المحرر موضوع: الكنيسة الكلدانية والكلدان والقومية الكلدانية ج1  (زيارة 5316 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل انطوان الصنا

  • عضو مميز جدا
  • *****
  • مشاركة: 4286
    • مشاهدة الملف الشخصي
الكنيسة الكلدانية والكلدان والقومية الكلدانية - الجزء الاول
---
يتجنب الكثير من  مفكري وكتاب ومثقفي ابناء شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي في الوطن والمهجر الخوض او مناقشة او طرح  موضوع الكنيسة الكلدانية والكلدان او القومية الكلدانية  لحساسيته  ولتفادي النقد السلبي  والتهجم والتجريح الشخصي الذي يسود مع الاسف  بعض الردود والمداخلات النقدية  هذه الأيام لنقص الحجة والدليل والجهل بالحقائق وقلة الثقافة  والوعي  ومع كل هذا  اتقبل واحترم  كل الانتقادات البناءة  والرصينة والاراء والافكار المؤيد والمخالفة لرأي  في  محاولتي  المتواضعة  لتسليط الاضواء تاريخيا وكنسيا  على  الكلدان والقومية الكلدانية  وهي تعبر  عن وجهة نظري الشخصية  وكما يلي  : 

1 - الكلدان
---
كما هو معروف تاريخيا ان  بابا الفاتيكان اوجين الرابع عام 1445 اختار اسم الكلدان ليطلقوه على اتباع الكنيسة الشرقية في قبرص الذين تحولوا الى الكثلكة لتميزهم وتوسع ليشمل كل الذين يتحولون من الكنيسة الشرقية الى الكاثوليكية اينما كانوا وبشكل خاص في بلاد ما بين النهرين الذين تحولوا من كنيسة المشرق الى الكثلكة والشعب  الكلداني يعتبر  جزء من الشعب الارامي  واستطاع هذا الشعب ان يحكم جزء من جنوب  العراق في بابل تحديدا بعض الوقت وتلاشى نفوذه  بعد وقت قصير من موت الملك نبوخذ نصر وبقى اسم الكلدان غير معروف الا عند ذكر امبراطورية بابل او في بعض نصوص التوارة  لكن  في عام  1847  تم تثبيت وتسمية  مثلث الرحمة  مار (يوسف أودو) بطريركاً على الكنيسة الكلدانية الكاثولوكية رسميا وقانونيا  من قبل الفاتيكان  بعد ان خضع لارادتها وأطلق عليه ولأول مرة أسم بطريرك بابل على الكلدان 

2 - الفاتيكان والنهضة القومية وحركات التحرر القومية :
----
وقف الفاتيكان والكنيسة الكاثوليكية  في البداية موقفا  حازما  ومضادا  وعدائيا  للفكر  القومي الناشىء في القرن الثامن عشر  وكذلك  موقفا مضادا  للحركات والمنظمات القومية التحررية التي كانت  تؤمن بحق تقرير المصير  والاستقلال  للشعوب  والاقليات  فمنذ نشوء الأيديولوجية القومية كانت الكنيسة الكاثوليكية  المتمثلة بالفاتيكان  ترفض انفصال الاقاليم او المقاطعات  لتأسيس الدول القومية  على أساس الارض واللغة والثقافة والتاريخ  والتقاليد والمصير  فمن الطبيعي جدا أن تتأثر الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية وأتباعها بهذا الموقف العدائي  للفاتيكان من الفكر القومي بسبب تبعيتها  لينحصر اهتمامها بالامور الكنسية والروحية والطائفية للكلدان  علما ان الفاتيكان في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين  غير موقفه ورأيه  من الفكر القومي التحرري  والمنظمات والحركات التحررية القومية  وصار  متعاطفا  معها  ومع طروحاتها  لكن موقف الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية  لم يتغير اطلاقا فبقى كما كان في السابق  يعادي الفكر القومي !!

