين اتجاهين : واحد ومنذ عقود ومابعدها يرى أن السبيل الأفضل للكرد هو التعاون مع الأنظمة والحكومات المتعاقبة والابتعاد عن المعارضة الوطنية صحيح أن الثورة السورية المندلعة منذ أكثر من أربعة أعوام قد أدت الى مايشبه الزلزال في الحياة السياسية وأثرت على هذا الاتجاه كثيرا وأجبرته على إعادة النظر خاصة بعد تراجع قوى النظام ونهايته المحتومة ولكن ليس الى درجة التخلي عن النهج الانتهازي المتردد اللاعب على عدة حبال وقد ظهر هذا الاتجاه منذ بداية تأسيس ( الحزب الديموقراطي الكردستاني – سوريا ) بخمسينات القرن الماضي من خلال اليمين القومي وتبلور عاريا منذ كونفرانس آب 1965 وجاءت جماعة أوجلان بالثمانينات لتنتهج الخط ذاته ولكن بطريقة أخرى وما نشاهده اليوم ماهي الا امتدادا لماسبق والجديد فيه أن هذا الاتجاه أصبح ذات قوة عسكرية ولديه سلطة أمر واقع تخدم سياسة الموالاة للنظام ومعاداة الثورة والقوى الديموقراطية السورية .
     أما الاتجاه الثاني الذي يعتبر أصيلا وتاريخيا ومعبرا عن مصالح ومطامح الغالبية الشعبية الكردية فيعيش وضعا صعبا حيث وقف مع الثورة عبر الحراك الشبابي الكردي والوطنيين والمستقلين منذ الأيام الأولى ولكنه حورب من النظام ومن الاتجاه الكردي السالف الذكر وهو الآن مغلوب على أمره أمام سلطة الأمر الواقع وقواها الأمنية والعسكرية وفي مطلق الأحوال لو تمتع هذا الاتجاه بقوى عسكرية دفاعية لكان نسق مع الثورة وتعاون معها وناضل جنبا الى جنبها ولحقق خطوات أخرى على درب كسب مواقف الثوار السوريين تجاه الحقوق الكردية بدرجات أكبر .
      بكل أسف فان البعد الكردستاني الراهن لكرد سوريا ليس كله إيجابيا وكمثال دور ومواقف – ب ك ك – كماذكرنا آنفا لايخدم الحالة الكردية بل يزيدها تعقيدا والموضوع سياسي قبل كل شيء ومما يزيد الوضع سوءا هو الضعف الكامن في البعد الوطني وعدم قدرته على استيعاب الحالة الكردية كما نتمناه وبشأن الموقف الدولي وخاصة أمريكا فان مايهمها آنيا ليس مصير الكرد ولامصير السوريين بقدر مايهمها تحقيق خططها في مواجهة – داعش – حتى لو أدى ذلك الى التحالف مع الشيطانين الإيراني والسوري وعلى الصعيد الكردي فان الإدارة الأمريكية تبحث عن مقاتلين على الأرض بالتزامن مع قصف الطيران الحربي وقد برزت على هذا الصعيد مصالح مشتركة في إقليم كردستان العراق الفدرالي وقد تتطور وتتوطد العلاقات الثنائية هناك أما في سوريا فالأمر مختلف تماما مع – ب ك ك – وعلينا عدم المبالاة بالتقارير الصحفية وعدم الارتكان اليها .
      خلاصة القول الأولوية كما أرى هي معالجة الحالة السياسية والتوصل الى اصطفاف كردي قومي ووطني بعد إخفاقات المجلسين الكرديين حتى في تنفيذ مااتفقا عليه بأربيل ودهوك وسقوط مشاريعهما والحاق الأذى بالقضية الكردية وافراغ المناطق من سكانها واثارة الصراعات الجانبية ذات الطابع العنصري وخلق انطباع سلبي لدى الشركاء العرب حول االشك في نيات كردية مبيتة وذلك من خلال مؤتمر وطني جديد بمضامينه ومشاركيه وشعاراته وأهدافه يجمع بشكل خاص ممثلي الحراك الشبابي الذين خبروا مهام تنظيم التظاهرات الاحتجاجية وعانوا السجون والمعتقلات والتشرد ومنظمات المجتمع المدني وسائر الوطنيين المستقلين مع ممثلين عن قواعد وأنصار الأحزاب بحدود 10 الى 15% وممثلين عن مقاتلي قوات الحماية الشعبية وبيشمركة روزآفا وقوى الثورة السورية ولو بمشاركة رمزية وحضور من يمثل بعض الأحزاب الكردستانية كمراقبين ضيوف ويخرج المؤتمر ببرنامج سياسي متوافق عليه وكذلك بلائحة مصدقة حول تشكيل قوة عسكرية كردية مقاومة رديفا لقوى الثورة السورية وملتزما بأهدافها وبالحقوق الكردية .