المحرر موضوع: التخلي عن الشعب  (زيارة 416 مرات)

0 الأعضاء و 1 ضيف يشاهدون هذا الموضوع.

غير متصل صبحي ساله يي

  • عضو فعال جدا
  • ***
  • مشاركة: 405
    • مشاهدة الملف الشخصي
    • البريد الالكتروني
التخلي عن الشعب
« في: 18:12 25/07/2015 »
التخلي عن الشعب
صبحي ساله يي
بقي ليوم 20/8/2015 بضعة أسابيع، في هذه الاسابيع هناك إحتمالان : أولها التوصل الى حلول سياسية وقانونية تتوافق مع تطلعات ومصالح الكوردستانيين ومنسجمة مع الواقع ومع منظور ما يفرضه العصر وما تفرضه الخصوصيات التاريخية والقومية والوطنية الكوردية، وثانيها: ان لايتم ذلك، رعاية لمصالح حزبية وتلبية لرغبات شخصية ومصالح واهداف مرحلية مدفوعة بدوافع ذاتية ونظرات ضيقة تعتمد على الخيال و التمنيات. وبين هذا وذاك والعبور وعدم العبور الى الضفة الاخرى وتحقيق المرام، كم هائل من العموميات الواضحة التي تفرض نفسها لبيان النيات التي تتحكم بالعقول والافكارخلال التعامل مع المستجدات والمتغيرات وتحليل المعادلات..
المخلصون بذلوا محاولاتهم الجادة وأبدوا إصرارا خلال الفترة الماضية على مواصلة الحوار مع كافة الاطراف وإعتبروا الحوار مهماً، بل في غاية الأهمية للكوردستانيين وللمصالح القومية والوطنية، وحرصوا على استمراره، وأبدوا المرونة خلال اجتماعاتهم وإبتعدوا عن الاثارة في تصريحاتهم، لتجنب إعطاء انطباع بأن المباحثات واللقاءات قد انتهت إلى الفشل، وكذلك لمنع لغة العقل والمنطق على ترك الساحة السياسية كي تستفرد الكتل البرلمانية في تبادل الاراء ووجهات النظر الموجبة، أو ترك الاقليم تحت رحمة المزايدات السياسية، أو لتسديد حسابات خاصة تتعلق بإنتعاش الرغبات الدفينة المعادية للكورد وكوردستان في ضوء تفاقم الأزمات في العراق وتطورات الاحداث في المنطقة.
هناك حقيقة لاجدال بشأنها وهى أنها لا الاحزاب المخلصة ولا الجماهير الكوردستانية تريد لهذه المباحثات أن تتوقف أو تصل الى الطريق المسدود، ولكن هناك مشكلات تقف في طريق أي صيغة ممكنة للحل تكمن في عدم الجدية في إتخاذ مواقف حاسمة وحازمة وملزمة للكوردستانيين بإنهاء هذا الملف والتوصل الى التوافق الفعلي المنشود، وتكمن أيضاً في أن بعض الاحزاب تتمسك بشروط تعجيزية وتطرح حلولا عدمية قديمة تدعو الى التجاوز على رغبات الشعب، بل ركن الشعب على الرفوف، وهذا غير ممكن ولا يستطيع المخلص أن يوافق عليه، وبخاصة أنه لايمكن الضمان ولو بالحدود الدنيا إستحالة الدخول في مرحلة جديدة من العنف بعد مرحلة الصراع الحالية في أي لحظة.
الشعب الكوردستاني الذي قطع في مسيرته الديمقراطية كل هذه المسافات الطويلة، وحقق الكثير من الإنجازات العظيمة، لا يقبل الاستسلام المجاني لرغبات يقف وراءها أناس يفضلون مصالحهم الخاصة على المصالح العامة، يعرف ويدرك أين أصبحت تقف قضيته ويتفهم مطامع الاخرين ونيات وتمنيات كل الساسة، ويعتبر أن ما تحقق من الديمقراطية في الاقليم يعتبر إنجازا، وأنه من الغباء وسوء التقدير العودة إلى نقطة البداية والتفريط في إنجازات دفع ثمنها الشعب والبيشمركه البواسل قوافل من الشهداء الأبرار.
الامل بالانفراج عن طريق الحوار والتفاهم والتوافق مازال طاغياً على الشعور بإنسداد الأفق أمام المباحثات للتوصل الى حل سياسي وطني او دستوري قانوني، والذي يحتاجه الشعب الكوردستاني هو ليس المزيد من المشكلات المحبطة والمربكة، لأنه يريد وحدة الكلمة والصف من أجل الحصول على المزيد من الدعم الخارجي الذي يعزز صموده بوجه الارهاب ويحميه من أن يقع فريسة لضغوط يلوح بها بعض أركان وأقطاب الحكومة الفدرالية...
المسافة إلى استحقاق يوم20/8 باتت قصيرة، وهذه تدعوا الى التسريع في الحوار والمكاشفة والمصارحة وإتخاذ المواقف الواقعية والعقلانية الشجاعة، وإبعاد تدخل دول الجوارفي شؤوننا الخاصة، ومواجهة الاستحقاقات الحالية والتطورات المستقبلية وتداعياتها، وخاصة لأن المنطقة برمتها تتجه نحو إعادة رسم ملامحها وخرائطها بعد أن فقدت الحدود المرسومة وفق إتفاقية سايكس بيكو الرهبة و الهيبة، وتتطلب تحاشي الوقوع في إرتكاب خطأ ممارسة سياسة التخلي عن الشعب في هذا المنعطف الاستثنائي الخطير من التاريخ ، لأن الشعب إن شعر بتلك السياسة وشاهدها لايسكت، وسيكون رده قاسياً وعنيفاً، وسيلعب لعبة التخلي عن السياسيين  الذين يريدون التخلي عنه ...