وبعد الحرب العالمية الاولى  ومعاهدة سايكس بيكو  وزوال  الامبراطورية العثمانية برزت في منطقة الشرق الاوسط حركات قومية نهضوية ارمنية وعربية وكوردية ويهودية واشورية وغيرها  لها مطاليب وطنية وقومية ومطاليب بحقوق خاصة لشعوبها وتأسست دول جديدة مثل تركيا والعراق ولبنان وسوريا والاردن وغيرها لكن الكنيسة الكلدانية واغلب الشعب الكلداني  لم يتغير موقفهم بتاتا من المسألة القومية  والسياسية وتأسس الدول الجديدة وبعد احتلال العراق من قبل بريطانيا عام 1914 كان موقف الكنيسة الكلدانية مواليا لها تماما من دون اي مطاليب في الحقوق الوطنية والقومية

3 - الكلدان وتأسيس الدولة العراقية سنة 1921 :
----
كما هو معروف ان الدولة العراقية تأسست في سنة 1921  تحت الانتداب البريطاني  واعلن  استقلال العراق الفعلي  عام 1932  بعد انتهاء الانتداب وتم قبوله في عصبة الامم المتحدة والكنيسة الكلدانية طلبت  من رعايها بعدم الانخراط والتورط  بالشؤون السياسية والقومية والابتعاد عنها واستمرت في موالاتها المطلقة للحكومة العراقية الملكية  من دون اي مطاليب او حقوق وطنية او قومية  في الوقت الذي كانت القضية القومية الاشورية  وقضية حقوق  شعبنا الاشوري  مشتعلة وتقودها الحركة القومية التحررية الآشورية وكنيسة المشرق  وتطالب بحقوق وطنية وقومية مشروعة في ارض الاباء والاجداد ورغم توجيهات الكنيسة الكلدانية بعدم الانخراط في السياسة مارست بعض الشخصيات الكلدانية السياسة في العهد الملكي  فمثلا  تم تعين البطريرك مار عمانوئيل الثاني عضواً في مجلس الإعيان من قبل الملك  فيصل الاول وكان في مجلس النواب  شخص او شخصان  من الطائفة الكلدانية عضوا منتخب فيه بصفته الشخصية وليس ممثلا عن الكلدان

وفي العهد الملكي ايضا لغاية 1958  حقق الكلدان في العراق الكثير من التقدم والنجاح وكانوا أكثر تعليماً وثقافة ومهنيا فالكثير منهم كانوا اطباء وأساتذة مدارس ومحاميين ومؤرخين وشعراء وكتاب وفنانين وعسكريين وغيرهم وعلى مستوى الأعمال والمشاريع فقد ساهم الكلدان مساهمة كبيرة في  تنمية الإقتصاد العراقي حيث كانوا نشطاء  في البنوك والاستثمار ودوائر الدولة وفي الصناعة والتجارة والأعمال الحرة وفي مرحلة معينة سيطروا سيطرة تامة على صناعة السياحة والفندقة وتمكنوا من خلق نمط جديد ومتمدن للحياة الإجتماعية في العراق حيث ساهموا في تأسيس أشهر الأندية الإجتماعية منها العلوية والهندية والأنوار وغيرها والتي كانت أندية النخبة الراقية والشخصيات المهمة في بغداد ولكن كانت بدون أية نشاطات ثقافية متعلقة بالكلدان انفسهم حيث كانت أندية عربية من حيث اللغة والثقافة ونمط الحياة وكلدانية من حيث أكثرية الرواد والإنتماء الطائفي

4 - الكلدان وحزب البعث (1968 - 2003) :
---
حزب البعث الفاشي وزع ظلمه بدون رحمه  بالعدل على كافة العراقيين دون استثناء اثناء فترة حكمه لخمسة ثلاثون سنة عجاف  ومنهم الكلدان لان البعث حزب قومي عنصري لم يكن للدين مكاناً كبيراً في فكره بقدر ما كان يفرض الإسلام كدين رسمي للعراق لهذا أصبح وضع الكلدان والكنيسة الكلدانية أكثر ابتعاداً عن الشأن السياسي والقومي لشعبنا  حالهم حال اغلب العراقيين  في ظل نظام قمعي واستبدادي  عدا بعض  ابناء شعبنا من  المنخرطين في احزاب وطنية وقومية ومنها (الحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكوردستاني والحركة الديمقراطية الاشورية) حيث رفعوا السلاح بوجه البعث  وقد حاول البعث  إستغلال وضع شعبنا الكلداني السرياني الاشوري المسيحي  في العراق بشكل عام وزجهم في في حربه التي لا معنى لها ضد ايران وغزويه لدولة الكويت  وكذلك زجه في حملة رفع الحصار عنه الذي فرضته الأمم المتحدة بعد طرده من الكويت في بداية عام 1991

في ظل ظروف  حكم البعث  القاسية والمعقدة  كان الكثير من الكلدان في بغداد والبصرة  والموصل  وكركوك  وغيرها عندما تسألهم  عن هويتهم القومية مثلا كان  جواب اغلبهم انه مسيحي كلداني  كاثوليكي  او مصلاوي  او عربي او  كوردي   وكان يخشى او يخجل ان يقول  انه من بلدة  تلسقف او باقوفا او تلكيف او مانكيش  او ارادن او بطنايا وغيرها من  القرية الكلدانية العريقة ذات الجذور التاريخية في العمق الحضاري والأكثر من هذا فبعض الكلدان  في العراق  تنكروا حتى لكلدانيتهم واصبحوا  يفضلون المسيحية أو الكاثوليكية لا بل فالبعض يفضل أسم (العرب المسيحيون) على الكلدان ففي  إحصاء العراق لعام 1977 اغلب الكلدان  ثبتوا في حقل القومية  اما القومية العربية او الكوردية وليس  كلدانية !! خوفاً من استبداد اجهزة البعث الفاشية

5 - خلاصة الجزء الاول :
----
ازاء ما تقدم  اتضح  موقف الكلدان والكنيسة الكلدانية  من الشأن السياسي والقومي لشعبنا  تاريخيا  خاصة وان الكنيسة الكلدانية  مؤمنة بمبادئها ومخلصة في توجيه  مؤمنيها بقناعتها نحو الطريق الصحيح في فصل الكنيسة عن التدخل  في  الشأن القومي والسياسي لشعبنا  وهذا موقف سليم ورصين  لا غبار عليه  في الدين المسيحي فالكنيسة الكلدانية لم تتدخل يوما عبر تاريخها ومنذ تأسيسها  في الشأن القومي او السياسي لشعبنا ولم تطالب بحقوق وطنية او قومية ولا ادعت بأن لإتباعها (قومية أو أثنية متميزة ومستقلة) وذلك لسبب بسيط جداً وهو لأنها كنيسة وتحمل مبادىء السيد المسيح له المجد العظيمة والنبيلة لهذا السبب لم يكن هناك أبداً حاجة للكلدان لتأسيس رابطة كلدانية قومية متعصبة بتدخل ومباركة اغلب اقطاب الكنيسة الكلدانية وفي مقدمتهم غبطة مار ساكو وهذا خطأ تاريخي كبير ستدفع ثمنه عاجلا ام اجلا !!

وانما هناك حاجة لرابطة كلدانية ثقافية واجتماعية وانسانية وخيرية مستقلة ورشيقة كذلك لم يكن هناك حاجة  لتوجيه البطريركية الكلدانية الرابط الاول ادناه  والذي تطلب بموجبه  من  الاخوة الأساقفة والاباء الكهنة الكلدان  تشجيع تشكيل فروع في ابرشياتهم !! اكرر (تشكيل فروع في ابرشياتهم) في هذه الحالة التدخل في الشأن السياسي والقومي لشعبنا اصبح واضح وصريح  خلافا لتاريخ الكنيسة الكلدانية والتوجيهات السابقة لغبطة مار ساكو بعدم زج الكنيسة في الشأن السياسي والقومي لشعبنا بعد ان جعلت الكنيسة الكلدانية عبر تاريخهم كما موضح في اعلاه الكلدان طائفة وليس قومية  تريد اليوم بطريقة مغلوطة  تأسيس قومية كلدانية جديدة  على ارض رخوة وبدون مقومات وعوامل القومية المعروفة ... انتهى الجزء الاول 

http://www.ankawa.com/forum/index.php?topic=786931.0


                                         انطوان الصنا
                      antwanprince@yahoo.com

غير متصل Farouk Gewarges

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 612
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
ألأستاذ أنطوان الصنا المحترم :

لا غبار على اصالة الأصل الآشوري لقرى وبلدات سهل نينوى المحيطة وعلى بعد دقائق عن عواصم أجدادنا الثلاث (نينوى , نمرود وخرسوباد) وكذلك القرى الممتدة شمالا حتى الحدود التركية والسورية , هذا ما يؤكدة التاريخ واللقى الاثرية المطمورة مع عظام الأجداد .
أن كان البعض منَا لا تروق له هذه الحقيقة وراح يبحث عن اسم قومي له او يروق له الانتماء الى أمة معينة فهذا من حقه وأنا شخصيا لن أصارع هكذا اختيار بالرغم من هشاشته لانه لن يدوم .

فاروق فيليب كوركيس / سان دييغو - كاليفورنيا